الأربعاء، 17 يناير 2018

وإن تعجب فعجب ٤

(وإن تعجب فعجب ٤)

العجيبة الرابعة: ولائم إلى منتصف الليل!!!
وإن تعجب فعجب:
إن مما عمت به البلوى في عموم البلاد - على الأقل ما رأيناه هنا في مدينة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم -؛ فإن أغلب المناسبات التي تكون للزواج؛ تؤخر الموائد إلى قريب من منتصف الليل!
وهذه في الحقيقة عجيبة من هؤلاء الداعين، الذين شقوا على الناس بفعلهم هذا؛ فإنه - كما هو معلوم ومشاهد وواقع - أن في هذا السهر - الذي لا طائل من ورائه - آثار سيئة تترتب عليه - من ضياع صلاة الفجر، ومن الوقوع في تضييع الوقت المذموم، ومن المضرة اللاحقة بالبدن بسبب هذا السهر -.
وإن تعجب فعجب:
أين الدين والمروءة عن هؤلاء؟ كيف يؤخر المدعوون إلى وقت تضيع به صلاتهم؟ إن هذا لشيء عجيب.
وكذلك ما يتخلل الجسم من السموم جراء الأكل قبيل النوم مباشرة من الأرز واللحوم وما يصاحبها؛ فتمتلئ المعدة، ويكون الخلود للنوم بعد هذا مباشرة، والاستمرار على ذلك خاصة؛ مضرا بالبدن أيما ضرر، فتتخمر المطعومات والمأكولات، ولا يستفيد منها الجسم كما ينبغي، ولا تعمل الأجهزة عملها، فتتراكم الدهون وتترسب، ومع الوقت ينهك الجسم بعامة، ومنه الكلى، وكذلك الدماغ؛ فيضعف التركيز، وتبدو بوادر الشيخوخة على مثل هؤلاء، فلا حصلوا دنيا ولا دينا! مع ما في هذه المناسبات من الإسراف والتبذير - إلا ما رحم ربي -.
وإننا نتمنى أن نعي ما نحن فيه من نعم ونعيم؛ فنشكر لله، ولا نغتر بما في أيدينا؛ فإن النعم رحالة، وغير دائمة لأحد، وبشكرها تقر، وبكفرها تفر، وهذا ابتلاء لنا عظيم؛ أنشكر أم نكفر "وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم" فأوسع عليكم في أرزاقكم، وأحل البركة بأموالكم، وأمتعكم متاعا حسنا؛ تعيشون في ظله في أمن ورغد وهناء "ولئن كفرتم" فلم تشكروا نعمي، ولم تقوموا بحقي، ولم تصرفوا جوارحكم في مرضاتي؛ بل تماديتم في الزهو والعجب والتكبر والتجبر؛ فوعزتي وجلالي "إن عذابي لشديد". إبراهيم. فإياكم وإياه؛ فإن من يصلاه؛ يعذب ولا يموت، ويبدل جلده كلما نضج، ويتمنى الموت ولا يجده "ومن وراءه عذاب غليظ". الحج.
ونتمنى - كذلك - من حكومتنا الرشيدة - حفظها الله بالإسلام، وأعزها به - أن تلتفت لهذا الأمر؛ فتنظم أمر المناسبات بما لا يحقق العنت والمشقة للجميع؛ فمثلا؛ يجبر القائم على المناسبة بإحضار العشاء بعد صلاة العشاء مباشرة، ولو كانت قبلها وبعد المغرب أفضل.

بقلم/
أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الأربعاء ١٤٣٩/٤/٢٩.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق