فيض الخاطر- (امتهان البطالة).
(امتهان البطالة)
مع
بزوغ الفجر، وإشراق الصباح، وتحت سماع زقزقة العصافير، تنطلق الحياة، وتبدأ القصة،
قصة الكفاح والمثابرة، والبحث عن الرزق وعن سبل الفلاح، فالمعلم المربي بين طلابه،
يرشد ويوجه ويقوم، والعامل المخلص في مهنته، فيبذل جهده ويسعى لإنجاز عمله على
أكمل وجه وأحسن طريقة، والفلاح في مزرعته، يحرث الأرض ويبذر البذور، حتى إذا ما
حان موسم القطف جنى حصاده غير منقوص، وكل الناس تتخذ لها سبلا لإبراز ذاتها
والتعفف عن سؤال الناس، وإن منهم من ابتدع البطالة مهنة يتكسب من خلالها رزقه
بطرقة ملتوية، وأسلوب بشع، في غاية الاستخفاف بحقوق البشر، وغاية الأمن من مكر
الله ـ جل في علاه ـ ، فيسرق ويطفف ويحتال، ولم يسلك الطريق الشريف، الذي به ينال
العزة والرفعة والغنى، إنه طريق البحث والكسب الحلال، والأكل المشروع الذي من صنعة
اليد، وإن البطالين الكسالى الذين لم يسعوا في أرض الله الواسعة، ولم يجدوا أو
يعملوا، إنهم لعبء ثقيل على المجتمع، وعالة على الوطن، فهم لم يسهموا في إنماء
أوطانهم، ولم يحركوا عجلة التطور والحضارة، بل على العكس من ذلك تماما، فبسببهم
تخلف المجتمع، وتراجع الإنماء والتطوير، وأصبح الوطن يحمل همهم، في حين أنهم لم
يفكروا لحظة بهموم أمتهم، وما تعانيه من الفقر والمسكنة، التي جعلتها في عين
العالم مثالا للتخلف والضعف.
الثلاثاء:10/10/1433هـ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق