(مقابلتي للدبلوم التربوي)
كنت أتساءل: ماذا يمكن أن تكون أسئلة المقابلة الشخصية للدبلوم التربوي؟!!!
لا أكتمكم سرا إن قلت: نمت الليلة السابقة لموعد المقابلة خمس ساعات لا تزيد، وبعد الفجر لم أذق طعما للنوم، ولم أشم له رائحة، سوى التململ والانقلاب من جنب إلى جنب، فنهضت بعد أربع ساعات من مرقدي، توضأت، شربت كوبا من ماء، توجهت إلى حيث وجهتي تكون (المقابلة الشخصية للدبلوم التربوي)...
وبعد صلاة الظهر بقليل، تقريبا في الساعة الواحدة وعشر دقائق؛ دخلنا على المقابل - بعد تعبئة البيانات المطلوبة -، ندخل على أربعة أشخاص، كانت الأسئلة كاشفة عن كثير من القصور والخلل، أسئلة - في حقيقتها - يجب أن يجيب عنها من في المرحلة الابتدائية!
كنا أربعة، أنا من قسم الدراسات الإسلامية، من كلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة طيبة، وإلى جانبي الأيمن طالب من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، لا أدري ما تخصصه، إلا أنه لما سئل عن توجهه لأي تخصص هو؛ سمعته يقول: حديث، والثالث من كلية الشريعة، بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ومعدله ٤.٨٣، ومعدل من قبله ٤.٥٠ ومعدل محدثكم ٤.٨١.
كانت المقابلة كالتالي:
عرف بنفسك، فيعرف كل واحد بنفسه، الاسم، الجامعة، الكلية، القسم المتخرج فيه، وكم كان معدله، ثم يسأل كل منا: ما هو العلم أو الفن الذي تجدك ميالا إليه؟ كانت إجابتي (علم العقيدة الإسلامية) ومن بجانبي (الحديث) والثالث (طرق التدريس) مع أنه خريج شريعة!!!
سألني في تخصص العقيدة - التخصص الذي أميل إليه - بعض الأسئلة المتواضعة، منها:
ماذا يسمى ما يشبه المعجزة قبل النبوة؟ كان الجواب: الإرهاصات، أجبت بعد محاولات ثلاث. والسؤال الثاني: كم أقسام الشفاعة؟ أجبت: صغرى وكبرى، سألني ما هي الكبرى والصغرى؟ أجبت بعد نقاش يسير؛ فقلت: الكبرى خاصة بعمه أبي طالب في تخفيف العذاب عنه، والصغرى: في شفاعته - صلى الله عليه وسلم - لأهل الكبائر من أمته. طلب مني القراءة من القرآن الكريم، فقرأت من آخر الأعراف: (إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين). وآيتين بعدها. سألني: ما إعراب (ولا أنفسهم)؛ قلت: أنفسهم: مفعول به منصوب، سألني عن (هم)، قلت: ضمير متصل.
من بجانبي سئل في الحديث عن المتواتر، وطلب منه القراءة، فقرأ سورة قريش، فرد عليه في بدايتها: (لإيلاف قريش). حيث كسر ولم يشبعها ياء، أي: أنقص من الحرف، فالكسرة أقل من الياء.
طلب من طالب الشريعة القراءة؛ فقرأ النصر، فطلب منه أن يصل الآيتين بدون وقف (إذا جاء نصر الله والفتح* ورأيت الناس...). فكسر الفتح، وهي مضمومة، فطلب منه إعرابها، فلم يصب! سأله عن الحكم التجويدي في قوله تعالى: (أفواجا* فسبح...). نظر إلي؛ قلت له: إخفاء، سأل ما هي حروف الإخفاء؟ قلت:
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما **
دم طيبا زد في تقى ضع ظالما.
كان بودي أن يكون للمقابلة نصيب من المفاضلة.
ومما يقترح بهذا الصدد:
أهمية العناية بالقرءان الكريم في جميع المراحل التعليمية؛ تلقينا وتحفيظا، وتفهيما ومدارسة؛ فطالب في كلية الشريعة - كما ذكرنا آنفا - ومعدله ٤.٨٣ ومع ذلك يخطئ في قراءة سورة النصر!!!
كذلك العناية الفائقة باللغة العربية، وهذا ما يسلتزمه إيماننا بالقرءان الكريم؛ بل بالإسلام، فاللغة العربية هي هوية الإسلام، وشخصية المسلم، وعليها تبنى المفاهيم والقيم، وبدونها فنحن عالة على الأمم؛ كيف لا؟!! وهي لغة كلام ربنا الجليل!!!
بقلم/ أبي عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الأربعاء ١٤٣٨/١٢/٢٢.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق