السبت، 16 يناير 2016

حقوق الإنسان المزعومة



ما من شك أن الله ـ جل وتقدس ـ كرم بني ءادم ـ عن غيره من المخلوقات ـ في الخلق والصورة، حيث منحه العقل، وركب خلقه في أحسن تقويم، وربط به التكاليف، ورتب عليها الثواب والعقاب.
وإن المتأمل في سنن الله الكونية والشرعية، الناظر في تاريخ البشرية عبر القرون المنصرمة؛ ليجد من الدلائل الشيء الكثير في كون ملل الكفر لا تقوم ولا تقعد إلا على مصالحها!
وما من شك أن أرباب الباطل والشر يزينون وينمقون شعارات تخدم مساعيهم في إفساد وتخريب المجتمع الإنساني ـ والمسلم على وجه خاص ـ.
فتراهم ينادون بـ "تحرير المرأة" من دينها وعفافها وحجابها، والقيِّم عليها، ويبذلون في سبيل خروجها من البيت، وتسللها من تكاليف الحياة الزوجية الغالي والنفيس، فيمدون قنوات الإعلام الشريرة بالمال، ويوجهون أذنابهم لأفكارهم القذرة، القائمة على محاربة الفضيلة، وزرع الرذيلة بكل ما أوتوا من وسائل القوة والترضيخ!
وفي محاولات كثيرة أرادوا إظهار المجتمع المسلم كم هو قاس على المرأة، ولا يمنحها حقوقها المشروعة والإنسانية، فتراهم ينددون بظلم المرأة في المجتمع الإسلامي، والسبب: المرأة لا تقود السيارة، المرأة مرتبطة ببيت وزوج، وليست منفردة بالقرار، والرجل قيم عليها!
وكثيرا ما بحت أصوات المنادين بـ "حقوق الإنسان" بتطبيق "العدالة" و "المساواة" وتحقيق حماية حقوق الإنسان؛ ليعيش المجتمع الإنساني بأمن وسلام ـ زعموا ـ !
إنك ترى ـ ككل عاقل ـ مدى افتضاح هذه الشعارات، وانخذال المنادين بها عن تطبيقها، فلم يعد ينطلي على ذي بصيرة، وفطرة سوية، هذا الهراء والهزال الفكري، المستورد من الشيطان، المهتوك بكل المقاييس، وعلى كافة الأصعدة، وفي جميع المجالات!
أين هم عن الأرامل واليتامى والمساكين، والمستضعفين؟
أين هم عن البطالة والفقر والجهل؟
إن إنسانيتهم تتمثل في "القلق" و "القلق" فقط!
إنهم ببساطة يقلقون؛ لأن المصاب مسلم، ليس يهوديا، ولا نصرانيا، ولا رافضيا، ليس من شيع الكفر والزندقة والإلحاد!
إنه لا ريب أن أحداثا مرت في الآونة الأخيرة ـ في العراق والشام واليمن وأفغانستان وبورما ـ فكشفت اللثام عن قوم لئام، لا يعرفون الرحمة ولا الإنسانية؛ حيث وقف المنادون بـ "حقوق الإنسان" جنبا إلى جنب مع المجرمين، وركنوا إلى الظالمين، فأمدوهم بمدد من الأسلحة الفتاكة، الآتية على الأخضر واليابس، التي لا تفرق بين صغير أو كبير، ولا رجل أو امرأة، ولا مدني أو عسكري؛ لتقع براميلهم المتفجرة على رؤوس الآمنين المسالمين، فتهلك الحرث والنسل، وتحرق محاصيلهم الزراعية، لترى ركاما من العظام والجماجم، والجثث المرمية على الأرصفة وقوارع الطرق، وانتهاكا صارخا لحقوق الإنسان المزعومة، في أبشع صور الإجرام، والظلم والبطش والعدوان، مسطرين بذلك عارا وشنارا في جبين الإنسانية المخدوعة بأماني "حقوق الإنسان"!!


ولا ألأم ممن يدعي الإسلام والعروبة، وتراه يركن للظالمين، ويبرر للمجرمين، ويخذل من انتهكت حقوقهم، وشردوا كل مشرد!
إن كل ما يجري في عالمنا الإسلامي؛ ليؤكد ذلك جليا، فقلب النظر ـ إن شئت ـ لترى العجب العجاب، فلقد أزهقت أنفس بريئة، وسفكت دماء معصومة، وانتهكت أعراض مصونة، وظلم المسلمون ظلما، ما لو وقع على جبال صم راسيات؛ لأضحت قاعا صفصفا، في ظل صمت مطبق من العالم المنادي بـ "الإنسانية"!


حرره/ عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.
السبت 6/4/ 1437.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق