السبت، 22 أغسطس 2015

لا تقف عند كل هفوة

فيض الخاطر- (لا تقف عند كل هفوة).

(لا تقف عند كل هفوة)


من الناس من يجبرك على كرهه، ومن الناس من يجبرك على محبته، ومنهم من إذا رأته العين تعلق القلب به، لما له من أخلاق حميدة، وخصال فريدة، إذا قدم عليهم بشوا وهشوا في وجهه، وحيوه بتحية أهل الجنة، وإذا جلس في المجلس أفسحوا له، وإذا تحدث أنصتوا له، ويجلونه أعظم الإجلال، ويبجلونه أحسن التبجيل، ويحترمونه ويحسنون تقديره، ويعاملونه بما يحب ويرغب أن يعاملوه به، لماذا؟!!
لأنه عامل الناس بالصفح والعفو، ولم يتوقف عند كل هفوة من هفواتهم، أو زلة من زلاتهم، ويعكر صفو الحياة، ويضيق العيش، وينصب بينه وبينهم سوار القطيعة والبغضاء، فيكون للشيطان عليهم مدخلا وسبيلا، مما يؤجج صراع التدابر والغل والحقد، فتنشأ العداوات، ويزرع الشيطان في قلوبهم ـ الخاوية من الإيمان ـ الشكوك والظنون السيئة، والتي هي من وساوس الشيطان الرجيم، فيتيهون في متاهات مظلمة، تقودهم إلى اللعنة والطرد والإبعاد عن رحمة الله. 
وما ظنكم بمن طرد عن رحمة الله؟!!

كيف يهنأ بحياته؟ أم كيف يطيب له وضع اللقمة في فيه، وقد غضب الله عليه، وسخط أعظم السخط، حتى طرده عن رحمته، وأبعده عن دار مستقره ورضوانه!!

كتبه: راجي عفو ربه ورضوانه: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
عام/ 1433هـ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق