الاثنين، 31 يوليو 2023

قيد الخاطر - (حول الصمت)

قيد الخاطر - (حول الصمت).

المدينة - الثلاثاء - ١٤٤٥/١/١٣.

شاركت في مداخلة متواضعة في (إذاعة هنا العزم) عن (الصمت)، في يوم/ الاثنين، بتاريخ ١٤٤٥/١/١٢، وهذا أبرز ما دار في الحوار:
إذا نقل عنك ما ليس فيك؛ فقطعت علاقة بينك وبين حبيب، أو أخ أو قريب؛ فتقول لذلك المنقول له الكلام: اسمع مني، ولا تسمع عني، وتبين للنمام أو القتات - ناقل الكلام بغيبته أو بهتانه - أن هذا من الكبائر، بلطف وحكمة، ومتى كان النصح بطريق غير مباشر؛ كان أجدى وأنفع، والنفوس البشرية مجبولة مفطورة على حب التفرد والتمرد، والنقاش في غالب الأحيان مع كثير من الناس يولد مشاكل متسلسلة، لا نهاية لها.
 والتجاهل - غالبا في مثل هذا - سيد الأخلاق.
وفي كتاب (أدب الدين والدنيا؛ للماوردي الشافعي رحمه الله):
وأنشدت عن الربيع للشافعي:
لما عفوت ولم أحقد على أحد * أرحت نفسي من هم العداوات 
إني أحيي عدوي حين رؤيته * لأدفع الشر عني بالتحيات 
وأظهر البشر للإنسان أبغضه * كأنما قد حشا قلبي محبات
ولست أسلم ممن لست أذكره * فكيف أسلم من أهل المودات؟! 
الناس داء دواء الناس تركهمُ * وفي الجفا لهمُ قطع الأخوات
فخالط الناس واصبر ما بقيت لهم * أصم أبكم أعمى ذا تقيات والنساء غالبا أكثر كلاما من الرجال.
ومن كثر كلامه؛ كثر سقطه.
والكلام له حد ينتهي إليه، وله دائرة؛ لا ينبغي أن يخرج عنها، كما بين الزوجين، وبين الأصدقاء، وبين الموظفين. 
والكلمة يتبعها كلمات.
وأنصح جدا بكتاب (أدب الدين والدنيا؛ للماوردي الشافعي رحمه الله) السابق ذكره، وقد عقد فصلا عن الصمت وفضله. 
ومما جاء فيه عن بعض الحكماء:
الزم الصمت؛ تعد حكيما، جاهلا كنت أو عليما.
سعد من لسانه صموت، وكلامه قوت. 
الزم الصمت؛ فإنه يكسبك صفو المحبة، ويؤمنك سوء المغبة، ويلبسك ثوب الوقار، ويكفيك مؤنة الاعتذار.
 إلى أن قال:
واعلم أن للكلام شروطا وهي أربع:
أن يكون لداع يدعو إليه. 
أن يأتي به في موضعه. 
أن يقتصر منه على قدر حاجته. 
أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به. بتصرف. 
إلى أن ذكر بيتا:
وكائن ترى من صامت لك معجب * زيادته أو نقصه في التكلمِ
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده * فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
وقال بعض الشعراء:
وزن الكلام إذا نطقت فإنما * يبدي عيوب ذوي العقول المنطقُ
وقال بعض الشعراء:
رأيت العز في أدب وعقل * وفي الجهل المذلة والهوانُ
وما حسن الرجال لهم بحسن * إذا لم يسعد الحسن البيان 
كفى بالمرء عيبا أن تراه * له وجه وليس له لسان! 

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي. 
abdurrhmanalaufi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق