الجمعة، 4 مارس 2016

قراءة التاريخ

هناك طغاة ومفسدون، وأناس لا تملك من أمرها شيئا، وصالحون مصلحون، وأحداث تتضمن عبرا للمعتبرين، وءايات للمتوسمين، وموعظة للمتعظين.
إن قراءة التاريخ قراءة استرشاد واتعاظ؛ لتثمر ثمارا جليلة، وتضيف للعقل البشري كم هو ضعيف أمام قدرة الخالق - جل جلاله -.
ما البشرية بشيء؛ بل العالم أجمع أمام قدرة الله العظيمة.
إن الواحد إذا تأمل في سير الزمان، وما تخلله من أحداث عظام؛ سيقف عن تماديه وغيه، وسيوقن أنه مجرد مخلوق ضعيف؛ تنهكه الحمى، ويجهده الرشح والزكام، ويقعده المرض!
لم يكرم الله - سبحانه - ءادم، وذريته من بعده لمجرد اﻵدمية، كلا! بل التكريم على قدر التقوى.
ومن التقوى أن يعمل اﻹنسان فكره وعقله فيما لا يصادم نصا صحيحا صريحا.
وقراءة سير اﻷمم الغابرة، والحضارات السابقة، وما كان مصير من صلح وأصلح في مجتمعه، وما جرى من العتاة والجبابرة من طغيان وإفساد، وإذلال واسترقاق، وما كان مصيرهم؛ تلك القراءة تبصر العبد بحقيقة مصيره الكبرى، وحقيقته في الوجود، وأنه عبد لله، وكذلك أن اﻷيام دول، وأن العاقبة للمتقين.
أين الملوك وأملاكها؟ أين الجنود والحشود؟ أين القوة البشرية حينما طغى الماء على فرعون الطاغية؟ أينها حينما خسفت الأرض بدار قارون؟ أينها حينما أخذت الرجفة قوم صالح عندما عقروا الناقة وتولوا عن أمر ربهم "فكانوا كهشيم المحتضر"؟ أينها عندما هوت المؤتفكة؟ أينها عندما أرسل الله الريح الصرصر العاتية على عادا اﻷولى فكانوا كأعجاز النخل الخاوية؟
أين قوة العباد عندما دعى نوح ربه: إني مغلوب فانتصر، ففتحت أبواب السماء بماء منهمر، وأغرق الذين كفروا بآيات الله؟!
أينها عندما تفارق الروح الحلقوم؟!!
إن اﻹنسان خسور ضائع، ضعيف مسكين، لا يملك شيئا من أمره، وما فلاحه إلا بطاعته لربه، وإذعانه لخالقه!


بقلم/ عبدالرحمن بن مشعل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي. 3/1437

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق