الخميس، 4 أكتوبر 2018

كتب منهجية مهمة؛ للقعيمي

(كتب منهجية مهمة؛ للقعيمي)

أُسأَلُ كثيرا عن الحفظ -طريقته، والمتون التي تُحفظ...إلخ- وتُعاد هذه الأسئلة مراراً وتكرارا على الخاص وفي الآسك، ويعيد السائل سؤاله بعد سنةٍ ولم يشرع في شيءٍ من ذلك!
لا أريد أن أطيل في الجواب، ولا أحبّ الحشوَ والتكرار؛ فإليك جوابا مختصرا مقتضبا يؤدي المقصود، ويوصل إلى المطلوب في نقاط:
أولا: يا طالب العلم! إياك أن تقع في فخّ المفاضلة بين المتون؛ فتحبسك عن الطلب لسنوات على حساب فروق لا تتجاوز 10% .
-  فمَن اعتمد دليل الطالب مثلاً= استطاع أن يحصّل ما فاته من زاد المستقنع بجرده وتدوين زوائده في أقل من شهر؛ فهل يستحق هذا أن يمكث شهورا وهو يفاضل بينهما؟!
-  ومن حفظ بلوغ المرام مثلا= استطاع أن يحصل ما فاته من المحرر بجرده وحفظ زوائده في أقل من شهر، فهل يستحق هذا أن يمكث شهورا وهو يفاضل بينهما؟!
ثانياً: يا طالب العلم! اللهَ اللهَ في الحفظ، ولا تبدأ تحصيلك في يومك قبل وردك من الحفظ والمراجعة؛ وإذا تقدم بك العمر عرفت قيمة هذه الوصية!
ثالثا: لا تُقدّم شيئا على حفظ كتاب الله وحفظ قدرٍ من السنّة، ثم لك أن تعرّج على المتون الشرعية إمّا حفظاً أو استظهاراً بإدامة النظر فيها.
رابعا: طريقة الحفظ المثلى تتجسد في هذه القاعدة الذهبية (اضمن لي وقتاً يومياً= أضمن لك
1-  علماً كثيرا
2-  وحفظا متينا
3-  وصعوداً في سلالم المعرفة ملحوظاً ظاهراً.
فالأمر كله يعود للاستقامة على تفريغٍ يوميٍّ للتكرار والنظر سواء كان قليلاً أو كثيراً.
خامساً: لا تُغفل وقتَ المراجعة للمحفوظات، إما يوميا أو اسبوعياً أو شهريا.
سادساً: لا تفارقك كراسة تدوين المشكلات من المسائل؛ لئلا تحجبك هذه المشكلات عن المضي في طريقك، فتدون وتجمع هذه المسائل لتسأل عنها لاحقاً، وتقفز لِمَا بعدها ولا تقف عندها.
سابعاً: يقبح بطالب العلم الذي يريد التقدم والرسوخ أن يجهل الصحيحين أو رياض الصالحين حفظا أو استظهاراً على أقل تقدير، وعمدة الأحكام أو بلوغ المرام.
والذي جرينا عليه في الطلب هو (تفسير الجلالين في التفسير)، وكتب الشيخ صالح بن أحمد الشامي الحنبلي في السنة، فهي المعتمدة في بيئتنا، والمناهج غيرها كثيرة، وكلها تؤدي المقصود.
فكانوا يُديمون النظر والقراءة في تفسير الجلالين، ويحفظون في السنة:
1-  (الجمع بين الصحيحين) للإشبيلي، أو (الجامع بين الصحيحين) للشيخ صالح الشامي بعدما ظهر في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، أو (الوافي) له أيضا -لكن مع زيادات يختارها الطالب لنفسه من (الجامع)-، والأخير عندي أجود لو أدركناها ذلك الوقت؛ لسهولة مراجعته.
2-  (بلوغ المرام) للحافظ ابن حجر رحمه الله.
3-  (رياض الصالحين) للشيخ النووي رحمه الله.
وهذه الكتب لا تأخذ منك وقتا كما تتصور -بشرط الاستقامة ولو بالقليل-، وبعدها تنطلق في ما تشاء من الكتب والمتون أصولاً وفروعاً، وتزيد ما تشاء.

أسأل الله تعالى أن يوفقني ويوفق شباب المسلمين للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يردنا والمسلمين إلى دينه ردّاً جميلا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق