الأربعاء، 7 مايو 2025

ماذا تقول "رواية المسدور"؟

(ماذا تقول "رواية المسدور"؟)

في يوم الأربعاء بتاريخ ١٤٤٦/١١/٩، في طبرجل في مكتبتي الخاصة ختمت "رواية المسدور"، لكاتبها المتألق أد/ عبدالرحمن بن دخيل ربه المطرفي الصاعدي العوفي الحربي، طباعة دار ريادة، ط١، ١٤٤٦، وقد أهدانيها بعد إهدائي له كتابي "كنوز من مكتبتي"...
تقول الرواية باختصار:
عبدالرحيم مريض بالسدر - أي الصدر، ومن القراءات المتواترة قلب الصاد سينا مثل صراط، سراط -، فالربو أتعبه، لكنه تلقى الرعاية من والديه وأخيه دخيل...
 كوته جدته بحديدة شقراء في ظهره وصدره وأطراف يديه وأطراف رجليه وصدغيه...
أخوه دخيل كان يعلمهم حروف الهجاء...
سكنهم في "تناضب"، ودرس الابتدائية في مدرسة "جابر بن حيان" في "الصقاري" في "وادي ريم"، المدرسة بناها الشيخ غازي بالطوب والإسمنت والخشب...
حظيِّظ مكلف من الدولة بنقل الطلاب إلى المدرسة...
أبو عبدالرحيم يقول: المسدور محروم من عمل يده، ليس له إلا العمل الحكومي...
قال عبدالرحيم: أريد أن أكون أستاذا...
في أولى ابتدائي كان عبدالرحيم الثاني على فصله، وفي الثالثة حتى السادسة كان هو الأول على دفعته...
دخيل انتقل إلى المدينة واحتوى أخاه عبدالرحيم واختار له "ثانوية طيبة"، وهي مدرسة عتيقة كبيرة السمعة في المدينة...
كان فيها من العشر الأوائل، حيث لقي منافسة شديدة من أبناء الحضر ومن الطلاب السوريين والمصريين...
قدم على "جامعة الملك عبدالعزيز" بجدة في "كلية الطب"، لكنه سحب الملف وقدم بعد ذلك قبل الدراسة على "كلية اللغة العربية" ب "الجامعة الإسلامية" بالمدينة النبوية...
كان الأول على دفعته...
قدم أكثر من فكرة لأطروحته لكنها رفضت، عرض عليه أستاذه الجليل الدكتور الفلاح موضوعا وهو مخطوط "شرح ديوان المتنبي لعبدالقاهر الجرجاني".
قالت له زوجته: ما الذي يعجبك في هذا المتنبي المتكبر؟
قال: يعجبني فيه كل شيء: تكبره وانكساراته، جده وهزله، قوة أسلوبه والتواؤه، رواسمه اللغوية المدهشة!
نال "الماجستير" بدرجة "جيد جدا"...
عين محاضرا في قسم الأدب والبلاغة...
موضوع رسالته في "الدكتوراه" هو "فن المديح في ميزان النقد الأدبي"، ومنح درجة الدكتوراه بتقدير "ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى"...
رقي إلى "أستاذ مشارك" بأربعة أبحاث، أحدها في شعر المتنبي...
عين رئيسا لهيئة تحرير مجلة الجامعة للغة العربية مدة ست سنوات...
عمل في أمانة تحرير المجلة ما يزيد على عشر سنوات...
رقي إلى درجة "أستاذ دكتور" يستة أبحاث، أغلبها في السيميائيات والدلالة...
من مسدور إلى بروفيسور...سبحان الله...
قال أبو عبدالملك:
الرواية أعجبتني، سهلة خفيفة لذيذة، أسلوبها قريب وتصويراتها بديعة، كأنك تعيش الحدث ذاته، ولا أدري أكتبها وعنده ما ينقل منه أم مجرد عصف ذهني جادت به قريحته لتظهر على السطور من جود الصدور!
وصف دقيق نعم، لكن ليس فيها تشبيهات بلاغية كثيرة، ليس فيها استطرادات مربكة للمشهد، مشتتة للقارئ، فهي إذن: ذات أسلوب سهل محبب للعامة، متسلسلة الأحداث، متلاحمة الفكرة، وأنا أحبذ كثيرا هذا النوع من الكتابة السهلة، وأعلم أن الكاتب أقدر على الأسلوب العالي ولكنه أراد إيصال فكرته بأيسر طريق، وأقرب أسلوب، والله أعلم.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الأربعاء- ١٤٤٦/١١/٩.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق