(تجربتي الشعرية والنثرية)
في عام ١٤٢٦ تقريبا وعندما كنت في الصف السادس الابتدائي بدأت معي مسيرة الشعر والشعراء...كتبت عن الصحابة - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين - وعن فلسطين - حررها الله من أحفاد القردة والخنازير - وعن الحسد - أعاذنا الله والمسلمين منه أجمعين - وعن مواضيع أخر، طواها الزمن الغابر!
بالطبع كنت لا أعرف الأوزان والقوافي، ولكن ثمة رغبة تدفعني للكتابة والنظم الشعري، فكنت أنظم ما لا يصلح أن يسمى شعرا - بطبيعة الحال -؛ فأنا مبتدئ في مجال الشعر والكتابة والنظم، ولم أبحث عن مجيد في هذا المجال؛ ليطور من المهارات والقدرات التابعة لهذا الفن، أو لم أجد أحدا يمسك بيدي!
ومع التقدم شيئا فشيئا؛ وجدت أنني أقوم إنتاجي بتمزيق ما نظمت؛ حيث بدأت تتسع دائرة الإدراك لحقيقة ما أكتب - مع أنني لم أشم رائحة الأوزان بعد -؛ ولكنني كنت أنظم - أولا في بداياتي - بدون وزن ولا قافية، ثم تطور نظمي إلى قافية، ثم إلى وزن وقافية!
مضيت - بعزم واقتدار - نحو تحقيق الغاية المنشودة - خصوصا وأن أحدهم حطم من معنوياتي بأني لا أصلح للشعر ولا يصلح الشعر لي! -؛ فكان ذلك دافعا معنويا للمضي قدما نحو أن أكون في يوم من الأيام (شاعر الأمة الكبير) والكاتب في قضاياها الكبرى، وما تمس الحاجة إليه - من تصحيح مفاهيم، ورد على المشككين في ثوابت الدين ومسلمات العقيدة والقرآن الخ -.
وفي الصف الأول الثانوي عرضت إحدى قصائدي على أحد مدرسي اللغة العربية - وكان متمكنا في فنه، وله إسهام شعري جيد -؛ فاستحسن ما كتبت، وكتب بخط يده على الورقة: العاطفة جياشة، والقلم سيال، وأرجو أن يشار لك بالبنان فيما تستقبل من أيام...
كانت تلك دفعة أخرى نحو تحقيق الغاية المنشودة...
وفي حصة الإنشاء كان عنوان الدرس: (أريد أن أكون) فكتبت: (أريد أن أكون شاعرا) وأنشأت بقلمي في هذا الصدد عن غايتي المنشودة "كتابة الشعر في خدمة قضايا أمتي الإسلامية والإنسانية بعامة"؛ باعتبار ما للشعر من قوة ولذة، وتأجيج للمشاعر والوجدان.
وخرج قصيدي موزونا - لأول مرة - في عام ١٤٣١ عندما كنت في الصف الثاني ثانوي تقريبا...!
الغريب أنني كنت لا أقرأ كتبا أدبية، ولم أحلق في رحاب الأدب - إلا ما أتلقاه في التعليم الأكاديمي - ولكنني كنت مغرما باللغة العربية والأدب على وجه أخص، فمن أين أتت هذه القصيدة الموزونة أو هذه المقالات والخواطر والخطب؟
مع كل ذلك وغيره في ظني أنها جاءت من باب (كن مستمعا جيدا؛ لتكن متحدثا لبقا) فكنت أستمع كثيرا، وأقرأ؛ بل وأحفظ ما في كتب النصوص والأدب في التعليم النظامي.
كتبت عن الظلم والظالمين، وثورة سوريا، والوطن، والعقيدة، وفي الوجدانيات، والرثاء، والهجاء، وتعظيم الباري - جل جلاله -.
وأذكر - في هذا الصدد - أول كتاب أدبي قرأته كاملا، وهو (صور من حياة الصحابة؛ للدكتور/ عبدالرحمن رأفت الباشا) وكذلك (صور من حياة التابعين) وهما من إهداء سيدي الوالد الكريم - حفظه الله في الدنيا، ورفعه منازل في الأخرى -، وتأثرت بهذين الكتابين أيما تأثر، فلله در الكاتب، ولله در المهدي، ويعفو الله عني!
وإلى الآن لم أقرأ أدبيا - كما ينبغي -، وما يخرج إلا ما تكنه الصدور، وتكتنفه النفوس، وتحتويه المشاعر، وتصدقه العواطف!
وللحقيقة أقول: لم أكتب يوما في تكلف؛ بل ما يخرج مني إلا عفوا؛ ولذلك - وغيره - تلحظ أن إنتاجي الشعري يعد قليلا، وليست العبرة بالكثرة والكم؛ بل بالكيف والمعنى، وما أجمل العفوية في كل شيء! (وما أنا من المتكلفين). ص.
وكنت أكتب تعريفا بهواياتي فأقول: (كتابة الشعر والمقالات والخواطر).
وقد عودت نفسي على الكتابة؛ فتجدني أسجل مذكراتي شبه اليومية - من مقابلات، واختبارات- وأحداث جارية- وخواطر خاطفة...الخ-؛ فكان القلم طوع يدي؛ أوجهه حيث أشاء؛ مسجلا بذلك تاريخي الغابر والحاضر والمستقبل!
ولي قلم في أنملي إن هززته ** فما ضرني ألا أهز المهندا؟!!!
بقلم/
أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الثلاثاء ١٤٣٩/٤/١٥.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق