الأحد، 12 فبراير 2023

قيد الخاطر - (الأصول الثلاثة: الدين واللغة والهوية)

قيد الخاطر - (الأصول الثلاثة: الدين واللغة والهوية)

الواقع لا يكون حكما على الأذواق فيما يخص الأصول، كالدين والهوية واللغة، فإذا تكدرت أذواق الناس ففضلت هوية غير هويتها من غير شعور - كالشعر النبطي مثلا، والتحدث بغير اللغة الأم، والتشكل بمظهر الآخر -؛ فهذا ذوق فاسد، ويجب توعية الأمة، لا زيادة تخديرها بإماتة هويتها رويدا رويدا.
الإنسان جذور انتمائه متينة فيما يخص هذه الأصول الثلاثة - الدين واللغة والهوية -، ولا يوجد إنسان "لا ديني" بالمعنى الحرفي لهذه اللفظة، والملحد متكبر على الحق جاحد له مع استيقانه (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا)، فاعرفوا قدر هذه الأصول، ولا يغلبكم الغثاء بتخديركم.
وما رأيت حربا أشد ضراوة في عالمنا المعاصر من الحرب على هذه الأصول الثلاثة - الدين واللغة والهوية -، والكثير يغفل عن حقيقة هذه الحرب؛ بل يهون من شأنها، ويتهم من يدندن حول هذا بالرجعية والتخلف والتزمت؛ لأنه إما عدو متسلل، أو جاهل كسول، لا يقدر على المواجهة والإصلاح.
والإعلام دوره كبير في دعم التوجه الإصلاحي أو التوجه التخريبي الإفسادي فيما يخص بناء هذه الأصول أو هدمها، وغالب ما يرى في الإعلام هو التوجه الإفسادي لا الإصلاحي فيما يخص هذه الأصول على الأقل.
من الحلول الناجعة لإصلاح هذا الخلل: هو تثقيف الجيل بهذه المبادئ الإسلامية الراقية، بأن يمتثلوا أول أمر رباني (اقرأ)، وتكون قراءة منهجية متدرجة في اللغة وعلومها، والشرع وعلومه، والثقافة الإسلامية والإنسانية بعامة.
وتقوم على نشر هذه الثقافة دول ومؤسسات وأسر وأفراد، وبهذا تتلاشى هذه "الغثائية".
(فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
طبرجل - الأحد - ١٤٤٤/٧/٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق