الأحد، 24 سبتمبر 2017

توحيد المملكة العربية السعودية

(توحيد المملكة العربية السعودية )

الحمدلله، لا نحصي ثناء عليه، هو كما أثنى على نفسه، والصلاة والسلام على رسول الله محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، كما يحب ربنا ويرضى، وبعد:

أيها الإخوة الكرام:

إن الله - عز وجل - يحب من عباده أن يقوموا بشكره، وذلك بامتثال ما أمر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون). البقرة.
وقال تعالى - واعدا بالمزيد عند شكره -: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد). إبراهيم.
وقال - جل وعلا -: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار). إبراهيم.
وقال: (وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم). النحل.

أيها الإخوة المؤمنون:

إننا نتقلب في نعم كثيرة؛ نعمة السمع والبصر، والشم والذوق واللمس، نعم في الأبدان، ونعم في الأوطان، نعم كثيرة لا نحصي لها عدا، نعم الله تغمرنا صباحا ومساء.

ومن أجل تلكم النعم: نعمة الأمن والإيمان.

وكما تعلمون؛ فإن الناس قبل مجيء الملك المؤسس - المغفور له بإذن الله -/ عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود؛ كانوا في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، وفتنة صماء بكماء، كان القوي يأكل الضعيف، والأخ يقتل أخاه عند شربة ماء، وكسرة خبز، كانت القبيلة تغير على القبيلة، كان الجهل منتشرا، والشرك متفشيا؛ فأقام الله - بذلك القائد الموحد العظيم - شرعه، فنصب فيهم العدل، وحكم بينهم الكتاب والسنة، فنصره الله، وأعزه على من عاداه، وجمع الله به الناس على كلمة سواء؛ فأغناهم به بعد العيلة، وأعزهم به بعد الذلة، وكثرهم به بعد القلة، ونصرهم به بعد الهزيمة، وجمعهم به بعد التفرق والشتات، وحببهم به بعد البغضاء والضغينة (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون). آل عمران.

وهكذا سار أبناؤه الملوك البررة من بعده - سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله وسلمان -؛ يطبقون شرعة الله، وينفذون حدوده وأحكامه، حتى طبق الأمن وعم أرجاء البلاد المباركة - بلاد الحرمين الشريفين، بلاد التوحيد والسنة، وقلعة الإسلام والمسلمين، والذي منها شع النور، وانطلقت الفتوحات، وهي التي عليها مشى خير الخلق وأكرمهم على الله -، وذلك ما يغيض الأعداء، فعملوا ضدها في السر والخفاء، بمكر وخبث ودهاء، فجندوا من أبنائها من يطعنها في خاصرتها، فجاءت "الفئة الضالة" و "الخوارج المارقون" وأفسدوا في بلاد الحرمين ما علمتموه؛ فجروا في الآمنين المدنيين، قتلوا الصغير ولم يرحموا الكبير، غدروا برجال الأمن وبلادهم التي أطعمتهم وأمنتهم، حتى الحرمين الشريفين لم يسلما من شرهم وشررهم! فيا لله! أي دين ومعتقد هم عليه؟!!!

وبحمد الله وتوفيقه ومنته؛ قضت بلادنا على هذه الفئة المارقة المفسدة، التي أهلكت الحرث والنسل، وأفسدت في الأرض أيما فساد؛ حيث إنهم لم يعقلوا حرمة الدم الحرام، ولم يتعلموا العلم الصحيح من مصدره المأمون، ولم يسيروا على هدي الكتاب والسنة، ولم يسلكوا الطرق الشرعية في الإصلاح، حتى وصل الأمر بهم إلى تكفير حكامنا وعلمائنا وإلى الله المشتكى!

أيها المسلمون:

إن علينا واجبا عظيما في المساهمة في الدفاع عن بلادنا ومقدساتنا، وألا ننزع يدا من طاعة؛ بل نسمع ونطيع في عسرنا ويسرنا، ومنشطنا ومكرهنا، وأثرة علينا؛ كما أمرنا بذلك رسولنا الكريم - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم -، وألا نسمع لأي ناعق أو منافق يريد الشر والفتنة؛ بل نكون يدا واحدة، وسدا منيعا، وحصنا حصينا في وجوه أعدائنا من الداخل والخارج.

نسأل الله أن يديم علينا - وعلى جميع المسلمين - الأمن والإيمان، والسلامة والإسلام.

اللهم احفظ بلاد الحرمين الشريفين من غدر الغادرين، وإفساد المفسدين، وإرجاف المرجفين. اللهم من أرادنا في بلادنا أو عقيدتنا أو ولاة أمورنا أو أمننا أو رجال أمننا أو مؤسساتنا أو شبابنا بسوء؛ اللهم فاشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، واجعل دائرة السوء عليه، يا رب العالمين.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

وكتبه/

أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.

الأحد ١٤٣٩/١/٤

هناك تعليق واحد:

  1. وفقك الله أخي ابا مشعل وسلم يراعك وحفظ الله بلادنا ومقدساتنا وولاة امورنا من كل مكروه وحفظ علينا امننا وأماننا وكفانا شر الأشرار.

    ردحذف