الأحد، 14 يوليو 2019

شذرات من ذكريات علي الطنطاوي

(شذرات من ذكريات علي الطنطاوي)

الحمدلله الأكرم، علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ثم أما بعد:
فمن ألذ وأنفع ما يشغل المرء به وقته؛ قراءته للكتب النافعة، السهلة المرام، القريبة من الأفهام.
وإنني - تحدثا بنعمة الله عليه - أزعم أنني نجحت بنفسي وجهدي وتفكيري وتخطيطي - بعد توفيق الله لي وتشجيع البعض وتصويبهم وتوجيهم لي - في مشروع أن أكون كما أريد...( شاعرا ينصر قضايا أمته الإسلامية...) وقد بدت بوادر تحقيق هذا المشروع جلية ظاهرة، وأنا بنفسي أعلم مواضع الخلل لدي في مجال الشعر وغيره، ولكنني - أيضا - أشعر بالتطور المستمر والمتصاعد، وأنني بإمكاني وفي قدرتي وحولي أن أكون في مكانة أسمى مما أنا عليه الآن؛ فكرا نيرا، وشعرا ونثرا وإبداعا في الأسلوب والطرح والعرض...
وقد كنت كتبت مقالا قبل هذا له صلة بما أنا بصدده الآن، وبينت فيه أنني لم أقرأ في الأدب ما ينبغي علي قراءته، أو ما يكفيني ويرويني؛ لأسطر شعرا ونثرا خالدا، وإبداعا متألقا متجددا؛ سوى ما أتلقاه في التعليم الحكومي أو النظامي أو الأكاديمي... وأنني ما قرأت كتابا أدبيا محضا إلا كتاب (صور من حياة الصحابة) و (صور من حياة التابعين) للدكتور/ عبدالرحمن رأفت الباشا، وهما من إهداء سيدي الوالد - حفظه الله ورعاه - عندما كنت في آخر الثانوية تقريبا.
ما أردت قوله:
هو أنني وقعت على كتاب بعنوان (مدمن كتب... ثمانون عاما بين الكتب) للشيخ/ وضاح بن هادي؛ يتكلم فيه عن شيخنا الجليل، أديب الفقهاء، وفقيه الأدباء، قارئ المليون، الفقيه القاضي، المجاهد في سبيل الله بلسانه ومداده وروحه/ الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأعقب له في ذريته خيرا -...؛ فكان هذا الكتاب من أهم الأسباب فيما دعاني وحفزني وأثارني، وشحن في نفسي طاقة هائلة لقراءة كتاب من أجل وأعظم كتبه؛ ألا وهو كتابه (الذكريات... ذكريات علي الطنطاوي)...
الكتاب يقع في ٣٠٠٠ صفحة وتزيد قليلا... في ثمانية أجزاء عدا جزء الفهارس والصور...
ابتدأت قراءته في يوم/ الثلاثاء بتاريخ ١٤٤٠/٧/٢٦، وفرغت منه في يوم/ الأحد بتاريخ ١٤٤٠/١٠/٢٨، في تمام الساعة الواحدة وخمس دقائق ليلا، ولم أقرؤه في رمضان إلا في الخمس الأوائل منه تقريبا...
وقد عشت معه أجواء أدبية وثقافية وفكرية وشرعية، مرة يضحكني بأسلوبه ولهجته وبساطته، ومرة يثيرني ويحفزني ويدفعني للأمام، ومرة يذكرني ويعظني ويبكيني، وإن من البكاء ما لا تدمع له العين، ولكنه أبلغ من مدمع العيون، إنه بكاء القلب! بكاء الألم والحسرة! بكاء التفريط والتقصير والضياع والتشتت والتذبذب!
وجدته أسلوبا سهلا ماتعا؛ يندرج تحت (أسلوب السهل الممتنع) وهذا يؤيده كل من قرأ لشيخنا - رحمه الله وأسكنه منازل الأبرار -...
والحقيقة أن الشيخ - كما أنصف من نفسه - من عيوبه الاستطراد، وهو ليس عيبا، ولكني بإمكاني تلخيص كتابه هذا في مجلد، وسأفعل إن شاء الله في قابل الأيام والليالي...
المقال بعنوان (شذرات من ذكريات علي الطنطاوي)، سأضع بين يدي القارئ الكريم جملا وعبارات تتضمن أقوالا وحكما وعظات ودروسا وعبر وتوجيهات سديدة، وآراء حصيفة؛ نابعة من قلب مخلص موحد - نشهد له بذلك ولا نزكيه على الله؛ فمن قرأ سيرته أو ذكرياته؛ رأى أمة في رجل! -؛ فأقول - متوكلا على الله وحده -:
١- والنسيان آفة الإنسان، وإن كان نعمة من الله. ولو لا أن المرء ينسى آلام الحياة؛ ما استطاع السكون إليها ولا الرضا بها! ١٧/١.
٢- وقف حمار الشيخ في العقبة... المثل خلد ذكر الحمار، ونسي اسم الشيخ؛ ليعلمنا أن خلود الأسماء؛ ليس الدليل على عظمة أصحابها! ١٩/١.
٣- بعض الحق أقرب إلى الباطل! ٢٥/١.
٤- ما العيش إلا الذكريات! ٢٧/١.
٥- دنيا طالب العلم؛ مكتبته! ٢٧/١.
٦- وكانت نساؤنا كمنازلنا؛ يسترها عن العيون الحجاب السابغ؛ فلا يبدو جمالها إلا لمن يحل له النظر إليها؛ فهتكت الأستار عن المرأة وعن الدار! ٣٤/١.
٧- الدردجة في اللغة: أن يتوافق اثنان في المودة. ٣٧/١.
٨- قد يعيش المرء سعيدا في الكوخ، وقد يشقى في القصر! ٤٣/١.
٩- ولقد رأيت أول عهدي بها ما كره إلي العلم وأهله، ولو لا أن تداركني الله بغير معلمي الأول؛ لما قرأتم لي صفحة كتبتها، ولا سمعتم مني حديثا أو خطابا ألقيته؛ بل لما قرأت أنا كتابا! ٤٥/١.
١٠- نشأت أول ما نشأت على الوحدة؛ لم ألعب يوما مع الأولاد في الحارة، ولا زرت أحدا من لداتي ولا زارني؛ فكنت طول عمري عائشا وحدي، أنيسي كتابي، وإن زرت؛ فالكبار من تلاميذ أبي، أو إخوانه، وكان يصحبني أحيانا معه؛ فأستمع ولا أتكلم؛ لأن الصغار لا يتكلمون في مجلس الكبار؛ لذلك كنت في المدرسة متوحدا منفردا! ٥٥/١.
١١- ما نفع قوم مسلمين بأسمائهم وألقابهم، كافرين بأقوالهم وأفعالهم؟ ١٢/٢.
١٢- من لا يفي لربه بخمس صلوات في اليوم ما فيها إلا سعادته وصلاح أمره؛ لا يمكن أن يفي لأمته ولا لوطنه!  ١٢/٢.
١٣- لا يوجب الإسلام على من دخل فيه زيا معينا، ولا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتخذ زيا معينا، وما جعلت للقضاة ثياب يعرفون بها، وللعلماء وللجند وللتحار إلا بعد اختلاطنا بالفرس في صدر الدولة العباسية. ١٦/٢.
١٤- ما في الإسلام زي خاص لا يجوز غيره؛ فليلبسوا ما شاؤوا؛ على ألا يكشف الثوب عورة، ولا يشف من رقتها، ولا يصور من ضيقه حجمها، ولا يكون خاصا بغير المسلمين... ولا يكون ثوب شهرة... ولا يكون ثوب حرير. ١٦/٢.
١٥- وأنا متهم من مطلع الشباب بالجرأة والإقدام، وأني طويل اللسان، صامد الجنان، وأني إن هجمت؛ لم أبال العواقب! ١٩/٢.
١٦- شهد له الزيات الأديب الكبير فقال: (الأستاذ علي الطنطاوي أو الشيخ علي الطنطاوي كما يحب أن يدعى؛ ثمرة ناضجة من ثمار الثقافة العربية الحديثة. ٢٠/٢.
١٧- أدرت اللجنة العليا لطلاب سوريا... من سنة ١٩٢٩ إلى أواخر سنة ١٩٣١. ٢١/٢.
١٨- وأنا رجل متوحد، إذا جاوزت المجالس الخاصة التي أكون فيها مع من لا أحتشم من إخواني، والتي أنطلق فيها على سجيتي؛ لم أستطع مخالطة الناس، ولا الاندماج فيهم إلا من وراء صحيفة المجلة أو الكتاب، أو من فوق منبر الخطابة، أو من خلف لوحة الرائي، أو سماعة الراد! ٢١/٢.
١٩- وأنا فوق ذلك قد مارست الصحافة؛ كتابة فيها واحترافا لها، والتعليم في جميع مراحله - من المدارس الأولية في القرى إلى أقسام الدراسات العليا في الجامعات -، وعلمت شبابا ومشايخ، وعلمت بنات. في دمشق وقراها، وفي العراق أدناه وأقصاه، وفي لبنان، وفي هذه المملكة، حجازها ونجدها. واشتغلت بالقضاء قاضيا في أصغر محكمة، إلى أن غدوت مستشارا في محكمة النقض في دمشق، ومحكمة النقض في القاهرة. وكتبت القصة والمقالة، وألفت مسرحيات، وساعدت على إخراجها، وسرت في أرض الله شرقها وغربها. وأعددت نفسي لذلك بالدراسة النظامية إلى آخر مراحل الدراسة في بلدي، وفي القراءة على المشايخ كما يقرأ طلاب الأزهر، وبالمطالعة الدائبة المستمرة في كل علم وفن. ٢٩/٢.
٢٠- وكم ضاع صوت حق في صخب العامة. ٣٤/٢.
٢١- الله خلقني كالخط المستقيم: إن قلت؛ لم أكذب، وإن وعدت؛ لم أخلف، فمن كذب علي أو أخلف وعده لي؛ جاهرته باللوم، أو عاقبته إن كرر ذلك بالهجران. ثم إني صعب القياد؛ لا أحد يستطيع أن يسيرني في طريق لا أريد السير فيه، أو ينطقني بقول لا أعتقد صحته، ولطالما لقيت في سبيل امتناعي هذا الشدائد، وأصابني الأذى من الحكام، ومن غيرهم من الظلام؛ فكنت إذا انهزمت؛ كسرت سيفي، لكن لا أسلمه إلى عدوي، ولا أرفع له - لأنجو منه - الراية البيضاء؛ لذلك ابتعدت عن كل حزب أو هيئة أو جماعة أن أصير عضوا فيها. ولطالما ظن قوم أنهم استغلوني حين جاؤوا بي أخطب في ناديهم، وأنهم سخروني فيما يريدون؛ ما دروا أني أنا أسخرهم فيما أريد! ذلك أن لي غايات ثلاثا؛ ما عدلت عن واحدة منها، ولا استبدلت بها، وما حدت عنها، ولا جئت يوما - ولله الحمد - بما يعارضها وينافيها؛ هي الدعوة إلى الإسلام، وإلى العربية، والدفاع عنهما، وبيان محاسنهما، والدعوة إلى القوة، وإلى مكارم الأخلاق! ٣٥/٢.
٢٢- وكان عندي موهبة الخطابة على أكمل صورها، يكفي أن أصعد المنبر، وأواجه الناس، حتى يتدفق علي سيل الكلام.
والارتجال من أصعب الأشياء... ولكن الملكة المكتسبة تسهلها، والمرانة تهونها، حتى لا يشعر الخطيب بها، ولا يحس ثقلها، وإنما يستمتع بها. ٣٨/٢.
٢٣- وأنا أعلو هذه المنابر وأعتادها من يوم خطبت أول خطبة لي على درج مدرسة طارق بن زياد الابتدائية في دمشق سنة ١٩٢١. ٣٨/٢.
٢٤- وأنا رجل متوحد منفرد، وقد نشأت نشأة فقر. بتصرف يسير ٣٩/٢.
٢٥- والمرء يرضى بطعامه الذي لا يعرف غيره، حتى يذوق ما هو أطيب منه! ٤٣/٢.
٢٦-  وهموم الحياة يجمعها عنوان الوداع! ٤٤/٢.
٢٧- العوامل في تكوين شخصيات الأدباء في خمس، هي: الزمان والبيئة والثقافة والوراثة والحالة الجسدية. ٩/٣.
٢٨- اللسان الصادق يصنع ما لا يصنع السنان الصائب! ١٥/٣.
٢٩- فما ذهبت عزة الإيمان في نفوس المسلمين، ولكن خبت نارها؛ فهي تحتاج إلى من ينفخ فيها. ١٥/٣.
٣٠- الشام كله من جنوبي تبوك في اصطلاح العرب الأولين إلى جبال طورس بلد واحد... أخوة ربطت عقدتها يد الله؛ فلن تحلها يد بشر، أمة واحدة بنص القرآن الذي هو دستور السماء؛ فلن تصير أمما، ولو اجتمعت دساتير الأرض على تفريقها. ١٧/٣.
٣١- وهل حياة المرء إلا في قلوب أصدقائه، ووجوه أصحابه، وجوانب داره، ومشاهد بلده؟! ٣٦/٣.
٣٢- وما أكثر الأيام التي رجعنا فيها إلى الله ذراعا؛ فرجع إلينا خيره باعا؟! وما أكثر ما نسينا بعد ذلك وابتعدنا؟! ٣٨/٣.
٣٣- الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يتجاوز في سفره إلى الشام مدينة بصرى. ٣٩/٣.
٣٤- المملكة العربية السعودية... دار الأمان... البلد الذي لم تدنس ثراه أقدام مستعمر كافر، ولم ترفرف فوقه راية لفاتح كافر، البلد الذي خلق حرا، وعاش حرا، وبقي حرا. ٥١/٣.
٣٥- وما أحسب بقعة في الأرض قيل فيها من الشعر ما قيل في الحجاز ونجد، وحسبكم "حجازيات" سيد شعراء الغزل: الشريف الرضي. ٥٧/٣.
٣٦- والواقعية في الأدب ليست بسرد ما وقع فعلا؛ بل بما يمكن أن يقع. ٦٦/٣.
٣٧- وربما كان الجهل نعمة على صاحبه أحيانا! ٦٧/٣.
٣٨- فما كان اليهود أبدا أولي بأس وقوة، ولا كانوا أولي نبل وشهامة؛ بل بقوة من يقوم وراءها؛ يحميها ويقويها على باطلها، ويمدها بما يزيد عدوانها! ٨/٤.
٣٩- ومن القراء المشهورين من يظهر النون في مواضع إخفائها؛ كالشيخ عبدالباسط. ١٢/٤.
٤٠- فأمكنة الآثار؛ هي أوعية التاريخ. ٢١/٤.
٤١- وما انتسبت في حياتي إلى حزب ولا جمعية ولا هيئة، وكل ما عملته؛ عملته وحدي؛ صادرا عن إيماني وقناعتي. ٣١/٤.
٤٢- ومما ركب الله في طبعي أنني طري باللطف، أبي على العنف؛ فمن جاءني من باب اللين والمسايرة والرفق؛ غلبني، ومن جاءني من طريق التحدي والمكاسرة؛ نازلته؛ فكسرني أو كسرته! ٣١/٤.
٤٣- وكان من عادتي في دروسي أن أدع الباب مفتوحا؛ فمن شاء أن يدخل؛ دخل، ومن أراد من طلابي أن يخرج؛ خرج، لا أمنعه ولا أجبره على أن يستمع إلي بالعصا... ما كنت أمنع إلا شيئا واحدا؛ هو أن يحدث الطالب صوتا يعكر علي صفاء درسي! ٣١/٤.
٤٤- وأنا مهما حاولت أن أروض نفسي على طاعة المفتشين والرؤساء؛ لا أستطيع، وأجدني مدفوعا دفعا لا يقاوم إلى المنازلة، وإلى مجابهة من يأمرني وينهاني مستعليا بما يكره...! ٣٢/٤.
٤٥- البصرة أنشئت على عهد عمر العبقري - رضي الله عنه -. ٣٧/٤.
٤٦- وجود نساء مضيفات يسافرن بلا محرم، ويبتن حيث نعلم ولا نعلم؛ عادة سيئة؛ يحرمها دين الإسلام، وتأباها خلائق العرب. ٤١/٤.
٤٧- الإنسان تملكه العادات وتسيره، ومن أصدق ما قال قائل شطر بيت المتنبي "لكل امرء من دهره ما تعودا" وإن كان شطره الثاني أسخف ما قال القائلون! قال حفيده في الحاشية: الشطر هو "وعادة سيف الدولة الطعن في العدا"! ٤٢/٤.
٤٨- فأنا من صغري لا أحب دخول الأسواق، ولا أكاد أشتري بنفسي شيئا! ٤٦/٤.
٤٩- وما في الوطن لذة كلذة الإيمان. ٥/٥.
٥٠- والمرء يولد فيه كل يوم رجل جديد، ويموت رجل قديم! ١٢/٥.
٥١- كتبت في كل موضوع شغل الناس: في الدين وفي الإصلاح وفي السياسة وفي الاجتماع، فإذا هدأت الحياة عندنا قليلا - وقلما تهدأ -؛ كتبت في الأدب. وكذلك كنت في دراستي ومطالعتي؛ أقرأ كل شيء ولكن للأدب أكثر أيامي وجل اهتمامي؛ قرأت من كتب الأدب العربي القديم كل الذي وصلت إليه يدي!... سردت الأغاني سردا وأنا في أوائل المدرسة المتوسطة! ١٥/٥.
٥٢- بدأت بالمنفلوطي... ثم للعقاد والمازني والرافعي والزيات وحسين هيكل وصادق عنبر. ١٦/٥.
٥٣- لما فكرت في دخول القضاء، وأعددت نفسي للمسابقة...؛ تركت الأدب وأهله، وجانبت كتبه، وعكفت عكوفا كاملا على كتب الفقه: الفقه المذهبي وغير المذهبي، في مثل كتاب "إعلام الموقعين" و "زاد المعاد" و "فتح الباري" و "سبل السلام". ١٧/٥.
٥٤- من أقرب كتبي إلى الطبع، وأبعدها عن التصنع، وأكثرها غليانا؛ كتاب "هتاف المجد". ٤٢/٥.
٥٥- كان الشاعر العربي في الجاهلية يهتم بأمرين: بالحب وبالحرب؛ فكان أوسع فنون الشعر عندهم: فن الغزل، ثم فن الفخر والحماسة. ٤٧/٥.
٥٦- والشيخ البشير الابراهيمي الذي طالت صحبتي إياه... وهو عالم طلق اللسان، ناصع البيان، يتدفق الكلام من فيه تدفقا بلا لحن ولا زلل. ٥٢/٥.
٥٧- الأمير عبدالقادر الجزائري، هذا المجاهد البطل، الذي بسط يديه على الجزائر خمس عشرة سنة؛ يحكمها وحده، بيد تحمل المصحف، وتؤسس على التقوى الحكومة الحرة العادلة، ويد تحمل المسدس، وتدفع عن البلاد القوى المعتدية الظالمة. ٨٢/٥.
٥٨- حاربنا اليهود بالسلاح الذي أخذوه من أميركا، وبالرجال الذين جاؤوهم من روسيا، وحاربونا بالبنات! ٩٥/٥.
٥٩- وأظهر سمات العروبة الغيرة على الأعراض، والإغراق في صيانة النساء، وليس في الدنيا عربي لا يغار على حرمه، ولا يصون عرضه وشرفه! ٧/٦.
٦٠- لم أكن يوما ممن يدفع إلى الثورة التي تراق فيها الدماء، وتزهق الأرواح، ولا ممن يريد الفساد في الأرض وقطع حبال الأمن.
أنا أدعو إلى الله على بينة، وبالحكمة والموعظة الحسنة؛ فإذا جاء الجهاد الذي أمر به الله؛ لإعلاء كلمة الله؛ جاهدنا الكفار والمنافقين، وأغلظنا عليهم، ولم ندخر وسعا ولم نقبل إلا بإحدى الحسنيين: الظفر أو الشهادة.
أما النفخ في نار الثورة، وأن تكون البلد فوضى، وأن يقتل الأبرياء؛ فما كنت في يوم من الأيام من يصنع هذا، أو يدعو إليه. ١١/٦.
٦١- إذا خشع جبار الأرض؛ رحم جبار السماء! ٢٥/٦.
٦٢- الشيوعية لا تذهب فقر الفقير، ولكن تذهب بغنى الغني؛ فتحقق المساواة، ولكن في الحاجة والفقر! ٥٩/٦.
٦٣- وكان كلام في بدعة الاشتراكية وأنها ليست من الإسلام؛ فقلت لهم: كيف؟ وقد ذكرت في القرآن؟
فتعجبوا وقالوا: أين ذكرت؟
قلت: في قوله تعالى لإبليس: (وشاركهم في الأموال والأولاد). الإسراء. ٦٢/٦.
٦٤- ومصر أم الرجال! ٨٨/٦.
٦٥- وأنا في العادة لا أكتب خطب الجمعة التي ألقيها. ٩١/ ٦.
٦٦- وكل منبر في كل مسجد منبر رسول الله، لا يقال من فوقه إلا ما يرضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ٩٣/٦.
٦٧- ولو لا أن الخطبة شعيرة من شعائر الدين، وفريضة من فرائض الإسلام، وأنه لا بد منها؛ لفضلت أن تنكسر رجلي عن أن أزعم لنفسي أني أصلح لهذا المقام! ٩٣/٦.
٦٨- الجنون هو الحرية المطلقة! ١١٤/٦.
٦٩- السكين لفظة تؤنث وتذكر. ٨/٧.
٧٠-النساء في العادة أكثر إمساكا، وأقبض يدا من الرجال! ١٢/٧.
٧١- أما الطريقة التيجانية... موقعها من الفرنسيين في الشمال الإفريقي، مثل موقع القاديانية في الهند من البريطانيين؛ كانوا أعوانا للاستعمار! ٣٤/٧.
٧٢- المعجم الذي لم يؤلف مثله وهو "مقاييس اللغة" للإمام أحمد بن فارس. ٥٨/٧.
٧٣- الثقافة تشمل عادات المرء كلها: في شرابه وطعامه، وفي مشيه وقيامه، وفي صوته وكلامه، وفي لبسه وهندامه - الهندام كلمة فصيحة -. ٦٢/٧.
٧٤- الإسلام لا يعارض الأوضاع المدنية، ولا ينافي الأعراف الاجتماعية، التي ليس فيها مخالفة ظاهرة لشرع الله. ٦٣/٧.
٧٥- للثقافة أو العلوم مصدران : كسبي وتوقيفي... ومصادر العلم المكتسب وطرقه هي: الحواس والخيال والعقل. ٦٤/٧.
٧٦- إذا أطلق القلب في القرآن؛ أريد به مطلق اللب، لا هذا القلب المادي الذي يضخ الدم. ٦٩/٧.
٧٧- العلم تخصص وتعمق، والأدب أخذ من كل شيء بطرف. ٦٩/٧.
٧٨- كلفني السراج - وزير الأوقاف أيام الوحدة مع مصر - بوضع مناهج الكليات الشرعية؛ فوضعتها كلها وحدي بعد أن استشرت علماء الشام وحاورتهم. ٧٤/٧.
٧٩- ومن نكد الدنيا أن مسرتها مشوبة بالألم، وأن المرء لا يستحلي الشيء إلا إن خلت يده منه، وقد كان يزهد فيه لما كان في يده، وأنه يشتهي ما يمنع منه، ويمل مما يعرض عليه! ٥/٨.
٨٠- ولحمل صخرة تصعد بها إلى الجبل؛ أهون من مجالسة سمين ثقيل الدم! ١٣/٨.
٨١- وضبط الفصل وإدارته؛ أصعب من إدارة وزارة كاملة؛ لأن الوزير يكلم ناسا كبارا يعقلون، ويقدرون النتائج، ويفكرون قبل أن يعملوا، والمعلم يخاطب صغارا؛ لا يقدرون العواقب، أيديهم إلى العمل؛ أسرع من رؤوسهم إلى التفكير؛ بل لعلهم لا يكادون يفكرون! ٢١/٨.
٨٢- لقد قرأت أكثر من مليون صفحة!
وأعرف من قرأ أكثر مني؛ كالأستاذ العقاد، والأمير شكيب أرسلان، ومحمد كرد علي، ومحب الدين الخطيب - رحمهم الله -!!!. ٢٢/٨.
٨٣- المرء لا يحس بالراحة إلا إن جاءت بعد التعب "أعدت الراحة الكبرى لمن تعبا"... فالعمل نعمة، إي والله من أكبر النعم! ٢٣/٨.
٨٤- إن العمل نعمة، ولا يدفع عن الإنسان هم الوحدة، ولا ينسيه أحزان الدهر، ولا يجعله يعرف قيمة العطلة أو العيد؛ إلا العمل! ٢٥/٨.
٨٥- إن لكل عصر وثنيات، ووثنية هذا العصر: المبالغة في تقدير العلم.
إنهم يقولون كما قال الأولون: إنما أوتيته على علم عندي! ٤٠/٨.
٨٦- ومن مزايا تاريخ الطبري أن سيرة ابن إسحاق التي شاع أنها مفقودة؛ هذه السيرة موجودة في تاريخ الطبري. ٤٩/٨.
٨٧- كحلت عيني بمشهد الكعبة أول مرة سنة ١٣٥٣. ٥٣/٨.
٨٨- لقد ربحنا بهذه الحضارة الوقت، ولكن خسرنا العواطف والذكريات! ٥٥/٨.

تمت بحمد الله، وهذا لا يشكل واحدا من ألف من الفوائد واللطائف والحكم المبثوثة بين ذكريات شيخنا؛ رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأعقب له في ذريته خيرا.

حرره/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
حارة المكيسر- الدوداء- السبت ١٤٤٠/١١/١٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق