الاثنين، 24 ديسمبر 2018

ملل القلوب

(ملل القلوب)

يطالع لعبا ولهوا، يصرف في وقته في تقليب الأنظار هنا وهناك؛ يتأمل الطبيعة، يشاهد مجاري السيول، والوديان، والجبال والتلال، والخضرة والنبات والأشجار؛ لا يسأم من كل ذلك!
يلعب ويلهو، يصول ويجول في ميادين كثيرة من ميادين متع الدنيا المادية؛ لكنه لا يسأم ولا يمل ولا يكل!
يلعب في الوقت ما بين العصر والمغرب، يجري خلف قطعة جلد، يلهث ويلهث، ويتسارع نفسه، ويعرق، ويتمرغ في التراب، ويسقط، وقد يصاب؛ ولكنه بدون كلل أو ملل أو سأم!
أما إذا حضرت الصلاة، وحضر القرءان؛ استثقل كل ذلك، ورآه أشد عليه من حمل الجبال!
ولو أطال الإمام قليلا؛ لعوتب في ذلك!
لا غرو ولا عجب؛ فهذا عمل القلوب؛ التفتت للعب واللهو؛ فشغفت بذلك، ولم تعر الأمور الدينية حقها وما يجب لها من الإقبال والخشوع والخضوع؛ فلم تستلذ بذلك؛ فلذلك صرف القلب عنها إلى ذلك الحطام الفاني الحقير!
(وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور). آل عمران ١٨٥.
فأقبلوا على عمل قلوبكم، وسدوا الثغرات فيها؛ فوالله لهي أشد فدحا وخسارة من تسلل الأعداء عبر حدود البلاد وثغورها؛ فبالأولى تخسرون الآخرة، وبالأخرى تخسرون الدنيا، وخسارة الدنيا أهون - وربي - من خسارة الآخرة!

حرره/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
طيبة الطيبة- الاثنين ١٤٤٠/٤/١٧

أم اللغات

(أم اللغات)

ماذا أقول؟ وما يخط بناني؟! * والقول معقود بنطق لساني!
ذقت الحلاوة من عذوبة لفظها * حتى انتشى فكري وحار كياني!
وتفجرت في داخلي أعجوبة * أم اللغات تفوح بالريحان؟!!!
لا غرو فالله الكريم أتمها * بنزول ذكر محكم التبيان
وبها ولدت متيما في حبها * من حب أحمد داعي الإيمان
فنظمت شعري واستثار مشاعري * روح الوجود وما ترى العينان!

شعر/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الأحد ١٤٤٠/٤/٩- طبرجل
بمناسبة:
مسابقة الجامعة الإسلامية الشعرية بالمدينة المنورة عن اللغة العربية.

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018

أهل الشمال

(أهل الشمال)

ماذا أقول وشعري مطرقٌ خجلُ
يبغي السلامة لا يألو ويبتهل
أنى اتجهت بأشعاري أنمقها
فيكم تباهت في الدنا الحلل!
يكفي بأنا بين أصحاب لنا
رغم المسافات حبل جد متصل!
أهل الشمال تباركت أمجادهم
قول وفعل والكلام معسل!
أهل الشهامة والمروءة أهلها
أهل السماحة ليس هذا يبطل
قمم تقاصر دونها شم الرؤو
س وشمسهم أبدا وليست تأفل!

شعر/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.
الاثنين- طبرجل- ١٤٤٠/٤/٣

المناسبة:

كنا مجتمعين في مجموعة على ما يسمى بالواتس؛ مخصصة للمدرسة؛ بها الأساتذة وطاقم المدرسة الآخر؛ أرسل المرشد الطلابي نبأ وفاة ابن عم له؛ فأرسلت - من باب التذكير والنصيحة - قصائدي في عمتي وخالي وعمي وآخرين؛ فمدحوني، وطلبوا فيهم قصيدة؛ فحمسوني؛ فخرجت هذه الأبيات المتواضعة في حقهم على البديهة؛ ولله الحمد والمنة والفضل والإحسان.

الجمعة، 30 نوفمبر 2018

المعلم الناجح

(المعلم الناجح)

المعلم الذي يلقي على طلابه العلم، ويلقنهم المعرفة، ويفهمون كل ما يلقى عليهم؛ هو - بالضرورة - معلم فاشل!

المعلم الناجح هو الذي يفجر الإبداع والطاقات في نفوس تلاميذه، ويترك لهم الفرصة تلو الفرصة للتفكير والتدليل والاستنتاج والاستنباط، يترك لهم الحوار والنقاش والمجادلة؛ لا ينفرد بالإلقاء دونهم؛ بل يشاركهم الحوار في الدرس وما يتصل به دون خروج عن المضمون إلى البعيد!

المعلم الناجح هو الذي يجذب - بلباقته وسرعة بديهته وحسن إلقائه وهدوئه ورزانته ونظافته وتحضيره وانتظامه وأمانته - طلابه ومن حوله من أقرانه وزملائه في العمل.

المعلم الناجح هو الذي يقدر قيمة العلم والمعرفة، ويتحمل أمانة ما أنيط به من مسؤوليات ومهام، ولا يلتفت إلى تهكمات الفارغين والحاسدين والبطالين.

المعلم الناجح هو الذي يؤدي رسالته الإسلامية النبيلة كما ينبغي أن تؤدى.

هو الذي يخدم أمته ووطنه ومجتمعه، ولا ينظر لحظوظ نفسه الشخصية، وملذاته الذاتية!

هو الذي يعرف ما له وما عليه.

هو المعتز بالعلم والمعرفة.

هو الذي يعلم، وفي نفس الوقت يتعلم!

لا يحول بينه وبين طلب العلم والبحث عن المعرفة والتطوير من قدراته ومهاراته سوى الموت!

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الجمعة- دومة الجندل- ١٤٤٠/٣/٢١

الأحد، 7 أكتوبر 2018

أهم عشرة شروح لألفية ابن مالك

(أهم عشرة شروح لألفية ابن مالك؛ ليوسف بن عمر)

تعد ألفية ابن مالك (672هـ) في علم النحو من أكثر الكتب المؤلفة في تاريخ الإسلام عناية واهتماماً من العلماء، وأصبح حفظها ودراستها من التقاليد العلمية المعتادة التي تجاوزت اعتناء المتخصصين في النحو إلى غيرهم، بل ربما وجدت في سير القضاة والولاة والفقهاء من حفظها أو درسها، ما يدل على رسوخها في التكوين الثقافي لرجال العلم والأدب، حتى تفاخر العلماء بحفظها وشرحها حتى يومنا هذا، وكانت الألفية من أوائل الكتب المطبوعة إبان ظهور الطباعة، وقد سميت بـ”ألفية” نسبة إلى عدد أبياتها التي بلغت (1002) ألف بيت وبيتين، جدير بالذكر أن لها اسماً آخر وهو “الخلاصة” إذ هي تمثل خلاصة منظومة أكبر منها ألفها ابن مالك باسم (الكافية الشافية) في (2757) بيتا، وفيما يلي عرض سريع لأهم الشروح والأعمال التراثية التي قامت بخدمة هذه الألفية.

شرح ابن الناظم:
ابن الناظم هو محمد بن محمد بن مالك، ابن ناظم الألفية، المتوفى سنة (686هـ) عرف بـ “ابن الناظم” تمييزاً له عن والده.
ويعرف أيضاً بـ (ابن المصنف) ويعد شرحه من أهم شروح الألفية، قال عنه الصفدي: “شرح فاضل منقح ولم تشرح الألفية بأحسن منه ولا أسدّ ولا أجزل من هذا الشرح على كثرة شروحها” ويتسم بالعبارة الدقيقة المكثفة المعاني، حتى قال عنه الذهبي: “كتاب في غاية الإغلاق، ويقال: إنه نظير الرضي في شرح الكافية” .
إن من أهم أسباب شهرة هذا الشرح كونه سبق الشروح الأخرى في خدمة الألفية وفي مخالفة والده في بعض المواضع، وهو شرح تعليمي بالدرجة الأولى، ويعد شرحاً وجيزاً بشكل عام، يقتصر على شرح البيت أو البيتين فاصلاً بين الأبيات والشرح، ويذكر الآراء الأخرى بشكل موجز، وربما زاد بعض المقدمات التوضيحية كالتوطئة في بداية الباب ثم يشرع في شرح البيت المقصود، لكنه طول في بعض المواضع، كباب (الاستثناء) واختصر في مواضع كباب (المفعول به).

يمكننا القول بأنه امتاز بما يلي:
أنه كان مرتكزاً لسائر الشروح بعده.أنه من مواضع النقد على الألفية.أنه استخدم أسلوب السؤال والجواب في الشرح، نحو: “فإن قلت كذا… قلتُ كذا وكذا”اهتمامه بالتعريفات الاصطلاحية في بداية الأبواب.
يناسب المبتدئ في دراسة الألفية، وكان من أكثر الكتب إقراءً وتدريساً إلى جانب شرح ابن عقيل، وتوضيح ابن هشام.

شرح أبي حيان المسمى (منهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك):
هو محمد بن يوسف الغرناطي الأندلسي، المتوفى سنة (745هـ). ويعد شرح أبي حيان شرحاً نقدياً، يقول إنه ما حمله على تصنيفه: ” إلا النصيحة في الدين وإيصال الخير لقلوب المهتدين” فهو يكثر إيراد أوجه النقد والاعتراض على الأبيات لأدنى مناسبة.

يمكن أن نقول إنه امتاز بما يلي:

النفس النقدي للشرح.نقله عن كتب لم تصل إلينا، ككتاب الواضح للأنباري، وكتب النحاة المتقدمين، وبعض كتب نحاة الأندلس، وأحصى بعض الباحثين أنه ذكر في شرحه هذا نحو 85 كتاباً.غزارة الشواهد الشعرية بالنسبة إلى حجمه، فقد عد بعض الباحثين شواهده حتى أوصلها إلى أكثر من ألف شاهد.عنايته بإظهار المادة النظرية من أصول النحو أثناء شرحه، واتضح ذلك من بداية الشرح؛ لأنه يرى أن ابن مالك ” ترك ما عليه العمل من مذاهب الجمهور، مُقتـفيًا في ذلك مقالة كوفي ضعيف الأَقوال، أو بصريٍّ لم يُنسج له لشذوذه على منوالٍ، وبانيا قَواعد على نادر في المنقول، شاذ في القياس، خارج عن الأُصول، وأثر لم يصح أنه مِن لَفظ الرسول، فيصح الاحتجَاج به في النقول”.ظهور نظرية العامل في شرحه .
ويؤخذ على أبي حيان تحامله على ابن مالك في بعض الأحيان، وعدم اللياقة في الإشارة إلى ابن مالك بقوله “هذا الناظم”، ولم يستعمله غيره.
ولا يناسب المبتدئ في دراسة الألفية، بل يصلح أن يقرأ ثانياً ليتمكن من الموازنة بينه وبين شرح تعليمي كشرح ابن عقيل مثلا.

شرح المرادي المسمى (توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك):
المرادي: هو الحسن بن قاسم المغربي، المعروف بـ”ابن أم قاسم” المتوفى سنة (749هـ)
وشرحُهُ شرح موسوعي، مكثر من ذكر الخلاف النحوي والمسائل النادرة والقراءات، واعتمد على ابن مالك كثيراً في الكافية وشرحها والتسهيل، وإن كان يستدرك عليه في بعض المواضع، وأسلوبه في ذلك مدرسة تربوية حيث يورد الاعتراض ثم يدفعه ويجيب عنه ويعتذر لابن مالك فيه ويتأول، واهتم بالشواهد النحوية إلا أنه مقل في الشواهد الحديثية حتى أحصاها بعض الباحثين فبلغت ثلاثة عشر حديثاً فقط، كما اهتم بلهجات العرب، وممن أكثر النقل عن المرادي: المكودي في شرحه، وابن غازي في شرحه الإتحاف، وخالد الأزهري في التصريح، والصبان في حاشيته على شرح الأشموني، والخضري في حاشيته على شرح ابن عقيل.

يمتاز شرحه بما يلي:
أنه يورد أوجه النقد على ابن مالك ويجيب عنها، سواء ما وجهه شيخه أبو حيان أو ابن الناظم، ويسميه المرادي دائماً “الشارح”.تتبع كلام ابن مالك في كتبه الأخرى موازناً بينها وبين الألفية.توسعه في ذكر الخلاف النحوي واهتمامه بعزو الآراء والأقوال وتلخيصها ليسهل ضبطها.عنايته بالشواهد الشعرية حتى جعله العيني أحد مصادره في كتابه “المقاصد النحوية”.اهتمامه بلهجات العرب وذكر القبائل.اهتمامه بالتنبيهات التي تنوعت مقاصده فيها، وكان أغلبها مما يزيده على ابن مالك، أو يوازن بين ما في الألفية وما في الكتب الأخرى، أو يعزو الرأي الذي اختاره ابن مالك في النظم إلى من سبقه من النحاة، إلى غير ذلك من الأغراض.
ولا يناسب المبتدئ في دراسة الألفية ولا من شرع في حفظها، بل يصلح أن يقرأ ثانياً أو لمن أراد تعميق ما تعلمه في الشروح المختصرة كشرح ابن عقيل.

شرح البرهان ابن القيم المسمى (إرشاد السالك إلى حل ألفية ابن مالك):
هو برهان الدين إبراهيم بن محمد ابن قيم الجوزية، المتوفى سنة (767هـ )ابن الإمام المشهور شمس الدين ابن القيم صاحب زاد المعاد وغيرها من التصانيف.
يعد شرحه تعليمياً، يبدأ قبل شرح الأبيات بتوطئة يذكر فيها التعريفات الاصطلاحية الأساسية في ذلك الباب ، ويبين محترزاته أو قيوده، وكذلك اشتقاقه، أو سبب تسميته بذلك الاسم ، ونحو ذلك ، مما تدعو الحاجة إلى معرفته.
وتأثر بابن هشام إلا أن العناية به قليلة بين أهل العلم.
ويناسب المبتدئ في دراسة الألفية على سبيل المطالعة أكثر من أن يدرس كشرح ابن الناظم أو ابن عقيل مثلا، لعدم توافر الخدمة عليه.

شرح ابن عقيل:

ابن عقيل: هو عبدالله بن عبدالرحمن المصري، المتوفى سنة (769هـ )
يعد شرحه شرحاً تعليمياً وجيزاً بالدرجة الأولى، لا يتعرض للنقد أو الخلاف النحوي، بل يركز على توضيح المسائل التي تطرق لها الناظم، ويقررها بالأمثلة دون زيادة، فهو يبحث مسائل الألفية ومطالبها بشكل وجيز، لكن لا يحل المتن كما صنع السيوطي، وإنما امتاز عليه السيوطي لكونه شرحاً مزجياً كما سيأتي.

فهو يمتاز بما يلي:
أنه من أسهل شروح الألفية وأكثرها انتشاراً وأوفرها خدمة علمية.يهتم بتقرير المسائل.أنه الشرح المعتمد في تدريس الألفية في أغلب أقطار العالم الإسلامي.
ويناسب الدارس المبتدئ للألفية أولاً على المشايخ، ثم الحافظ لها ثانياً.

شرح الشاطبي المسمى (المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية):
الشاطبي هو إبراهيم بن موسى اللخمي، المتوفى سنة (790هـ ) أوسع شروح الألفية مطلقاً.
قال التنبكتي عن شرحه: “لم يؤلف عليها مثله بحثا وتحقيقا فيما أعلم” .
وهو شرح موسوعي طويل النفس في تحقيق المسائل وتدقيقها، وهو بهذا ينفرد عن سائر الشروح هنا بهذه الميزة، على طريقة مطولات علم أصول الفقه في بحث المسائل وتحقيقها، ولا غرو في ذلك، إذ الشاطبي من أبرز علماء الأصول، يقول الشاطبي: ” وقد سلكت فيه مسلك شيوخي ـرضي الله عنهم ـ في البحث وتحقيق المسائل , والتأنيس بالتنظير والتنقير عن دفائن اللفظ، وبتتبعه بقدر الإمكان، والاعتراض وإيراد الإشكال، والاعتذار عن اللفظ المشروح على حسب ما أعطاه الوقت والحال، وأوجبه تحسين الظن بالمؤلف، وعدم الوقوف وراء اللفظ تقليدا دون أن يتحرر معنى الكلام أو يظهر وجهه، والاحتجاج لمذهب المؤلف وترجيحه لما أمكن له وجه ترجيح، وتنشيط القارئ في بعض المواطن بالحكايات عن أهل العلم في المسائل المتكلم فيها”
أنه شرح موسوعي تحقيقي إبداعي أصيل.يهتم بإعراب الأبيات.تنويعه في أسلوب العرض بين أسلوب التعليل، وأسلوب السؤال والجواب.اهتمامه بالتقسيم لضبط المعلومات.ظهور التعليل للأحكام النحوية بشكل أكبر.
ولا يناسب المبتدئ في دراسة الألفية بحال، بل يصلح أن يقرأ بعد ضبط شرح تعليمي من شروح الألفية ليتمكن من الفهم والضبط، وهو أقرب ما يكون للمتخصصين في النحو، ويناسب المتخصصين في أصول الفقه، لشبه أسلوب الشاطبي في هذا الشرح بأسلوب مطولاتهم.

شرح المكودي:
المكّودي هو عبدالرحمن بن علي بن صالح، المتوفى سنة (807 هـ )نسب إلى قبيلة مكّود قرب مدينة فاس بالمغرب.
يوجز مضمون المتن ويعرب الأبيات باختصار، ويكاد يعول المكودي على شرح ابن الناظم والمرادي من شروح الألفية، وهو أول من شرحها بفاس، بالإضافة إلى ما عرف عنه من إقراء وتدريس كتاب سيبويه.
وله على ألفية ابن مالك شرحان كبير وصغير، فالكبير أحرقه بعض حساده قبل وصوله إلى القاهرة، والمتداول بين أيدينا اليوم هو الشرح الصغير، يعد شرحاً تعليمياً وجيزاً، صنفه للمبتدئين، يعتني بتقرير معاني أبيات الألفية وفك عباراتها ولا يهتم بنقدها، وهو يصلح لمن يريد حفظ الألفية أكثر.

امتاز شرحه بما يلي:
إعرابه لمعظم الأبيات بشكل موجز.كونه مختصراً.لا يذكر بالشواهد إلا نادراً.لا يذكر بالمذاهب النحوية إلا نادراً.
يناسب المبتدئ في حفظ الألفية ودراستها.

شرح السيوطي المسمى (النهجة / البهجة المرضية في شرح الألفية):

السيوطي هو عبدالرحمن بن محمد الخضيري، المتوفى سنة (911هـ ) يتم بحل المتن وإبراز مضمراته.
وهو شرح تعليمي وجيز، قيل إنه ألفه السيوطي في شبابه، وحظي بالعناية والدرس في بعض الجهات لاسيما في العراق وإيران، وأسلوبه في الشرح مزجي، أي أنه لا يميز بين شرحه وبين النظم كما يفعل الشراح الآخرين، بل يمزجه بالنظم حتى يكون كأنه كتاب واحد، وهو كتاب مكثف المعاني.

وامتاز بما يلي:
أنه شرح مزجي.أنه مختصر.أنه شرح تعليمي.
يناسب المبتدئ في حفظ الألفية، ويناسب الدرس كما ذكرنا.

شرح الأشموني المسمى (منهج السالك إلىألفية ابن مالك):
الأشموني هو علي بن محمد بن عيسى القاهري، المتوفى سنة (918هـ )
هو أغزر شروح الألفية بعد شرح الشاطبي، وامتاز بحسن ترتيبه وأكثر النقل عن المرادي حتى ادعى بعض الباحثين أنه المصدر الوحيد للأشموني، إلا أنه زاد عليه فوائد.
وامتاز بأنه:
خلاصة شروح الألفية قبله، لكن على حساب الإبداع الذاتي الذي عند من سبقه.وفرة النقول والآراء النحوية بحيث عد خزانة نحوية.ذكره للتنبيهات تبعاً للمرادي في شرحه.
لا يناسب المبتدئ في دراسة الألفية على الشيوخ، ولكنه يناسب الدراسة الذاتية أو تعميق ما درس على الشيوخ.

شرح ابن هشام (أوضح المسالك / توضيح الخلاصة) :
ابن هشام هو عبدالله بن يوسف الأنصاري، المتوفى سنة (761هـ)
لا يهتم ابن هشام بحل المتن أو شرح لفظ فيه، بل اختط لنفسه خطاً مختلفاً عن سائر شراح الألفية، حتى عُد عمله (نثراً للألفية مع زيادات) أكثر من كونه شرحاً يعتمد على حل المتن، ومما يؤيد ذلك أنه سماه (أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك) فلم يقل إنه شرح، بل ولا يذكر المتن في كتابه أصلاً.
وطريقته أنه يقرر مسائل الألفية غالباً على نحو ترتيب ابن مالك وأسماء أبوابه في الغالب، وإن كان قد خالفه في مواضع، ثم يزيد أمثلة ومسائل حتى صار كأنه متن مطول مستقل بذاته، وغرضه من ذلك إعادة إنتاج الألفية بطريقة أخرى وهي النثر والزيادة بدلا من النظم والشرح المعقود عليه، وقد حاول الاختصار إلا أنه في بعض المواضع لا يكاد يبين قصده إلا بشرح عليه، لما شاب عبارته من الغموض والإلغاز، وهذا ما حفز خالد الأزهري رحمه إلى شرحه في (التصريح).
جدير بالذكر أن ابن هشام سمى الكتاب (توضيح الخلاصة) وذلك في كتابه الآخر تلخيص الشواهد, كما أنه يعرف في كتب التراجم بـ(التوضيح)، بحيث إذا أطلق كان هو المقصود.
ويمتاز بما يلي:
أنه عظمت العناية به وبإقرائه في الماضي كما يتضح من كتاب السخاوي الضوء اللامع، إذ كان كتابه محل عناية إلى جانب شرح ابن عقيل وشرح ابن الناظم.عبارته محررة دقيقة مكثفة المعاني.غزارة الشواهد.تلخيص الخلاف النحوي.
يصلح ككتاب ثانٍ بعد دراسة شرح على الألفية، أو يدرس على المشايخ، وهو يناسب أن يكرر مراراً، وهذا ما يتضح من أخبار العلماء في كتب التراجم.
وعلى أية حال فقد نقل بعض المؤرخين أن ابن هشام كرر الألفية 1000 مرة، وأنه أقرأها غيره 1000 مرة!

الخميس، 4 أكتوبر 2018

كتب منهجية مهمة؛ للقعيمي

(كتب منهجية مهمة؛ للقعيمي)

أُسأَلُ كثيرا عن الحفظ -طريقته، والمتون التي تُحفظ...إلخ- وتُعاد هذه الأسئلة مراراً وتكرارا على الخاص وفي الآسك، ويعيد السائل سؤاله بعد سنةٍ ولم يشرع في شيءٍ من ذلك!
لا أريد أن أطيل في الجواب، ولا أحبّ الحشوَ والتكرار؛ فإليك جوابا مختصرا مقتضبا يؤدي المقصود، ويوصل إلى المطلوب في نقاط:
أولا: يا طالب العلم! إياك أن تقع في فخّ المفاضلة بين المتون؛ فتحبسك عن الطلب لسنوات على حساب فروق لا تتجاوز 10% .
-  فمَن اعتمد دليل الطالب مثلاً= استطاع أن يحصّل ما فاته من زاد المستقنع بجرده وتدوين زوائده في أقل من شهر؛ فهل يستحق هذا أن يمكث شهورا وهو يفاضل بينهما؟!
-  ومن حفظ بلوغ المرام مثلا= استطاع أن يحصل ما فاته من المحرر بجرده وحفظ زوائده في أقل من شهر، فهل يستحق هذا أن يمكث شهورا وهو يفاضل بينهما؟!
ثانياً: يا طالب العلم! اللهَ اللهَ في الحفظ، ولا تبدأ تحصيلك في يومك قبل وردك من الحفظ والمراجعة؛ وإذا تقدم بك العمر عرفت قيمة هذه الوصية!
ثالثا: لا تُقدّم شيئا على حفظ كتاب الله وحفظ قدرٍ من السنّة، ثم لك أن تعرّج على المتون الشرعية إمّا حفظاً أو استظهاراً بإدامة النظر فيها.
رابعا: طريقة الحفظ المثلى تتجسد في هذه القاعدة الذهبية (اضمن لي وقتاً يومياً= أضمن لك
1-  علماً كثيرا
2-  وحفظا متينا
3-  وصعوداً في سلالم المعرفة ملحوظاً ظاهراً.
فالأمر كله يعود للاستقامة على تفريغٍ يوميٍّ للتكرار والنظر سواء كان قليلاً أو كثيراً.
خامساً: لا تُغفل وقتَ المراجعة للمحفوظات، إما يوميا أو اسبوعياً أو شهريا.
سادساً: لا تفارقك كراسة تدوين المشكلات من المسائل؛ لئلا تحجبك هذه المشكلات عن المضي في طريقك، فتدون وتجمع هذه المسائل لتسأل عنها لاحقاً، وتقفز لِمَا بعدها ولا تقف عندها.
سابعاً: يقبح بطالب العلم الذي يريد التقدم والرسوخ أن يجهل الصحيحين أو رياض الصالحين حفظا أو استظهاراً على أقل تقدير، وعمدة الأحكام أو بلوغ المرام.
والذي جرينا عليه في الطلب هو (تفسير الجلالين في التفسير)، وكتب الشيخ صالح بن أحمد الشامي الحنبلي في السنة، فهي المعتمدة في بيئتنا، والمناهج غيرها كثيرة، وكلها تؤدي المقصود.
فكانوا يُديمون النظر والقراءة في تفسير الجلالين، ويحفظون في السنة:
1-  (الجمع بين الصحيحين) للإشبيلي، أو (الجامع بين الصحيحين) للشيخ صالح الشامي بعدما ظهر في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، أو (الوافي) له أيضا -لكن مع زيادات يختارها الطالب لنفسه من (الجامع)-، والأخير عندي أجود لو أدركناها ذلك الوقت؛ لسهولة مراجعته.
2-  (بلوغ المرام) للحافظ ابن حجر رحمه الله.
3-  (رياض الصالحين) للشيخ النووي رحمه الله.
وهذه الكتب لا تأخذ منك وقتا كما تتصور -بشرط الاستقامة ولو بالقليل-، وبعدها تنطلق في ما تشاء من الكتب والمتون أصولاً وفروعاً، وتزيد ما تشاء.

أسأل الله تعالى أن يوفقني ويوفق شباب المسلمين للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يردنا والمسلمين إلى دينه ردّاً جميلا.

أربعة كتب أصولية مهمة؛ لسليمان النجران

(أربعة كتب أصولية مهمة؛ للنجران)

كتب الدكتور سليمان النجران:

"‏أربعة كتب أصولية لا أرتاح لأي مسألة أصولية إلا بعد النظر فيها:
كشف الأسرار.
والبحر المحيط.
ونفائس الأصول.
والتحبير شرح التحرير" ا.ه
وزاد الدكتور فؤاد الهاشمي: "‌‎وشرح مختصر الروضة للنجم الطوفي، وإذا كانت في القياس فكتب الغزالي" ا.ه

الأحد، 30 سبتمبر 2018

ضريبة الكبر

(ضريبة الكبر)

قال تعالى - حاكيا عن قارون وما كان من أمره -: (قال إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون* فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم* قال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون* فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين). العنكبوت.

فضريبة (إنما أوتيته على علم عندي) (فخسفنا به وبداره الأرض!).

فواجب على كل مسلم أن يشكر لله تعالى بأنواع الشكر الثلاثة - بالقلب؛ اعترافا بالمنعم بها علينا، وباللسان؛ نطقا بالشكر بها، وبالجوارح؛ عملا بها في طاعة الله تبارك وتعالى -.

وعلى كل مسلم أن ينسب النعم إلى المنعم بها والموجد لها - جل في علاه -؛ لا إلى نفسه، وإلى غيره من الخلق، وليحذر من كفران وجحود النعم، ونسبتها لغير المتفضل بها - جل في علاه -؛ فبذلكم يكون هلاك الديار، وخراب الأمصار!

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الأحد ١٤٤٠/١/٢٠.