الأربعاء، 2 فبراير 2022

وإن تعجب فعجب ١٤

(وإن تعجب فعجب ١٤)

ومن عجب - وإن كان لا عجب في دنيا العجب - :

ما يتقيؤه خنازير - أعدت للتدمير ليس في أمة البشير فحسب؛ بل للإنسانية جمعاء - من أفكار ارتضعوها من لبان "معبودهم الغرب"، ويجاهدون في سبيل ولادتها وتربيتها في في يار الإسلام والعرب، ومنها "العلمانية" و "الليبرالية" التي هي الإلحاد بعينه، والحيوانية بعينها.

لن تجد من هؤلاء الخنازير إلا كل هجاء وانتقاد لبلاد العرب والمسلمين ، ومهاجمة تعاليم وشعائر الدين، وتسديد سهامهم المأجورة الخبيثة في الطعن - ليس في المصلحين فحسب -؛ بل في الصالحين، ثم يزعمون أن ما ينادون به هو" الحرية" وهو "الانفتاح على الآخر" وهو "احترام الآخر" وما هذا الآخر إلا الكافر الموافق لهم في نفاقهم وباطلهم وحيوانيتهم وغدرهم!

لم يكونوا صادقين في بحثهم عن الحق؛ ليمتثلوا قول الحق: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)؛ بل تقيؤوا أفكارهم الخبيثة المستوردة من" معبودهم الغرب "؛ ليزرعوها في أرض طيبة مباركة، وأهلها على الفطرة والسنة والجماعة والتوحيد، معرضين عن أهل الذكر، وينفرون الناس عن الذكر وأهل الذكر، آمرين بالأخذ مباشرة من القرآن، وكل يفهم القرآن على ما يوافق هواه، ويرفضون السنة، وهذا هو الكفر بعينه.

أكثر ما يبهرهم في الغرب هو قضايا "الحرية" و "المرأة" و "التعددية"، مع أن الإسلام كرم المرأة، وهو من حرر البشرية من الذل والاستعباد، وكفل حق الشورى، ثم يتهمون الشرع المطهر ب "الذكوري" ويتهمونه ب "شرعنة الاغتصاب" ويتهمونه بما هم والغون فيه حد النخاع!

لا ينظرون إلى الغرب إلا بعين الإكبار، ولا إلى ديار المسلمين والعرب إلا بعين السخط والحنق، ولا غرو، ف "من شابه أباه؛ فما ظلم" و "كل يحن إلى شكله" و "الغراب لا يقع إلا على جيفة"!

حالات الفقر والاغتصاب والعدوان في الغرب حدث ولا  حرج، إحصاءات رسمية تنطق بالحقيقة الدامغة، حياة مادية رخيصة، تفكك أسْري، أمراض نفسية، انتحار، مخدرات، قوانين جائرة، ومع ذلك يظل "معبودهم الغرب "، وهم كافرون بالإسلام والعرب والشرق!

لا يرون تصدير الثقافة الإسلامية للآخر، وهم - بالحديد والنار - يصدرون ثقافاتهم العفنة في مجتمعات طيبة، ومرة بالإعلام، وأخرى بالخيانة، يعيش في مجتمع مسلم، وغالبية سنية، ويجاهد - مع ذلك - في تصدير ثقافته المصادمة لهذه الغالبية، ويتهم من يخالفه ب "الدعشنة"و "الإرهاب" و "التخلف" ومن هذا التنابز المفضوح...!

الموضوع خطير وكبير، ولا تسعه هذه الكلمات، ويحتاج لمزيد بسط، وإننا - إن شاء الله - نتمه في زمان آخر، ونأتي - ما استطعنا - على الحجج والدلائل والوقائع المصدقة لما ذكر آنفا.

وكتب /
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي. 
طبرجل - الأربعاء ١٤٤٣/٧/١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق