فيض الخاطر- (ونطق الرويبضة).
(ونطق الرويبضة)
جاء في الطبراني عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قوله ـ وهو يصف آخر
الزمان وصفا دقيقا ـ : (..."ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون
فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة". قيل: وما الرويبضة؟! قال: "السفيه
يتكلم في أمر العامة"!).
وصدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلقد وقع ما أخبر به (وما
ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحيٌ يوحى). النجم.
فلقد رأينا رويبضة هذا الزمن، أتباع ابن أبي رغال، ومسيلمة الدجال،
ذيول الغرب الصليبي الكافر، ومتبعي الشهوات،الناعقين بمطالبة المجتمع المسلم
بالتحرر من دينه، والانفلات من مبادئه، والانسلاخ من مسلماته وثوابته، واتباع
الغرب الكافر المادي في كل ما يُصدِّره للعالم من ثقافات وأفكار، حتى بات واضحا
للعيان كفر هؤلاء الكارهين لدين الإسلام الحنيف، الذي هو دين الوسطية والاعتدال
وحفظ كرامات الناس وحقوقهم، لا كما يدعي أتباعُ الكذاب مسيلمة من أنه دينٌ يأخذ
بأتباعه إلى الجاهلية الأولى، ويقودهم إلى كهوف الرهبنة والرجعية.
إن مما يطالب به القوم من أهل الزندقة، من العلمانيين
والليبراليين، من تحكيم العقل، ورفض النقل، والخوض في آيات الله ـ جل وعلا ـ
والحرية ـ كما يزعمون ـ واتباع ما يصدر عن الغرب الصليبي من أفكار وثقافات دخيلة
على المسلمين، لا يرتابُ عاقلٌ، بل من عنده أدنى ذرة من عقل سليم أنهم يدعوننا إلى
اتباع ملة اليهود والنصارى، قال الله تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى
تتبع ملتهم...). البقرة
إن مما يطالب به العلمانييون والليبرالييون في هذه البلاد المباركة
ـ حرسها الله ـ بلاد التوحيد، ومنطلق الرسالة المحمدية، هو أن نواكب كل جديد
وحضاري، ولو كان ذلك على حساب ديننا وقيمنا ومسلماتنا ومبادئنا وشرفنا، وبين ما
يطالبوننا به وبين استجابتنا له، كما بين المشرق والمغرب فنحن قومٌ أعزنا الله
بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله، كما قالها قبلُنا فاروق
الإسلام، عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ.
وويلٌ لهؤلاء الزنادقة الفجار، ويلٌ لهم من عذاب الله الدنيوي، وفي
الآخرة أشد نكالا، وأعظم وبالا وخسرانا "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في
الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة...). النور
ومما يطالبوننا به: نزعُ الحياء من الله في قلوبنا، ليظهر على
جوارحنا!
يظهر ذلك فيما يكتبون ويسطرون
في صحفهم ومجلاتهم الضارة ـ التي من خلالها ينفثون سمومهم، ويبثون أفكارهم،
ويعلنون كفرهم بالله العظيم وإلحادهم ـ منبهرين بما يقدمه الغرب من ثقافات وأفكار، وصناعات وتقنيات واختراعات،
مشمئزين من دين محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ.
يعشقون الحرية، ويطالبون
بها، وينتقدون الإسلام! وكأن دين الإسلام ناقص، يحتاج إلى من يكمل تشريعات دستوره
الكريم!!
لم يسمعوا قوله تعالى: (...اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم
نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا...). المائدة.
"قاتلهم الله أنى يؤفكون".
الحرية في الإسلام مقيدة بضوابط معينة معروفة، تمنع من التعدي على
الآخر، من انتهاك حقوقه، أو بخسه أشيائه، أو الإستهزاء به، أو السخرية منه، أو
قذفه في عرضه، إلى غيرها من الأخلاق الذميمة، والصفات القبيحة، التي جاء الإسلام
وحرمها على أتباعه، بل ودعاهم إلى التحلي بالأخلاق الفاضلة؛ من الصدق والوفاء
والبر والصلة والإكرام والسلام والشجاعة والعزة والتقوى ولين الجانب وكف الأذى
والجهاد والصبر والمحاسبة، إلى غير ما هنالك من الأخلاق العالية، والمعاملات
الراقية، التي جاء الإسلام بها، أو أكد عليها.
فدين الإسلام شاملٌ لكل حاجات البشرية، ضامنٌ لهم الحياة السعيدة، والمناخ
السلمي الاجتماعي.
وهو صالحٌ لكل زمان ومكان، ويفي بمتطلبات الجميع، كما قال ربنا ـ
جل في عليائه ـ في كتابه الحكيم: (...ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو
في الآخرة من الخاسرين).
فكيف بعد هذا تنتقدون الإسلام، وتستدركون عليه،
وتصفون أتباعه بالمتخلفين والرجعيين؟!!
إنه ما اتبع أحدٌ هواه إلا ضل، وما حكم أحد عقله في كل شيء إلا زل،
وما رفض النقل الصحيح أحدٌ إلا غوى وهوى في دركات الضلال والجهل، نعوذ بالله من
الخذلان.
بقلم: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
1435
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق