الأحد، 8 ديسمبر 2024

قيد الخاطر- (العلم العلم)

قيد الخاطر- (العلم العلم)

بمثل هذه الكتب، ومثل هذا العلم المضمن في هذه الكتب ترتفع الأمة، ويعلو شأنها، ويُذل أعداؤها، ويُخزى شانئوها؛ لا بالتفاهة ولا بنشر التفاهات والسفاسف، والتي لا تُغني الأمة شيئاً لا في أمر دينها، ولا في أمر دنياها.
تَعَلَّمْ فَلَيْسَ الْمَرْءُ يُولَدُ عَالِمًا
وَلَيْسَ أَخُو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ
وَإِنَّ كَبِيرَ الْقَوْمِ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ
صَغِيرٌ إِذَا الْتَفَّتْ عَلَيْهِ الْجَحَافِلُ
وَإِنَّ صَغِيرَ الْقَوْمِ إِنْ كَانَ عَالِمًا
كَبِيرٌ إِذَا رُدَّتْ إِلَيْهِ الْمَحَافِلُ.
صدق الشافعي رحمة الله تعالى عليه. 
وإن العلم أيها الكرام يُجلس الرجل على أفخم الكراسي وفي صدر المجالس، وهذا ليس الغاية من العلم، ولكن نقول ذلك لأن العلم في الحقيقة به عز الدنيا وشرف الآخرة، فأي عاقل يرضى بالجهل!
فالعلم من كل الوجوه هو عز وشرف ومجد يكسو الفخار لطالبيه، والجهل يكفي من مذمته أن كل إنسان لا يريد أن يعير به، ولكن الغفلة هي في اتباع هؤلاء المشاهير الذين يصدرون التفاهات والسفاسف للمجتمع، وما هي إلا مخدرات تخدر الأعصاب وتشل الفكر والتفكير.
فإياي وإياكم أيها الكرام أن نسمع لهم أو أن نركض وراءهم إن هم إلا كالسراب إذا جئته لم تجده شيئا.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الجمعة- ١٤٤٦/٦/٤
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق