(ما كنت ذا فحش وذا هذيانِ)
ما كنت ذا فحش وذا هذيانِ * ما كنت إلا تاليا لقران
وربوت تنشأ في رياض كرامة * وشريعة الرحمن لا الشيطان
والصدر شق وطهرن فؤاده * حتى أفاض بحكمة ومعاني
وسقاه ربي سلسلا من عزة * فلها يركع كل وغد جاني
وحباه كل الخير من ألطافه * في حسن خلق ظاهر وبيان
والصبر سيما للنبي ملازم * في كل حين ثابت الأركان
ووفاؤه حدث بلا ملل وقل * علم الوفاء محمد العدنان
والجود مل الكف منه جبلة * وأخص جود منه في رمضان
والوجه منه إذا استنار كأنه * قمر بليل الست بعد ثمان
واليسر منه شريعة مسنونة * قد حفها الرحمن بالإحسان
ويزيد عفوا بالإساءة إنما * حق الإله يصان بالسلطان
والمسك منه إذا بدا لتشمه * ويزيد طيبا بالغ العرفان
وحياؤه لأشد من عذراء في * خدر بلا خجل ولا نقصان
وإذا رأى كرها ترى في وجهه * سيما الكراهة يا أخ الإيمان
ما عاب قط من الطعام وإنما * شكر الإله محتم بجَنان
والفعلِ من عبد يروم لشكره * ولسانه بالحمد للديان
وجوامع الكلم الشريف كرامة * أعطي بها بالحسن خير لسان
وتنام عين المصطفى لكنما * قلب الخليل يهيم في السبحان
والماء ثار كرامة لنبينا * من بين أيد كافيا بأمان
ودعاؤه ربي يجيب وإنه * خير البرية إنسهم والجان
والنخلة الصماء تسمع أنة * منها له فيجيء بالتحنان
ومخبر عما يكون من القلاقل * والحوادث في رحى الأزمان
كحوادث القتل العظام بأمتي * فيسيل منها الدم بالوديان
وحوادث بين الضلال وحزبه * من شيعة الصلبان والبهتان
وإذا رأيت من الأمور نكارة * فاهرب بدينك آخر البلدان
والزم إمام المسلمين فإنه * نعم الرداء لعصبة الإيمان
واحذر خروجا أو مروقا إنه * يودي إلى الإذلال والنيران
وعلام تحزن إن رأيت تأخرا * من عصبة الإسلام والفرقان
فنبينا رسم الخريطة نهجه * أن الفلاح لعسكر الرحمن
وكنوز كسرى والقياصرة الألى * لتحصلنّ وتنفقن بتفاني
والدين يبلغ ما تناهى مسكن * ويذل أهل الشر والنكران
واحفظ وصية أحمد في بيته * أهل التقى والطيب والرجحان
وصحابة المختار جل صحابه * في الفضل حازوا سبقهم بجنان
والختم صلى الله في عليائه * دوما على الهادي لخير مكان
وصحابة يتآزرون لنصره * في ترك مال أو ربى الأوطان
والتابعين سبيلهم من بعدهم * حتى الممات ليوم حشر ثان
وسلامنا يهدى لخير معلم * بعد الصلاة محمد العدنان
شعر/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
طبرجل - السبت- ١٤٤٤/٨/٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق