قيد الخاطر - (من أوجه الخطأ في النقد: تعميم الحكم)

قيد الخاطر - (من أوجه الخطأ في النقد: تعميم الحكم). 

رأيت أحد طلبة العلم يصيب ويخطئ، يتطرف ويتوسط، يدخل في خلافات كثيرة، يرد، يعقب، يجادل، يناظر، بخلاف طريقتي، فالأمة يجب أن توجه طاقاتها للعمل والبناء والدعوة المباشرة وغير المباشرة، وأن يلزم كل ما كلفه...تأتيني ردود تصفني بأنني من جماعة كذا، هممت بالرد، ثم تركته؛ لأن الردود لا تنتهي ويدخل فيها الشيطان وأعوان الشيطان، وهناك ما هو أهم وأجدى للأمة.

أقول:

رأيت أحدهم يقرر بأن الأشعرية "جماعة تكفيرية"، ويستدل من "الدرر الكامنة؛ لابن حجر" عليه رحمة الله، بذكره قصة تكفير القاضي ابن مخلوف المالكي الأشعري لابن تيمية - رحمه الله -. وأتى بمقطع لمنصور الكيالي الضال يكفر من يكفر من مات على الكفر، فيعقب عليه هذا: أنت الآن تحذر من التكفير لأنه حق لله كما تزعم، ثم لا تلتزم بمذهبك هذا!

قلت:

هذا المعقب كذلك لم يلتزم مذهبه، فقد عمم الحكم على الأشعرية بكونهم "جماعة تكفيرية"، مع أن الحق أن غالب الطوائف فيهم متطرفون ووسطيون، غلاة وجفاة، فالتعميم هنا لا ينبغي.

بقلم/

أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.

المدينة المصطفوية - حي أبو بريقاء - السبت- ١٤٤٤/١٢/٢٧.