الثلاثاء، 16 يناير 2018

وإن تعجب فعجب ٣

(وإن تعجب فعجب ٣)

العجيبة الثالثة: شغف كثير من الناس - والشباب بوجه خاص - بالتقنية الحديثة وما يتصل بها، وهجران كلام الله!
وإن تعجب فعجب:
ترى كثيرا من الناس يستخدمون هذه التقنية الجديدة - كالجوال والمحمول الخ -؛ يتصفحون المواقع والمنتديات، ويتنقلون في أروقة المنصات النتية، وعالم الشبكة العنكبوتية، ويشاهدون - من خلال كل ذلك - ثقافات الأمم والشعوب الأخرى، ويتلقون عنها ما يشكلون به من خلالها أفكارهم وتصوراتهم؛ فلذلك رأينا التقليد الأعمى للشرقيين والغربيين، فرأينا من يقلدهم ويتبعهم في قصات شعرهم، وكيفية لبسهم ومظهرهم، وحتى سلوكهم ومنهجهم في الحياة، والنظر إليها، فتماشى كثير من شباب المسلمين مع الغرب جنبا إلى جنب فيما ذكرنا.
وإن تعجب فعجب:
رغم اتباع كثير من شباب وفتيات المسلمين للغرب، وافتتانهم بهم، وانخداعهم بحضارتهم الدنيوية، وانبهارهم بما وصلوا إليه من الصناعات والاكتشافات؛ إلا أنهم لم يستفيدوا مما عندهم من النجاح في بعض تلك المجالات، وإنما أخذوا أسوأ ما عند القوم، وهذا من كيد الشيطان ووساوسه، واتباع الهوى المضل، والنفس الأمارة بالسوء، وإنه من الحمق بمكان لا يخفى؛ فأي عاقل يرضى لنفسه بهذا، أن يكون تابعا لغيره؟! إنه لا يرضى بذلك إلا من حرم لذة الحرية والكرامة، والعزة والشموخ والشهامة!!!
وإن تعجب فعجب:
ما كان للغرب ولا للشرق أن يغزو المسلمين بهذه الألبسة الغريبة - الضيقة منها والمخصرة والمزخرفة، والتي عليها كتابات غريبة عجيبة؛ فبعضها مسطر عليها كلمات الفحش والغزل، وبعضها مكتوب عليها بعض أسماء القدوات السيئة، وبعضها كتابات كفرية!!! - إلا بمساعدة بعض أرباب الثراء والجاه من المسلمين، الذين لا هم لهم إلا جمع المال وتحصيله بأي وسيلة كانت، وبعضهم همه فوق ذلك؛ يريد بذلك فتح الشرور على المسلمين بهذه الألبسة الغربية الفاتنة، والتي انتشرت بين شباب المسلمين كانتشار النار في الهشيم، ونعلم أن وراءها الماسونية الخبيثة، والصهيونية النتنة، والتي لا تريد بالعالم خيرا؛ فكيف بالمسلمين أصلا؟!!!
فعلى شباب وفتيات المسلمين أن يكونوا من هذا الأمر على حذر، ولا يعرضون دينهم بكثرة التنقلات في المواقع والمنتديات إلى الخطر؛ فإن دينهم أغلى ما لديهم، وإن الكفار والفجار ما قصدوكم إلا لما في دين المسلم من العزة والكرامة والطهارة والجلال والصفاء والسمو النفسي والروحي ما لا يوصف!

تحرير/

أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الثلاثاء ١٤٣٩/٤/٢٩.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق