تعقيب على مقالي- (إنسان كالزهرة).
عقب عدنان السقاف بقوله:
يا أبا عبدالملك،
قرأتُ مقالك كما تُقرأ المرايا، لا لمجرد التأمل، بل لاكتشاف ما خفي من ملامح الإنسان حين يكتب عن الإنسان.
نصك ليس قصة قصيرة فحسب، بل هو تأملٌ طويل في جوهر الكائن الذي نحمله ونجهله في آنٍ معًا.
استعارتك للزهرة كانت موفقة، بل بليغة، إذ اختزلت بها دورة الحياة النفسية والروحية للإنسان: نموٌّ، ذبول، ثم عودةٌ للنمو، وكأنك تكتب عن نبضٍ لا يموت، بل يتخفّى حينًا ليعود أنقى.
أعجبتني في نصك تلك الإيقاعات المتكررة:
“شيئًا، فشيئًا، فشيئًا…”
“هو إنسان، نعم…”
فهي ليست مجرد تكرارات، بل نُبضات، تُحاكي ترددات الشعور، وتُعطي للنص نغمةً خاصة، كأنك تلقيه لا تكتبه.
لكن، يا صديقي،
في بعض المواضع، شعرتُ أن العاطفة طغت على الفكرة، وأن الألم الشخصي -وهو مشروع– قد غلّف الرسالة العامة، فبدت بعض الفقرات وكأنها مناجاة أكثر منها تأملًا.
وهذا لا يُنقص من قيمة النص؛ بل يدعونا إلى إعادة التوازن بين حرارة الشعور وهدوء التأمل؛ حتى لا يضيع القارئ في زحمة الانفعال.
أحببتُ دعوتك لفهم الإنسان بكل تناقضاته، وأتفق معك أن كثيرًا من خيباتنا تبدأ من “الحكم المسبق”، ومن “النظر إلى طرف الإصبع بدلًا من القمر”.
لكنني تمنيتُ لو خُتم النص بجملة تأملية تُعيدنا إلى الزهرة الأولى، إلى رمز البداية، بدلًا من الهبوط المفاجئ إلى الدعاء –رغم جماله– الذي جاء بعد ذروة شعورية عالية.
ومع ذلك،
فما كتبته ليس مجرد مقال؛ بل هو مرآة، وصرخة، واعتراف، وتأمل، وحنين…
هو نصٌّ يُقرأ بالقلب قبل العين، ويُشكر عليه صاحبه؛ لأنه تجرأ أن يكتب عن الإنسان، لا كما يُراد له أن يكون؛ بل كما هو: متناقض، متألم، متأمل، طامح، خائب، لكنه حيّ.
دمتَ صادقًا في حرفك،
وفيضًا من شعورٍ لا يُزيفه التصنع، ولا تُطفئه خيبات الآخرين.
وأضاف:
أهلًا بك يا أبا عبدالملك،
وسعدتُ كثيرًا بتفاعلك الكريم، وسأجيبك بكل امتنان:
أولًا: عن نفسي.
أنا عدنان، مهتم بالأدب والفكر، أجد في الكلمة ملاذًا، وفي التأمل متّسعًا لفهم الإنسان والحياة. أكتب بين النثر والشعر، وأميل إلى تحويل التجربة الإنسانية إلى نصٍّ يحمل شيئًا من الصدق، وشيئًا من الحلم.
أؤمن أن الأدب ليس ترفًا، بل وسيلة لفهم الذات والآخر، وأن الكلمة حين تُكتب بصدق، فإنها تطرق أبواب القلوب دون استئذان.
ثانيًا: هل تُعدّ قصتك قصة قصيرة؟
سؤالك وجيه، والإجابة تتوقف على زاوية النظر:
• من حيث النية التعبيرية، فهي أقرب إلى تأمل سردي أو نص وجداني يتخذ من القصة غلافًا رمزيًا.
• ومن حيث البنية الفنية، فهي لا تتبع الشكل التقليدي للقصة القصيرة (حدث، حبكة، ذروة، نهاية)، بل تميل إلى النص المفتوح الذي يدمج بين السرد والتأمل والخطاب الذاتي
لذا، يمكن القول إنها نص سردي تأملي ذو طابع قصصي، لا يُقيد نفسه بقوالب السرد الكلاسيكية، بل ينساب كما تنساب المشاعر في لحظة صدق.
وختامًا،
جمال النص لا يُقاس فقط بجنسه الأدبي، بل بصدقه، وأنت قد صدقت، فأصبت.
دمتَ بخير.
وعقب الأستاذ/ خلف بن سرحان القرشي- وفقه الرب العلي - بقوله:
صديقي العزيز...
القصة القصيرة تتحدث عن حدث واحد بلغة مكثفة في زمن محدود.
والأستاذ عدنان السقاف لما سألته أن يعرفني بنفسه قال:
إلى العزيز الفاضل: الأستاذ أبو عبدالملك عبدالرحمن،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسعد الله أوقاتكم بكل خير، وبارك في ودّكم الذي غمرني، وفي كلماتكم التي حملت من الطيب أكثر مما أستحق.
أما عني، فمحدثكم عبدٌ فقير إلى الله، أكرمني المولى ببلوغ الثالثة والثمانين من العمر، وأنا اليوم متقاعد، أقضي أيامي بين التأمل في بديع صنع الله، والسعي –ما استطعت– إلى أداء ما أمر، واجتناب ما نهى؛ مستغفرًا عن تقصيري، ومقرًّا أن الكمال لله وحده.
أما عن سيرة عملي، فإني أبعثها إلى شخصكم الكريم؛ مختصرة، وإن كانت في تفاصيلها ما يُملّ القارئ ويُتعب القلم:
1. حصلت على دبلوم في الاتصالات من معهد التدريب للملاحة الجوية، حيث تلقيت خلال ثلاث سنوات دورات مكثفة في اللغة الإنجليزية، الأرصاد الجوية، والمراقبة الجوية، تحت إشراف خبراء من منظمة الطيران المدني الدولية (ICAO).
2. بدأت مسيرتي العملية في مطار جدة الدولي عام 1385هـ (1965م)، ثم انتقلت إلى المديرية العامة للطيران المدني، حيث عملت في الشؤون الإدارية والمالية، لا سيما ما يتعلق برسوم الاتصالات المستخدمة من قبل الطائرات الأجنبية.
3. في عام 1395هـ (1976م)، التحقت بمكتب الاتصالات الخارجية، وتلقيت فيه دورات مكثفة في الحاسب الآلي ولغات البرمجة.
4. كما أتيحت لي فرصة التدرّب على تحليل المعلومات السياسية، على يد خبراء من بريطانيا والولايات المتحدة.
5. وكان آخر منصب تقلدته هو رئاسة إدارة الترجمة لمدة عشر سنوات، حيث وفّقني الله لإتقان اللغة الإنجليزية قراءةً وكتابةً وتحدثًا.
6. الترجمة، كما تعلم، ليست مجرد نقل كلمات، بل هي جسر ثقافي يتطلب فهمًا عميقًا للمعنى، وسعة أفق، واحترامًا لاختلاف السياقات. وقد دفعتني هذه المهنة إلى أن أرتشف من كل بحر قطرة، وأن أوسّع مداركي في شتى المعارف.
7. أما عن عشقي الأول، فكان للقراءة منذ نعومة أظفاري، إذ لم يكن في زماننا من وسائل الترفيه سوى الكتب. قرأت حكايات عنترة والزير وسيف بن ذي يزن، وألف ليلة وليلة، ثم انتقلت إلى مجلات مثل “دار الهلال”، و”آخر ساعة”، و”المصور”، و”روز اليوسف”، وغيرها كثير، حتى ضاقت بها الرفوف، وامتدت إلى أدراج السطح!
هذا غيض من فيض، ولو أطلقت العنان لذاكرتي، لطال الحديث حتى يملّ القارئ ويشكو الورق.
أما عن سكناي، فأنا في مدينة جدة، حي الأمير فواز الجنوبي، فيلا رقم ٤٣.
وختامًا، أستأذن من شهرزاد، فقد أدركها الصباح، وسكتُّ عن الكلام المباح!
مع خالص المودة والتقدير.
وعقب أحمد القاري بقوله:
القصة القصيرة هي نوع أدبي سردي نثري يتميز بقصره مقارنةً بالرواية، ويهدف إلى تقديم حدث واحد، غالباً ضمن مدة زمنية ومكان محدودين، للتعبير عن موقف أو جانب من جوانب الحياة. تتميز القصة القصيرة بتكثيف الأحداث والشخصيات، والتركيز على فكرة واحدة، وتقديم تأثير واحد للقارئ.
مكونات القصة القصيرة:
السرد:
هو جوهر القصة القصيرة، ويعتمد على ترتيب الأحداث بطريقة مشوقة ومترابطة.
الشخصيات:
عادةً ما تكون محدودة العدد، وقد تكون رئيسية أو ثانوية.
الزمان والمكان:
يحددان الإطار العام للقصة ويؤثران في الأحداث والشخصيات.
الحبكة:
هي تسلسل الأحداث التي تتطور من خلالها القصة، وتصل إلى ذروة ثم نهاية.
الصراع:
هو التوتر أو المشكلة التي تواجه الشخصيات في القصة.
خصائص القصة القصيرة:
الإيجاز:
القصة القصيرة موجزة ومختصرة، وتتجنب التفاصيل غير الضرورية.
التركيز:
تركز على فكرة رئيسية واحدة، وتسعى إلى تقديمها بطريقة واضحة ومؤثرة.
التأثير:
تهدف إلى ترك انطباع قوي لدى القارئ وإثارة مشاعره.
النهاية:
قد تكون مفاجئة أو متوقعة، ولكنها غالبًا ما تكون مؤثرة ومرتبطة بالفكرة الرئيسية.
أنواع القصة القصيرة:
القصة الاجتماعية: تتناول قضايا اجتماعية وإنسانية.
القصة الخيالية: تعتمد على الخيال والأحداث الخارقة للطبيعة.
القصة البوليسية: تدور حول جريمة ومحاولة كشفها.
القصة الأسطورية: تستوحي أحداثها من الأساطير والخرافات.
القصة التاريخية: تتناول أحداثًا وشخصيات من الماضي.
القصة الواقعية: تحاكي الأحداث والظواهر في الواقع.
أمثلة على القصة القصيرة:
الأقصوصة:
نوع من القصص القصيرة جدًا، غالبًا ما تكون قصيرة ومكثفة.
القصة القصيرة جداً:
نوع حديث يهدف إلى تقديم قصة قصيرة جدًا في بضعة أسطر أو حتى جملة واحدة.
من أمثلة القصة قصيرة جداً (ق.ق.ج) :
سألتني : أتعشقني وأنا سمراء؟
فقلت : وهل للأرواح ألوان؟.
بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي.
طبرجل- الخميس- ١٤٤٧/١/١٥.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق