السبت، 22 أغسطس 2015

تزكية النفس بطاعة الله ـ جل جلاله ـ

فيض الخاطر- (تزكية النفس بطاعة الله ـ جل جلاله ـ ).

(تزكية النفس بطاعة الله ـ جل جلاله ـ )


لا شيء يرفع النفس ويزكيها كطاعة الله باريها ـ جل وتقدس ـ كما أنه لا يحقِّرها ويصغرها كمعصيته ـ سبحانه وبحمده ـ قال الله تعالى في التنزيل: (قد أفلح من زكاها* وقد خاب من دساها). الشمس: 9-10.
فبالطاعة تزكو النفس، وترتفع بصاحبها إلى أعلى مقامات المجد والسؤدد والفلاح، فيعلو شأنه، ويرتفع ذكره في الدنيا والآخرة ـ وإن كان في الدنيا ليس بلازم ـ فيكفيه ما يصل إليه في درجات الجنة، فيرى من نعيمها وحورها وأنهارها وخدمها وبساتينها ما يبهر الألباب، ويشد الأنظار، ويبهج النفوس، حيث "ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر". وأعظم من ذلك كله: رؤية الحق ـ تبارك وتعالى ـ قال الله تعالى عن الفجار: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون). المطففين: 15. فمفهوم المخالفة: أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة، فيتجلى لهم تجليا يليق بعظمته وقدسيته، فيرونه في جنته ودار مقامته كما يرون القمر لا يضامون في رؤيته، كما صح بذلك الخبر عن سيد البشر ـ عليه الصلاة والسلام ـ.
وبالمعصية تذل النفس وتصغر؛ لأنها عصت الجبار، وتمردت على شرعه، ولم ترعوي عن فعل ما يغضبه، وارتكاب ما يشين، فلم تنزجر، ولم تتعظ، ولم تتذكر، بل أصرت واستكبرت استكبارا، فكان الجزاء من جنس العمل "ولا يظلم ربك أحدا". الكهف: 49.


الثلاثاء: 15/3/1436 هـ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق