الأربعاء، 20 أغسطس 2025

تعليق على وفاة ابنة وزوجة عبيدالله الشراري ووفاة سعود القحطاني

(تعليق على وفاة ابنة وزوجة عبيدالله الشراري ووفاة سعود القحطاني)

في يوم الأربعاء بتاريخ ١٤٤٧/٢/١٩، توفيت ابنة وزوجة المواطن السعودي/ عبيدالله بن عوض النصيري الشراري - رحمهم الله جميعا - إثر صاعقة رعدية في عسير - حسب صحيفة صدى الإلكترونية -.
وفي يوم الاثنين بتاريخ ١٤٤٧/٢/٢٤ توفي الشاعر السعودي سعود بن معدي القحطاني في سلطنة عمان في محافظة ظفار في جبل "سمحان"، بعد انزلاقه - غفر الله له -.
الأول من شمال المملكة العربية السعودية من "القريات" تابعة إلى "منطقة الجوف" في أقصى شمال المملكة العربية السعودية، ونزل به الموت في جنوب المملكة العربية السعودية حيث سافر للنزهة.
والثاني من جنوب المملكة العربية السعودية سافر إلى دولة عمان، واختطفه "قصَافُ الرقاب" الموت الذي لا يعرف صغيرا ولا كبيرا، ولا فقيرا ولا وزيرا، ولا رئيسا ولا مرؤوسا.
تتمثل أمامي الآية العظيمة: (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم...)، والأخرى: (وما تدري نفس بأي أرض تموت).
فعلم القدر لا يعلمه إلا الله، وهو سر الله في خلقه، والقدر والرزق يطلبان ابن آدم حتى يدركانه، ومع ذلك أكثر ما يهم الناس ويغمهم هي هذه القضية "قضية القدر والرزق!"، ولا حول ولا قوة إلا بالله. 
وفي هذا المقام أنصح بكتاب "شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل؛ لابن القيم رحمه الله"، فإنه من أعمدة الكتب في الحديث عن تلك القضية.
قال رحمه الله: "وتحقيق الأمر أن الشر نوعان: شر محض حقيقي من كل وجه، وشر نسبي إضافي من وجه دون وجه.
فالأول لا يدخل في الوجود...فظهر أن دخول الشر في الأمور الوجودية إنما هو بالنسبة والإضافة، لا أنها من حيث وجودها وذواتها شر". ٢/٨٩، بتصرف يسير. 
ومعنى قوله واضح جدا، يعني أن الله منزه عن تقدير شر محض، فلا يقدر ربنا إلا الخير، فالشر هو بالنسبة إلى أفعال العباد، وهو شر نسبي إضافي، فلا يوجد شر مطلقا في الوجود من كل وجه، حتى المعاصي وما تؤول إليه، ليست شرا محضا، فانكسار العاصي، وترتب الثواب على التوبة، وأنها تنزع مادة العجب من المعرض، فيعلم أنه مخلوق ضعيف، كل ذلك من حكم تقدير المعصية، وأن الله لا يقدر إلا الخير لعباده.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الثلاثاء- ١٤٤٧/٢/٢٥.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com 

بقلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق