القوة الضعيفة
أعني بالقوة الضعيفة: تلك القوة اليهودية المتسلطة، التي ما فتئت توقد نار الحروب، وتسعى في اﻷرض باﻹفساد والتخريب، مرة عن طريق المباشرة، وأخرى _ وما أكثرها _ عن طريق أذنابها المتسللين؛ الذين ألسنتهم على الحق وأهله حداد، وحربهم على المؤمنين ظاهرة؛ لا خفاء فيها.
وأيضا: ما يملكه أصحاب تلك القوة الجمادية _ من طائرات ودبابات، وما يتبعها من قذائف وصواريخ _؛ فإن القوة المادية أو الجمادية لا ترقى للقوة الروحية أو النفسية!
إن القوة إذا كانت عن منبع عقائدي محرف؛ فإنها قوة في الظاهر، ضعف في الباطن!
إن اليهود يملكون قوة ظاهريا، ولكنهم في باطن أنفسهم ضعفاء، لا يقوون على المواجهة!
إن اﻷمة اليهودية _ وقد ضرب الله عليها الذلة والمهانة والصغار، ولعنها في كتابه _ لا تستطيع بمفردها مقارعة اﻷمة اﻹسلامية إلا بحبل من الله وحبل من الناس، وهذا شاهده القرآن والواقع يصدق ذلك.
وما كانت تلك اﻷمة قوية _ ولو ظاهريا _ إلا بضعف قوة أمة الإسلام والحق؛ حيث ما زال الوهن يدب في جسدها المقطع اﻷوصال، الممزق من كل النواحي!
وما زال الضعف يسري في أفرادها ومجتمعاتها سريان النار في الهشيم، ولكن المصائب ترد الغافلين إلى رشدهم، وتحدث يقظة ظمائرية هائلة، تكشف ما كان خافيا، وتفضح ما كان عاريا، وهذا ما حدث بالفعل؛ فإن أمتنا الإسلامية أمة ولودة، تمرض؛ لكن لا تموت!
فقد تنوعت حرب الماكرين على اﻹسلام وأهله _ إعلاميا وسياسيا وثقافيا _ وزرعوا من بينهم من يدعو ﻷفكارهم، ويروج لما يصبون إليه _ من كل خلق منحط، وفكر هش _ وما زالوا في حربهم الضروس تلك، يوقدون نارها، وينفخون فيها؛ ولكن لا جدوى، فاﻹسلام كلما حورب؛ كلما ازداد نوره، وعم ضياؤه، ولو وقف في وجهه من بأقطارها؛ فإنه دين الله، الذي رضيه لعباده، وأكمله، وأتم به النعمة، وحصلت به العزة للمسلمين اﻷوائل؛ حينما كانوا يمتثلونه، وواقعا يحيون به.
وعندما حصل التخلف عنه؛ تشرذمت اﻷمة، واستصغرها؛ بل احتقرها اﻷعداء، ولم يحسبوا لها حسابا، ولم يقيموا لها وزنا.
إن من أعظم أسباب التخلف _ الحاصل في هذه القرون _ هو بسبب تخلف اﻷمة عن مصدر عزتها وبركتها، وسيادتها على أمم اﻷرض قاطبة، واتباعها مناهج زائغة، لا تمت للإسلام بصلة.
بقلم/ أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.
14/5/1437 الثلاثاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق