الجمعة، 29 سبتمبر 2017

تلخيص قصة موسى عليه السلام...دروس وعبر

(تلخيص خطبة الجمعة)

عنوانها: (قصة موسى - عليه السلام - دروس وعبر)

١- أحسن القصص، ما قصه الله في كتابه، أو قصه رسوله - صلى الله عليه وسلم - في سنته.

٢- قسم فرعون شعبه إلى طوائف وفرق (يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين).

٣- كان يقتل كل مولود ذكر من من بني إسرائيل، ويبقي على نسائهم؛ لأنه رأى في المنام أنه هلاكه على يد أحد غلمان بني إسرائيل.

٤- ولد موسى - عليه السلام - في العام الذي يقتلون فيه؛ فخافت أمه عليه من الذباحين؛ فألهمها الله أن تضعه في صندوق إذا خافت عليه، وتربطه بحبل، وتلقيه في اليم.

٥- نسيت أم موسى - عليه السلام - الحبل، فلم تربطه، فمر موسى بدار فرعون (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا).

٦- لما رأته امرأة فرعون - آسية بنت مزاحم - وكانت مؤمنة؛ أحبته حبا شديدا، فلما جاء فرعون؛ أمر بذبحه، فدفعت عنه (وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك) فقال فرعون: أما لك، فنعم، وأما لي؛ فلا - والبلاء موكل بالمنطق - (لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون) أي: لا يدرون ماذا يريد الله بهم - عندما قدر لهم أن يلتقطوه - من العذاب والنقمة بفرعون وجنوده.

٧- (وأصبح فؤاد أم موسى فارغا) أي: من كل شيء من أمور الدنيا إلا موسى؛ فإنه في قصر فرعون، وهو طفل رضيع (إن كادت لتبدي به) أي: تخبرهم بأنها أمه (لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين* وقالت لأخته قصيه) أي: تتبعي أثره، واطلبي خبره (فبصرت به عن جنب) بعد (وهم لا يشعرون) أنها أخت موسى (وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون* فرددنا إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون). القصص.

٨- (فلما بلغ أشده واستوى) خلقا وخلقا - وهو سن الأربعين - (آتيناه حكما وعلما) أي: النبوة والرسالة (وكذلك نجزي المحسنين).

٩- خرج موسى - عليه السلام - من أرض مصر قاصدا بلاد الشام؛ لقتله - خطأ - القبطي؛ فولى هاربا من فرعون.

١٠- وعندما وصل مدين؛ أجر نفسه عشر سنين؛ لعفة فرجه، وطعمة بطنه، وكان قويا أمينا.

١١- ثم اشتاق إلى أهله، فقصد زيارتهم في مصر متخفيا - ومعه أهله وغنمه -، وفي أثناء الطريق؛ أوحى الله إليه، وأمره بدعوة فرعون بلطف، وأن يدع استعباد بني إسرائيل، ويحررهم من العذاب والإهانة والعبودية؛ فلبى أمر ربه، وتوجه إلى الطاغية فرعون بآيات بينات، ومعه أخوه هارون.

١٢- ولكن فرعون تجبر وطغى وعتى، فلم ينقاد لله رب العالمين، حتى أنكر ربوبيته - جل وعلا - (وما رب العالمين). الشعراء.

١٣- ولما رد موسى - عليه السلام - عليه بالحجة والبرهان؛ عمد التهديد والوعيد (لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين* قال أولو جئتك بشيء مبين* قال فائت به إن كنت من الصادقين* فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين* ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين). الشعراء.

١٤- وأمام هذه الآيات؛ لم يزدد فرعون - لعنه الله - إلا كبرا وعنادا، حتى اتهم كليم الرحمن - موسى ابن عمران، عليه السلام - بأنه (ساحر عليم)!

١٥- طلب فرعون من موسى - عليه السلام - يوما يتواعدون فيه؛ ليظهر من هو الساحر الأقوى، فقال موسى: (موعدكم يوم الزينة) أي: في يوم العيد (وأن يحشر الناس ضحى).

١٦- جمع فرعون سحرته، وألقى السحرة حبالهم وعصيهم؛ فألقى موسى عصاه؛ فإذا هي ثعبان مبين؛ تلقف ما يأفكون؛ فعند ذلك آمن السحرة برب هارون وموسى - عليهما السلام -.

١٧- هدد فرعون السحرة بأن يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، وأن يصلبهم في جذوع النخل؛ فثبتهم الله.

١٨- أراد فرعون قتل موسى، فخرج موسى - عليه السلام - وقومه قاصدين الشام (فأتبعهم فرعون بجنوده) فلما وصلوا (قال أصحاب موسى إنا لمدركون) حيث البحر أمامهم، وفرعون من ورائهم (قال كلا إن معي ربي سيهدين).

١٩- فهداه الله؛ حيث أمره بأن يضرب بعصاه البحر (فانفلق فكان كل فرق) طريق (كالطود العظيم) كالجبل العظيم.

٢٠- فسلك موسى وقومه الطريق، ولما أراد موسى أن يضرب البحر؛ ليرجع كما هو، حتى لا يستطيع فرعون اللحاق بهم؛ أمره الله، فقال: (واترك البحر رهوا) أي: ساكنا، يريد الله أن يسلك فرعون الطريق، حتى إذا توسط البحر؛ أمر موسى أن يضربه بعصاه، فضربه، فارتطم عليهم البحر كما كان، فلم ينج منهم إنسان.

٢١- (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين* آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين* فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون). يونس.

٢٢- ولكن هيهات هيهات (فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين* فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا...). غافر.

٢٣- وقد كان هلاك فرعون وجنوده في يوم عاشوراء؛ ففي صحيح البخاري: عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، واليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: (ما هذا اليوم الذي تصومونه؟) فقالوا: هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: (أنتم أحق بموسى منهم؛ فصوموا).

وهو يكفر السنة الماضية، ويسن معه صيام اليوم التاسع؛ مخالفة لليهود.

تلخيص/

عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.

الجمعة ١٤٣٩/١/٩

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

مقابلتي للتدريس في المدارس الأهلية ٣

(مقابلتي للتدريس في المدارس الأهلية ٣)

لم أكن أتوقع رفضا من أول مدرسة قدمت عليها، وكانت نسبة توقعي في القبول لا تقل عن ٩٠% ولكن تفاجأت بعدم الرد منهم، فاتصلت بهم، فقالوا: نشترط الخبرة، وكنت أدرس الدبلوم، فهم يشترطون الحصول على الدبلوم - كمعيار من معايير المفاضلة -.

قدمت على مدرسة أخرى، وكانت كالأولى، ثم قدمت على رابعة، فجعلوني في (قائمة الاحتياط) وكنت أتمنى التدريس في هذه، وهي (مدارس المنارات)، حيث إنها من المدارس الأهلية الأولى على مستوى الشرق الأوسط، وحاصلون على شهادة الاعتماد الأكاديمي من أمريكا، ولكن قدر الله وما شاء؛ فعل؛ حيث رجعت إلى (مدارس الحياة الأهلية) فكانوا في احتياج لمدرس واحد للدين، وكانت هناك ملفات بها طلاب من الشريعة ومختلف التخصصات، فرشحوني - مباشرة - للتدريس في المرحلة الثانوية، ووكلت إلي مادة (التفسير) والتفسير هو الذي أحبذ دراسته وتدريسه، فجاءت على ما أتمنى، وما لم أكن توقع! وصدق القائل: (كلما أعطيت بلا مقابل؛ كلما رزقت بلا توقع!).

وفي الحديث عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
(ويعجبني الفأل). متفق عليه.

فوجب إحسان الظن بالله، وبذل الأسباب مع التوكل على الله، وحسن الثقة به.

(ولم أكن بدعائك رب شقيا). مريم.

رب زدني علما وفهما، وهب لي رحمة حكما، وتوفني مسلما، ولا تجعلني من المحرومين، ولا من المضيعين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

بقلم/
أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.

الثلاثاء ١٤٣٩/١/٦

الأحد، 24 سبتمبر 2017

توحيد المملكة العربية السعودية

(توحيد المملكة العربية السعودية )

الحمدلله، لا نحصي ثناء عليه، هو كما أثنى على نفسه، والصلاة والسلام على رسول الله محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، كما يحب ربنا ويرضى، وبعد:

أيها الإخوة الكرام:

إن الله - عز وجل - يحب من عباده أن يقوموا بشكره، وذلك بامتثال ما أمر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون). البقرة.
وقال تعالى - واعدا بالمزيد عند شكره -: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد). إبراهيم.
وقال - جل وعلا -: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار). إبراهيم.
وقال: (وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم). النحل.

أيها الإخوة المؤمنون:

إننا نتقلب في نعم كثيرة؛ نعمة السمع والبصر، والشم والذوق واللمس، نعم في الأبدان، ونعم في الأوطان، نعم كثيرة لا نحصي لها عدا، نعم الله تغمرنا صباحا ومساء.

ومن أجل تلكم النعم: نعمة الأمن والإيمان.

وكما تعلمون؛ فإن الناس قبل مجيء الملك المؤسس - المغفور له بإذن الله -/ عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود؛ كانوا في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، وفتنة صماء بكماء، كان القوي يأكل الضعيف، والأخ يقتل أخاه عند شربة ماء، وكسرة خبز، كانت القبيلة تغير على القبيلة، كان الجهل منتشرا، والشرك متفشيا؛ فأقام الله - بذلك القائد الموحد العظيم - شرعه، فنصب فيهم العدل، وحكم بينهم الكتاب والسنة، فنصره الله، وأعزه على من عاداه، وجمع الله به الناس على كلمة سواء؛ فأغناهم به بعد العيلة، وأعزهم به بعد الذلة، وكثرهم به بعد القلة، ونصرهم به بعد الهزيمة، وجمعهم به بعد التفرق والشتات، وحببهم به بعد البغضاء والضغينة (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون). آل عمران.

وهكذا سار أبناؤه الملوك البررة من بعده - سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله وسلمان -؛ يطبقون شرعة الله، وينفذون حدوده وأحكامه، حتى طبق الأمن وعم أرجاء البلاد المباركة - بلاد الحرمين الشريفين، بلاد التوحيد والسنة، وقلعة الإسلام والمسلمين، والذي منها شع النور، وانطلقت الفتوحات، وهي التي عليها مشى خير الخلق وأكرمهم على الله -، وذلك ما يغيض الأعداء، فعملوا ضدها في السر والخفاء، بمكر وخبث ودهاء، فجندوا من أبنائها من يطعنها في خاصرتها، فجاءت "الفئة الضالة" و "الخوارج المارقون" وأفسدوا في بلاد الحرمين ما علمتموه؛ فجروا في الآمنين المدنيين، قتلوا الصغير ولم يرحموا الكبير، غدروا برجال الأمن وبلادهم التي أطعمتهم وأمنتهم، حتى الحرمين الشريفين لم يسلما من شرهم وشررهم! فيا لله! أي دين ومعتقد هم عليه؟!!!

وبحمد الله وتوفيقه ومنته؛ قضت بلادنا على هذه الفئة المارقة المفسدة، التي أهلكت الحرث والنسل، وأفسدت في الأرض أيما فساد؛ حيث إنهم لم يعقلوا حرمة الدم الحرام، ولم يتعلموا العلم الصحيح من مصدره المأمون، ولم يسيروا على هدي الكتاب والسنة، ولم يسلكوا الطرق الشرعية في الإصلاح، حتى وصل الأمر بهم إلى تكفير حكامنا وعلمائنا وإلى الله المشتكى!

أيها المسلمون:

إن علينا واجبا عظيما في المساهمة في الدفاع عن بلادنا ومقدساتنا، وألا ننزع يدا من طاعة؛ بل نسمع ونطيع في عسرنا ويسرنا، ومنشطنا ومكرهنا، وأثرة علينا؛ كما أمرنا بذلك رسولنا الكريم - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم -، وألا نسمع لأي ناعق أو منافق يريد الشر والفتنة؛ بل نكون يدا واحدة، وسدا منيعا، وحصنا حصينا في وجوه أعدائنا من الداخل والخارج.

نسأل الله أن يديم علينا - وعلى جميع المسلمين - الأمن والإيمان، والسلامة والإسلام.

اللهم احفظ بلاد الحرمين الشريفين من غدر الغادرين، وإفساد المفسدين، وإرجاف المرجفين. اللهم من أرادنا في بلادنا أو عقيدتنا أو ولاة أمورنا أو أمننا أو رجال أمننا أو مؤسساتنا أو شبابنا بسوء؛ اللهم فاشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، واجعل دائرة السوء عليه، يا رب العالمين.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

وكتبه/

أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.

الأحد ١٤٣٩/١/٤

الجمعة، 22 سبتمبر 2017

تجربتي في مشاركتي في مبادرة جرد متون الحنابلة

عبدالرحمن العوفي:
(تجربتي في مشاركتي في مبادرة جرد متون الحنابلة)

الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

ما إن رأيت الفرصة سانحة للمشاركة في (مبادرة جرد متون الحنابلة؛ بإشراف الشيخ المفضال/ سامي بن فهد المالكي - حفظه الله ورعاه) إلا وبادرت بالمشاركة.

شاركت في المستوى الأول: أخصر المختصرات، بشرح الشيخ أد/ محمد با جابر - أقامه الله مما فيه، وعجل بشفائه، وعافاه -.

وكنت أستمع للدروس الصوتية - والمقرر: درسان يوميا، كل درس لا يقل عن نصف ساعة غالبا - وأقيد ما أراه يستدعي التقييد؛ كفك الضمائر، وكتابة التعاريف، والتقاسيم، والضوابط، والشروط الخ.

والذي يستطيع فتح اليوتيوب؛ فإنه أفضل من ناحية خاصية التسريع؛ فإنه يختصر كثيرا من الوقت.

من ضمن العملية التعليمية في هذه المبادرة: وضع اختبارات أسبوعية، وهذه ميزة إصافية تحسب للمبادرة؛ فإنها بمثابة المراجعة لما سبق دراسته خلال الأسبوع المنصرم، وكذلك اختبارات الأرباع - وستبدأ الأسبوع القادم - والاختبار الشامل للكتاب، علما بأن الاختبارات الأسبوعية ليس عليها درجات.

وحيث إن البرامج كثيرة، فأود مراجعة وضع خطة الدراسة اليومية، بدل أن تكون يوميا إلا الجمعة؛ تكون خمسة أيام، ويومان للراحة والتعويض والاختبار.

وأنصح بالاشتراك في هذه المبادرة القيمة، فمن أهم ميزاتها - مع ما سبق -: قصر المدة مع استيعاب خمسة من الكتب المعتمدة في المذهب وهي بالترتيب: (أخصر المختصرات- عمدة الطالب- دليل الطالب- زاد المستقنع، الروض المربع) ومحدد وقت دراستها، وجميع وقت المبادرة ينتهي بانتهاء سبعة أشهر، وهذا إنجاز بحد ذاته.

وفق الله الجميع لمرضاته، وأدخلنا برحمته جناته.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بقلم/

أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.

الجمعة ١٤٣٩/١/٢

الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

مقابلتي للتدريس في المدارس الأهلية ٢

(مقابلتي للتدريس في المدارس الأهلية ٢)

وفي مدارس الحياة الأهلية:

كانت مقابلتي في يوم الثلاثاء ١٤٣٨/١٢/٢٨، وكان من ضمن الأسئلة ما يأتي:

اقرأ آخر آيتين من سورة البقرة، فقرأت الآية الأولى، فاستوقفني - وكان المقابل من السودان الحبيبة - اسمه الشيخ عمر - فسألني:

١- ما نوع المد في قوله تعالى: (بما أنزل إليه)؟ فأجبته: منفصل، فقال: ما الفرق بين المتصل والمنفصل؟ فأجبته: المتصل: المد في كلمة، فقال: حتى في المنفصل، فقلت: والهمزة في المتصل في نفس الكلمة، فقال: نعم، المد وسببه في كلمة.

٢- كذلك سألني: ما فضل قراءة  الآيتين من آخر سورة البقرة؟

أجبته: من قرأها في ليلة؛ كفتاه.

سألني: ما معنى كفتاه؟

قلت: لا أعلم معناها بالدقة، ولكن كفتاه من الهم، فقال: اختلف في معناها على أقوال، منهم من قال: كفتاه، أي: من الآفات والشرور.

ومن ضمن الأسئلة - كذلك -:

٣- أنه سألني عن الأحكام الخمسة ما هي؟

فقلت: الواجب، والمحرم، والمندوب، والمكروه، والمستحب.

سألني: ما هو المستحب؟

أجبته: ما يثاب فاعله، ولا يعاقب تاركه.

٤- سألني ما حكم قراءة القرءان الكريم؟

أجبته: هجره محرم.

قال لي: لم أسألك عن حكم هجره، قلت: لا علم لي غير هذا.

قال: تدور عليها - أي: قراءة القرءان الكريم - الأحكام الخمسة، فقد تكون قراءته واجبة، كما في الصلاة مثلا، وقد تكون مكروهة، كالقراءة خلف الإمام، وقد تكون محرمة، كالمعلم يكلف بملاحظة الطلاب، ويجلس يقرأ القرآن، وقد تكون قراءة القرءان مستحبة في بعض الأوقات، كما في الفراغ عن الشغل.

٥- سألني - أيضا - عن فضل مسجد قباء، فقلت: كأجر عمرة تامة تامة.

وجهني - بعد ذلك - إلى أستاذ آخر؛ ليعمل معي مقابلة في التربية...

كان من ضمن الأسئلة:

١- ماذا تعرف عن البيئة الصفية واستراتيجيات التعليم؟

قلت: الآن أدرس الدبلوم التربوي بجامعة طيبة.

قال: لم تطبق نهائيا داخل الفصل؟

قلت: لا، ولكن أخرج في الإذاعة المدرسية، وأقوم بخطب الجمعة.

٢- قال: ماذا تعمل أول ما تدخل الفصل؟

قلت: أبدأ بالتحية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سألني: وبعد ذلك؟

قلت: أتعرف على الطلاب.

قال: وبعد ذلك؟

قلت: أعطي فكرة عامة عن الدرس.

٣- سألني: لو وجدت طالبا مشاغبا، كيف تتصرف؟

أجبته: أتجاهل الأمر في أوله.

سألني: وإذا أصر وتكرر منه ذلك؟

قلت: إذا لم يفد شيئا؛ أوجهه للمرشد.

٤- سألني: إذا وجدت مضاربة بين بعض الطلاب؛ كيف تتصرف؟

أجبته: أفرق بينهم أولا، ثم أعرف سبب المشكلة؛ لتحل، وإذا لم يجد شيئا من ذلك؛ أوجههم إلى المرشد.

٤- سألني: ماذا تعرف عن دفتر المعلم؟

قلت: لم أطلع عليه، ولكن الذي أعرف أنه يحضر فيه بتوزيع الدروس على الأسابيع.

٥- سألني: لو سألك طالب سؤالا، ولم تكن تعرف الإجابة؛ فكيف تتصرف؟

قلت: أقول: لا أعلم.

قال: أنت معلم، ويراك المثل الأعلى، فكيف تقول: لا أعلم؟

قلت: أبين أنه لا أحد يحتكر العلم، وما من عالم إلا له ثغرات، هذا إذا كان خارج الدرس، أما إذا كان داخل المقرر؛ فيكون التحضير شاملا.

قال: الطالب يرى أستاذه القدوة العليا، فإذا طرح عليك سؤال لا تعلم له إجابة؛ فقل: هذا سؤال جيد، وأنتظر منكم بحث الإجابة عنه، ولا تقل: لا أدري.

رأيت التقييم أني منحت الدرجة كاملة - ولله الحمد والمنة والفضل والإحسان - في جميع البنود، إلا - كما عرفت ذلك من استراق النظر في الورقة - قوة الشخصية؛ فمنحت سبعة وثلاثين درجة.

بقلم/ أبي عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.

الثلاثاء ١٤٣٨/١٢/٢٨

الاثنين، 18 سبتمبر 2017

تلخيص لإحدى محاضرات مادة "الدعوة الإصلاحية"

(تلخيص لإحدى محاضرات مادة "الدعوة الإصلاحية")

كان أستاذ المقرر/ د. راشد العدواني - حفظه الله ورعاه -.

كان شرحه سلسا جدا، تستسيغه الأسماع، ولا تمل منه النفوس.

في إحدى محاضراته القيمة استطرد في التأكيد على أنه لا عز لنا، ولا فلاح، ولا رفعة، ولا قيام لهذه الأمة بدون تطبيق الإسلام في كافة نواحي الحياة، تطبيقا شاملا، فبذلك يكون النصر والعز والظفر، وبدونه تحل الهزيمة بدل النصر، والضعف بدل القوة، والتخلف بدل التقدم والرقي والحضارة، والفشل بدل النجاح والفلاح...

وقد كنت لخصت بعض ما قال، وكانت محاضرته تلك الأحد ١٤٣٨/١/١.

فمما خرجت بتلخيصه ما يلي:

١- على المسلم ألا يشغل نفسه بغير نصرة الإسلام، ويكون ذلك بالعلم بحقيقته، وأنه ما خلق إلا لهذا؛ ففي الإسلام عز الدنيا والآخرة، وما تخلفت أمة من الأمم، ولا ضرب عليها الذل والهوان إلا لما تخلت عن شيء من مبادئ هذا الدين العظيم، وتنكبت صراط الله المستقيم؛ فإن الإعراض عن دين الله الحنيفي هو حقيقة التخلف والرجعية، لا كما يبثه بعض أصحاب الدعايات المغرضة من أن النجاة هو في سلوك سبيل الغرب أو الشرق، وذلك من انتكاس الفطر، وقصور النظر، وخفة العقل، واتباع الهوى والشيطان؛ فإنهم لم ينظروا إلى حقيقة ما وراء تلك المظاهر، وما وصلوا إليه من التقدم والحضارة؛ فإن محاسن من نظروا إليه، وانبهروا به أقل - بكثير - من مساوئهم، فهم - وإن وصلوا إلى العلم - لكنهم لم يصلوا إلى "حقيقة العلم" الذي هو العلم بالله، وبرسوله - صلى الله عليه وسلم -.

٢- الإخلاص بلا علم مدمر للدعوة، والعلم بلا إخلاص لا يبارك فيه؛ فادع إلى الله على بصيرة وعلم وإخلاص؛ تؤتي الدعوة أكلها - بإذن الله - طيبة مباركة.

٣- من أعظم أسباب حفظ الأمة من العذاب: الإصلاح المتمثل في الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

٤- النبي يحكم بشريعة من قبله بخلاف الرسول (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون...). المائدة.

٥- تشن حرب كثيفة في مالي من قبل الغرب ومنافقي العرب؛ يتمثل ذلك في غزو فرنسا لتلك الدولة الإفريقية؛ حيث ادعى أولئك الغزاة - ومن وراءهم - أن هذه الحرب ما كانت إلا على ما يسمى بالإرهاب! ولكن الحقيقة هي حرب على الإسلام وأهله الصادقين المخلصين؛ حيث إنه كون في منطقة من تلك الدولة مجموعة من خريجي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - من الطلاب الماليين - كونوا لهم نظاما قائما على الشريعة الإسلامية، يطبقون من خلاله الحدود، ويقيمون به الملة، ويرفعون به راية التوحيد والإخلاص والخلاص "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وهذا ما يخشاه الغرب وأتباعه الأذناب المنافقون.

تلخيص/

عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.

الأحد ١٤٣٨/١٢/٢٦

الأحد، 17 سبتمبر 2017

مقابلتي للتدريس في المدارس الأهلية

(مقابلتي  للتدريس في المدارس الأهلية)

الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

اليوم هو الأحد، الموافق للسادس والعشرين، من شهر ذي الحجة، من العام ثمانية وثلاثين وأربع مئة وألف من هجرة المصطفى الكريم - صلى الله عليه وسلم -.

كانت الوجهة نحو (مدرسة المنارات) حيث مقابلتي...سلمت، سألت عن المدير، قال لي المنسق الأكاديمي د/ علاء لبدة: تريد التقديم على التدريس؟ قلت: نعم، قال: تعال، خذ لك كرسيا، واجلس هنا، وكان قد سبقني إليه ثلاثة للمقابلة، وجدتهم عنده...يسأل أحدهم عن حروف الإدغام، وما الذي يغن؟ وما الذي لا يغن؟ ومن ضمن أسئلته: أنه طلب من أحدهم - خريج شريعة - أن يسرد حديثا، فقال: لا أعلم، قال له: خريج شريعة وبتقدير امتياز ولا تعلم حديثا واحدا؟!! قال له الطالب: لا أعرف نصا، ولكن سأسرده لك بالمعنى، قال: في الحديث: قال - صلى الله عليه وسلم - في المرأة التي تعذب هرة: (لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من الأرض)...طلب من كل واحد القراءة من القرءان الكريم، قرأت من آخر الأعراف: (إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين) وأربع آيات بعدها، قال لي: ما هي السورة؟ قلت: الأعراف، قال: ما الذي قبلها؟ قلت: الأنعام؟ والذي بعدها؟ قلت: الأنفال، تحفظ القرآن كاملا؟ قلت: حفظته كاملا، ولكن المتقن - الآن - بالترتيب: من البقرة إلى الأنفال، عشرة أجزاء، قال: والباقي؟ أجبته: في طور الإتقان.

سألني: ما حكم التصوير؟ قلت له: قولان للعلماء؟ مع أي قول؟ أجبته: ظاهر الحديث التحريم، ولكن التصوير المعروف اليوم جائز؛ لأن ليس فيه مضاهاة - تشبيها - لخلق الله.

سألني: ما حكم تصوير الزوج وزوجته مغطاة؟ قلت: مخالف للحشمة.

قال لي: ترضى ذلك لأهلك؟ قلت: أبدا، قال: أريد دليلا شرعيا، قلت: جوابي ما سمعت.

كان من ضمن الأسئلة - أيضا -: أي مرحلة تريد؟ قلت له: الابتدائية، سألني: لماذا؟ قلت: في نظري هي أهم مرحلة؛ لأنها تأسيسية، قال: وكيف يكون تعاملك معهم؟ تستطيع أن تضبطهم؟ قلت: بإذن الله.

طلب ممن بجانبي سرد حديث، فخمنت لي حديث: (إنما الأعمال بالنيات...) فإذا به يسرده عليه! جاء دوري، فقرأت عليه حديث جرير بن عبدالله البجلي - رضي الله عنه - قال: ما رآني رسول الله إلا تبسم.

سألني: ما ضبط البجلي؟ قلت: الذي أتذكره بالفتح، قال: أليس البجلي بضم الباء؟ قلت: لا أعلم.

سألني: ما درجة الحديث؟ أجبته: صحيح، قال: الصحة درجة؟!! ربما قصد أن هذا حكمه وليس درجته.

سألني: ما معنى (رواه الخمسة)؟

أجبته: لا أعلم.

قال: لو سألك أحد الطلاب - ويوجد لدينا طلاب أذكياء -: يا أستاذ ما معنى (رواه الخمسة)؟ ماذا تقول له؟ قلت: أحضر الدرس قبل ذلك تحضيرا شاملا.

سألني: ما معنى حديث مرفوع؟ قلت: ما رفع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: أيوجد حديث غير مرفوع؟ قلت: موقوف على الصحابي، قال: هذا ليس حديثا، وتذكرت الآن - وأنا أكتب هذا المقال - أنه: ما أضيف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير.

كان المقابل يتوقد ذكاء - وهو بالمناسبة مصري - قال: أحدكم يدخن؛ ليعترف، فاعترف أحدهم، ولكن قال: أعسل، فقال له: التعسيل أخو التدخين - هكذا عبارته -، قال: ولكن أحدكم يدخن، قال الذي يعسل: أنا كنت مدخنا سابقا!

بقلم/

أبي عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.

الأحد ١٤٣٨/١٢/٢٦