أرى البعض يطلق قسمة ثنائية جائرة، يثرب فيها على من يجمع الكتب ولا يفهمها أو يقرؤها أو يذاكر منها، فقلت: القسمة ثلاثية:
جمع الكتب مع الاستفادة منها، وجمعها بدون استفادة، وعدم الجمع أصلا، فالأولى ممدوح صاحبها بلا ريب، والثالثة مذموم صاحبها بلا ريب، بقيت القسمة الثانية وهي محل النزاع، وهي جمعها بدون الاستفادة منها، فمما قلت: مجرد جمع الكتب فيه منفعة وخير وبركة، لكن الحرص واجب على وقفها على من يستفيد منها، وعدم تركها أو إضاعتها أو إهمالها، إما لأسرتك، فقد ينبغ منهم ولد فطن، أو للمجتمع بصفة عامة، والقصد أن الإنسان لا يبخل بفعل الخير مهما حقر في نظره.
والمؤمل - وهو من أهدافي التي أسعى لتحقيقها عبر خطط ومشاريع مرسومة بعناية -: أن تكون في بيت كل مسلم مكتبة، لإيماني العميق بالرسالة الخالدة وأول التنزيل: (اقرأ)، فما يصنع الإنسان بنفسه إذا كان لا يقرأ غير كونه في حيز الجهالة، ومحيط الضلالة، ومحور الخسارة، ولا تبنى الأمم، ولا تشاد الحضارات إلا على ساق العلم والقراءة والأدب والمعرفة والثقافة، والدين هو رسول الإنسانية قبل كل شيء، فالإنسانية أجلى مظاهرها: الدين، الدين بمفهومه المحمدي الخاص، العام للبشرية كافة برسالته العالمية المتسمة بالرحمة في أسمى صورها، وإن شغب الرويبضة، وتنكر من يلبسون ثيابنا، وقلوبهم قلوب الذئاب، ومآربهم قصف الإسلام وتدميره واجتثاثه من الداخل، فهم الباطنيون المشغبون المرجفون، ووصفهم القرآني "المنافقون"، (هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون).
بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي.
طبرجل- الثلاثاء- ١٤٤٧/٣/١٧.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق