الخميس، 24 مارس 2016

المنافقون هم العدو


(المنافقون...هم العدو).

العدو الظاهر لا يشكل خطرا كما يشكله العدو الباطن، المتستر، المتخفي وراء شعارات براقة!
إن اليهود والنصارى بأطيافهم ومختلف معتقداتهم، والديانات الوثنية اﻷخرى، واﻷفكار والمعتقدات الضالة؛ من علمانية، وليبرالية، وشيوعية...أجمعوا على قيادة أمة اﻹسلام إلى هاوية سحيقة متردية!
إن العدو الذي لا يخفى على عامة المسلمين ليس بأشد خطرا ممن يدعون اﻹصلاح، وهم يسعون في اﻹفساد حثيثين!
إنه من أهم ملامح المنافقين:
التخذيل، والتثبيط، والتنفير، ومحاولة تشويه الصادقين من أمة الإسلام والسلام، وإلصاق التهم بالمصلحين، ونشر الفساد بكل صوره وأشكاله، وعقد الولاءات ﻷطراف شريرة، خارج المجتمع اﻹسلامي، وتنفيذ ما يتم إيكاله إليهم؛ من السعي في محاولة إشاعة البلبة والاضطراب داخل المجتمع المسلم، وإحداث "انقلاب فكري هائل"، وطمس للحقائق...
صرخ أحدهم وصرح: لا نريد قنوات إسلامية!
حسنا...لماذا أيها اﻹعلامي؟ أجاب مبررا؛ ﻷنهم يعملون ليل نهار على تحريض الشباب المسلم للجهاد في سوريا، ومناطق الصراع المتعددة!
حسنا...وماذا تعمل القنوات "غير اﻹسلامية"، والتي أنت جزء من منظومة قنوات ظهر شرها، واستفحل خطرها، ولم يخف على ذي لب _ فضلا عن ذي دين ومروءة _ ولاءها للغرب وثقافته، وشدة عداوتها للمصلحين من المسلمين، والذين لا يرتضون دينا غير دين اﻹسلام، ولا يبغون فهما غير فهم أصحاب القرون الثلاثة المفضلة؟
نحن لا ننكر وجود بعض اﻷخطاء والملاحظات في قنوات إسلامية، ولكن ليس بهذه الصورة الفجة التي يثيرها "إعلام الرأي الحر"!
وإذا كان سبب هذا الهجوم _ على الدعاة والمصلحين، والقنوات اﻹسلامية _ وجود تحريض للجهاد؛ فما الذي تعمله قنوات "الرأي والرأي الآخر"؟!
إذا كان هناك من أزعجكم وأثاركم ممن هو في أقصى اليمين تطرفا، فكذلك أنتم في أقصى اليسار تطرفا!
تحريض على انسلاخ المسلم من أخلاقه ومبادئه اﻹسلامية، وكل ما أتى به اﻹسلام، ودعا إليه، وحث عليه، وأمر به؛ فإن هذه القنوات تضاده، وتحاربه؛ بل وتشوه "اﻵخر" مع ادعائهم ب "الديمقراطية" و "الحرية" و "المدنية" و "المشاركة السياسية" و "الانفتاح" و "التحضر" و "حقوق الإنسان"!
نعم، دين اﻹسلام عصي على رويبضة حقراء، يحاولون إطفاء نوره، وإخماد ذكره، واستئصال شأفة أتباعه، وكسر شوكة أهله الخلص، الركع السجود، الذين ما ذلت جباههم لغير الله قط، وما رضوا بغير دين اﻹسلام بدلا، ولم يبغوا عنه حولا، ولا أسلموا ضمائرهم لمحتل غاصب، ولم يركعوا _ يوما _ لغير الله أبدا!
إنهم يحدثون زوبعة، وضجة مفتعلة، ويتصيدون في الماء العكر، ولا هم إلا كالذباب؛ لا يقع إلا على الجرح، ويستغلون اﻷزمات؛ لتحقيق ما يصبون إليه من اﻹفساد والشر، وتمرير مشروعهم "التنويري" زعموا "اﻹصلاحي" كذبوا "التغريبي" خسئوا؛ بل "التخريبي"!
نعم أيها القراء اﻷكارم: لم يأخذوا من الغرب أحسنه؛ بل أسوأه!
أخذوا من كل فكر منحط وهش، ولكنهم ليس عندهم استعداد لقبول اﻹسلام بتفاصيله التي فصلها ربنا في كتابه الكريم، وسنة نبيه _ عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم _؛ بل ما وافق هوى الغرب أو الشرق؛ أخذوا به، وما لا؛ فلا!
إن وصف اﻹمعة لينطبق عليهم تماما "هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون". المنافقون.
بقلم/ عبدالرحمن بن مشعل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.
14/6/1437_ الأربعاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق