فيض الخاطر- (من أسباب انشراح الصدر).
(من أسباب انشراح الصدر)
قال
الله تعالى لخاتم رسله وأنبيائه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سياق ذكر امتنانه
عليه: (ألم نشرح لك صدرك). الشرح: 1. الآيات...
فانشراح
الصدر، ووضع الوزر، ورفع الذكر، خيرُ ما يمكن أن يتحصل عليه العبد حين يكون متذللا
لسيده ومولاه، عارفا فضله ونعمه، شاكرا لهباته وآلائه، لا يقدم حب أحد على حبه،
ولا طاعة على طاعته؛ بل يجعل نصب عينيه، وجل همه، وأعلى مناه، طاعةَ ربه ورضاه،
وهو مع ذلك سموحٌ عطوفٌ، لا يكثر الجدال والمخاصمة، يسعى في سعادة قومه، فينذرهم
النار والأهوال، ويذكرهم بالله الكبير المتعال، يتبع في ذلك سياسة رسوله الكريم ـ
عليه الصلاة والسلام ـ في الدعوة والإرشاد، والنصح والبيان "...وجادلهم بالتي
هي أحسن...". النحل: 125.
فبهذا
يرتفع مقامه عند الله، ويوضع له القبول في السماء والأرض، وتُبسطُ له المحبة في
قلوب الخلق، إذا علم الله منه الصدق والإخلاص، وإذا دعى إلى الله على بصيرة وعلم،
كما قال ربنا في كتابه: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن
اتبعني...). يوسف: 108.
وييسر
الله لمن كان هذا نعته، فيفتح عليه ما انغلق من أمور دينه ودنياه.
وأعظم
ما يهبه الله لمن أحب من عباده:
القناعة والرضا؛ فبذلك يستريح المؤمن، ويطمئن
فؤاده، ويأمن من صروف الدهر وفواجعه، فلا يقلق أبدا؛ بل هو موطن نفسه على ما يصيبه
من الآلام، فلا يجزع ولا يسخط ولا يتبرم؛ بل هو دائم اللهج بالتسبيح والتهليل
والتحميد، لله العزيز الحميد؛ لأنه عبد لله، والعبد وما ملك لسيده.
الأحد:
8/5/1435هـ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق