(ملل القلوب)
يطالع لعبا ولهوا، يصرف في وقته في تقليب الأنظار هنا وهناك؛ يتأمل الطبيعة، يشاهد مجاري السيول، والوديان، والجبال والتلال، والخضرة والنبات والأشجار؛ لا يسأم من كل ذلك!
يلعب ويلهو، يصول ويجول في ميادين كثيرة من ميادين متع الدنيا المادية؛ لكنه لا يسأم ولا يمل ولا يكل!
يلعب في الوقت ما بين العصر والمغرب، يجري خلف قطعة جلد، يلهث ويلهث، ويتسارع نفسه، ويعرق، ويتمرغ في التراب، ويسقط، وقد يصاب؛ ولكنه بدون كلل أو ملل أو سأم!
أما إذا حضرت الصلاة، وحضر القرءان؛ استثقل كل ذلك، ورآه أشد عليه من حمل الجبال!
ولو أطال الإمام قليلا؛ لعوتب في ذلك!
لا غرو ولا عجب؛ فهذا عمل القلوب؛ التفتت للعب واللهو؛ فشغفت بذلك، ولم تعر الأمور الدينية حقها وما يجب لها من الإقبال والخشوع والخضوع؛ فلم تستلذ بذلك؛ فلذلك صرف القلب عنها إلى ذلك الحطام الفاني الحقير!
(وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور). آل عمران ١٨٥.
فأقبلوا على عمل قلوبكم، وسدوا الثغرات فيها؛ فوالله لهي أشد فدحا وخسارة من تسلل الأعداء عبر حدود البلاد وثغورها؛ فبالأولى تخسرون الآخرة، وبالأخرى تخسرون الدنيا، وخسارة الدنيا أهون - وربي - من خسارة الآخرة!
حرره/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
طيبة الطيبة- الاثنين ١٤٤٠/٤/١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق