الاثنين، 29 يناير 2018

حضور أول لقاء لمعالي العلامة/ الفوزان

(حضور أول لقاء لمعالي العلامة/ الفوزان)

وفي يوم الاثنين كان اللقاء المفتوح بمعالي فضيلة الشيخ الدكتور العلامة/ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله ورعاه -، الموافق لتاريخ ١٤٣٩/٥/١٢، بالمسجد الذي أسس من أول يوم على التقوى، بالمدينة المصطفوية - على صاحبها أفضل صلاة وأزكى تسليم -.
كان أول لقاء أحضره لمعاليه مباشرة؛ حيث كنا نفيد من دروسه المسجلة - صوتا أو صورة -، أو من كتبه القيمة النافعة، فالشيخ له أسلوبه الخاص، ويغلب عليه في أجوبته على السائلين الاختصار، مع بساطة في الأسلوب، وعدم تقعر في اللغة، أو تنطع في الدين.
كان لقاء مفتوحا مع الناس بعد المغرب، ولم أكن أتصور كثافة وحجم الحضور؛ حيث أن أحد المشايخ من الجامعة الإسلامية الحاصلين على الشهادة العالمية في العقيدة قال بأن معاليه قد حضر قبل فترة في مسجد القبلتين، والحضور إذ ذاك صف أو صفان، وعلل لذلك بقوله: أن الشيخ أكثر مريديه هم طلبة العلم الجادين، وأن أسلوبه علمي؛ فهو ليس بقاص - كغيره ممن يحضر له الجم الغفير، ويتابعه الكثير الكثير، ويخرج في الفضائيات بأسلوب جذاب في الطرح، ورقي في اللغة الخ...-.
فأكثر الناس لا يتحملون أعباء تلقي العلم، فلذلك يستروحون بالقصص والفكاهيات، والنوادر والطرائف والملح، أما العلم الصلب؛ فأهله ندرة في كل زمان ومكان.
أقول: برغم تصوري المسبق؛ لما قاله لي ذلك الشيخ عن معاليه؛ إلا أنني فوجئت بالكم الهائل من الناس، وصلت قبيل أذان المغرب بعشر دقائق - والصفوف إلى آخر المسجد ممتلئة بالناس وطلبة العلم -، جلسنا على مائدة الإفطار كغيرنا الكثير، وبعد الصلاة ألقى معاليه كلمته المتواضعة، التي تلمس منها شفقة ورحمة، وعلما جما، وحرصا على وحدة الصف، ولم الشمل، وحفظ الأمن؛ فكان يتكلم بعلم، ويجيب بحلم، وإن كان في بعض الأسئلة يشتد؛ لما يرى في ذلك من عدم المناسبة؛ فقد سئل فضيلته: إذا كان الخروج من باب المصالح والمفاسد؟ فقال: اتركونا من هذه الأمور، الخروج على ولي الأمر لا يجوز، ولو كان فاسقا أو ظالما أو عاصيا في نفسه؛ لما تحفظ به السبل، ويأمن الناس به، ويدحر بوجوده العدو.
وإجابة من معاليه استوقفتني؛ حيث سئل عن حكم زواج المسيار؛ فقال بأنه لا يتصوره - أو لا يعرفه -؛ حتى يحكم عليه!
وكذلك سئل - حفظه الله ورعاه - عن نصيحة يقدمها لرواد - أو مستخدمي - مواقع التواصل الاجتماعي؛ فأجاب فضيلته قائلا:
نصيحتي ألا تنشغلوا بها؛ فإنها لا خير فيها؛ بل فيها مضرة!
ولعله يقصد - حفظه الله - بأن الحكم للأغلب؛ فعلى أساس ذلك حكم، وكان ينبغي أن يفرق - مبني للمجهول - بين هذه الوسائل ومستخدميها، فالوسائل هذه سلاح ذو حدين، فهي في جهة هي خير، وفي جهة أخرى هي شر وشرر مستطير، فبإمكان الإنسان المسلم أن يدعو - من خلال هذه الوسائل - إلى الرحمن، وبإمكانه أن يستخدمها في الدعوة إلى الشر والمنكر، والباطل والشيطان، وهذا أمر واقع ومشاهد للعيان.
وعندما سئل الشيخ عن أفضل شرح لكتاب التوحيد للإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - قال بأنه فتح المجيد.
وكثيرا ما يسأل فضيلته عن كتب ينصح بها للمبتدئ في طلب العلم؛ فكانت إجابته: أولا يلزم شيخا يقرأ على يديه، وهو يوجهه ويرشده، ويختار له الأصلح.
وسئل فضيلته عن من يقول لا تقولوا الله في السماء؛ فإنه لا يحده مكان؛ فقال: قولوا له: أنت كذاب؛ فالله يقول: (ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور* أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير). الملك.
وسئل عن من يشكك في صحيح البخاري؛ فقال: هو أصح كتاب بعد كتاب الله، ولا يطعن فيه إلا جاهل أو مغرض؛ يريد الفتنة والشر.
ومن الطرائف أنه طلب منه - حفظه الله ورعاه - أن يجدد اللقاء بهم كل شهر، أو ثلاثة أشهر؛ فقال: سكني في أقصى بلاد المملكة العربية السعودية، والحمدلله عندكم مشايخ؛ إلا إذا تستطيعون أن توفروا لي طائرة خاصة؛ فهذا طيب؛ فضج المسجد بالضحك!
هذه بعض النتف والشذرات من لقاء معاليه - حفظه الله ورعاه -، وأطال في عمره على طاعته، وأخلف للمسلمين علماء عاملين، صادعين بالحق ولو على أنفسهم، ناصحين لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم. آمين آمين.

بقلم/
أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الاثنين ١٤٣٩/٥/١٢.

الجمعة، 26 يناير 2018

وطني

(وطني)

وطني هويتك والهوى أضناني * والنفس لبت داعي الإيمان
وطني أتيتك مسرعا مترنما * والقلب في شوق وفي خفقان
وطني أيا عشقي لفيتك وافيا * للدين والإسناد والقرءان
وطني بحضنك أرتمي متلهفا * رغم العدا وعداوة العلماني
وطني سأبقى ما حييت مجاهدا * بالعلم أدحر راية الشيطان
وطني سأبقى مخلصا لك عارفا * فضل المقام بدوحة الإيمان
وطني أموت ولا أخونك مرة * لا عاش كل مذبذب خوان
وطني سموت ب (نايف) في عدله * وقد ارتقيت المجد ب (السلمان)
وطني أيا صرح العلا قد شاده * (عبدالعزيز) منارة الأوطان
وطني إليك الشعر يرنو مادحا * والحب هاك وأعذب الألحان
إن لم تجد مني وفاء مرة * فلتهجرني طيلة الأزمان.

شعر/
أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
١٤٣٤/٥/١.

حماك الله يا وطني

(حماك الله يا وطني)

حماك الله يا وطني * حماك الله من ضري
تذكر هم أبرهة * بمس البيت بالشر
فناح الناس نوحتهم * فهب الطير بالحجر
فخر عليهم ويلا * فكانوا اليوم كالأثر
وصار البيت معمورا * وولى العسر في يسر
وحج الناس واعتمروا * بحفظ الله والنصر
وكان الخلق في فزع * وفي هول وفي عسر
فجاء القائد الأعلى * فلم الشمل بالبشر
ودك الشرك مدحورا * وحاط الناس بالنور
ولاح النصر كالبرق * يباهي الكون في فخر
وغنى الطير مسرورا * يناغي البيت في سحر.

شعر/
أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
السبت ١٤٣٤/٨/١٠.

فما مات سلطان

(فما مات سلطان)

رفعت كفوفي صوب القدير * وصاح الفؤاد وصاح الضمير
وقلت لنفسي هلمي تعالي * تعالي نناجي العليم القدير
تعالي نبث هموما وشكوى * وجرحا عميقا يغيض الصدور
تعالي نناجي سميعا عليما * وجود المهيمن جود غزير
تعالي نسح دموعا هطالا * ونبكي الليالي ونبكي الشهور
فقلت رويدك مهلا أإني * من الله خيرا لأرجو الكثير
(فما مات سلطان) إذ إنه * مواسي العليل ومعطي الفقير
و (سلطان) شهم و (سلطان) عزم * و (سلطان) بر وسيف شطير
وفي الخير كان كخيل تجاري * وربي على ما أقول بصير
بخير حوانا وحب حمانا * وقلب الأمير كقلب الصغير
فيا رب سلمه يا رب أدخله * جنات عدن ففيها الحبور
وصل إلهي وسلم على * إمام الهداية ذاك النذير.

شعر/
أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
١٤٣٣- ثالث ثانوي.

الأحد، 21 يناير 2018

مقابلتي للتدريس في المدارس الأهلية ٥

(مقابلتي للتدريس في المدارس الأهلية ٥)

قبل شهر - تقريبا - وضعت ملفي عند أكثر من مدرسة أهلية، واليوم راجعتهم، ذهبت إلى أنوار الفيحاء بالعزيزية؛ قال ليس عندنا احتياج، وذهبت إلى نور القرآن بالعزيزية أيضا؛ فأخذ الملف، وقال: غدا نتصل بك، وذهبت إلى القلعة الحجازية بسلطانة، وقالوا: المقابلة بعد ساعة، وفي منتصف الساعة الحادية عشرة؛ أجريت معي المقابلة، وكان في انتظار المقابلة - كذلك - خمسة  آخرين، وهي كالتالي:
١- عرف بنفسك.
٢- هل تحفظ القرآن؟ وأمرني  بتسميع ما يتيسر؛ فقال: أسمعنا، عطر مجلسنا بقراءة ما معك من القرآن؛ فقرأت من الأنبياء؛ من قوله تعالى: (وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين) ولما وصلت إلى قوله: (وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات ألا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين* فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين) استوقفني.
٣- سئلت: أخذت دورة في الإلحاد المعاصر؛ فالمقصود به؟
قلت: أصل الإلحاد إنكار وجود الخالق، وأن الخلق ناشئ عن مادة أزلية غير الخالق، ينكرون أصل التكوين والإيجاد؛ فقال: الإلحاد المعاصر ما المقصود به؟ قلت هذا الذي أعرفه، والظاهر - والله أعلم - أنه يريدني أن أتحدث عن العلمانية والليبرالية؛ بصفتها الواجهة الفكرية للنظرة الإلحادية، ولكن لم أتطرق إلى ذلك!
٤- سألني: كيف تخطط أو تحضر للدرس؟
أجبته: أكتب الأهداف العامة والخاصة، وأقرأ الدرس بتفهم.
قال: وغير ذلك؟
قلت: هذا الذي أعرفه.
قال في نهاية النقاش: الأهداف بعدها العرض وبعدهما التطبيق.
وجاءني اتصال قبل دقائق، مفاده: قبلت في المرحلة الابتدائية، وغدا تداوم.
ولله الحمد والمنة والفضل والإحسان.

بقلم/
أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الأحد ١٤٣٩/٥/٤.

الأربعاء، 17 يناير 2018

وإن تعجب فعجب ٤

(وإن تعجب فعجب ٤)

العجيبة الرابعة: ولائم إلى منتصف الليل!!!
وإن تعجب فعجب:
إن مما عمت به البلوى في عموم البلاد - على الأقل ما رأيناه هنا في مدينة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم -؛ فإن أغلب المناسبات التي تكون للزواج؛ تؤخر الموائد إلى قريب من منتصف الليل!
وهذه في الحقيقة عجيبة من هؤلاء الداعين، الذين شقوا على الناس بفعلهم هذا؛ فإنه - كما هو معلوم ومشاهد وواقع - أن في هذا السهر - الذي لا طائل من ورائه - آثار سيئة تترتب عليه - من ضياع صلاة الفجر، ومن الوقوع في تضييع الوقت المذموم، ومن المضرة اللاحقة بالبدن بسبب هذا السهر -.
وإن تعجب فعجب:
أين الدين والمروءة عن هؤلاء؟ كيف يؤخر المدعوون إلى وقت تضيع به صلاتهم؟ إن هذا لشيء عجيب.
وكذلك ما يتخلل الجسم من السموم جراء الأكل قبيل النوم مباشرة من الأرز واللحوم وما يصاحبها؛ فتمتلئ المعدة، ويكون الخلود للنوم بعد هذا مباشرة، والاستمرار على ذلك خاصة؛ مضرا بالبدن أيما ضرر، فتتخمر المطعومات والمأكولات، ولا يستفيد منها الجسم كما ينبغي، ولا تعمل الأجهزة عملها، فتتراكم الدهون وتترسب، ومع الوقت ينهك الجسم بعامة، ومنه الكلى، وكذلك الدماغ؛ فيضعف التركيز، وتبدو بوادر الشيخوخة على مثل هؤلاء، فلا حصلوا دنيا ولا دينا! مع ما في هذه المناسبات من الإسراف والتبذير - إلا ما رحم ربي -.
وإننا نتمنى أن نعي ما نحن فيه من نعم ونعيم؛ فنشكر لله، ولا نغتر بما في أيدينا؛ فإن النعم رحالة، وغير دائمة لأحد، وبشكرها تقر، وبكفرها تفر، وهذا ابتلاء لنا عظيم؛ أنشكر أم نكفر "وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم" فأوسع عليكم في أرزاقكم، وأحل البركة بأموالكم، وأمتعكم متاعا حسنا؛ تعيشون في ظله في أمن ورغد وهناء "ولئن كفرتم" فلم تشكروا نعمي، ولم تقوموا بحقي، ولم تصرفوا جوارحكم في مرضاتي؛ بل تماديتم في الزهو والعجب والتكبر والتجبر؛ فوعزتي وجلالي "إن عذابي لشديد". إبراهيم. فإياكم وإياه؛ فإن من يصلاه؛ يعذب ولا يموت، ويبدل جلده كلما نضج، ويتمنى الموت ولا يجده "ومن وراءه عذاب غليظ". الحج.
ونتمنى - كذلك - من حكومتنا الرشيدة - حفظها الله بالإسلام، وأعزها به - أن تلتفت لهذا الأمر؛ فتنظم أمر المناسبات بما لا يحقق العنت والمشقة للجميع؛ فمثلا؛ يجبر القائم على المناسبة بإحضار العشاء بعد صلاة العشاء مباشرة، ولو كانت قبلها وبعد المغرب أفضل.

بقلم/
أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الأربعاء ١٤٣٩/٤/٢٩.

الثلاثاء، 16 يناير 2018

وإن تعجب فعجب ٣

(وإن تعجب فعجب ٣)

العجيبة الثالثة: شغف كثير من الناس - والشباب بوجه خاص - بالتقنية الحديثة وما يتصل بها، وهجران كلام الله!
وإن تعجب فعجب:
ترى كثيرا من الناس يستخدمون هذه التقنية الجديدة - كالجوال والمحمول الخ -؛ يتصفحون المواقع والمنتديات، ويتنقلون في أروقة المنصات النتية، وعالم الشبكة العنكبوتية، ويشاهدون - من خلال كل ذلك - ثقافات الأمم والشعوب الأخرى، ويتلقون عنها ما يشكلون به من خلالها أفكارهم وتصوراتهم؛ فلذلك رأينا التقليد الأعمى للشرقيين والغربيين، فرأينا من يقلدهم ويتبعهم في قصات شعرهم، وكيفية لبسهم ومظهرهم، وحتى سلوكهم ومنهجهم في الحياة، والنظر إليها، فتماشى كثير من شباب المسلمين مع الغرب جنبا إلى جنب فيما ذكرنا.
وإن تعجب فعجب:
رغم اتباع كثير من شباب وفتيات المسلمين للغرب، وافتتانهم بهم، وانخداعهم بحضارتهم الدنيوية، وانبهارهم بما وصلوا إليه من الصناعات والاكتشافات؛ إلا أنهم لم يستفيدوا مما عندهم من النجاح في بعض تلك المجالات، وإنما أخذوا أسوأ ما عند القوم، وهذا من كيد الشيطان ووساوسه، واتباع الهوى المضل، والنفس الأمارة بالسوء، وإنه من الحمق بمكان لا يخفى؛ فأي عاقل يرضى لنفسه بهذا، أن يكون تابعا لغيره؟! إنه لا يرضى بذلك إلا من حرم لذة الحرية والكرامة، والعزة والشموخ والشهامة!!!
وإن تعجب فعجب:
ما كان للغرب ولا للشرق أن يغزو المسلمين بهذه الألبسة الغريبة - الضيقة منها والمخصرة والمزخرفة، والتي عليها كتابات غريبة عجيبة؛ فبعضها مسطر عليها كلمات الفحش والغزل، وبعضها مكتوب عليها بعض أسماء القدوات السيئة، وبعضها كتابات كفرية!!! - إلا بمساعدة بعض أرباب الثراء والجاه من المسلمين، الذين لا هم لهم إلا جمع المال وتحصيله بأي وسيلة كانت، وبعضهم همه فوق ذلك؛ يريد بذلك فتح الشرور على المسلمين بهذه الألبسة الغربية الفاتنة، والتي انتشرت بين شباب المسلمين كانتشار النار في الهشيم، ونعلم أن وراءها الماسونية الخبيثة، والصهيونية النتنة، والتي لا تريد بالعالم خيرا؛ فكيف بالمسلمين أصلا؟!!!
فعلى شباب وفتيات المسلمين أن يكونوا من هذا الأمر على حذر، ولا يعرضون دينهم بكثرة التنقلات في المواقع والمنتديات إلى الخطر؛ فإن دينهم أغلى ما لديهم، وإن الكفار والفجار ما قصدوكم إلا لما في دين المسلم من العزة والكرامة والطهارة والجلال والصفاء والسمو النفسي والروحي ما لا يوصف!

تحرير/

أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الثلاثاء ١٤٣٩/٤/٢٩.

الاثنين، 15 يناير 2018

وإن تعجب فعجب ٢

(وإن تعجب فعجب ٢)

٧- كذلك من أسباب ضعف الأمة الإسلامية:
التفرق والتحزب والتجمع والولاء والبراء على أسس بشرية لا ربانية؛ فكثرت الأحزاب الإسلامية، وانتشر فكرها في بعض نواحي البلاد، وتأثر بها بعض الأغرار والسفهاء وقليلي البضاعة في العلم الشرعي المؤصل، فأصبحت تلك الجماعات تنطلق في دعوتها على أساس من الفكر المصادم للشريعة الغراء، والسنة البيضاء، فهم لا يقتدون بالسلف الصالح - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين -؛ بل غايتهم التجميع والكثرة - ولو على حساب المخالفة في الدين -؛ فجعلوا الولاء  والبراء على أساس "الجماعة" و "الحزب"، وكان يجب أن يكون على أساس "الدين" و "العقيدة" و "المنهج"، وادعوا بذلك زورا أن غايتهم الوصول للسلطة؛ من أجل تحكيم الشريعة، ولما مكنوا؛ زاروا إيران، وفتحوا الأبواب للمجوس للدخول إلى "مصر الكنانة" و "الإباء" و "الجمال"!
وبغض النظر عن تعرض كثير منهم للظلم والتعذيب، والسجن؛ بل والقتل؛ فإننا - ها هنا - بصدد الحديث عن أصل ما هم عليه؛ فإن أصولهم فاسدة، ودعوتهم غير منتجة؛ لأنهم زهدوا في العلماء الربانيين، وادعوا بأنهم لا يفقهون الواقع، ونفروا من الإصغاء إليهم؛ بل والطعن فيهم صراحة؛ بأنهم مداهنون للسلطة، ولا يستطيعون القيام بواجب النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم!
وأيدوا الثورات بوجه عام، ولم ينظروا للمصالح والمفاسد، ولم يعتبروا مقاصد الشريعة؛ فضلوا وأضلوا كثيرا.
وأحد كبرائهم كان من دعاة التقريب بين السنة والرافضة - ومنهم الخمينية، الذين هم كفرة مردة، دخلوا في الإسلام ظاهرا، وحاربوه ظاهرا وباطنا، وهذا ظاهر جلي، وما أحداث إحداثهم في حرم الله، وحربهم العراق، واحتلالهم لسوريا، واليمن، ولبنان عنا ببعيد؛ فأعملوا القتل في رقاب المسلمين؛ بل لم ير أفضع منهم، ولا أحقد ولا أخس ولا أكفر منهم؛ فقد رأيناهم كيف يعربدون هناك في أرض الشام؛ قتلا وتعذيبا، وانتهاكا للأعراض، ونهبا للأموال، ولم يسلم منهم الإنسان؛ بل ولا حتى الحجر و الشجر والحيوان؛ فقد شاهد العالم بأسره كيف يلقون البراميل المتفجرة على رؤوس المدنيين المظلومين، والذين لا يملكون من الأمر شيئا، كهول وأطفال ونساء؛ فتنفجر فيهم، وإننا رأينا كيف هذه العمائر المكونة من ستة أطباق؛ تسوى بالأرض - ، ورأينا من يضرب حتى الموت، ومن يعذب بالكهرباء، ومن تقطع أيديهم، ومن ينحرون بالسكاكين، ولما انكشف الغطاء عن الحقد الدفين لهؤلاء الرافضة المشركين؛ تبرأ منهم، وصوب موقف علماء المملكة العربية السعودية، وبعدما حصل خلاف بين بلاد الحرمين الشريفين - المملكة العربية السعودية - ودولة قطر - التي يقطنها، وهي محط الإخوان المسلمين، وهي التي احتوتهم، وقربتهم من القرار السياسي، وفتحت لهم الإعلام؛ تنظيرا لفكرهم الخطير؛ القائم على الانقلابات، والثورات، والمظاهرات، والغوغائيات، وشق الطاعة، ومفارقة الجماعة، والتبرء من السنة وأهلها الخلص الصادقين، الصادعين بدعوتهم -؛ ظهر مرة أخرى؛ ليصرح بوقوفه مع إيران - زعيمة الشر، وموقدة الشرر، وحمالة الحطب في العالم الإسلامي؛ التي تحتل منه أكثر مما يحتله اليهود في دولة فلسطين؛ فإن هؤلاء المجوس الحاقدين على أمة الإسلام، قد وقع العراق بأيديهم بمعونة أمريكا؛ زعيمة الصليبيين، وربيبة اليهود الملاعنين، مع أن هؤلاء المجوس يلعنونها وينبزونها بأنها "الشيطان الأكبر"!، وتمكنوا في لبنان من خلال ما يسمى ب "حزب الله" وفي اليمن من خلال ما يسمون ب "الحوثيين" الذين يرفعون شعار "الموت لأمريكا، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام" ولم تمس أمريكا، ولا اليهود بشيء من قبلهم، ولن يمسوهم؛ فلذلك لم يدرجوهم على قائمة الإرهاب المزعوم، مع أننا نرى أن القتل دائم في أهل السنة والجماعة، ولم ينتصروا للإسلام؛ بل لشيطانهم الأكبر "عبدالملك الحوثي" المتصل بنظام الملالي والخمس والمتعة في "إيران"؛ المنفذ لخططهم الخمسينية؛ التي وضعها زنديقهم الخميني؛ عليه لعائن الله تترى؛ بهدف السيطرة على الدول الإسلامية، وهدفهم الأكبر: مكة والمدينة، ولكن هيهات هيهات؛ فإن اليهود لم يستطيعوا على أطفال الحجارة بفلسطين من سبعين سنة، والعالم الصليبي والمجوسي واليهودي والإلحادي الروسي عجز عن وقف الحراك الشعبي في سوريا؛ بطائراته ومدرعاته وعساكره، والكل رأى كيف أن النظام النصيري الحاكم في سوريا لم يستطع وقف زحف الثوار الأحرار، الهاتفين بقولهم: "الله أكبر" وبصيحاتهم "هي لله هي لله، لا للسلطة ولا للجاه" وندائهم "من قامشلوا لحوران، الشعب السوري ما بينهان" وكذلك "لن نركع إلا لله" وأيضا "الشعب يريد إسقاط النظام"، فالله غالب على أمره -، وتصريحه بموقفه هذا الظاهر - والله أعلم - من توجيهات السلطة، وإلا لماذا هذا النكوص عن موقفه قبل ذلك؛ لما صوب علماء المملكة العربية السعودية في رأيهم في الرافضة؟!!!
ويغلب على دعاة الإخوان المسلمين الحماس والعاطفة، والتهور في مواقف يجب التثبت فيها والتأني، وكذلك أنهم مضطربون في علمهم؛ بل وحتى عملهم ومبادئهم، فما أسرع تقلباتهم، وما أشد تخبطهم، وقد اشتهر أمرهم هذا؛ فلا حاجة للتطويل.
وإن تعجب فعجب:
النصوص متظافرة متكاثرة في لزوم جماعة المسلمين، والطاعة لإمامهم، سواء من القرآن أم من السنة، ومن ذلكم:
قول الحق - تبارك وتعالى -: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين). الأنفال.
فحتما - كما نصت الآية الكريمة - أن طاعة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - مأمور بها، ولا يأمر الله إلا بما يحبه - جل وعلا -، وما يحبه الله عاقبته النصر والفلاح، والتمكين في الأرض والنجاح.
وكذلك نصت على تحريم التنازع، وأخبرت بأن مؤداه إلى الفشل الذريع في كافة وجوانب الحياة المختلفة، والضعف والتبار والخسار على مختلف الأصعدة وكافة المجالات - سياسيا واقتصاديا واجتماعيا الخ -.
ومع ذلكم؛ ما زالت الأمة ترزح تحت وطأة الأحزاب والجماعات "كل حزب بما لديهم فرحون". الروم.
والواجب:
الإصلاح الداخلي قبل الخارجي، وإصلاح الناس والمجتمع والأسرة؛ أوجب من التوجه إلى النزاع في السلطة من خلال أي تبرير.
قبل أن نسأل الحكام تحكيم الشريعة؛ علينا النظر في أنفسنا، وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ولا يولي الظالمين على الظالمين إلا بسبب ما كسب الناس من المعاصي والسيئات، والاجتراء على الحرمات، والتفريط في الواجبات؛ فإنه قد ورد أنه "ما منع قوم زكاة أموالهم؛ إلا ابتلوا بجور الحكام، وقحط السنين الخ".

حرره/
أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الاثنين ١٤٣٩/٤/٢٨.

الأحد، 14 يناير 2018

كتب سأؤلفها

من الكتب التي سأؤلفها مستقبلا بإذن الله تعالى: ١- حلية المسلم. المسلم مع نفسه وبينه وبين الله إصلاح النفس وتطهيرها إشغالها بما يرضي الله. وأهم ما يستجلب به رضا الله: أداء فرائضه... مع والديه البر والإحسان إليهما مع أهل بيته وجيرانه خيركم خيركم لأهله. الوصية بالجار مع الأجانب والغرباء إلقاء السلام. التواضع ونبذ الكبر والخيلاء مع من لا تربطك بهم مصلحة ٢- مدارج الطالبين في الترقي في علوم الدين. القرآن أولا. إلى سن ١٢ يكون ختم القرآن الكريم. ثم بعد ذلك يقرأ ويحفظ مفردات غريب القرآن. ثم يأخذ تفسيرا ميسرا سهل التناول كتفسير كلام المنان؛ للسعدي. ثم يتناول تفسيرا أعلى منه قليلا كتفسير ابن كثير "تفسير القرءان بالقرءان ثم بالسنة"، ثم يدرس تفسير الإمام الشنقيطي (أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرءان) وهو تفسير "أصولي" ثم تفسير القرطبي "فقهي"، ثم ابن عطية "لغوي"، ثم التحرير والتنوير؛ لابن عاشور، أو الكشاف؛ للزمخشري "بلاغي" ثم ينتهي بتفسير ابن جرير الطبري "أثري إسنادي". العقيدة. تكون البداءة بمؤلفات مجدد الإسلام محمد بن عبدالوهاب (نواقض الإسلام، القواعد الأربع، الأصول الثلاثة، كتاب التوحيد، كشف الشبهات). فيحفظها مع فهم ودراسة لها على أيدي علماء أهل السنة والجماعة. ثم يرتقي إلى مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية من مثل (الواسطية، الطحاوية) ثم (الحموية، والتدمرية) فيحفظها مع فهم ودراسة لها على أيدي علماء أهل السنة والجماعة. ثم المرحلة التي تلي تلك المرحلتين تكون للتخصص والتعمق، ومن أهم المؤلفات في مجال العقيدة مؤلفات الشيخين الإمامين شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم رحمهما الله جميعا. الفقه يتناول متنا فقهيا على مذهبه، فيدرسه على شيخ متقن، متدرجا في كل ذلك، فالحنبلي يبدأ أولا مثلا بمتن (شروط الصلاة وأركانها وواجباتها) فيحفظها مع فهم ودراسة لها على أيدي علماء أهل السنة والجماعة، ثم (آداب المشي إلى الصلاة) دراسة مع فهم، ثم (زاد المستقنع) حفظا للتعاريف والشروط والأركان والواجبات والمستحبات والمكروهات، والتقاسيم والأنواع، مع فهم ودراسة لمسائله على يد شيخ حنبلي متقن. وأهم شروحه (الروض المربع) للبهوتي و (الشرح الممتع) للعلامة ابن عثيمين رحمه الله، و (الإمداد بتيسير شرح الزاد) للعلامة الفوزان. ويبدأ بالإمداد ثم الشرح الممتع ثم الروض المربع. ثم يقرأ الكافي ثم المغني. ثم بعد ذلك يلج في قراءة ودراسة كتب الفقه المقارن، ك (بدائع الصنائع؛ للكاساني الحنفي) و (بداية المجتهد ونهاية المقتصد؛ لابن رشد المالكي) و (المجموع؛ للنووي الشافعي). الحديث يبدأ بحفظ الأربعين النووية حفظا متقنا، ثم يقرأ شرحا ميسرا ثم أهم شروحه (جامع العلوم والحكم؛ لابن رجب الحنبلي). ثم عمدة الأحكام، ومن أهم شروحه (شرح البسام). ثم بلوغ المرام، وأوفى شروحه (تيسير العزيز العلام؛ لعبدالله الفوزان). ٣- قيد الخاطر. ٤- حقائق القرآن. الحقيقة الكبرى (حقيقة الوجود الثابتة: توحيد الله، وعبادته وحده لا شريك له) حقيقة مراتب الدين الثلاثة (الإسلام والإيمان والإحسان) حقيقة السعادة والشقاء حقيقة الجنة والنار حقيقة الدنيا والآخرة حقيقة التقوى حقيقة الشيطان حقيقة المداولة بين الخير والشر والحق والباطل حقيقة العلم حقيقة الأخلاق: الصبر الرفق واللين الإحسان الوفاء بالعهود والمواثيق بر الوالدين العفة التواضع وخفض الجناح الدعوة إلى الله تعالى الصدق الأمانة حقيقة محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم -: اتباعه كما أمر الله بذلك حقيقة القرآن الكريم حقيقة الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم حقيقية الجهاد جهاد النفس ثلاثة أنواع: جهادها في مرضاة الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وجهادها في محاربة الأعداء؛ من النفس الأمارة بالسوء، والهوى والشيطان، والذين يحاربون الله ورسوله؛ فأولئك لهم الخزي والعار، وعليهم اللعنة وسوء الدار، يقاتلون بعدما تقام عليهم الحجج وتوضح لهم السبل والبراهين، وجهادها في النصح للخلق، وابتغاء الخير لهم، ونفعهم والإحسان إليهم قدر الطاقة والإمكان. جهاد الأعداء جهاد دفع أو طلب ٥- أخلاق الكبار ٦- المنهج القويم في بناء الشخصية الإسلامية على ضوء الكتاب والسنة النبوية مقدمة فصل في اشتمال القرءان الكريم على أساسيات بناء الشخصية الإسلامية البناء العقدي والفكري والإيماني أإله مع الله؟! - قصة الخليل مع النمرود - .. الكليم مع فرعون - قصة خلق الإنسان - عجائب النحل - عجائب الهدهد - قصة أبرهة أركان الإسلام .. الإيمان الإحسان ما هو؟ البناء العلمي خلق الشمس والقمر .. السماوات والأرض .. الجبال .. الإبل .. الإنسان .. النجوم والفلك .. الطير .. الأنعام .. النحل .. الماء .. التين والزيتون البناء الروحي القرءان شفاء وهدى ورحمة آيات لأولي الألباب عباد الرحمن متاع الغرور الجزاء والحساب الفناء والبقاء  .. الإنساني والاجتماعي .. الذاتي الشخصي الطبيعي .. الأخلاقي والقيمي فصل في اشتمال السنة النبوية على أساسيات بناء الشخصية الإسلامية