الأربعاء، 10 سبتمبر 2025

قيد الخاطر- (تسرني مناظر المثقفين)

قيد الخاطر- (تسرني مناظر المثقفين)

تسرني مناظر المثقفين الحقيقيين المدركين طبيعة الواقع والأمة والشباب والمجتمعات، ويؤلمني ذلك التيه والضياع والخمول، ويحزنني ذاك المصاب ب "مرض الكمالية"، فلا يرمي بسهم صالح في مجاله الميسر له.
كنت في زمن غابر مصاب بشيء من ذلك، أما الآن فلا أجيد البكاء على الأطلال.
اقتنعت مؤخرا بأهمية تحديد الأهداف، وتفعيل طرق السير إليها، والنزول للميدان حسب الجهد والفكر والطاقة، ولا أتطلب من الكمال ما يعوق مسيرتي، ويعرقل سيرتي، مع إيماني بالله، وحسن ظني في الناس، فأراهم بطبيعتهم متقبلين للخير، للفطرة في نفوسهم، وأعلم أن كثيرا من الناس لا ينظر للناس إلا بمنظار أسود، ورؤية متسخطة تشاؤمية، والمسلم لا يسأم من التغيير، ولا يسيء ظنه في المتلقي، وأول ما يغير نفسه التي بين جنبيه.
فالمسلم القوي هو البصير بعلل النفس ودوائها، النازل للميدان، الضارب بسهم في نشر الخير والعلم والثقافة والأدب، الذي يشجع ولا يثبط، يقول خيرا، أو يصمت.
وزبدة الموضوع:
الثقافة مهمة في تكوين أمجاد الأمة المنشودة، فلا يستهين بها متدين، والمثقف حجر الأساس في نشر العلم والوعي والمعرفة والأدب في الأمة، فيجب أن يعطى حقه من التبجيل والتقدير، والمرض الذي سميته "الكمالية" يجب أن تشطب من قاموس المثقف والناقد البصير، بل الإنسان المسلم السوي، فالكمال والسواء لا يلتقيان أبدا، نعم تطلب الكمال النسبي، ولكن لا تجلد نفسك، وارحم ذاتك، وسر في الطريق، فإن العرب قالت: "من سار على الدرب وصل"، والأول يقول:
إذا لم تستطع شيئا فدعه * وجاوزه إلى ما تستطيعُ
والله يقول: (والعاقبة للمتقين)، ويقول: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون).

بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي. 
طبرجل- الأربعاء- ١٤٤٧/٣/١٨.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق