السبت، 19 أبريل 2025

قصة افتتاح صالون رواد المعرفة الثقافي بطبرجل ورسالة أحد المهتمين بالمعرفة

(قصة افتتاح "صالون رواد المعرفة الثقافي" بطبرجل، ورسالة أحد المهتمين بالمعرفة).

في عام ١٤٤٥ تقريبا في بداياته صدرت الموافقة على افتتاح "صالون رواد المعرفة الثقافي" بطبرجل برئاستي أنا/ عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي، وتعاقدت مع أحد الكافيهات، لكن خلال أسبوعين لملمت أغراضي وغادرت، حيث لم نتفق، حينها أرسل الأخ مازن الشراري - وفقه الرب العلي - هذه الرسالة على الإيميل الشخصي، لكن لم أقرأها إلا اليوم/ السبت، بتاريخ ١٤٤٦/١٠/٢١، حيث التقاني في "مكتبة رواد المعرفة" بطبرجل عصر اليوم، ولم نغادر إلا على أذان صلاة المغرب، وكان لقاء مثريا، وأهديته كتابي الجديد "كنوز من مكتبتي"، الصادر عن "مكتبة دار الحجاز" بالرياض، وفعلا همومه وأفكاره راقية، علمية، يعرف الكثير عن الكتب والمكتبات والمؤلفين، يعني غبطت وسررت بلقائه للغاية، وشجع أخاكم حديثه الملامس لهمومي وأفكاري وتطلعاتي، ومما قال لي: محافظة طبرجل بحاجة ماسة إلى أمثالك ممن يعززون ثقافة القراءة، وينشرون العلم، ويبثون المعرفة، ويربطون الأجيال بالكتاب الورقي خاصة، وذكر قصة نوح عليه السلام وكيف لما صنع السفينة في الصحراء كان قومه يستهزئون به، وأضاف: رسالتك هنا في طبرجل، فلا تضيع نفسك، كانت عباراته بل نصائحه المفيدة صدى لهمومي وآمالي، فكثر الله من أمثاله.
أنقل لكم هنا رسالته التي أرسلها قبل سنة تقريبا ولم أقرأها إلا اليوم، يقول صاحبنا وأخونا - حفظه الله ورعاه -:
"منذ اللحظة الأولى التي عرفتُ فيها بوجود "صالون رواد المعرفة" استرجعت الكثير من التخيّلات التي كنت عليها؛ فكوني شخصًا يعيش في مكان أبعد عن رؤية أحلامه ومواهبه وأفكاره، وذلك بسبب افتقار بيئته العامة لأدنى عمل ثقافي حقيقي يمكنه أن يتأصّل ويُلمس في عيون الناس وفي نفسه، فإني تأمّلت صبرًا بتحقيق ذلك الخيال، وتألمّت يأسًا بعدم تحقيق ذلك، حتى على الرغم من وجود "شبه ميّت" لأدباء المدينة. لطالما حلمت أن تصبح "طبرجل" موجودة في عين الثقافة والأدب، بين الكتب والمكتبات، وفي قلب كل من يؤمن بالكلمة الخلاّقة والبديعة، وأجد أنه مع المحاولة بالإمكان فعلها. الاهتمام هو أقل ما أطلب، والانتباه والشغف هو أعظم ما نسعى إليه. يقولون من المعاناة خرجت أقوى النفوس، وأضخم الشخصيات، وهنا أقول من
"صالون روّاد المعرفة" ستخرج -بإذن اللّٰه وتوفيقه- شخصيات حيّة تدرك معنى العيش الحقيقي، في أدب الثقافة، وفي ثقافة الأدب، وفي شِعر القصيدة، وحتى من بين ثنايا القصة والرواية.

أحب الكتب، ومثلما يقول بورخيس "لطالما تخيّلت الجنة على شكل مكتبة" أقول أنا بسياق آخر: لطالما تخيّلت "طبرجل" بإثراء حيوي للكتب والمكتبات وأجواء ثقافية. هناك كلمات يوميّة واضحة منسوجة من جَمال سلِس، وفي الوقت الحاضر، الذي جاءت فكرته منك بخلق صالون ثقافي؛ لابد من النظر إلى المجتمع بصفةٍ خاصة واختراع طريقة فنيّة تجعلهم يحبّون ما تصنعه الثقافة والأدب، ليس من التفكير في كون "أمّة اقرأ لا تقرأ" بل في صرف النظر عن هذا والالتفات إلى أن: "أمّة اقرأ تخلق القراءة". فقط أشكرك أستاذ عبدالرحمن على الفرصة بإيجاد صالونك، والذي من خلاله ستخرج وجوه تستطيع أن تفكّر وتقرأ وتهذّب شخصيتها بالأدب والثقافة. متحمّس له كحال من يؤمن بالكلمة والكتب، وسألتقيك بفخر ومعزّة قريبًا في أول انطلاقاته". انتهى.
كثر الله في الأمة من أمثاله، آمين، ونسأل الله أن يكثر الداعمون لمثل هذه الأنشطة والمشاريع المثرية للمجتمع، المرقية للعقول، المزكية للنفوس، فلا حضارة ولا رقي ولا مجد بدون علم أو ثقافة أو معرفة.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- السبت- ١٤٤٦/١٠/٢١.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق