‏إظهار الرسائل ذات التسميات فيض الخاطر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فيض الخاطر. إظهار كافة الرسائل

السبت، 30 أبريل 2016

الإسلام نور الله الذي لا ينطفئ

(الإسلام...نور الله الذي لا ينطفئ).
الإسلام هو ذلك النور المبين، والصراط المستقيم، الذي من سلكه حاز خيري الدنيا والدين، وحصل على السعادة الحقيقية، ووجد الراحة النفسية، والملجأ المكين، والحصن الحصين.
وإن من سنن الله في خلقه، وما فطره عليهم: التصارع بين معسكري الحق والباطل، وجند الرحمن الرحيم والشيطان الرجيم؛ ليحصل من وراء ذلك حكم كثيرة، علمنا بعضها أو جهلنا.
وإن من تأمل سنة الله في الظالمين؛ أشفق على الظالم أشد إشفاقا منه على المظلوم؛ ليقينه بأن الله قد حرم الظلم على نفسه، وجعله بين عباده محرما؛ ولذلك فإنه لا يرضى ظلم الظالمين، وإن أمهل قليلا؛ كان أخذه وبيلا؛ فإنه لا يهمل مرافعة المظلوم على الظالم؛ بل يرفعها فوق الغمام، ويقسم "وعزتي وجلالي، لأنصرنك، ولو بعد حين".
فهذا الجليل، وهذا جلال قوته، وهذا العظيم القاهر الذي لا يغلب، فمن ذا يقف أمام الكبير المتعال؟ لا أحد، وإنما ما يحصل - مما نراه تحديا لجبروت الله وسطوته - كل ذلك تكتنفه الحكمة الربانية، والمشيئة الإلهية؛ ليحصل التمييز، ويتخذ الله الشهداء، وليرفع الدرجات، ببلائه للمؤمنين الصابرين.
وإن من قرأ التاريخ؛ أيقن بأن من حارب سنن الله؛ فإن مصيره الخذلان، وعاقبته الخيبة والخسران.
من حارب دين الله، وطالب ب "تقنين الشريعة"، ومن أغلق المساجد التي يذكر فيها اسم الله كثيرا، ووقف في وجه دعوة اﻹسلام والنور بالحديد والنار، ونزع الحجاب عنوة، ونحى الدين - الذي رضيه الله - جانبا، ونشر الفساد بكل صوره وأشكاله؛ ابتغاء إطفاء نور الله؛ فإن هؤلاء لم يعقلوا عن الله كلماته "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون* هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون". الصف.

بقلم/ عبدالرحمن بن مشعل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي. ١٤٣٧/٧/٢٣- السبت.

الأحد، 24 أبريل 2016

إعلام بلاد الحرمين والصورة المائلة


في كل بلدان العالم هناك مؤسسات إعلامية قائمة على عكس صورة ذلك المجتمع، وتصدير أفكاره للخارج، إلا في بلادي ومملكتي _ بلاد الحرمين، ومملكة التوحيد _، فإعلام هذه البلاد _ في الأعم الأغلب _ لا يعكس صورة المجتمع المسلم هنا؛ بل على العكس من ذلك، يصدر للعالم الخارجي الصورة المائلة!
نعم، كم رأينا ممن يطلق الناس عليهم "إعلاميون" يتسابقون في تبرير ما يحصل على المسلمين _ من الظلم والتنكيل _، وما يحصل من تشويه وسخرية بالنبي محمد _ عليه الصلاة والسلام _، زاعمين أن المسلمين هم السبب الرئيسي؛ حيث أنهم شوهوا الإسلام، ورفضوا "المشروع التنويري"، واستمسكوا ب "الرجعية" التي تحكمهم بأفكار نبي عاش في غير معطيات هذا الزمان!
رأينا الكفر الصراح في مقالات كبار هؤلاء الإعلاميين _ وقد رد محدث المدينة عبدالمحسن العباد المكرم من الملك سلمان على بعضهم، ووصفه بالزنديق _.
رأينا الدعوة إلى العلمنة، والسير في ركاب الغرب، والأخذ بفكره، وعدم التخرز من خطره وضرره.
رأينا الدعوة إلى خروج المرأة، والمطالبة بقيادتها السيارة، والقواعد المقاصدية في الشريعة لا تحصر في المنع من مثل هذا، وقد كتب العلامة ابن عثيمين _ رحمه الله _ في هذه المسألة بالخصوص، وكذلك العباد، وكان من الردود المفحمة القصيرة، التي قطعت أنفاسهم، رد لمعالي الشيخ عبدالله بن غديان _ رحمه الله _، حيث كان رده على بعض من أثار هذه المسألة في مجلسه: (أسقط الله عنها الصلاة جماعة في المساجد، وتريدون إخراجها لتقود السيارة؟!)، "فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين". البقرة: 258.
رأينا وسمعنا سخريتهم بالدين، واستهزاءهم بالمصلحين، واحتفاءهم بالساقطات والساقطين، وإظهارهم للناس على أنهم تقدميون، والآخرون رجعيون!
والله يقول: (قل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزئون* لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم...). التوبة.
ويقول: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون* ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون). البقرة.
وقال الله: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون). المنافقون.
بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.
الأحد ١٤٣٧/٧/١٧.

الأحد، 27 مارس 2016

تقنين التقنية


في ظل ما نعيشه من تطورات تقنية، عصرية، إبداعية، متجددة، هائلة، وفي ظل هذا الزخم المعلوماتي، وعالم الرقمنة السريع، الهائل، المواكب للعصر، وما تنتجه شركات كبرى في هذا "العالم الافتراضي" المليء بالصخب، واﻷخذ والرد، والمد والجزر، وما تبثه هذه القنوات _ بمختلف توجهاتها، وتعدد انتماءاتها وولاءاتها، ونظرياتها _ من أفكار مصادمة للشرع اﻹسلامي الحنيف، وثقافات مجتمعات تعيش اليأس واﻹحباط؛ حيث ألقت عن كاهلها تعاليم دين الرحمة والفطرة، دين الارتقاء بالمسلم إلى عالم اﻷرواح الطاهرة، المرضية، السعيدة، فأخذت _ أي: هذه القنوات الشريرة، المدعمة للحركة الصهيونية التخريبية _ تنشر الفساد بكل صوره وأشكاله، وتشيع الخراب الهائل في المجتمعات؛ حتى تسهل السيطرة، ويتم لهم اﻷمر، وذلك عن طريق "الغزو الفكري، الثقافي" الذي هو أس الدمار، ومرتكز القوة عند اﻷعداء؛ حيث استطاعوا أن يبثوا حربهم الفكرية القذرة في قنواتهم الموجهة ﻷبناء وجيل وشباب أمة الإسلام المحمدية المرحومة، التي تستهدف ثقتهم في دينهم، وتحاول أن تبعدهم عن تعاليم ما يعتنقون، فيكون الدين في جانب، والمسلم في جانب، يأخذ منه ما وافق هواه، ويحكم عقله في الباقي، يؤمن بالحرية، ويكفر بالدين، يدعو للديمقراطية، لكنه لا يقبل؛ بل ويشعل حربا ضروسا مع شعوب وقبائل تريد اﻹسلام!
لسان حالهم: لا ديمقراطية مع اﻹسلام!
التقدم والرقي والحضارة هي ببساطة: ما يراه في "لينين" و "استالين"!
مقصودي: وحيث وجه اﻷعداء حروبهم على اﻹسلام وأهله المخلصين، ولم يسمحوا للناس أن تختار الدين الذي ترتضيه؛ مع زعمهم بالحرية والديمقراطية؛ بل وضيقوا على من يرتاد بيوت الله، ويظهر بمظاهر اﻹسلام؛ فإن هذه القوة التي يركن إليها أعداؤنا، ويجابهون اﻹسلام بها، جاءت من فوقهم، ومن تحتهم، وأظهرت كثيرا من الحقائق المخفية؛ بل المزيفة طيلة عقود مضت، ذاق فيها أهل اﻹسلام صنوفا من البلاء، في ظل التعتيم، ومصادرة كرامات بني اﻹنسان!
فهذه التقنية الحديثة الهائلة سلاح ذو حدين، وأخطر ما فيها:
1- تمثل غزوا فكريا وثقافيا هائلا؛ لسلخ المسلم من تعاليمه، ومبادئه، وهويته، وإسلامه؛ بل _ وربي _ من "إنسانيته" و "آدميته"!
2- تشكل خطرا على من لا يحسن التعامل مع هذه الوسائل التقنية، والذي لا يعرف مصدر الخطر فيها، ومكمن الشر، ومن يضيع فكره، وتأخذ بلبه، ويصرف جل وقته أمام شاشاتها؛ كاﻷطفال؛ فإنه من السفه، وقلة التدبير، أن توضع هذه اﻷحهزة المدمرة ﻷجيال؛ بل وأمم، مع طفل "بريء" تغتاله في مهده مهلا مهلا، رويدا رويدا، فيصبح متعطشا لا مسترشدا لهذه التقنية؛ كمدمن المخدرات؛ بل وأكثر!
3- كثرة المساس بهذه التقنية، والمداومة على تعاطيها؛ صباحا ومساء، يقظة وعند المنام، وبعد القيام منه، وأثناء الدوام، وقبل الدوام _ في المركبة _ ما من شك أن فيها:
تضييع للأوقات، هدر للطاقات، تشتيت لﻷذهان، فتور وكسل، وأعراض أخرى مصاحبة للعين، واﻷذن، والفكر، والتركيز،
واﻷعصاب، ونمط الحياة المختلفة!
نعم _ وبدون مبالغة _ التقنية تحتاج لتقنين.
لا تسلم لﻷطفال دون السن العاشرة، وتعطى لهم في فترات متقطعة، وتؤخذ منهم لمدة أيام من كل أسبوع، ويوجهون للصالح المفيد.
وأخيرا _ وكما يقول المثل العامي _ : "في الحركة؛ بركة"!
نعم، السكون _ خاصة مع التقنية _ انفجار وانشطار هائل!
بقلم/ عبدالرحمن بن مشعل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي - اﻷحد- 26/5/ 1437.

الخميس، 24 مارس 2016

المنافقون هم العدو


(المنافقون...هم العدو).

العدو الظاهر لا يشكل خطرا كما يشكله العدو الباطن، المتستر، المتخفي وراء شعارات براقة!
إن اليهود والنصارى بأطيافهم ومختلف معتقداتهم، والديانات الوثنية اﻷخرى، واﻷفكار والمعتقدات الضالة؛ من علمانية، وليبرالية، وشيوعية...أجمعوا على قيادة أمة اﻹسلام إلى هاوية سحيقة متردية!
إن العدو الذي لا يخفى على عامة المسلمين ليس بأشد خطرا ممن يدعون اﻹصلاح، وهم يسعون في اﻹفساد حثيثين!
إنه من أهم ملامح المنافقين:
التخذيل، والتثبيط، والتنفير، ومحاولة تشويه الصادقين من أمة الإسلام والسلام، وإلصاق التهم بالمصلحين، ونشر الفساد بكل صوره وأشكاله، وعقد الولاءات ﻷطراف شريرة، خارج المجتمع اﻹسلامي، وتنفيذ ما يتم إيكاله إليهم؛ من السعي في محاولة إشاعة البلبة والاضطراب داخل المجتمع المسلم، وإحداث "انقلاب فكري هائل"، وطمس للحقائق...
صرخ أحدهم وصرح: لا نريد قنوات إسلامية!
حسنا...لماذا أيها اﻹعلامي؟ أجاب مبررا؛ ﻷنهم يعملون ليل نهار على تحريض الشباب المسلم للجهاد في سوريا، ومناطق الصراع المتعددة!
حسنا...وماذا تعمل القنوات "غير اﻹسلامية"، والتي أنت جزء من منظومة قنوات ظهر شرها، واستفحل خطرها، ولم يخف على ذي لب _ فضلا عن ذي دين ومروءة _ ولاءها للغرب وثقافته، وشدة عداوتها للمصلحين من المسلمين، والذين لا يرتضون دينا غير دين اﻹسلام، ولا يبغون فهما غير فهم أصحاب القرون الثلاثة المفضلة؟
نحن لا ننكر وجود بعض اﻷخطاء والملاحظات في قنوات إسلامية، ولكن ليس بهذه الصورة الفجة التي يثيرها "إعلام الرأي الحر"!
وإذا كان سبب هذا الهجوم _ على الدعاة والمصلحين، والقنوات اﻹسلامية _ وجود تحريض للجهاد؛ فما الذي تعمله قنوات "الرأي والرأي الآخر"؟!
إذا كان هناك من أزعجكم وأثاركم ممن هو في أقصى اليمين تطرفا، فكذلك أنتم في أقصى اليسار تطرفا!
تحريض على انسلاخ المسلم من أخلاقه ومبادئه اﻹسلامية، وكل ما أتى به اﻹسلام، ودعا إليه، وحث عليه، وأمر به؛ فإن هذه القنوات تضاده، وتحاربه؛ بل وتشوه "اﻵخر" مع ادعائهم ب "الديمقراطية" و "الحرية" و "المدنية" و "المشاركة السياسية" و "الانفتاح" و "التحضر" و "حقوق الإنسان"!
نعم، دين اﻹسلام عصي على رويبضة حقراء، يحاولون إطفاء نوره، وإخماد ذكره، واستئصال شأفة أتباعه، وكسر شوكة أهله الخلص، الركع السجود، الذين ما ذلت جباههم لغير الله قط، وما رضوا بغير دين اﻹسلام بدلا، ولم يبغوا عنه حولا، ولا أسلموا ضمائرهم لمحتل غاصب، ولم يركعوا _ يوما _ لغير الله أبدا!
إنهم يحدثون زوبعة، وضجة مفتعلة، ويتصيدون في الماء العكر، ولا هم إلا كالذباب؛ لا يقع إلا على الجرح، ويستغلون اﻷزمات؛ لتحقيق ما يصبون إليه من اﻹفساد والشر، وتمرير مشروعهم "التنويري" زعموا "اﻹصلاحي" كذبوا "التغريبي" خسئوا؛ بل "التخريبي"!
نعم أيها القراء اﻷكارم: لم يأخذوا من الغرب أحسنه؛ بل أسوأه!
أخذوا من كل فكر منحط وهش، ولكنهم ليس عندهم استعداد لقبول اﻹسلام بتفاصيله التي فصلها ربنا في كتابه الكريم، وسنة نبيه _ عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم _؛ بل ما وافق هوى الغرب أو الشرق؛ أخذوا به، وما لا؛ فلا!
إن وصف اﻹمعة لينطبق عليهم تماما "هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون". المنافقون.
بقلم/ عبدالرحمن بن مشعل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.
14/6/1437_ الأربعاء.

الجمعة، 4 مارس 2016

قراءة التاريخ

هناك طغاة ومفسدون، وأناس لا تملك من أمرها شيئا، وصالحون مصلحون، وأحداث تتضمن عبرا للمعتبرين، وءايات للمتوسمين، وموعظة للمتعظين.
إن قراءة التاريخ قراءة استرشاد واتعاظ؛ لتثمر ثمارا جليلة، وتضيف للعقل البشري كم هو ضعيف أمام قدرة الخالق - جل جلاله -.
ما البشرية بشيء؛ بل العالم أجمع أمام قدرة الله العظيمة.
إن الواحد إذا تأمل في سير الزمان، وما تخلله من أحداث عظام؛ سيقف عن تماديه وغيه، وسيوقن أنه مجرد مخلوق ضعيف؛ تنهكه الحمى، ويجهده الرشح والزكام، ويقعده المرض!
لم يكرم الله - سبحانه - ءادم، وذريته من بعده لمجرد اﻵدمية، كلا! بل التكريم على قدر التقوى.
ومن التقوى أن يعمل اﻹنسان فكره وعقله فيما لا يصادم نصا صحيحا صريحا.
وقراءة سير اﻷمم الغابرة، والحضارات السابقة، وما كان مصير من صلح وأصلح في مجتمعه، وما جرى من العتاة والجبابرة من طغيان وإفساد، وإذلال واسترقاق، وما كان مصيرهم؛ تلك القراءة تبصر العبد بحقيقة مصيره الكبرى، وحقيقته في الوجود، وأنه عبد لله، وكذلك أن اﻷيام دول، وأن العاقبة للمتقين.
أين الملوك وأملاكها؟ أين الجنود والحشود؟ أين القوة البشرية حينما طغى الماء على فرعون الطاغية؟ أينها حينما خسفت الأرض بدار قارون؟ أينها حينما أخذت الرجفة قوم صالح عندما عقروا الناقة وتولوا عن أمر ربهم "فكانوا كهشيم المحتضر"؟ أينها عندما هوت المؤتفكة؟ أينها عندما أرسل الله الريح الصرصر العاتية على عادا اﻷولى فكانوا كأعجاز النخل الخاوية؟
أين قوة العباد عندما دعى نوح ربه: إني مغلوب فانتصر، ففتحت أبواب السماء بماء منهمر، وأغرق الذين كفروا بآيات الله؟!
أينها عندما تفارق الروح الحلقوم؟!!
إن اﻹنسان خسور ضائع، ضعيف مسكين، لا يملك شيئا من أمره، وما فلاحه إلا بطاعته لربه، وإذعانه لخالقه!


بقلم/ عبدالرحمن بن مشعل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي. 3/1437

الخميس، 25 فبراير 2016

القوة الضعيفة


أعني بالقوة الضعيفة: تلك القوة اليهودية المتسلطة، التي ما فتئت توقد نار الحروب، وتسعى في اﻷرض باﻹفساد والتخريب، مرة عن طريق المباشرة، وأخرى _ وما أكثرها _ عن طريق أذنابها المتسللين؛ الذين ألسنتهم على الحق وأهله حداد، وحربهم على المؤمنين ظاهرة؛ لا خفاء فيها.

وأيضا: ما يملكه أصحاب تلك القوة الجمادية _ من طائرات ودبابات، وما يتبعها من قذائف وصواريخ _؛  فإن القوة المادية أو الجمادية لا ترقى للقوة الروحية أو النفسية!

إن القوة إذا كانت عن منبع عقائدي محرف؛ فإنها قوة في الظاهر، ضعف في الباطن!

إن اليهود يملكون قوة ظاهريا، ولكنهم في باطن أنفسهم ضعفاء، لا يقوون على المواجهة!

إن اﻷمة اليهودية _ وقد ضرب الله عليها الذلة والمهانة والصغار، ولعنها في كتابه _ لا تستطيع بمفردها مقارعة اﻷمة اﻹسلامية إلا بحبل من الله وحبل من الناس، وهذا شاهده القرآن والواقع يصدق ذلك.

وما كانت تلك اﻷمة قوية _ ولو ظاهريا _ إلا بضعف قوة أمة الإسلام والحق؛ حيث ما زال الوهن يدب في جسدها المقطع اﻷوصال، الممزق من كل النواحي! وما زال الضعف يسري في أفرادها ومجتمعاتها سريان النار في الهشيم، ولكن المصائب ترد الغافلين إلى رشدهم، وتحدث يقظة ظمائرية هائلة، تكشف ما كان خافيا، وتفضح ما كان عاريا، وهذا ما حدث بالفعل؛ فإن أمتنا الإسلامية أمة ولودة، تمرض؛ لكن لا تموت! فقد تنوعت حرب الماكرين على اﻹسلام وأهله _ إعلاميا وسياسيا وثقافيا _ وزرعوا من بينهم من يدعو ﻷفكارهم، ويروج لما يصبون إليه _ من كل خلق منحط، وفكر هش _ وما زالوا في حربهم الضروس تلك، يوقدون نارها، وينفخون فيها؛ ولكن لا جدوى، فاﻹسلام كلما حورب؛ كلما ازداد نوره، وعم ضياؤه، ولو وقف في وجهه من بأقطارها؛ فإنه دين الله، الذي رضيه لعباده، وأكمله، وأتم به النعمة، وحصلت به العزة للمسلمين اﻷوائل؛ حينما كانوا يمتثلونه، وواقعا يحيون به. وعندما حصل التخلف عنه؛ تشرذمت اﻷمة، واستصغرها؛ بل احتقرها اﻷعداء، ولم يحسبوا لها حسابا، ولم يقيموا لها وزنا.

إن من أعظم أسباب التخلف _ الحاصل في هذه القرون _ هو بسبب تخلف اﻷمة عن مصدر عزتها وبركتها، وسيادتها على أمم اﻷرض قاطبة، واتباعها  مناهج زائغة، لا تمت للإسلام بصلة.



بقلم/ أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.
14/5/1437 الثلاثاء.

السبت، 16 يناير 2016

حقوق الإنسان المزعومة



ما من شك أن الله ـ جل وتقدس ـ كرم بني ءادم ـ عن غيره من المخلوقات ـ في الخلق والصورة، حيث منحه العقل، وركب خلقه في أحسن تقويم، وربط به التكاليف، ورتب عليها الثواب والعقاب.
وإن المتأمل في سنن الله الكونية والشرعية، الناظر في تاريخ البشرية عبر القرون المنصرمة؛ ليجد من الدلائل الشيء الكثير في كون ملل الكفر لا تقوم ولا تقعد إلا على مصالحها!
وما من شك أن أرباب الباطل والشر يزينون وينمقون شعارات تخدم مساعيهم في إفساد وتخريب المجتمع الإنساني ـ والمسلم على وجه خاص ـ.
فتراهم ينادون بـ "تحرير المرأة" من دينها وعفافها وحجابها، والقيِّم عليها، ويبذلون في سبيل خروجها من البيت، وتسللها من تكاليف الحياة الزوجية الغالي والنفيس، فيمدون قنوات الإعلام الشريرة بالمال، ويوجهون أذنابهم لأفكارهم القذرة، القائمة على محاربة الفضيلة، وزرع الرذيلة بكل ما أوتوا من وسائل القوة والترضيخ!
وفي محاولات كثيرة أرادوا إظهار المجتمع المسلم كم هو قاس على المرأة، ولا يمنحها حقوقها المشروعة والإنسانية، فتراهم ينددون بظلم المرأة في المجتمع الإسلامي، والسبب: المرأة لا تقود السيارة، المرأة مرتبطة ببيت وزوج، وليست منفردة بالقرار، والرجل قيم عليها!
وكثيرا ما بحت أصوات المنادين بـ "حقوق الإنسان" بتطبيق "العدالة" و "المساواة" وتحقيق حماية حقوق الإنسان؛ ليعيش المجتمع الإنساني بأمن وسلام ـ زعموا ـ !
إنك ترى ـ ككل عاقل ـ مدى افتضاح هذه الشعارات، وانخذال المنادين بها عن تطبيقها، فلم يعد ينطلي على ذي بصيرة، وفطرة سوية، هذا الهراء والهزال الفكري، المستورد من الشيطان، المهتوك بكل المقاييس، وعلى كافة الأصعدة، وفي جميع المجالات!
أين هم عن الأرامل واليتامى والمساكين، والمستضعفين؟
أين هم عن البطالة والفقر والجهل؟
إن إنسانيتهم تتمثل في "القلق" و "القلق" فقط!
إنهم ببساطة يقلقون؛ لأن المصاب مسلم، ليس يهوديا، ولا نصرانيا، ولا رافضيا، ليس من شيع الكفر والزندقة والإلحاد!
إنه لا ريب أن أحداثا مرت في الآونة الأخيرة ـ في العراق والشام واليمن وأفغانستان وبورما ـ فكشفت اللثام عن قوم لئام، لا يعرفون الرحمة ولا الإنسانية؛ حيث وقف المنادون بـ "حقوق الإنسان" جنبا إلى جنب مع المجرمين، وركنوا إلى الظالمين، فأمدوهم بمدد من الأسلحة الفتاكة، الآتية على الأخضر واليابس، التي لا تفرق بين صغير أو كبير، ولا رجل أو امرأة، ولا مدني أو عسكري؛ لتقع براميلهم المتفجرة على رؤوس الآمنين المسالمين، فتهلك الحرث والنسل، وتحرق محاصيلهم الزراعية، لترى ركاما من العظام والجماجم، والجثث المرمية على الأرصفة وقوارع الطرق، وانتهاكا صارخا لحقوق الإنسان المزعومة، في أبشع صور الإجرام، والظلم والبطش والعدوان، مسطرين بذلك عارا وشنارا في جبين الإنسانية المخدوعة بأماني "حقوق الإنسان"!!


ولا ألأم ممن يدعي الإسلام والعروبة، وتراه يركن للظالمين، ويبرر للمجرمين، ويخذل من انتهكت حقوقهم، وشردوا كل مشرد!
إن كل ما يجري في عالمنا الإسلامي؛ ليؤكد ذلك جليا، فقلب النظر ـ إن شئت ـ لترى العجب العجاب، فلقد أزهقت أنفس بريئة، وسفكت دماء معصومة، وانتهكت أعراض مصونة، وظلم المسلمون ظلما، ما لو وقع على جبال صم راسيات؛ لأضحت قاعا صفصفا، في ظل صمت مطبق من العالم المنادي بـ "الإنسانية"!


حرره/ عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.
السبت 6/4/ 1437.








الأحد، 27 سبتمبر 2015

العقيدة والآخر

(العقيدة والآخر).

* حينما يقاتل الإنسان عن عقيدة ـ أي عقيدة ـ فإنه يستميت في الدفاع عن المساس بها.
* إن من أهم أسباب الضلال والغواية: الجهل والهوى، وما هلكت الأمم إلا بذلك!
* إن العقيدة التي يصدر عنها المسلم؛ لترسخ في ذاته، وتغرس في وجدانه معاني الإنسانية، وكيف أن الله كرم بني آدم، وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا، فأسجد له ملائكته، وخلقه في أحسن صورة وتقويم، وحرم سفك الدماء المعصومة بغير حق، وجعل حرمة سفك الدم المسلم الحرام أعظم من نقض الكعبة حجرا حجرا.
* إن الضمير هو الإنسان، وبغيره فهو لا شيء!
* إن ديننا يربي فينا معاني العزة والشموخ، ولا يجيز لنا إهدار كرامة الآخر مهما كان؛ بل يدعونا للتعامل مع الغير ـ المخالف لنا في العقيدة والفكر ـ بالتي هي أحسن!
* إن الإسلام دين الوسطية، ولا يمثله المتطرفون الشاذون عنه، فالمنهج الإسلامي حق من عند الله، والأتباع ليسوا بالضرورة يمثلونه!
* إن الإسلام كفل حرية الاعتقاد، فلا إكراه في الدين، وواجب المسلمين عظيمٌ في بيان محاسن هذا الدين الحنيف، فنبيه ما بعث إلا رحمة للعالمين، لا مسيطرا ولا معنفا، ولا جبارا ولا مستكبرا؛ بل رؤوفا رحيما، وهاديا مهديا.
* إن الدين الإسلامي العظيم يتسم بالوسطية في جميع تعاليمه وتشريعاته ومقاصده، وليس التطرف ذات اليمين أو ذات الشمال من الدين في شيء، فالدين وسط، لا غلو فيه ولا جفاء، لا إفراط ولا تفريط، ومن يراهن على غير ذلك؛ فقد خسر خسرانا مبينا!


الكاتب: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض المطرفي الصاعدي العوفي الحربي. 13/12/ 1436 - الأحد.



الاثنين، 7 سبتمبر 2015

التعايش مع الآخر

(التعايش مع الآخر)


* لابد من معرفة الذات، ومعرفة الآخر؛ ليتحقق التعايش السلمي، ولتكون الحدود فاصلة.

* أهمية معرفة اللغة والدين والثقافة تكمن في تحقيق تعايش سلمي بين الأوساط المختلفة.

* كانت الأطماع الاقتصادية هي السبب الأكبر في شن الحروب الصليبية، واستعمار الرجل الأبيض الهنودَ الحمر!

* التواصل مع الآخر مع سوء الفهم، أضر من عدم التواصل!

* لا يمنع تعدد الحق في مسألة ثقافية ما.

* الانحصار الفكري يؤدي إلى عداوة ثقافة الآخر.

* إن التعاطي مع الواقع، يوجب التعايش مع الآخر.

* اختلاف الألوان والألسن، يمهد لاختلاف الفكر!

* إن للغة والبيئة ونوع الأكل تأثيرا بينا في فكر الإنسان وثقافته!

* لابد من تفهم طبيعة الآخر وثقافته التي تكون من خلالها.

* إن اختلاف الأجناس، يؤثر في طريقة التفكير!

* إن كسر الآخر، يجرح القاهر!

* إن اختلاف الأفكار والأدوار والثقافات أمر واقع حتمي، يوجب التعايش مع المختلفين؛ ليتحقق التكامل والبناء، كما في الجسد الواحد، والذرة والفراغ.

* إن التعايش بين الأفراد أو المجتمعات قائم على العدل بالدرجة الأولى!

* ليس من شروط الحوار: تغيير كينونة الآخر؛ بل إن الحوار يضيق من فجوة الخلاف، ويقلل من شدة العداوة، ويسهم ـ في أحيان كثيرة ـ في اتفاق المختلفين!

* التعايش لا يعني: الذوبان في الآخر.

* إن رفض التعايش مع الآخر، أو قبوله، نابع من اعتقاد الآخر!

* كثيرا ما تفسر النصوص على ظاهرها، بدون الرجوع إلى القرائن الصارفة!

* الأصل في التعايش مع الآخر: التقبل، فلا تعايش مع إكراه!

* لابد من النظر إلى الموازنات بين الخير والشر في تعاطينا وتعايشنا مع الآخر، فقد تجتمع في الآخر المتناقضات؛ من موجبات المحبة، وموجبات الكراهية، والعاقل من يفتح كلا عينيه؛ لينظر من خلالهما إلى جميع الاتجاهات، ويمحص، ويدقق؛ وليعلم أنه لا عصمة لأحد بعد الأنبياء والمرسلين ـ عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ .

* السياسة تشمل كل أنواع الإدارة.

* كثيرا ما تكون المصالح السياسية عائقة عن التعايش مع الآخر!

* من المصالح في شيطنة الآخر: كسب الولاء السياسي، وعدم تحمل أعباء الإخفاق!

* كثيرا ما تفرغ المشاعر السلبية على من لا يستحقها!

* إن عداوة الشيطان المصنوع؛ تستلزم الولاء الضمني للزعيم السياسي!

* يتزين العداء السياسي بأزياء مختلفة ـ إن كانت دينية، أو عرقية، أو اجتماعية، أو ثقافية ـ لتحقيق مصالح أكبر!

* الأمثال توضح الأفكار.

* لا يجوز إطلاق العمومات، ولا اتهام النيات، ومتى كان الشتم دليلا إلى الحق؟!!

* التعايش: هو المصاحبة بالمعروف.

* كثيرا ما توضع القوانين من الطرف الأقوى، ويحصل الخلط بين مفهوم العدالة والقانون!

* كثيرا ما تؤصل المزاعم العائقة عن التعايش مع الآخر بنظريات وقواعد؛ ينطلق أصحابها من النظرة الإقصائية، والتي تنظر للآخر بدونية، بدرجة أو بأخرى!

* وراء المظاهر الخارجية القريبة، أبعاد أخرى، وكذلك هي الخلافات، فكثيرا ما تبدو على غير الحقيقة!

كتب: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي - الأربعاء 2/12/1436.


السبت، 22 أغسطس 2015

حقيقة قرءانية

فيض الخاطر- (حقيقة قرءانية).


(حقيقة قرءانية)


قال الله ـ تبارك وتقدس ـ في كتابه الكريم: (...وتلك الأيام نداولها بين الناس...). آل عمران.                     المداولة بين الحق والباطل ليست قدرا عبثيا، فإن الله لا يقدر إلا خيرا، وليست أقداره تجري عن غير حكمة، بل له الحكمة البالغة، والأمر النافذ.                                                                      
الصراع بين الحق والباطل أزلي قديم، وهو باق إلى قيام الساعة، ولكن تلك المداولة تفضي إلى شق طريق النصر والعز والكرامة.   

بقلم: عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض بن تركي المطرفي.
الأربعاء: 19/1/1436هـ.



حقيقة الوسطية

فيض الخاطر- (حقيقة الوسطية).


 (حقيقة الوسطية)

قال ربنا ـ جل وعلا ـ في محكم كتابه العزيز: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا...). البقرة.
فأمة محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ وسطٌ بين الأمم قاطبةً، فدينها وسط في أوامره ونواهيه، ومستحباته ومكروهاته، وما أُبيح لها، وما لم يبح لها. 
وكافة تشريعات الإسلام تتسمُ بالوسطية؛إذ لا غلو ولا جفاء، ولا إفراط ولا تفريط.
وليست الوسطية إلا ما أقره الشارع الحكيم، الذي هو عدلٌ في كل ما جاء به، مناسبٌ لقدرات الناس وطاقاتهم؛ إذ ليس فيه ما يأمرهم بما لا يستطيعون القيام به، ولا بما يجدون له العذر من أنفسهم "فاتقوا الله ما استطعتم". 
التغابن.
كتبه: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض بن تركي المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.
الجمعة: 5/8/1435 هـ.


من هو الإنسان السعيد؟!

فيض الخاطر- (من هو الإنسان السعيد؟!).

(من هو الإنسان السعيد؟!)


الإنسان السعيد: هو الذي يعيش لحظته، ويقنع بلقمته، ويبني مستقبلا لأمته، فلا يعيش على هامش الحياة، بل يكون رقما مؤثرا في معادلة التحديات، وإيجابيا في تصرفاته، يقظا في تعاملاته، فإذا كان لا يضيف للحياة إبداعا متميزا جديدا، كان ـ وللأسف ـ زائدا عليها، وحملا ثقيلا على مجتمعه، وعبئا على وطنه، وعالة على أمته...
فيجب على المسلم أن ينهج الإيجابية، والتي هي من صميم دينه الحنيف؛ بل ومن ركائزه ودعائمه المؤصلة، فالإسلام يغرس الإيجابية في نفوس أصحابه، ولذلك الدعوة تكون بالرفق واللين في القول والعمل، والوعظ للناس يكون بأسلوب حسن، وفي جميع التصرفات الحياتية المختلفة اليومية، تجد الإسلام قد أمر بالإيجابية، والدين ـ كما هو معلوم ـ المعاملة، أي: المعاملة الإيجابية ـ وبلا ريب ـ .
أما المعاملة السلبية، والتي تبنى على أساس باطل، فليست من الدين في شيء، فالدين مدرسة الإيجابية، ولم يأت الدين إلا ليخرج الناس من ظلمات الجهل والمعصية إلى نور العلم والطاعة، وهل تكون تلك غير الإيجابية؟؟!!!

كتبه: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل بن حُضيَِض المطرفي.

عام/ 1433هـ.

لا تقف عند كل هفوة

فيض الخاطر- (لا تقف عند كل هفوة).

(لا تقف عند كل هفوة)


من الناس من يجبرك على كرهه، ومن الناس من يجبرك على محبته، ومنهم من إذا رأته العين تعلق القلب به، لما له من أخلاق حميدة، وخصال فريدة، إذا قدم عليهم بشوا وهشوا في وجهه، وحيوه بتحية أهل الجنة، وإذا جلس في المجلس أفسحوا له، وإذا تحدث أنصتوا له، ويجلونه أعظم الإجلال، ويبجلونه أحسن التبجيل، ويحترمونه ويحسنون تقديره، ويعاملونه بما يحب ويرغب أن يعاملوه به، لماذا؟!!
لأنه عامل الناس بالصفح والعفو، ولم يتوقف عند كل هفوة من هفواتهم، أو زلة من زلاتهم، ويعكر صفو الحياة، ويضيق العيش، وينصب بينه وبينهم سوار القطيعة والبغضاء، فيكون للشيطان عليهم مدخلا وسبيلا، مما يؤجج صراع التدابر والغل والحقد، فتنشأ العداوات، ويزرع الشيطان في قلوبهم ـ الخاوية من الإيمان ـ الشكوك والظنون السيئة، والتي هي من وساوس الشيطان الرجيم، فيتيهون في متاهات مظلمة، تقودهم إلى اللعنة والطرد والإبعاد عن رحمة الله. 
وما ظنكم بمن طرد عن رحمة الله؟!!

كيف يهنأ بحياته؟ أم كيف يطيب له وضع اللقمة في فيه، وقد غضب الله عليه، وسخط أعظم السخط، حتى طرده عن رحمته، وأبعده عن دار مستقره ورضوانه!!

كتبه: راجي عفو ربه ورضوانه: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
عام/ 1433هـ.

عامل الناس بأخلاقك أنت

فيض الخاطر- (عامل الناس بأخلاقك أنت).

(عامل الناس بأخلاقك أنت)


إذا عاملك الناس بالجفاء، وبما لا تحب أن يعاملوك به، فعاملتهم أنت بما لا يحبون، ورددت السيئة بالسيئة، فثق ثقة تامة، أنك وهم في كفة واحدة، لا يفضل أحدكم على الآخر بشيء، سوى أنكم مشتركون في الإثم والخطيئة، وأنهم فرضوا أخلاقهم عليك. كيف أوضح لك أكثر؟ إذا عاملك شخص ما ، وقذفك بما ليس فيك، فكذبت أنت عليه، وسعيت في تشويه سمعته، وقذفته كذلك زورا وبهتانا ، فيكون هذا الشخص قد فرض عليك أخلاقه الشنيعة، حتى جعلك تعامله كما عاملك سلوكا وطريقة، فترد السيئة بالسيئة، وما ذلك بسبيل المفلحين. وما المفترض علي فعله؟ الواجب عليك، والمفترض منك، أن تعامل الناس بأخلاقك أنت، أخلاقك الطيبة، ولا ترد الصاع بالصاع، بل اعف واصفح وسامح، فإن الله يعفو ويصفح، ويتجاوز، ويسامحك لأجل مسامحتك لأخيك المسلم، وعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، حتى لو جفوا أو جاروا و ظلموا، كن سموحا لينا، تألف ولو لم تؤلف، تصل ولو قُطعت، تبذل ولو حُرمت، تعدل ولو ظُلمت، عامل الناس بالتي هي أحسن، ولا تتطلع لما في أيديهم من المصالح والمنافع، فما عند الله خير وأبقى.  

كتبه: راجي عفو ربه ومغفرته: عبدالرحمن بن مشعل الحربي.
عام/ 1433هـ.

ميزان العدل

فيض الخاطر- (ميزان العدل).

(ميزان العدل)


إن من الناس من يتبرم ليلا نهارا، سرا وجهارا، لا يرى من الحياة سوى الموت، ولا من العيش سوى النكد، قد ألف طبع المتسخطين، الذين يرددون التشاؤم كل حين، ويقتلون أنفسهم من حيث هم لا يشعرون، فتراهم لا يتفكرون في أنعم المنعم ـ سبحانه ـ عليهم، ولا يؤدون حق شكرها، بل ينظرون إلى ما في أيدي الناس، وكأنهم غفلوا عن ما حباهم الله ـ جل وعلا ـ من النعم والأعطيات!!

إن من العدل والإنصاف ألا تنظر من عين واحدة للحياة والأحداث؛ لأنه من الجور والظلم والحيف، بل يجب عليك أن تفتح كلا عينيك لتنظر من خلالهما وتقارن، وتميز، وتفحص، فإذا كنت فقيرا، فيوجد من هو أفقر منك وأشد بؤسا، وإذا كنت كفيفا، فيوجد من هو كفيف ومقعد ومهموم، وإذا كنت وحيدا، فهناك طريد من الأوطان، مغرب عن الأحبة والخلان، فاعتبر، وتبصر، ولا تتعثر، وتذكر، وتأمل وتفكر، في أنعم الله عليك، وكيف أنك فيها تتنعم، وغيرك قد سلبها، فأصبح أعمى بعدما كان بصيرا، وأبكما بعدما كان يستطيع أن يتكلم ويتحدث مع من شاء، وأصما بعدما كان يسمع جيدا، ومعاقا لا يستطيع الحراك، وقبل كان يجيء ويذهب، ومعافا من السرطان، فأخذ المرض الخبيث منه مأخذه، فأصبح يترقب الموت، ومن حوله قد تأهبوا لتلقينه الشهادتين، وحادثات أخر كثيرة، وفواجع عديدة، قد حلت بساحة قوم آخرين، فأضحوا في أضيق عيش، وأبأس حال، وأنت يا من عافاك الله، وتفضل عليك بهذه النعم الجليلة، التي لا تعد ولا تحصى، ألا شكرت الله بلسانك وجوارحك، فلا تصرفها إلا فيما يرضيه ـ سبحانه ـ ، حتى لا يحل عليك سخطه، وينزل بك غضبه، وحتى ـ أيضا ـ تكون من ضمن قافلة السعداء، الذين قد انشرحت صدورهم، واتسعت خواطرهم، وتفتحت مداركهم، فعاشوا الحياة بدون تكلف أو ضغوطات...

أذكرك ـ أيها الأخ الحبيب ـ بهذه الآية العظيمة، التي يجب أن تقض مضجع كل واحد منا، كيف لا؟!! وقد توعد الله فقال: ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم). التكاثر.
وأرجو أن تكون قد وعيت هذه الآية بقلبك، وعملت لها بجوارحك، فإن الإيمان ـ كما تعلم ـ قول وعمل واعتقاد.

بقلم: الراجي عفو ربه: عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
عام/ 1433هـ.






من هو العاقل؟!

فيض الخاطر- (من هو العاقل؟!).

(من هو العاقل؟!)


الحياة تجارب وتضحيات، العاقل فيها من يستفيد من تجاربه وتضحياته، ولا يتوقف أمام ما يعترضه من العقبات، بل يبذل جهده في الوصول إلى ما يصبو إليه، ولا يجعل للشيطان واليأس عليه سبيلا، فينفذ ما يريد بكل ثقة وإيمان وجلد، ليرقى بأمته في سلم المجد، ويدفع بها في مضمار الحضارات، والتقدم والرقي والابتكارات.

وإن من العجز والجبن ألا تفكر في حلول لما يواجهك في هذه الدنيا من المشكلات والعقبات، وتحاول أن تتهرب منها أو أن تتجاهلها، فإن كل ذلك من علامات اليأس، والانهزامية التي ترجعك إلى الوراء، فما تلبث حتى تكون في ركب العاجزين والبطالين، الذين تحمل الأمة همهم، في حين أنهم لم يفكروا لحظة في حمل هموم أمتهم...

وإن نفسا آمنت بالله حقا، فإنها لا تيأس من روحه ـ جل وعلا ـ ، لأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون... لا تيأس مهما ادلهمت الخطوب، وحلت الفواجع، فإن في ساحة قوم آخرين مصائب تدع الحليم حيرانا، فكلنا تحت مشيئة الله سبحانه الحكيم، الذي لا يقدر شرا محضا، ففي طيات المحن منحن، وفي صفحات البلايا عطايا، وهل ابتلانا الله إلا ليعافينا؟! وهل حرمنا إلا ليعطينا؟!!

فكن صاحب همة علية، ونفس أبية، عش الحياة على حجمها الطبيعي، ولا تتنازل قيد أنملة عن مبدئك القويم، فإن العقلاء يتمسكون بمبادئهم الحسنة، والتي لا تنافي الشرع الحكيم.

كتبه: عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الأربعاء: 22/12/1434هـ.



عقدة التغيير

فيض الخاطر- (عقدة التغيير).

(عقدة التغيير)


إن البعض إذا حدثته بالتغيير، أجاب بجواب ملبس عليه، هو من تدليس إبليس، ومن وساوس النفس الأمارة بالسوء، ألا وهو "هذا طبعي"، فيعيش في دائرة مغلقة، محاطة بالعقد الكثيرة، حتى يقع مصيدة في شباك الشيطان الرجيم، فينال من دينه وشرفه، ويخسر الدنيا والآخرة "ألا ذلك هو الخسران المبين"، فالتغيير شيء يسير، ولكن على من؟ على من يسره الله عليه، أما كون الواحد منا ينفي أن تكون لليد البشرية شيء في إصلاح نفسها وتغييرها، فهذا ما لا يقبله عاقل، ولا يصح عند العقلاء إجمالا وتفصيلا، انظر إلى حياة الفاروق ـ رضي الله عنه وعن سائر الصحابة أجمعين ـ عندما كان يقبع في زاوية الجهل والظلام، والسجود للأحجار والأصنام، وكيف يأس الصحابة منه، حتى قالوا ـ يائسين من توبته واعتناقه هذا الدين العظيم ـ : لو أسلم حمار آل الخطاب ما أسلم عمر بن الخطاب، وذلك لما رأوا عليه من أمارات الغلظة والقسوة، والشدة والصلابة، ومرت الأيام تطوي الأيام، والسنون تطوي السنين، وإذ بالفاروق يعلن إسلامه  ويشهر توبته على الملأ من قريش، وبإسلامه هذا أظهر الله أمر المسلمين على يديه...
فقط بإصرار حازم، وثقة بما عند الله، وإيمان جازم، ويقين صادق، تحقق ما تتمناه، وتغير ما أنت عليه من الطبع والسلوك، فتصبح لين القلب بعدما كنت قاسيا، ومنظما للوقت بعدما كنت فوضويا، وهاشا باشا بعدما كان العبوس يخيم على محياك، وواثق الخطى بعدما كنت مهزوز الثقة...
إذا التغيير شيء مقدور عليه، ولكن بالاعتماد على الله ـ جل في علاه ـ أولا، كما قال تعالى: ( وما توفيقي إلا بالله). ثم الأخذ بالأسباب، وعدم الاغترار بما أنت عليه من الهدى والصلاح، فإن ذلك من ضمن مداخل الشيطان الكثيرة على الإنسان، لإغوائه عن سبيل المفلحين، وجره إلى هاوية المغرورين، حتى يصبح عمله محبطا، فيصير إلى النار، وبئس دار القرار.  

كتبه: عبدالرحمن بن مشعل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.                                                                                                                    
الثلاثاء: 10/10/1433هـ.


امتهان البطالة

فيض الخاطر- (امتهان البطالة).

(امتهان البطالة)


مع بزوغ الفجر، وإشراق الصباح، وتحت سماع زقزقة العصافير، تنطلق الحياة، وتبدأ القصة، قصة الكفاح والمثابرة، والبحث عن الرزق وعن سبل الفلاح، فالمعلم المربي بين طلابه، يرشد ويوجه ويقوم، والعامل المخلص في مهنته، فيبذل جهده ويسعى لإنجاز عمله على أكمل وجه وأحسن طريقة، والفلاح في مزرعته، يحرث الأرض ويبذر البذور، حتى إذا ما حان موسم القطف جنى حصاده غير منقوص، وكل الناس تتخذ لها سبلا لإبراز ذاتها والتعفف عن سؤال الناس، وإن منهم من ابتدع البطالة مهنة يتكسب من خلالها رزقه بطرقة ملتوية، وأسلوب بشع، في غاية الاستخفاف بحقوق البشر، وغاية الأمن من مكر الله ـ جل في علاه ـ ، فيسرق ويطفف ويحتال، ولم يسلك الطريق الشريف، الذي به ينال العزة والرفعة والغنى، إنه طريق البحث والكسب الحلال، والأكل المشروع الذي من صنعة اليد، وإن البطالين الكسالى الذين لم يسعوا في أرض الله الواسعة، ولم يجدوا أو يعملوا، إنهم لعبء ثقيل على المجتمع، وعالة على الوطن، فهم لم يسهموا في إنماء أوطانهم، ولم يحركوا عجلة التطور والحضارة، بل على العكس من ذلك تماما، فبسببهم تخلف المجتمع، وتراجع الإنماء والتطوير، وأصبح الوطن يحمل همهم، في حين أنهم لم يفكروا لحظة بهموم أمتهم، وما تعانيه من الفقر والمسكنة، التي جعلتها في عين العالم مثالا للتخلف والضعف.

الثلاثاء:10/10/1433هـ.

ونطق الرويبضة

فيض الخاطر- (ونطق الرويبضة).

(ونطق الرويبضة)



جاء في الطبراني عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قوله ـ وهو يصف آخر الزمان وصفا دقيقا ـ : (..."ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة". قيل: وما الرويبضة؟! قال: "السفيه يتكلم في أمر العامة"!).
وصدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلقد وقع ما أخبر به (وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحيٌ يوحى). النجم.
فلقد رأينا رويبضة هذا الزمن، أتباع ابن أبي رغال، ومسيلمة الدجال، ذيول الغرب الصليبي الكافر، ومتبعي الشهوات،الناعقين بمطالبة المجتمع المسلم بالتحرر من دينه، والانفلات من مبادئه، والانسلاخ من مسلماته وثوابته، واتباع الغرب الكافر المادي في كل ما يُصدِّره للعالم من ثقافات وأفكار، حتى بات واضحا للعيان كفر هؤلاء الكارهين لدين الإسلام الحنيف، الذي هو دين الوسطية والاعتدال وحفظ كرامات الناس وحقوقهم، لا كما يدعي أتباعُ الكذاب مسيلمة من أنه دينٌ يأخذ بأتباعه إلى الجاهلية الأولى، ويقودهم إلى كهوف الرهبنة والرجعية.
إن مما يطالب به القوم من أهل الزندقة، من العلمانيين والليبراليين، من تحكيم العقل، ورفض النقل، والخوض في آيات الله ـ جل وعلا ـ والحرية ـ كما يزعمون ـ واتباع ما يصدر عن الغرب الصليبي من أفكار وثقافات دخيلة على المسلمين، لا يرتابُ عاقلٌ، بل من عنده أدنى ذرة من عقل سليم أنهم يدعوننا إلى اتباع ملة اليهود والنصارى، قال الله تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم...). البقرة

إن مما يطالب به العلمانييون والليبرالييون في هذه البلاد المباركة ـ حرسها الله ـ بلاد التوحيد، ومنطلق الرسالة المحمدية، هو أن نواكب كل جديد وحضاري، ولو كان ذلك على حساب ديننا وقيمنا ومسلماتنا ومبادئنا وشرفنا، وبين ما يطالبوننا به وبين استجابتنا له، كما بين المشرق والمغرب فنحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله، كما قالها قبلُنا فاروق الإسلام، عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ.
وويلٌ لهؤلاء الزنادقة الفجار، ويلٌ لهم من عذاب الله الدنيوي، وفي الآخرة أشد نكالا، وأعظم وبالا وخسرانا "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة...). النور
ومما يطالبوننا به: نزعُ الحياء من الله في قلوبنا، ليظهر على جوارحنا!
 يظهر ذلك فيما يكتبون ويسطرون في صحفهم ومجلاتهم الضارة ـ التي من خلالها ينفثون سمومهم، ويبثون أفكارهم، ويعلنون كفرهم بالله العظيم وإلحادهم ـ  منبهرين بما يقدمه الغرب  من ثقافات وأفكار، وصناعات وتقنيات واختراعات، مشمئزين من دين محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ.
 يعشقون الحرية، ويطالبون بها، وينتقدون الإسلام! وكأن دين الإسلام ناقص، يحتاج إلى من يكمل تشريعات دستوره الكريم!!
لم يسمعوا قوله تعالى: (...اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا...). المائدة.
 "قاتلهم الله أنى يؤفكون".
الحرية في الإسلام مقيدة بضوابط معينة معروفة، تمنع من التعدي على الآخر، من انتهاك حقوقه، أو بخسه أشيائه، أو الإستهزاء به، أو السخرية منه، أو قذفه في عرضه، إلى غيرها من الأخلاق الذميمة، والصفات القبيحة، التي جاء الإسلام وحرمها على أتباعه، بل ودعاهم إلى التحلي بالأخلاق الفاضلة؛ من الصدق والوفاء والبر والصلة والإكرام والسلام والشجاعة والعزة والتقوى ولين الجانب وكف الأذى والجهاد والصبر والمحاسبة، إلى غير ما هنالك من الأخلاق العالية، والمعاملات الراقية، التي جاء الإسلام بها، أو أكد عليها.  فدين الإسلام شاملٌ لكل حاجات البشرية، ضامنٌ لهم الحياة السعيدة، والمناخ السلمي الاجتماعي.
وهو صالحٌ لكل زمان ومكان، ويفي بمتطلبات الجميع، كما قال ربنا ـ جل في عليائه ـ في كتابه الحكيم: (...ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين).
 فكيف بعد هذا تنتقدون الإسلام، وتستدركون عليه، وتصفون أتباعه بالمتخلفين والرجعيين؟!!
إنه ما اتبع أحدٌ هواه إلا ضل، وما حكم أحد عقله في كل شيء إلا زل، وما رفض النقل الصحيح أحدٌ إلا غوى وهوى في دركات الضلال والجهل، نعوذ بالله من الخذلان.


 بقلم: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
1435

المؤمن وما يجب عليه تجاه الفتن

فيض الخاطر- (المؤمن...وما يجب عليه تجاه الفتن).

(المؤمن...وما يجب عليه تجاه الفتن)



حريٌّ بالمؤمن الفطن، أن يتجنب الفتن قدر وسعه وطاقته، فإذا وقعت؛ وجب عليه الاستكانة لأمر مولاه القدير
 ـ جل وعلا ـ ، وألا يتسخطَ، أو يدخلَ قلبَه شيءٌ من الجزع واليأسِ، قال الله الحكيم في كتابه العزيز: (..فلولا إذ جاءهم بأسُنا تضرعوا ولكن قست قلوبُهم وزين لهم الشيطانُ ما كانوا يعملون). الأنعام
وقال ربنا العلي الأعلى: (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون). المؤمنون
والفتنة قد تكون بلاء وتمحيصا، وقد تكون عذابا ووبالا، ينزله الله على من طغى وبغى، وأكثر في الأرض الفسادَ، قال الله ـ سبحانه وتعالى وعز وجل ـ : (...ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون). الأنبياء  
وقال الله ـ جل جلاله ـ : (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض...). الأنعام
وقال رسولنا الكريم محمدٌ ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ : (لا تتمنوا لقاء العدو، وإذا لقيتموه؛ فاثبتوا)


كتبه: عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.