الجمعة، 20 ديسمبر 2024

قيد الخاطر- (التسمم العقلي وعلاجه)

قيد الخاطر- (التسمم العقلي وعلاجه)

الإنسان المعاصر بلا أدنى ريب يعيش عصرا من أبرز سماته: التقلب السريع، مما أحدث اضطرابا في التفكير، وخللا في المسير، وضياعا للبوصلة، وتشتتا في الانتباه والاتجاه، أي: فقدان أو قلة التركيز، ومما نراه واقعا عند الأكثرين - وخاصة الشباب - هو هذه أجهزة الاتصال السريع، الجوال وما في حكمه، إدمان مفرط في متابعة أحداث، وملاحقة أخبار، والإعلام موجه وهادف، وغالبه يهدف إلى الشر وإلى تسميم الفكر، والعبث بالعقول، إطفاء الفضيلة، وإحياء الرذيلة، ولذلك كثرت الانتكاسات، وفشت التفاهة، وعمت البلاهة، وأصبحت الموضة إلها يعبد عند الأكثرين، رأسمالية متوحشة، عبادة المال ظاهرة في هذا العصر المضطرب، وتؤلف فيها كتب، عقول دمرت، وعواطف هشمت، وفطر شوهت، بسبب العولمة ودخول ثقافات غريبة على المجتمع المسلم والعربي، فالمسلم له خصوصية، والمسلم العربي له خصوصية أكثر، فله إسلامه وعروبته، ولا منجاة من هذا التسمم العقلي، والتعفن الفكري، إلا بالرجوع للقرآن الكريم، ففيه الشفاء لمن رامه، والفلاح لمن آمن به حقا، واتبعه صدقا، والرجوع لكتب السنة النبوية الصحيحة، كما تجد ذلك في الصحيحين، والسنن، والمسند والموطأ وغيرها، والرجوع كذلك لشروحات العلماء وكتب التفسير الموثوقة السلفية الأثرية، كتفسير ابن جرير وابن كثير والبغوي وابن عثيمين وابن عاشور، وكتب التاريخ والأدب، الأدب النزيه النظيف، وأنصح بكتب الشيخ فقيه الأدباء وأديب الفقهاء علي الطنطاوي رحمة الله تعالى على الجميع، وكتب الرافعي والزيات ومحمود شاكر المصري، وفي التاريخ محمود شاكر السوري، ومن المعاصرين بكر أبو زيد وأحمد بن علي القرني وعلي العمران وسليمان بن ناصر العبودي، ومحمد بن ناصر العبودي، هؤلاء كتاب جيدون، ولست هنا أستقصي...إذن علاج التسمم العقلي هو أولا بغلق المشتتات، وقطع العلائق والعوائق، وهجران العوائد، التخلية ثم التحلية، كذلك بالقراءة التأصيلية المنهجية المفيدة، الخروج في نزهة برية مع رفقة طيبة صالحة، وشرح هذا يطول، مع كتابة الخواطر، وتقييد الفوائد، أقول ذلك عن تجربة، والله المستعان.
بهذا تقتنص الفرص، تبني عقلا، تنفي جهلا، تزرع أملا.
أنقذ نفسك، تدارك عمرك، فالأيام تمضي، والعمر سريع انقضاؤه، كن عالي الهمة، بعيد النظر، جيد البصيرة، ولا تنجرف مع التيار، فهنالك البوار، ولتسعك الحقيقة، فالأكثرون يعيشون في الأوهام، والسلام.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الجمعة- ١٤٤٦/٦/١٩.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الخميس، 19 ديسمبر 2024

قيد الخاطر- (كروية الأرض)

قيد الخاطر- (كروية الأرض)

قال أد عبدالرزاق الصاعدي - حفظه الرب العلي -:
اثنان يسقطان من عيني: من يقول إن الأرض مسطحة، ومن ينكر نسبة العين إلى الخليل.
فقلت:
مسطحة هذا هو لفظ القرآن (وإلى الأرض كيف سطحت)، والمسألة محتملة، ليست من قطعيات العلم والدين.
 قال ابن كثير رحمه الله: أَيْ: كَيْفَ بُسِطَتْ وَمُدَّتْ وَمُهِّدَتْ.
وقال ابن عثيمين - عليه رحمات رب العالمين -:
وقد استدلَّ بعضُ العلماء بهذه الآية على أنَّ الأرض ليست كُرَويَّةً بلْ سطحٌ ممتدٌّ، لكن هذا الاستدلال فيه نظر؛ لأنَّ هناك آياتٍ تدلُّ على أنَّ الأرض كُرَويَّة، والواقع شاهدٌ بذلك؛ فيقول الله عز وجل: ﴿يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ﴾ [الزمر ٥]، والتكوير: التدوير، ومعلومٌ أنَّ الليل والنهار يتعاقبانِ على الأرض، فإذا كانَا مُكَوَّرينِ لَزِم أن تكون الأرض مُكَوَّرة.
...والواقع المحسوس المتيقَّن الآن أنها كُرويَّةٌ لا شك، والدليل على هذا أنَّك لو سِرتَ بخطٍّ مستقيمٍ من هنا من المملكة متَّجِهًا غربًا لَأتيت من ناحية الشرق، ولا تجد شيئًا (...)، تدور على الأرض ثم تأتي إلى النقطة التي انطلقتَ منها، وكذلك بالعكس؛ لو سِرتَ متَّجِهًا نحو المشرق وجدتَك راجعًا إلى النقطة التي قُمتَ منها من نحو المغرب، إذَنْ فهي الآن أمرٌ لا شكَّ فيه أنها كُرويَّة. 
فإذا قال إنسان: إذا كانت كما زعمْتَ كُرويَّةً كيف تَثْبت مياهُ البحار عليها وهي كُرويَّة؟ 
نقول في الجواب عن ذلك: الذي أمسكَ السماءَ أن تقع على الأرض إلا بإذنه يُمسك البحارَ أن تفيض على الناس فتغرقهم، والله على كلِّ شيءٍ قدير.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الخميس- ١٤٤٦/٦/١٨.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الأحد، 15 ديسمبر 2024

(هرب الجبان فأشعل القنديلا)

(هرب الجبان فأشعل القنديلا)

 هرب الجبان فأشعل القنديلا * (بشار) ولى خائنا وذليلا 
(بشار) ولى مذ أباح شآمنا * بالحقد يرمي أعزلا وعليلا
(بشار) ولى يا شآم فكبري * (الله أكبر) واصدحي تهليلا 
(بشار) ولى يا (دمشق) فزغردي * لحن الكرامة بكرة وأصيلا
(بشار) ولى يا (حماة) فأنشدي * نغم الخلود وأعلني التنزيلا 
(بشار) ولى في ظلام مخطط * ينجي الزنيم ويقتل المعزولا 
(بشار) ولى بالجناية مثقلا * وكفى بربي عالما ووكيلا 
(بشار) ولى والكرامة أهدرت * في حينه قد أُشبعوا تقتيلا 
(بشار) ولى في غواية مارد * سفك الدماء وأتقن التمثيلا 
نحر الطفولة في ربوع شآمنا * حتى استحالت صارما مسلولا 
نحر الكهولة ما ينوء بحمله * شم الرواسي ظالما وجهولا
 إني لألعن والحرائر جهرة * (بشار) فاسمع يا لقيط القيلا 
الله يلعنكم ويلعن (حافظا) * في قبره متفحما مذلولا 
والله ينصر شامنا في عزة * بعد الجهاد ويصبرون طويلا
ويتم ربي نصره لا ينكثوا * عهد الأخوة بينهم ورسولا 
والله ينصر أهلنا في (غزة) * نبع الإباء ويرفضوا التهويلا 
سحقوا الرؤوس على الرؤوس شهامة * أنعم بهم للصامدين سبيلا
يا رب أنت إلهنا وملاذنا * وكفى بربي حافظا ووكيلا

شعر/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- السبت- ١٤٤٦/٦/١٢.
بمناسبة:
نجاح الثورة السورية المجيدة بفتح دمشق في فجر الأحد بتاريخ ١٤٤٦/٦/٦، وهروب الخنزير النصيري بشار الأسد رئيس سوريا المجرم وسقوط نظامه الطائفي البغيض.

الاثنين، 9 ديسمبر 2024

(هنا دمشق هنا درعا هنا حلب)

(هنا دمشق هنا درعا هنا حلب)

 (هنا دمشق هنا درعا هنا حلبُ) * هنا (حمصٌ) هنا (الشهباء) تلتهب 
هنا (حماة) هنا (حوران) و (الحسكة)  * هنا الأبطال والثوار والنُجب
هنا البيادق شدوا في نزالهمُ * على الكتائب حين الحربُ والكرَب
هنا الخنادق تبدو في مناظرها * صمام أمن من الأحزاب والكثب
هنا البنادق والأشبال في لجج * من المعامع لا خوف ولا هرب
ذاقوا المرارة من كفران شانئهم * حقد المجوس ودين كله كذب
والشامتون وكل الأرض تلعنهم * لكنهم ثبتوا والنصر مرتقَب
حتى تولى زنيم القوم محتقَرا * والعرض منتهك والمال مستلب
هذا النصيري (بشارٌ) وزمرته * رجس العمالة لا دين ولا نسب
هم الأراذل والأحرار تلعنهم * إذ أفسدوا في بلاد الشام وانتهبوا 
قصفوا المساكن - ويلهم - في خسة * حرقوا المحاصل لا تين ولا عنب
ركموا الركام على الركام وما بنوا * إلا الجهالة يا تاريخ يا كتب
 قبحا لقوم أضاعوا الحكم إذ حكموا * فلا ضمير ولا وعي ولا خطب
سلبوا الضعاف بكل فدم أخرق * من حقدهم وبذلة لا يرقبوا 
هتكوا الكرامة - قومنا فلتسمعوا * هذا البيان - فنهجهم لا مذهب 
واليوم نفرح يا (دمشق) فظلمهم * ولى وربكِ قاهر لا يُغلب
واليوم نفرح يا (حماة) فكلنا * جسد يحس وحبنا لكِ أوجب
هلك الطغاة وشتت أحلامهم * فالله أكبر يا (شهباء) يا (حلب)
الله أكبر تعلو في مرابعنا * والله أكبر والشيطان منسحب 
الله أكبر بعد النصر نرفعها * تخزي العدو وتعلينا إذا وثبوا 
لا عز إلا في تماسك أمة * تهب الحياة بعلم كل من طلبوا
تبني العلوم بإيقان ومعرفة * تنفي الجهالة لا غش ولا طرب
هذي الحياة فنافس في تطلبها * تلق المسرة لا هم ولا كُرب
والختم بشرى للشآم أزفها * تضفي الأريج على النفوس وتلهب 
واللهَ أسأل أن يحرر مسجدا * تحت اليهود محارَب يترقب
ويديم سترا لا يزول على القرى * ويعيد عز المسلمين فينجبوا
كابن الوليد أخي الفوارس في الوغى * وأبي النضال فنهجه للأصوب
هذي الأماني والمهيمن سامع * كل الدعاء وفضله لا يحجب

شعر/
عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الاثنين- ١٤٤٦/٦/٧.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com 
بمناسبة:
نجاح الثورة السورية المجيدة بفتح دمشق في فجر الأحد ١٤٤٦/٦/٦، وهروب الخنزير النصيري بشار الأسد رئيس سوريا المجرم وسقوط نظامه الطائفي البغيض.

الأحد، 8 ديسمبر 2024

قيد الخاطر- (العلم العلم)

قيد الخاطر- (العلم العلم)

بمثل هذه الكتب، ومثل هذا العلم المضمن في هذه الكتب ترتفع الأمة، ويعلو شأنها، ويُذل أعداؤها، ويُخزى شانئوها؛ لا بالتفاهة ولا بنشر التفاهات والسفاسف، والتي لا تُغني الأمة شيئاً لا في أمر دينها، ولا في أمر دنياها.
تَعَلَّمْ فَلَيْسَ الْمَرْءُ يُولَدُ عَالِمًا
وَلَيْسَ أَخُو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ
وَإِنَّ كَبِيرَ الْقَوْمِ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ
صَغِيرٌ إِذَا الْتَفَّتْ عَلَيْهِ الْجَحَافِلُ
وَإِنَّ صَغِيرَ الْقَوْمِ إِنْ كَانَ عَالِمًا
كَبِيرٌ إِذَا رُدَّتْ إِلَيْهِ الْمَحَافِلُ.
صدق الشافعي رحمة الله تعالى عليه. 
وإن العلم أيها الكرام يُجلس الرجل على أفخم الكراسي وفي صدر المجالس، وهذا ليس الغاية من العلم، ولكن نقول ذلك لأن العلم في الحقيقة به عز الدنيا وشرف الآخرة، فأي عاقل يرضى بالجهل!
فالعلم من كل الوجوه هو عز وشرف ومجد يكسو الفخار لطالبيه، والجهل يكفي من مذمته أن كل إنسان لا يريد أن يعير به، ولكن الغفلة هي في اتباع هؤلاء المشاهير الذين يصدرون التفاهات والسفاسف للمجتمع، وما هي إلا مخدرات تخدر الأعصاب وتشل الفكر والتفكير.
فإياي وإياكم أيها الكرام أن نسمع لهم أو أن نركض وراءهم إن هم إلا كالسراب إذا جئته لم تجده شيئا.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الجمعة- ١٤٤٦/٦/٤
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

قيد الخاطر- (فتح دمشق بعد انطلاق ثورة سوريا عام ١٤٤٦)

قيد الخاطر- (فتح دمشق بعد انطلاق ثورة سوريا عام ١٤٤٦)

وبعد انطلاق ثورة العز والكرامة والصمود، ثورة أحرار سوريا الأبية عام ١٤٣٢ تقريبا، وتوالي أحداث عصيبة - من قتل وتعذيب، وضرب وتشريد، وهدم للمساكن، وحرق للزروع، وما يطول وصفه -؛ حيث خرجوا على نظام نصيري كافر - والنصيرية كما يقول ابن تيمية رحمه الله وغيره أكفر من اليهود والنصارى -، واستعان - عليه لعنة الله - بكل شيطان رجيم، وكل ساقط لقيط، دعي زنيم، استعان بميليشيات أفغانية وباكستانية وعراقية ولبنانية شيعية موغلة في الحقد والفساد، استعان أولا بحزب الشيطان اللبناني في القصير، ثم بإيران، ثم طلب تدخل روسيا، ولم يكبح جماح الثوار، وكان كثير منهم مهجرا في ناحية الشمال السوري في إدلب، ستة ملايين تقريبا، حتى كانت معركة "ردع العدوان"، بقيادة أبو محمد الجولاني، أحمد حسين  الشرع، فاقتحمت ببسالة خطوط النظام النصيري المجرم، فتهاووا وانتشروا كجراد منتشر، في ذلة وصغار، ومنهم من فر إلى العراق، هذه المعركة في أقل من أسبوع، تحررت حلب ثم حماة ثم في ذات اليوم حمص  والسويداء ودرعا ثم ريف دمشق ودمشق، وكان تحرير دمشق في فجر الأحد بتاريخ ١٤٤٦/٦/٦، ولله الحمد والمنة، وفتحوا السجون وأخرجوا المساجين في ذهول لا يوصف، منهم من كان سجينا مدة أربع عقود، ومنهم أطفال ومنهم نساء، لله المشتكى. سجن صدنايا ذائع الصيت سيء السمعة، شيء تشيب لهوله مفارق الولدان، رأيتهم كيف يخرجون المعتقلين منه نساء ورجالا وأطفالا، وبعضهم - إلى كتابتي هذه - لم يخرج، حيث الأبواب الموصدة التي لا يعرفون مواقعها، فرج الله عنهم.
كنت قد قرأت رواية "القوقعة"، لمصطفى خليفة، وهي في أدب السجون، باختصار هو نصراني، كتب فيه تقرير في عهد حافظ الأسد، فذاق الويلات أظنه في سجن تدمر، وكتب طرفا من حكايته الموجعة في هذه الرواية، وهناك روايات أخرى، مثل: "لا يسمعون حسيسها" عن سجن تدمر كذلك، وأيضا "عائد من جهنم"، وأخرى "بيت خالتي" عن سجن صيدنايا، أنصح ضعاف القلوب لا يقرؤونها.
مشاعر الفرح لا تسع النفوس بسقوط هذا الخنزير النصيري بشار الأسد - عليه لعنة الله -، وكم دبجت القصائد بهذه المناسبة، أذكر منها قصيدة الشاعر د. عبدالرحمن العشماوي - حفظه الرب العلي -:

كُشِفَ الغطاءُ فلا تسلْ عما جرى
أمضى المهيمنُ ما يشاء وقدّرا
فُتِحَ الطريقُ لسالكيه فلا تسلْ
مَن مهّد الدّربَ الطويل وقصّرا
يكفيك أنّ المستعينَ بظالمٍ
خسِرَ الرهانَ وأنه قد أدبَرا
هو ساقطٌ واللهِ قبلَ سقوطِه
فأبوه قد كتب السّقوطَ وحَبّرا
وأبوه من رسَم الطريقَ إلى الرّدى
وأبوه من خَلَعَ الرِّتاجَ وكسّرا
لاخير فيمن يستهينُ بشعبِه
متطاولاً متعجرِفاً مُتَكبِّرا
فالله جبّارُ السماوات العُلا
والأرض يَقصِمُ ظالماً مُتَجبِّرا
هذا عقابُ الله في الدنيا فما
أقساهُ في يوم الحسابِ وأخطرا
أدمشقُ ياأرضَ العَراقةِ أبشري
إن المُحِبَّ إذا تفاءل بشّرا
ستَدِبُّ في (بَرَدَى) الحياةُ وينتشي
وترين حولَ النهرِ روضاً مُزهِرا
وترينَ قِمّةَ قاسِيُونَ قد انجلى
عنها الدُّجى ،وترينَ فجراً نيِّرا
كُشِفَ الغِطاءُ عن الشآم وأهلِها
وبدا لها وجهُ الحقيقةِ مُسْفِرا
بمشيئةِ المولى الذي أفنى على
درْبِ الرّدى كسرى وأفنى قيصرا
عِبَرٌ هي الدنيا ويبقى غافلٌ
عن هذه العِبَرِ العظيمة أَخْسَرا
الأحد، ١٤٤٦/٦/٧.
وتداول الناس عند فتح دمشق، هذا الفتح الرباني قصائد نزار قباني، ومنها:
‏هذي دمشق.. وهذي الكأس والراحُ
إني أحب... وبعـض الحـب ذباح
أنا الدمشقي.. لو شرحتمُ جسدي
لسـال منه عناقيـدٌ.. وتفـاح
و لو فتحـتم شراييني بمديتكـم
سمعتمُ في دمي أصوات من راحوا
زراعة القلب.. تشفي بعض من عشقوا
وما لقلـبي –إذا أحببـت جـراح
وتداولوا:
فرشت فوق ثراك الطاهـر الهدبـا 
      فيا دمشـق... لماذا نبـدأ العتبـا؟ 
حبيبتي أنـت... فاستلقي كأغنيـةٍ 
  على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
 أنت النساء جميعاً.. ما من امـرأةٍ
          أحببت بعدك.. إلا خلتها كـذبا 
يا شام، إن جراحي لا ضفاف لها 
   فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا
 وأرجعيني إلى أسـوار مدرسـتي
     وأرجعي الحبر والطبشور والكتبا
 تلك الزواريب كم كنزٍ طمرت بها
       وكم تركت عليها ذكريات صـبا
 وكم رسمت على جدرانها صـوراً 
        وكم كسرت على أدراجـها لعبا
 أتيت من رحم الأحزان...يا وطني
       أقبل الأرض والأبـواب والشـهبا
ونشروا قصيدة للشاعر الأديب د. عبدالله بن سليم الرشيد - حفظه الله - قالها في بدايات الثورة السورية عام ١٤٣٣، وفيها يقول:
الشـامُ مشكـاةُ أمجـادٍ ومِـيسمُهـا
نـورٌ عـلى وَجْـنـة الأيـامِ مُـسـتـطـرُ
إن القبـور ستمشـي وهـي مشـرقة
بالجرح توقض من في جوفها قُبروا
وسـوف تـوقـد مـن أرواحـها شُعـلاً
يسـري عـلى ضـوئها جـيـلٌ فينتصٌرُ
إن الـغبــار مـهـيـنٌ وهـو مـرتـفـعٌ
والصخر يبقـى مهيبـاً وهو ينـحـدرُ
وما لا أحصي كثرة.
أما الحاكم النصيري البطاش الملعون بشار الأسد فقد فقد فر هاربا هو وأسرته إلى الجحيم إن شاء الله - أخبرت من أحد الزملاءالسوريين الكرماء أنه طلب اللجوء إلى روسيا وقبلوه -، وتمنينا لو أمسكوه فحاكموه محاكمة عادلة، لكن لله في ذلك حكم وأسرار.
الثوار أظهروا حسن التعامل، وقد وجدوا سكان نبل والزهراء - وهم شيعة وكانوا تطرفوا ضدهم في حلب وقتلوهم - بعيدا عن قراهم سبعين كيلو مترا تقريبا حيث خوفهم النظام البائس بالثوار، فطمأنوهم وأرجعوهم إلى مساكنهم، وقالوا من يثبت عليه شيء، يحاسب، ليس عندنا قتل بالهوية أو بالجملة. 
هؤلاء الشجعان قاتلوا الشيطان كما أسلفنا، حيث هناك جماعات مسلحة، مختلفة المناهج، متعددة المشارب، النصرة، داعش، قسد - وهذه الأخيرة أكراد ملحدون تدعمهم أميركا -، وميليشيات شيعية، ودول كإيران وروسيا وأميركا، ومع ذلك حققوا هذا النصر العظيم، وصدق الله إذ يقول: (أليس الصبح بقريب)، وقال عليه الصلاة والسلام: (إن الله ليعز هذا الدين بالرجل الفاجر)، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فللنصر حكم وأسباب، وله أسرار.
والعاقل يتأمل أين ما يدعون من حقوق الإنسان في سوريا؟ ليعلم المؤمن أن ما هنالك حقوق للإنسان بشكل عام، فهذا شعار براق، الإنسان عندهم هو الكافر أو الأبيض الكافر، عنصرية وكفر (فماذا بعد الحق إلا الضلال)، تؤلف كتب في فضح منهج الغرب التخريبي والخادع، ولكن للأسف الكثير من أبناء أمتنا لا يقرؤون.
اللهم مكن لأهل السنة والجماعة، واقمع البدعة وأهلها، وهيء للأمة أمر رشد، يعز فيه أهل الطاعة، ويهدى فيه أهل المعصية، وتحكم فيه شريعتك، وتتبع فيه سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم احفظ أهلنا في الشام وفي كل مكان بحفظك، ورد عنهم كل كيد وضرر، يا رب العالمين. 

وكتب/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الأحد- ١٤٤٦/٦/٦.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com