قيد الخاطر - (نشر ثقافة القراءة).
لماذا كثيرا ما تكبت المواهب كما رأيت؟
لماذا يدفن الناجحون تحت ركام التجاهل والتهميش؟
لماذا لا نقرأ - ونحن أمة (اقرأ) - كما ينبغي؟
لماذا لا نتشرف بنشر ثقافة القراءة في مجتمعاتنا وبين أجيالنا الطموحة لغد أفضل، وتاريخ مزدهر؟
لماذا لا نضحي بلا مقابل؟
لماذا لا نستمتع ونحن نضحي؟
إنني رأيت بعضا ممن يستحقون الإشادة والدعم والتقدير؛ لتفوقهم أو نبوغهم أو أدبهم وخلقهم، ولكنني أغضيت عن مكافأتهم؛ لبعض ما صدر منهم من خطأ، وهذا جهل مني في الحقيقة. علي أن أعزز ما لديهم من إيجابيات، وأعالج ما لديهم - بحكمة - من خطأ، وبهذا تزيد الدافعية لديهم، ويتعافون من الخطأ.
إنني أحمل هم أمة، أمة كان لها مجدها وعزها، أمة مجاهدة فاتحة، أمة متيقظة قارئة، عاملة دائبة في العمل والإخلاص والتضحية من أجل نشر السلم وإحقاق العدل ووضع كل إنسان في موضعه اللائق به، وتشييد حضارة، وصنع عقل، وخلق ضمانات في نفوس أبنائها، فلا يسهل خداعهم بتزييف حقيقة، أو تشويه سمعة.
أمة امتثلت قول رب العزة والجلال وذي المنة: (اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم)، فأخلصت في تعلمها وتعليمها، وبنت صرح مجدها في أقل من ثلاثة عقود، فكسرت ظهور الأكاسرة، وقصمت صروح القياصرة، ونشرت فيمن ابتغى سلمها العلم والعدل، حتى كان لها الفضل في الحضارة الغربية؛ بل في الحضارة الإنسانية بعامة.
إن هذه الأمة لن تعود لذلك المجد التليد، والعز المشيد وهي تائهة بين المناهج والأفكار والرؤى، متذبذبة بين النحل والطرق والأساليب، لن تعود أبدا حتى تسلك ما سلكوا بفخر واعتزاز، عندها؛ تبصر النور، وتهتدي غير حائرة ولا تائهة ولا متذبذبة.
إنني أسهبت في المقال، ولكنه الجرح الغائر في أعماق النفس، وما على المحب من حرج في البث لمصلحة يرجوها لمن يحبه ويخاف عليه، يحبه لأنه فرع من ذلك الأصل، فرد من الأمة، لبنة من البناء، ويخاف عليه؛ لأن ما يضر بأمته؛ يضر به، فآلامها آلامه، وآمالها آماله، ولا عاش من لا يعيش لأمته.
إن العمل جار على قدم وساق في نشر ثقافة القراءة، وتعليم المهارات الأساسية للقراءة والكتابة، وفن الخط العربي، وأبجديات الثقافة الإسلامية والعربية؛ لننتشل الأمة من التيه عن نهج (اقرأ)؛ لتزداد من الرواء الروحي (وقل رب زدني علما).
أسأل الله أن يكلل المساعي بالفلاح.
بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
طبرجل - الثلاثاء - ١٤٤٤/٨/٨.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق