فيض الخاطر- (عامل الناس بأخلاقك أنت).
(عامل الناس بأخلاقك أنت)
إذا
عاملك الناس بالجفاء، وبما لا تحب أن يعاملوك به، فعاملتهم أنت بما لا يحبون،
ورددت السيئة بالسيئة، فثق ثقة تامة، أنك وهم في كفة واحدة، لا يفضل أحدكم على
الآخر بشيء، سوى أنكم مشتركون في الإثم والخطيئة، وأنهم فرضوا أخلاقهم عليك. كيف
أوضح لك أكثر؟ إذا عاملك شخص ما ، وقذفك بما ليس فيك، فكذبت أنت عليه، وسعيت في
تشويه سمعته، وقذفته كذلك زورا وبهتانا ، فيكون هذا الشخص قد فرض عليك أخلاقه
الشنيعة، حتى جعلك تعامله كما عاملك سلوكا وطريقة، فترد السيئة بالسيئة، وما ذلك
بسبيل المفلحين. وما المفترض علي فعله؟ الواجب عليك، والمفترض منك، أن تعامل الناس
بأخلاقك أنت، أخلاقك الطيبة، ولا ترد الصاع بالصاع، بل اعف واصفح وسامح، فإن الله
يعفو ويصفح، ويتجاوز، ويسامحك لأجل مسامحتك لأخيك المسلم، وعامل الناس بما تحب أن
يعاملوك به، حتى لو جفوا أو جاروا و ظلموا، كن سموحا لينا، تألف ولو لم تؤلف، تصل
ولو قُطعت، تبذل ولو حُرمت، تعدل ولو ظُلمت، عامل الناس بالتي هي أحسن، ولا تتطلع
لما في أيديهم من المصالح والمنافع، فما عند الله خير وأبقى.
كتبه: راجي عفو ربه ومغفرته: عبدالرحمن بن مشعل الحربي.
عام/
1433هـ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق