قيد الخاطر- (كروية الأرض)
قال أد عبدالرزاق الصاعدي - حفظه الرب العلي -:
اثنان يسقطان من عيني: من يقول إن الأرض مسطحة، ومن ينكر نسبة العين إلى الخليل.
فقلت:
مسطحة هذا هو لفظ القرآن (وإلى الأرض كيف سطحت)، والمسألة محتملة، ليست من قطعيات العلم والدين.
قال ابن كثير رحمه الله: أَيْ: كَيْفَ بُسِطَتْ وَمُدَّتْ وَمُهِّدَتْ.
وقال ابن عثيمين - عليه رحمات رب العالمين -:
وقد استدلَّ بعضُ العلماء بهذه الآية على أنَّ الأرض ليست كُرَويَّةً بلْ سطحٌ ممتدٌّ، لكن هذا الاستدلال فيه نظر؛ لأنَّ هناك آياتٍ تدلُّ على أنَّ الأرض كُرَويَّة، والواقع شاهدٌ بذلك؛ فيقول الله عز وجل: ﴿يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ﴾ [الزمر ٥]، والتكوير: التدوير، ومعلومٌ أنَّ الليل والنهار يتعاقبانِ على الأرض، فإذا كانَا مُكَوَّرينِ لَزِم أن تكون الأرض مُكَوَّرة.
...والواقع المحسوس المتيقَّن الآن أنها كُرويَّةٌ لا شك، والدليل على هذا أنَّك لو سِرتَ بخطٍّ مستقيمٍ من هنا من المملكة متَّجِهًا غربًا لَأتيت من ناحية الشرق، ولا تجد شيئًا (...)، تدور على الأرض ثم تأتي إلى النقطة التي انطلقتَ منها، وكذلك بالعكس؛ لو سِرتَ متَّجِهًا نحو المشرق وجدتَك راجعًا إلى النقطة التي قُمتَ منها من نحو المغرب، إذَنْ فهي الآن أمرٌ لا شكَّ فيه أنها كُرويَّة.
فإذا قال إنسان: إذا كانت كما زعمْتَ كُرويَّةً كيف تَثْبت مياهُ البحار عليها وهي كُرويَّة؟
نقول في الجواب عن ذلك: الذي أمسكَ السماءَ أن تقع على الأرض إلا بإذنه يُمسك البحارَ أن تفيض على الناس فتغرقهم، والله على كلِّ شيءٍ قدير.
بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي.
طبرجل- الخميس- ١٤٤٦/٦/١٨.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق