بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي.
منفذ الحديثة- الأحد- ١٤٤٥/٧/١٦.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com
في يوم السبت بتاريخ ١٤٤٥/٧/١٥ غادرنا طبرجل برفقة الزميل أبي حاتم الشراري إلى عمان عاصمة الأردن، كان أول سفر لي خارج المملكة العربية السعودية، وكانت الأجواء قبل منفذ الحديثة في القريات وعند المنفذ وبعده أجواء غيوم وأمطار، واصطحبت معي كتاب (مقدمات الشيخ علي الطنطاوي، جمعها ورتبها وقدم لها وعلق عليها/ مجد مكي، دار المنارة، ط ٢- ١٤٣٢.
وهو ٥٠٠ صفحة، وقرأت منه مئتي صفحة.
وأكتفي هنا بنقل أربع فوائد منه:
- اللغة عماد كل أمة وسنادها، والقضاء أول ما تعقد عليه خناصرها، إذا عدت مفاخرها. ١٢٠.
- وكل متعلم تخطر على ذهنه إذا قرأ كتابا أو سمع حديثا أو تأمل في الوجود، خواطر إن قيدها وحبسها بقيت ذكرا له، وذخرا للناس.
- ومتى كان موطن الجسد أحب إلى المرء من موطن الفؤاد؟. ١٥٤.
- ربحنا الوقت، وخسرنا العواطف والتأملات. ١٥٥.
قلبي ما خلا من جوهر الحب، ولكن هموم العيش وطول الألفة قد غطيا جوهره بالغبار. ١٥٥.
وقد كنت أريد هذا السفر من زمن، وقدر الله أن يكون بصحبة أبي حاتم - وفقه الله -.
وللسفر فوائد عديدة، منها ما قاله الشافعي - رحمة الله عليه -:
تغرب عن الأوطان في طلب العلا * وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرج هم واكتساب معيشة * وعلم وآداب وصحبة ماجد
سلكنا بعد الحديثة طريق الملك سلمان وهو بمنحة من الملك سلمان حفظه الرحيم الرحمن، ثم طريق الموقر متجهين صوب قصر عمرة ثم الخرانة.
وقصر عمرة بني في عهد الوليد بن يزيد بن عبدالملك بن مروان الأموي قبل نهاية القرن الأول، وهو مهيأ للاستحمام في الصيف.
وقصر الخرانة بعد قصر عمرة تقريبا بخمسة كلم، مخصص لإيواء المسافرين، ويعتقد بأنه أقدم خان في العصر الإسلامي، وقد أسس في عهد عبدالملك بن مروان الأموي.
مررنا على الأزرق ثم الموقر ثم سحاب - مجرد مرور -.
ثم مررنا بكهف أهل الكهف وصلينا الظهر والعصر في مسجد أهل الكهف، ودخلنا كهف أهل الكهف، وفيه فتحة للشمس، وباب صغير، وقربه عين ماء في ساحته.
ثم عرجنا على جبل القلعة وشاهدنا الكنيسة البيزنطية ومعبد هرقل والقصر الأموي وبجانبه المسجد وساحاته، وقد ملئت خضرة، والماء ناقع، وفي طريقنا إليه مررنا من أسفل الجسور العشرة، وهي من أهم المعالم الأثرية في عمان الأردن.
ومما لفت نظري "كافتريا صدام حسين"، وصورته كذلك على بعض السيارات، وشارع باسم "جمال عبدالناصر"!
ومعلوم للمطلع على المذاهب والأفكار، والناظر ببصيرته على الواقع الإسلامي والعربي، والواقع العالمي بشكل عام، ضلال هذين الرجلين الحاكمين، وخطرهما على الدين والعربية والعرب والأخلاق والفضائل. ومعلوم من جاء بهما ومسكهما الحكم، صدام حسين حاكم العراق، وقبله معلمه ومن مكنه أكثر من حكم العراق جمال عبدالناصر، هما صناعة أمريكية صليبية، وفضحت شعاراتهما، ولم يعد يصدق دعوتهما إلا منافق أو مطموس البصيرة أو جاهل أو أحمق ومغرور، وقد شهد على صدام بعض رفاقه في حزب البعث العربي الاشتراكي- فرع العراق، مثل/ حامد الجبوري، وصلاح عمر العلي، ومن أراد الاستزادة، فليبحث في برنامج "شاهد على العصر" على اليوتيوب.
وفي صباح الأحد بتاريخ ١٤٤٥/٧/١٦ في طريقنا إلى مركز الإمام محمد ناصر الدين الألباني مررنا بالجسر المعلق.
وصلنا المركز وهو يحوي على خزانة كتب تحتوي على أكثر من أربعين ألف كتاب في مختلف العلوم الشرعية واللغوية والأدبية، والتاريخية والطبية، وفيها مصلى وقاعة محاضرات، ومكان مخصص للنساء، ولديهم الدورات المستمرة يتخرج فيها الطالب في ثلاث سنوات بواقع ثلاثة أيام أسبوعيا يأخذ فيها ست محاضرات، وسنتان للتخصص.
تأسس المركز عام ٢٠٠١، تقريبا عام ١٤٢١، على يد ثلة من طلاب الألباني - منهم المحقق الكبير الشيخ فلسطيني الأصل/ مشهور حسن آل سلمان وفقه الله ورعاه، والشيخ علي الحلبي رحمه الله -.
وسألت المسؤول الذي فتح لنا باب المركز - الشيخ إسلام قشطة -: هل الشيخ عنده خبر عن إقامة المركز؟ قال: عرضوا عليه الفكرة فرفض، لكن أسس بعد وفاته.
وهو في هذا يذكرني بالعلامة المحدث يمني الأصل، مكي النشأ/ عبدالرحمن يحيى المعلمي المولود سنة ١٣١٤ تقريبا، ووفاته ١٣٨٦ تقريبا -، حيث طبعت كتبه وآثاره بعد وفاته بخمس وعشرين سنة تقريبا وحصل لها من الذيوع والانتشار ما الله به عليم.
ثم غادرنا إلى الأزرق
، ومررنا بالزرقاء متجهين إلى الأزرق في عودتنا ظهر الأحد ١٤٤٥/٧/١٦، وودعناها والأمطار تهطل علينا في جو شتوي رائع.
ووصلنا منفذ الحديثة للدخول على بلادنا المملكة العربية السعودية تقريبا في تمام الساعة ٤٥ ٥ دقيقة بحمد الله تعالى، وكانت رحلة ممتعة مفيدة للغاية، تركت في نفسي أبلغ الأثر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق