السبت، 22 أغسطس 2015

عقدة التغيير

فيض الخاطر- (عقدة التغيير).

(عقدة التغيير)


إن البعض إذا حدثته بالتغيير، أجاب بجواب ملبس عليه، هو من تدليس إبليس، ومن وساوس النفس الأمارة بالسوء، ألا وهو "هذا طبعي"، فيعيش في دائرة مغلقة، محاطة بالعقد الكثيرة، حتى يقع مصيدة في شباك الشيطان الرجيم، فينال من دينه وشرفه، ويخسر الدنيا والآخرة "ألا ذلك هو الخسران المبين"، فالتغيير شيء يسير، ولكن على من؟ على من يسره الله عليه، أما كون الواحد منا ينفي أن تكون لليد البشرية شيء في إصلاح نفسها وتغييرها، فهذا ما لا يقبله عاقل، ولا يصح عند العقلاء إجمالا وتفصيلا، انظر إلى حياة الفاروق ـ رضي الله عنه وعن سائر الصحابة أجمعين ـ عندما كان يقبع في زاوية الجهل والظلام، والسجود للأحجار والأصنام، وكيف يأس الصحابة منه، حتى قالوا ـ يائسين من توبته واعتناقه هذا الدين العظيم ـ : لو أسلم حمار آل الخطاب ما أسلم عمر بن الخطاب، وذلك لما رأوا عليه من أمارات الغلظة والقسوة، والشدة والصلابة، ومرت الأيام تطوي الأيام، والسنون تطوي السنين، وإذ بالفاروق يعلن إسلامه  ويشهر توبته على الملأ من قريش، وبإسلامه هذا أظهر الله أمر المسلمين على يديه...
فقط بإصرار حازم، وثقة بما عند الله، وإيمان جازم، ويقين صادق، تحقق ما تتمناه، وتغير ما أنت عليه من الطبع والسلوك، فتصبح لين القلب بعدما كنت قاسيا، ومنظما للوقت بعدما كنت فوضويا، وهاشا باشا بعدما كان العبوس يخيم على محياك، وواثق الخطى بعدما كنت مهزوز الثقة...
إذا التغيير شيء مقدور عليه، ولكن بالاعتماد على الله ـ جل في علاه ـ أولا، كما قال تعالى: ( وما توفيقي إلا بالله). ثم الأخذ بالأسباب، وعدم الاغترار بما أنت عليه من الهدى والصلاح، فإن ذلك من ضمن مداخل الشيطان الكثيرة على الإنسان، لإغوائه عن سبيل المفلحين، وجره إلى هاوية المغرورين، حتى يصبح عمله محبطا، فيصير إلى النار، وبئس دار القرار.  

كتبه: عبدالرحمن بن مشعل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.                                                                                                                    
الثلاثاء: 10/10/1433هـ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق