السبت، 22 أغسطس 2015

من هو العاقل؟!

فيض الخاطر- (من هو العاقل؟!).

(من هو العاقل؟!)


الحياة تجارب وتضحيات، العاقل فيها من يستفيد من تجاربه وتضحياته، ولا يتوقف أمام ما يعترضه من العقبات، بل يبذل جهده في الوصول إلى ما يصبو إليه، ولا يجعل للشيطان واليأس عليه سبيلا، فينفذ ما يريد بكل ثقة وإيمان وجلد، ليرقى بأمته في سلم المجد، ويدفع بها في مضمار الحضارات، والتقدم والرقي والابتكارات.

وإن من العجز والجبن ألا تفكر في حلول لما يواجهك في هذه الدنيا من المشكلات والعقبات، وتحاول أن تتهرب منها أو أن تتجاهلها، فإن كل ذلك من علامات اليأس، والانهزامية التي ترجعك إلى الوراء، فما تلبث حتى تكون في ركب العاجزين والبطالين، الذين تحمل الأمة همهم، في حين أنهم لم يفكروا لحظة في حمل هموم أمتهم...

وإن نفسا آمنت بالله حقا، فإنها لا تيأس من روحه ـ جل وعلا ـ ، لأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون... لا تيأس مهما ادلهمت الخطوب، وحلت الفواجع، فإن في ساحة قوم آخرين مصائب تدع الحليم حيرانا، فكلنا تحت مشيئة الله سبحانه الحكيم، الذي لا يقدر شرا محضا، ففي طيات المحن منحن، وفي صفحات البلايا عطايا، وهل ابتلانا الله إلا ليعافينا؟! وهل حرمنا إلا ليعطينا؟!!

فكن صاحب همة علية، ونفس أبية، عش الحياة على حجمها الطبيعي، ولا تتنازل قيد أنملة عن مبدئك القويم، فإن العقلاء يتمسكون بمبادئهم الحسنة، والتي لا تنافي الشرع الحكيم.

كتبه: عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الأربعاء: 22/12/1434هـ.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق