(ماذا دهاك يا مصر الإسلام؟!!)
ويستمر المشهد البئيس، فترى برامج تخصص لنقد الدين، وفتح المجال لهذا النقد حتى للأنبياء والمرسلين، والصحابة والتابعين، والعلماء الربانيين، الراسخين في العلم، وللقادة والفاتحين، مقابل تكريم لأهل الفن الساقط، والفكر المنحرف البائس، الموغل في الضلال، الذي يقوم على معاداة الدين، وأهله المخلصين!
وترى بعض هؤلاء الإعلاميين في قنواتهم المسمومة، المغذاة بالعداء للدين، تراهم يشنعون على علماء الإسلام، وأئمته العظام، فيصف بعضهم العلامة ابن باز والعلامة ابن عثيمين - رحمهما الله- بالتطرف، لا لشيء؛ إلا لأنهم من الوهابية - على حد قوله -!
وكما تناولوا من يسمونهم بالوهابية بالنقد اللاذع والسخرية، وأن الجماعات التكفيرية كداعش والقاعدة خرجت من فكر محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -؛ دافعوا عن رموز الشر والإفساد، وتنطلق منهم عبارات الثناء والمديح على أولئك المنحرفين، فيزكون المدعو " حسن شحاتة"، الشيعي المتطرف، الذي ظهر في تصريحات كثيرة مشهورة يسب الصحابة، ويلعنهم، وعلى رأسهم: أبو بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذو النورين - زوج ابنتي الرسول صلى الله عليه وسلم-، وعائشة وطلحة الزبير، ومعاوية، وبقية الصحابة تناولهم بلسان بذيء، وطعن فيهم، وفي مقابل هذا يصفون العلامة الشيخ صالحا الفوزان - حفظه الله- بالمتطرف؛ لأنه أفتى بقتل المرتد!
وكما أسلفنا بأنهم فتحوا المجال للنقد العام، فإن بعض هؤلاء ظهر في تلك البرامج المخصصة - وما أسهل الدين لأولئك؛ يقتحمون أسوار الفتوى والإفتاء للعامة في أمور لا يطيقون لها فهما، ولا يستطيعون فيها نظرا - فيتناولون عثمان - رضي الله عنه - بالطعن فيه؛ لأنه قسم مال بيت المسلمين في أقربائه، وقربهم دون غيرهم!
كذلك الطعن في معاوية - رضي الله عنه -، وأن بعض الناس يحيطونه بهالة من التقديس، ولما مات البابا شنودة؛ ظهر هذا المتقول الأفاك؛ ليقول: لا ننسى قداسة البابا شنودة، رحمه الله!!!
ويأبى هذا الدعي المنافق تجريم ساب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وشنع على خطيب قال: يجب قتل الساب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ليفتري الكذب بأن الرسول - عليه الصلاة والسلام - لم يؤذي أحدا في حياته أبدا، لا بقول ولا بفعل!
وطعن - من قبل هؤلاء الأذلة الحقراء - في البطل الإسلامي الصنديد صلاح الدين الأيوبي - رحمه الله -، وزعم المفتري: أن صلاح الدين أذل المصريين بالمماليك، ولم يفتح القدس؛ بل فتح فلسطين!
وطعن - أيضا - في سيف الله المسلول - خالد بن الوليد - رضي الله عنه، وأن عمر عزله، لأن سيئاته أكثر من حسناته!
الملاحظ على هؤلاء الشرذمة الأنجاس - قطع الله دابرهم، ووأد فتنتهم - أنهم ليسوا بأهل للخوض في مثل هذه الأمور، ومع ذلك يخوضون في اطمئنان، ولا رادع ولا حسيب!
أما أن نسير في فلك هؤلاء المنبهرين بالغرب، المناهضين لبعض أصحاب المشروع الإسلامي - وإن ادعو تهما لا حقيقة لها؛ ليلصقوها بالبراء، وفي مقابل ذلك يبرئون الجاني، القاتل، الناهب للأموال - فلا والله، لن يكون هذا أبدا، والله الموعد، وعليه التكلان.
قيض الله من ينصر دينه، ويعلي رايته، ويذل كلمة الكفر وأهلها، ويرفع الظلم والطغيان والجبروت عن الناس الضعفة المقهورين، الذين ما أخرجوا إلا أن قالوا: ربنا الله! اللهم آمين.
بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل المطرفي- السبت ١٤٣٧/١١/١٧.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق