الإسلام نور الله الذي لا ينطفئ
(الإسلام...نور الله الذي لا ينطفئ).
الإسلام هو ذلك النور المبين، والصراط المستقيم، الذي من سلكه حاز خيري الدنيا والدين، وحصل على السعادة الحقيقية، ووجد الراحة النفسية، والملجأ المكين، والحصن الحصين.
وإن من سنن الله في خلقه، وما فطره عليهم: التصارع بين معسكري الحق والباطل، وجند الرحمن الرحيم والشيطان الرجيم؛ ليحصل من وراء ذلك حكم كثيرة، علمنا بعضها أو جهلنا.
وإن من تأمل سنة الله في الظالمين؛ أشفق على الظالم أشد إشفاقا منه على المظلوم؛ ليقينه بأن الله قد حرم الظلم على نفسه، وجعله بين عباده محرما؛ ولذلك فإنه لا يرضى ظلم الظالمين، وإن أمهل قليلا؛ كان أخذه وبيلا؛ فإنه لا يهمل مرافعة المظلوم على الظالم؛ بل يرفعها فوق الغمام، ويقسم "وعزتي وجلالي، لأنصرنك، ولو بعد حين".
فهذا الجليل، وهذا جلال قوته، وهذا العظيم القاهر الذي لا يغلب، فمن ذا يقف أمام الكبير المتعال؟ لا أحد، وإنما ما يحصل - مما نراه تحديا لجبروت الله وسطوته - كل ذلك تكتنفه الحكمة الربانية، والمشيئة الإلهية؛ ليحصل التمييز، ويتخذ الله الشهداء، وليرفع الدرجات، ببلائه للمؤمنين الصابرين.
وإن من قرأ التاريخ؛ أيقن بأن من حارب سنن الله؛ فإن مصيره الخذلان، وعاقبته الخيبة والخسران.
من حارب دين الله، وطالب ب "تقنين الشريعة"، ومن أغلق المساجد التي يذكر فيها اسم الله كثيرا، ووقف في وجه دعوة اﻹسلام والنور بالحديد والنار، ونزع الحجاب عنوة، ونحى الدين - الذي رضيه الله - جانبا، ونشر الفساد بكل صوره وأشكاله؛ ابتغاء إطفاء نور الله؛ فإن هؤلاء لم يعقلوا عن الله كلماته "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون* هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون". الصف.
بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.
١٤٣٧/٧/٢٣- السبت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق