من كتاب الرافعي - عليه رحمة الرب العلي - العظيم (وحي القلم)، طباعة دار القلم، ط٤، ١٤٤٤، قال في مقال له بعنوان (شهر للثورة، فلسفة الصيام):
١- فهذا الصوم فقر إجباري، تفرضه الشريعة على الناس فرضا، ليتساوى الجميع في بواطنهم. ١٦٥/٢.
٢- ولو حققت رأيت الناس لا يختلفون في الإنسانية بعقولهم، ولا بأنسابهم، ولا بمراتبهم ولا بما ملكوا، وإنما يختلفون ببطونهم، وأحكام هذه البطون على العقل والعاطفة، فمن البطن نكبة الإنسانية، وهو العقل العملي على الأرض. السابق.
٣- من قواعد النفس أن الرحمة تنشأ عن الألم، وهذا بعض السر الاجتماعي العظيم في الصوم. ١٦٦/٢.
٤- وإذا ثبت أن للقمر أثرا في الأمراض العصبية، وفي مد الدم وجزره، فهذا من أعجب الحكمة، في أن يكون الصيام شهرا قمريا دون غيره. ١٦٧/٢.
٥- وهنا حكمة كبيرة من حكم الصوم، وهي: عمله في تربية الإرادة، وتقويته بهذا الأسلوب العملي. ١٦٨/٢.
٦- شهر هو أيام قليلة في الزمن، متى أشرفت على الدنيا قال الزمن لأهله: هذه أيام من أنفسكم، لا من أيامي، ومن طبيعتكم، لا من طبيعتي، فيقبل العالم كله على حالة نفسية بالغة السمو. ١٦٩/٢.
٧- هذا على الحقيقة ليس شهرا من الأشهر، بل هو: فصل نفساني كفصول الطبيعة في دورانها، ولهو - والله - أشبه بفصل الشتاء في حلوله على الدنيا بالجو الذي من طبيعته: السحب والغيث، ومن عمله: إمداد الحياة بوسائل لها ما بعدها، إلى آخر السنة، ومن رياضته: أن يكسبها الصلابة والانكماش والخفة، ومن غايته: إعداد الطبيعة للتفتح عن جمال باطنها، في الربيع الذي يتلوه. السابق.
٨- فبالصوم يتقي المرء على نفسه أن يكون كالحيوان، الذي شريعته معدته، وألا يعامل الدنيا إلا بمواد هذه الشريعة، ويتقي المجتمع على إنسانيته وطبيعته مثل ذلك، فلا يكون إنسان مع إنسان كحمار مع إنسان: يبيعه القوة كلها، بالقليل من العلف!. ١٧٠/٢.
٩- ولن يتهذب العالم إلا إذا كان له مع القوانين النافذة هذا القانون العام الذي اسمه: الصوم، ومعناه "قانون البطن". ١٧١/٢.
١٠- ألا ما أعظمك يا شهر رمضان، لو عرفك العالم حق معرفتك، لسماك: "مدرسة الثلاثين يوما". السابق.
بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي.
طبرجل- الثلاثاء- ١٤٤٦/٩/٢٥.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق