الخميس، 31 يوليو 2025

قيد الخاطر- (ليس المراد من العلم العمل فقط)

قيد الخاطر- (ليس المراد من العلم العمل فقط)

ليس المراد من العلم العمل فقط، فوائد العلم أكثر من أن تحصر.
وقد سطر ابن القيم - رحمه الله - في كلام قيم مئة وثلاثا وخمسين فائدة نفيسة، منها ما يلي:

* استشهد سبحانه بأولي العلم على أجل مشهود عليه، وهو التوحيد.
* وصفهم بكونهم أولي العلم.
* جعل شهادتهم حجة على المنكرين. 
* نفى التسوية بين أهله وبين غيرهم. 
* أمر بسؤالهم والرجوع إليهم.
* جعل كتابه آيات بينات في صدورهم. 
* أمر نبيه أن يسأله مزيد العلم.
* أخبر أنهم أهل خشيته.
* ما ينتفع بأمثال القرآن إلا العالمون. 
* أمر أهل العلم بالفرح بما آتاهم.

إلى غير تلك الفوائد العظيمة. 
انظر: مفتاح دار السعادة، عطاءات العلم، ط٣، ١٤٤٠، ١٣١/١.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الخميس- ١٤٤٧/٢/٦.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

حدثني جدي- (٤)

حدثني جدي- (٤)

ومما حدثني به جدي لأمي/ نافع بن تركي المطرفي في صفر، من العام ١٤٤٧ ما يلي:

* حكومتنا آل سعود مراقبون للمواطن، مراعون له أكثر من مراعاة الأم لطفلها. 
* تأتينا كوارث يتصيدون بيوت الملوك، تسقط في الخلاء. 
* من يطنطون: السعودية لم تحم الحرمين كله جعجعة. 
* الحرمان لها رب يحميها.
* صدام أطلق على دولة الاحتلال الصهيوني ثلاثين صاروخا، وزاد صاروخين على السعودية. 
كلها سقطت على التراب، أحدها في "مزرعة العويضة" في الرياض، والثاني بين البيوت في فناء واسع، والثالث قريب "كلية الملك عبدالعزيز الحربية"، والرابع جانب "جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية" بجانب "الدرعية" تماما، والخامس قريب "مصفاة البترول" بين الرياض والخرج، النازل من الرياض على الخرج على جهته اليمين، وأنا - كاتب هذه السطور - قبل شهرين تقريبا زرت الرياض والخرج، ورأيت تلك المصفاة بهذا الوصف.
* كان "صدام" يريد احتلال الكويت والخليج، لمقارعة أمريكا بقيادة "جورج بوش الأب".
* أعطى صدام "إيران" في "حرب الخليج الأولى" تسعين طيارة، ورفضت إيران إعادتها إليه.
* صدام عنده صواريخ "سكود- طويلة المدى"، مصممة من "الاتحاد السوفيتي" مداها ٤٠٠ كلم على حدوده لا تتجاوزها.
جلب "صدام" ستة عشر ألف خبير من "الاتحاد السوفيتي"، وخففوا رؤوسها حتى تصبح بعيدة المدى، لكن يضعف مفعولها، سقطت إحداها على مبنى "الأحوال المدنية" بالرياض، اثنا عشر دورا، دمرت طرفا من المبنى.


بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الخميس- ١٤٤٧/٢/٦.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

قيد الخاطر- (الإنسان الناجح والإيجابي)

قيد الخاطر- (الإنسان الناجح والإيجابي)

المعول على العمل لا على الموارد بالدرجة الأولى، وعلى العطاء لا الأخذ، والقوة لا الضعف، والحزم لا التفريط، والعزيمة لا الرخص.
هذا من حيث الأصل: 
* لا نجاح بلا إيجابية في الرؤية والفكرة، والتخطيط والتنظيم، والعمل والتنفيذ.
والذي أزعمه معتقدا صحته:
* الإنسان الناجح لا يرمي فشله على الآخرين.
* الإنسان الناجح من يتحدى الظروف، ويقهر المواجع، ويكتم أنفاس الخذلان.
* من يعيش بلغة القوة والعاطفة معا، فلا يضيق صدره عن احتواء التوازن في جميع حياته.
* الإنسان الإيجابي باختصار:
 هو العقل المفكر، والقلب المستبصر، والعمل الدؤوب على تنفيذ فكرة ناجحة في الحياة للإنسانية دون تحزب أو تعصب، دون تطرف أو ازدراء للآخر، لأن الإسلام في جوهره دعوة الحق للخلق بالعلم والحلم والرحمة والرفق.
ودعك من أساليب الجماعات والأحزاب فما رأينا من آثارهم إلا الدمار والعار والشنار.
 فالحق والعدل: 
* الانضواء تحت راية أهل السنة والجماعة، قرآن وسنة، بفهم سلف الأمة الصالح، خاصة القرون الأولى الثلاثة المفضلة. وتعلم أصول أهل السنة والجماعة من الكتب المصنفة في ذلك، وارحم نفسك، ما فرض الله عليك هداية العالمين، ولم يطلب منك إصلاح الخلق أجمعين، أولا: البداءة بنفسك، ثم الأقرب فالأقرب، صلاح ثم إصلاح في حدود الوسع وإمكانية الطاقة، ولا تلعن الولاة، ولا تنفر الناس، واتق الله أن تفتح ثغرة في الأمة لا تستطيع سدادها، فيصب من خلالها بسببك الشر المستطير، والشرر الخطير، ولا خير لمتدين في غير سلوك الوسطية، فالوسطية هي الإسلام بمفهومه الشامل، ونظامه الكامل، فافهم هداك ربي صالحة، وقوم سبيلك، وسدد منهاجك، وحفظك عن الزلل والخطل، آمين.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
الدوداء- الاثنين- ١٤٤٧/٢/٣.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

شذرات من بطون الكتب- (سيرة مسافر سعودي)

شذرات من بطون الكتب- (سيرة مسافر سعودي)

بين يدي كتاب يحكي سيرة شيخ جليل، إمام زاهد بحق، داعية إلى الله بصدق، إذا نظرت في موقعه الرسمي إلى ترجمته، تقف على شيء عجاب، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأعقب له في ذريته خيرا كثيرا.
إنه الإمام المجاهد العلم القدوة الناصح الزاهد، التربوي الشيخ الجليل الذكي فطرة/ سعد بن عبدالرحمن الحصين، وكتابه "سيرة مسافر سعودي"، من مطبوعات دار اللؤلؤة، ط٢، ١٤٣٧. يقع في ٢٤٠ صفحة.
وهو من مواليد شقراء، عام ١٣٥٣، آية في العلم والعمل، والفكر والوعي، والذكاء والنبل، والدعوة للدين الحق بصدع وحلم وعلم. 
وهذا الكتاب أول كتاب للشيخ أقرؤه، أعجبني أسلوبه للغاية، يستشهد قليلا بالشعر، ويدخل قليلا بعض الأمثال العربية والعامية، ويذكر بعض الكلمات الإنجليزية، فهو يتقنها.
ذكر في هذا الكتاب الممتع المفيد - في آن - سفره إلى الرياض، الطائف، مصر وبلاد الشام، انكلترا، الولايات المتحدة الأمريكية، فلسطين، إيران، ليبيا، الجزائر، العراق، اليمن، اليابان، فرنسا، جنيف، بنكلاديش، جنوب أفريقيا، باكستان، أفغانستان، ثم ختم بخاتمة جميلة.
قرأته في يوم الأحد بتاريخ ١٤٤٧/٢/٢، وختمته اليوم بحمد ربي تعالى.
أنقل هنا بعض الشذرات واللفتات المفيدة:

١- ولا زال الشيخ محمد بن عبدالرزاق حمزة متميزا على كل أئمة المسجد الحرام والمسجد النبوي قبله وبعده في القرون المتأخرة - رحمهم الله جميعا - في دعوته إلى الاتباع ومحاربته الابتداع. ٢٢.
٢- الخروج على من ولاه الله الملك - من غير أهل الحل والعقد - مخالفة لشرع الله على أي حال. ٢٤.
٣- افتتح الملك سعود - رحمه الله - أول المعاهد الدينية في الرياض عام ١٣٧١، ثم كليتي الشريعة واللغة العربية عام ١٣٧٣، وانتشرت فروع المعاهد في الداخل والخارج حتى بلغت نحوا من ٦٠ ضمن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وفروعها في الداخل والخارج. ٢٥، بتصرف. 
٤- فالله لا يعطي أي أحد، ولا يمنعه كل شيء. ٣٣.
٥- الثورة المصرية...من أهم ما أحدثته من الفكر الاشتراكي مبنيا في الغالب - أو موافقا على الأقل - لفكر سيد قطب في كتابيه "العدالة الاجتماعية" و "معركة الإسلام والرأسمالية". ٣٤، بتصرف. 
٦- من إصلاحات الثورة الفاسدة: نشر فكر ساطع الحصري عن القومية العربية، وتنفيذ فكر سيد قطب الاشتراكي، وأساسه: أخذ أموال الأغنياء وشركاتهم وأراضيهم ومزارعهم، وإعطائها لعامة الناس من الفلاحين والإداريين - أو بلغة الاشتراكية: نقلها من القطاع الخاص إلى القطاع العام -. ٣٥، بتصرف. 
٧- وكانت فلسطين أغنى بلاد العرب قبل الحرب - ١٩٤٨- ١٣٦٨- "يأتيها رزقها رغدا من كل مكان"، فأفسدها الإسراف وغيره من المعاصي، وأسوأ معاصيها ومعاصي غيرها: بناء المساجد على القبور، وشد الرحال إليها، ودعاء أصحابها. ٣٦، بتصرف. 
٨- أما آل سعود فلهم لواء التوحيد والسنة - فضلا من الله ونعمة -، لالتزامهم بتجديد الدين ونشره، ومحاربة الشرك والبدعة في القرون الثلاثة الأخيرة. ٣٨.
٩- محمد بهجة البيطار...شيخ السنة في بلاد الشام. ٣٩، بتصرف. 
١٠- في عام ١٣٧٤...كان صرف الليرة السورية ريالا سعوديا وربع الريال، واللبنانية ريالين إلا ربع ريال، والجنيه المصري اثني عشر ريالا ونصف ريال - مثل الدينار الأردني والعراقي والجنيه الإسترليني -؛ بل كان سعر الدولار الأمريكي أربعة ريالات ونصف الريال، فانخفضت جميعا، وارتفع الريال بفضل الله ومنته، وجاء الناس من بلاد الأنهار والثمار في طلبه. ٤٠، بتصرف. 
١١- والعطاء الأعظم الدين لا الدنيا "انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا". ٤٢.
١٢- وحكم الوحدة العربية - أو الإسلامية أخيرا - خيال طالما راود عقول العرب والمسلمين، لظنهم أن مجرد الوحدة محقق للخير والعدل والنصر، وغفلتهم عن الأساس التي تقوم عليه الوحدة، ليتحقق الخير أو الشر، فالوحدة مثل التعاون إما على البر والتقوى وإما على الإثم والعدوان. ٤٢.
١٣- ولقد جبلت بفضل الله على القصد في الفقر والغنى، وعصمني الله من تبعية التقليد "المحاكاة" في الدين والدنيا؛ السبب الأول في الانحراف عن الفطرة، وفي الإسراف - المعصية التي يقع فيها ويصر عليها أكثر الناس علماؤهم وفقراؤهم -، وفي الحاجة والعنت والتكلف "إنه لا يحب المسرفين". ٤٤.
١٤- فكل إسراف وراءه حق مضيع. ٤٨.
١٥- من الأمثال المصرية التي استشهد بها: "بركة اللي جت منّك يا جامع". ٤٩.
١٦- الأطفال يحبون الأقرب إليهم عاطفة وعقلا - بدليل أنهم إذا بلغوا مرحلة التمييز؛ تحولت محبتهم إلى عدم المبالاة -. ٥١.
١٧- الوحدة خير من جليس السوء، وإذا لم يكن لك مرافق ثالث، فلا خير في "الشيطان الثاني"، كما قال حسن الصايغ - رحمه الله -. ٥١.
١٨- وعندما أعلن أحد الرسامين المغمورين أنه هو الذي رسم لوحة وقعتها "أوكيف"، سقطت قيمتها، فالقيمة للاسم، لا للفن. ٥٤.
١٩- وأجمل مناطق أوروبا حسب تقديري: "كومو" شمال إيطاليا، و "لوكانو" جنوب سويسرا. ٥٧، بتصرف. 
٢٠- ونحن أحوج للاعتقاد والاتباع من المباني. ٥٧.
٢١- وقد تعلمت قولا وعملا أن لذة الراحة إنما تكتمل بعد التعب، كما أن لذة الطعام والأمن لا تكتمل إلا بعد الجوع والخوف. ٥٩.
٢٢- والأتراك من خير من جربت في العالم إصلاحا لفساد السيارات...فالسوريون أقرب الناس إلى جيرانهم الأتراك في الإصلاح والمحافظة على السيارات، ولكنهم جميعا متماثلون في حب الدين عاطفة، وحب الابتداع والبعد عن الاتباع، فالأكثرون أشاعرة في الاعتقاد، متعصبون في التقليد. ٦١، بتصرف. 
٢٣- أبطال الرياضة لا يستعملون رؤوسهم إلا للمناطحة، ومع ذلك يحصلون من المال والجاه أكثر ممن يستعمل عقله في الدين أو الدنيا أضعافا مضاعفة. ٦٦.
٢٤- و "شيكاكو" من أسوأ المدن الأمريكية مناخا وأمنا، وأكثرها تلوثا وإجراما، ومن أولها اشتهارا بعصابات كبار البيض، ثم بعصابات صغار السود. ٧٠.
٢٥- قال عن اليابان وألمانيا في توصيف دقيق وسبر عميق:
"واحتلت كل منهما بعد تدميرها، ولعل الخير في ذلك لهما ولغيرهما، فقد انصرفتا عن الحرب والاحتلال إلى الإنتاج الصناعي التجاري، فحققتا بالسلم ما لم تحققاه بالحرب. ٧٢.
٢٦- وللرجال في اليابان على النساء درجة، بل درجات، له العمل في الخارج، وعليها العمل في المنزل، وتهيئته لسكن الزوج والأولاد. يعود الزوج بعد انتهاء عمله - وربما تسليته الخارجية - فيدخل منزله، وتستقبله زوجه، تخلع عنه حذاء الخروج، وتلبسه حذاء المنزل. ٧٣.
٢٧- والترف آفة الفرد والأمة وسبب للخسران. ٧٥.
٢٨- والتايلندي - فيما ظهر لي - سمح سهل القياد، أليف أكثر من غيره...يسهل عليك الارتباط به، والانفكاك منه. ٧٦، بتصرف. 
٢٩- الحضارة الهندية من أبرز الحضارات وأكثرها تأثيرا على الحضارة اليونانية، بل على اليهود والنصارى والمنتمين إلى الإسلام فيما أدخل على التدين من بدع التصوف فيما يسمى "السلوك"، بل في الاعتقاد - وأعظم ذلك: وحدة الوجود، والاتحاد بين الخالق والمخلوق، وأدناه: هز الجسم أو الرأس عند الذكر، وإحصاء الذكر بمسبحة الخرز -. ٧٧، بتصرف. 
٣٠- قال تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن):
والأولى بالمسلم - بل بأي ذي عقل - أن يفرض خلق الإسلام على نفسه وغيره بالإحسان، ولا يكون إمعة، إن أحسن الناس أحسن، وإن أساؤوا، أساء، فإن فعل فإنه إنما يتخلق بما يكرهه من سوء أخلاقهم. ٨١.
٣١- الحرم الإبراهيمي الشريف...ليس بحرم ولا إبراهيمي، ولا شريف. ٨٣.
٣٢- فالشرك أشنع من كل معصية. ٨٣.
٣٣- قال عن الأحزاب الفلسطينية:
"ولم أعرف من قادة الكفاح والجهاد - بزعمهم - عالما شرعيا ولا داعيا إلى الله على بصيرة من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، بفهم فقهاء القرون المفضلة في الدين، ولم أعرف منهم واحدا منذ حسن البنا وسيد قطب - تجاوز الله عنهم - إلى هذا اليوم من جعل أكبر همه - بل شيئا يذكر من همه ومنهاج عمله - ما دعا إليه جميع الرسل - قبل كل أمر أو نهي - من تصحيح الاعتقاد والعبادة". ٨٤.
٣٤- نافست إيران الهند في افتراء ونشر إفك التصوف، فمنشؤه الهند، وحملته من إيران: الحلاج والبسطامي، والغزالي. ٨٥.
٣٥- ويظن كثير من العرب أن لفظ الأجنبي لا يجوز أن يوصف به إلا الأعجمي الكافر، ومصدر هذا الظن: الجهل بالشرع واللغة والفقه، فابن العم أجنبي - شرعا ولغة - عن ابنة عمه حتى يتزوجها. ٩٠.
٣٦- فالثقافة الفرنسية عميقة الجذور في تونس أكثر من غيرها في المغرب العربي. ٩١.
٣٧- ومن أمريكا انتقل ما يسمى "الصحوة الإسلامية" إلى جميع أنحاء العالم، وظهر تأثيرها في التدين العاطفي: الركض وراء كل شيء يوصف بالإسلامي، من شريط وكتاب وموعظة وفضائية ومهرجان وجماعة وحزب، بل ومستشفى، حتى صارت كلمة "إسلامي" علامة تجارية، وزاد عدد المصلين وعدد المساجد وعدد الجمعيات دون شرط النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما أنا عليه وأصحابي"، فلم يكن بين محركي الصحوة عالم شرعي يذكرهم بذلك، ولم ينقص عدد الأوثان والبدع والزوايا الصوفية؛ بل لم تدع الصحوة إلى تركها. ٩٩.
٣٨- نقل عن طائفة "الهيبيز" المثل: "بقدر قلة مالك ومتاعك، يقل خوفك على فقده". ١٠٠.
٣٩- وكثرة الأتباع وتحقق النتائج الطيبة لا يعني صحة منهاج الدعوة، والقلة والإخفاق لا يعني فساد منهاج الدعوة، فأكثر الرسل لم يتبعهم إلا القليل أو لم يتبعهم أحد، وقد يؤيد الله الدين بالرجل الفاجر. ١٠١.
٤٠- "لوس أنجلس" تعني: الملائكة. ١٠٢.
٤١- وما ينقص من طبيعة الأرض، يكمله العمل بالوسائل الحديثة. ١٠٩.
٤٢- الطفل لا يتعلم من نصائح أهله كما يتعلم من أخطائه. ١١٣.
٤٣- الإيطاليين أقرب إلى العرب جغرافيا وثقافة وفوضى وصياحا. ١٢١.
٤٤- والغجر من أكثر الناس مرحا، وأقلهم هما - قل متاعهم، فقل همهم عليه في وجوده أو فقده -. ١٢٣.
٤٥- أكثر العرب لا يعرفون من الكرم إلا ما يطبخ في القدر، ويوضع على المائدة للأكل، أو للزينة والتكاثر، وهو الأهم. ١٢٦.
٤٦- ولم ير النبي - صلى الله عليه وسلم - التقبيل لأمته، ولم يفعله إلا نادرا. ١٢٨.
٤٧- وقد تعلمت من والدي سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الاهتمام بخادمه، وكان والدي - رحمه الله - يرفض الأكل إلا بمشاركة الخادم والعامل. ١٣٢.
٤٨- فالرجل الياباني يسبق المرأة إلى كل حق، وللمرأة بعده ما يبقى. ١٣٧.
٤٩- فالعرب لا يتجاوز نصيبهم من الحضارة التقليد، ولكنهم لا يحسنون التقليد، وهم لا ينتجون، ولا يحسنون استهلاك إنتاج غيرهم، هداهم الله لأقرب من هذا رشدا. ١٤٧.
٥٠- ولم يتضمن الوحي ولا الفقه في الدين هندسة معمارية، ولا فنا ولا فلسفة ولا فكرا مجردا ولا نشيدا. ١٤٩.
٥١- وأنا لا أحترم المألوف حتى أختبره، فيثبت لي أنه الأصلح. ١٥٤.
٥٢- وأنا لا أحترم الروتين إلا فيما يخدم المصلحة. ١٥٤.
٥٣- من عادتي البطء في التفكير، والبطء في التنفيذ. ١٧٨.
٥٤- وقبل قرن كان النساء في الغرب يحجبن ما عدى الوجه والكفين، ولا تزال الراهبات يلتزمن بذلك، بل لا تزال نساء "الأيمش" و "المورمن" في مستعمراتهم الخاصة يلتزمن به في أمريكا. ١٧٩.
٥٥- في عام ١٣٩٩ يقول: تركت العشاء منذ عشرين سنة. ١٨١.
٥٦- والحق أنه بالرغم مما صاحبه من استغلال كان استعمارا لكل منطقة حل بها في القرن الماضي، فلم تعرف بلاد العرب والعجم المستعمرة بالأوروبيين المدارس ولا الطرق ولا الكهرباء ولا الماء في الأنابيب ولا الغاز ولا البترول استخراجا أو استعمالا إلا بفضل الله ثم بفضل المستعمرين الأوروبيين. ١٨٦.
٥٧- العرب مثل اليهود عند النازيين، عنصر منحط بالدرجة السفلى. ١٨٨.
٥٨- وإنما المعيار: العمل وفق شرع الله. ١٩٠.
٥٩- أكثر أسباب الشقاء الدنيوي سياسية وإعلامية وأحيانا خيالة، أكثر منها واقعية أو عقلية أو شرعية. ١٩٠.
٦٠- والحق أن كثرة المال وكثرة الأدوات وكثرة الأنظمة، تعوق الدعوة إلى الله أكثر مما تفيدها، وتفتح منافذ للشيطان ليبذر بذور الخلاف بين الدعاة. ٢٠٧.
٦١- الفتنة الداخلية أسوأ من الغزو الخارجي، فلم يفعل محتل أعجمي في بلد عربي ما فعلته الحرب الأهلية في لبنان والصومال، والاحتلال العراقي في الكويت، وأخيرا الاقتتال في فلسطين بين الفلسطينيين. ٢١٦.

نقلها/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
الدوداء- الاثنين- ١٤٤٧/٢/٣.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الاثنين، 28 يوليو 2025

(مع الشاعر/ بندر بن نفاع الصاعدي)

(مع الشاعر/ بندر بن نفاع الصاعدي)

شاعرنا وملهمنا الأستاذ/ بندر بن نفاع الصاعدي - حفظه الرب العلي -، لا أنسى فضله علي في بداياتي الشعرية، فهو الذي دندن في أذني الأوزان، ففهمت كيف يكتب الشعر إيقاعه، فسلكت الطريق بفضل من الله، ثم بفضل ملهمي بندر، وفقه الله. 
تجولت في مدونته "صاعديات شعرية"، وأنقل هنا بعض ما لفت انتباهي، وحرك ساكني، وهيج مشاعري:
١- في الوجدانيات:
رضيت بقلة الأشياء حتى * وجدت رضاي في الدنيا متاعي
أسير مبرحا ما في طريقي * وزادي ما يبلغني انتفاعي 
فرحلي الصبر والتقوى دليلي * وثوبي الزهد والحسنى شعاعي.
٢- وفي الإسلاميات:
إِلَـمْ تَـكُنْ فِـي الـقِمَّةِ الـعُلْيَا فَـلا
تَـنْـزِلْ وَإِنْ تَـلْـقَى الـمَـنَايَا الـقَاعَا
إِنَّ الـرِّجَالَ تَـعِيشُ مَـا شَـبِعَ الإِبَـا
وَتَـمُـوتُ لا تَـرْضَى الـهَوانَ جِـياعَا
فَـالـمَوْتُ إِنْ شَـبِـعَ الـذَّلِـيلُ لِـرَدِّهِ
يُـفْنِي كَـمَا أَفْـنَى الـجِياعَ شِبَاعَا
وَالـمَرْءُ فِـي خَيْرٍ مَتَى لَزِمَ التُّقَى
وَنَوى السَّلامَةَ مَا اشْتَرَى أَوْ بَاعَا
وفي الإسلاميات كذلك في قصيدة "مقبض الدركسون" يقول:
يَـتَـلَاقَـوْنَ فِــي مَـجَـالِسِ وَصْــلٍ
عَــامِـرَاتٍ دَوْمًـــا بِـخَـيْـرِ الـرِّجَـالِ
فَـائِـحَـاتٍ مِـسْـكًا حَـدِيـثًا وَطِـيـبًا
وَدِلَالًا بِـــبُـــنِّـــهَــا وَالـــــهَـــــالِ
شُـمَّـهَـا نَـكْـهَـةً لِــذَوْقِـكَ زُفَّـــتْ
بَــعْـدَ صَـــبٍّ بِـقَـرْعَـةِ الـفِـنْـجَالِ
مِــنْ يَـمِـينٍ إِلَـى يَـمِينٍ تُـعَاطَى
لَـيْسَ تُـعْطَى لِـشَارِبٍ بِـالشِّمِالِ
مُـــرَّةً تُـسْـتَسَاغُ لَا غَـيْـرَ كَيْمَا
تَـعْـدِلَ الـرَّأْسَ فِـي أَتَـمِّ اعْـتِدَالِ
أُرْدِفَـتْ حَـيْنَ تَـمَّمَ الـشَّرْبُ شَايًا
لَـيْسَ مُـرًّا _عَـدْلًا_ وَلَـيْسَ بِـحَالِ
٣- وفي الرثاء: في رثاء جده لأمه/ منيع الله - رحمه الله - يقول:
رَحَـلَ الـمَنِيعُ رَحِـيلَ شَـمْسٍ إِنَّمَا
بَــاقٍ سَـنَـاهُ لَـنَـا وَغَــابَ سَـنَاهَا
رَحَــلَ الـمَـنِيعُ وَلَـيْسَ ثَـمَّةَ مَـانِعٌ
لِـلنَّفْسِ بَـعْدَ الـعَيْشِ عَـنْ مَثْوَاهَا
رَحَـــلَ الـمَـنِـيعُ مُـخَـلِّفًا بِـرَحِـيلِهِ
حُــزْنًـا يَــضِـجُّ بِــهِ الـفَـضَاءُ وَآهَــا
وَأَسَىً يُحَشْرِجُ فِي الجَوَانِحِ كُلَّمَا
أَبَـــتِ الـعُـيُـونُ ظُــهُـورَهُ أَبْـكَـاهَـا
أَمْضَى حَيَاةَ العَزِّ فِي كَنَفِ التُّقَى
وَسَـمَـا بِـهَـا قَــدْرًا يَـنُـوءُ وَجَـاهَـا
وَزَكَــا بِـمَـعْرُوفِ الـسَّـجَايَا سِـيرْةً
كَـالمِسْكِ بْينَ النَّاسِ فَاحَ شَذَاهَا
وَبَــنَـا بُــيُـوتَ الــعـزِّ حَـتَّـى أَنَّـهَـا
لَـتَـضِيقُ فِـي سَـعَةٍ بِـمَنْ عَـزَّاهَا
٤- وفي أحداث سوريا:
إِيـهِ يَـا بْنَ الشَّامِ حَلِّقْ
فِي سَمَاءِ المَجْدِ نَسْرَا
وَأَرِ الــعَـالَـمْ مَــــا لَـــمْ
يَـــرَهُ مُــذْ كَــانَ صَـبْـرَا
ارْمِ بِـاسْـمِ اللهِ سَـهْمًا
يُـلْـحِقُ الأَعْـدَاءَ خُـسْرَا
وَشِـهَـابًـا مِـــنْ لَــظَّـاهُ
يُـلْـقِـمُ الـفُـجَّـارَ جَـمْـرَا
بَــذْلُـكَ الـنَّـفْسَ بِـحَـقٍّ
جَـــلَّ عِــنْـدَ اللهَ قَـــدْرَا
وأيضا في أحداث سوريا:
مَـــا هــنَـاءُ كَــافِـرِ الــهُـدَى
مَـا اهْـتَنى بِـعَيْشِهِ الـرَّغِيدْ
وَالـسَّـعِيدُ دُونَ الـخَلْقِ مَـنْ
ذَلَّ لِـلْـمُـهِـيـمِـنِ الــــــوَدُودْ
لا سَــبِـيـلَ لـلِـعِـدَى إِلَـــى
أَنْ يَـسُـوؤُا قَـلْـبَهَ الـسَّـعِيدْ
أَغْــلِــقِ الـتِـلْـفَـازَ حَـسْـبُـنَا
لِـلْـعَـظِـيمِ الـــرَّبِّ أَنْ نَــعُـودْ
كُلُّ مَا فِي الكَوْنِ مِنْ أَسًى
يَـنْجَلِي فِي لَحْظَةِ السُّجُودْ
٥- وفي الغزل من قوله:
يَـــا مَـــنْ أَخَـالُـهَا سَـنَـا بَــارِقٍ
أَخَـشَـاهُ فِــي غَـيَاهِبِي لَامِـحَهْ
وَمَــنْ بَــدَتْ فِــي زَهْـوِهَـا وَرْدَةً
وَيـــلَاهُ إِنْ كَـانَـتْ فَـقَـطْ رَائِـحَـهْ
فَـإِنَّـنِي وَهَـمْـتُ عِـشْقاً مَـضَى
حَـتَّـى غَــدَوْتُ أُكْــذِبُ الـنَّـائِحَهْ
فَـلِـلْـفَـتَاةِ أَلْــــفُ وَجْـــهٍ وَلِـــي
وَجْـــهٌ عَـلَـيْهِ مَـسْـحَةٌ صَـالِـحَهْ
إِذَا أَرَدْتِ مُــهْـجَـتِـي لِــلـضَّـنَـى
فَـإِنَّـهَـا مِـــنْ قَـبْـلِـكُمْ طَـائِـحَـهْ
وَإِنْ رَغِــبْـتِ بِـــي فَـمُـدِّي يَــداً
فِـــي بَـهْـجَـةٍ لِـنَـقْـرَأَ الـفَـاتِـحَهْ
وفي الغزل أيضا:
وَمَــــــــا أَخْـــلَاقُــنَــا إِلَّا خَـــبَــايَــا
يُـجَـلِّـيهَا الــعِـرَاكُ مِـــنَ الـمَـخَابِي
فَـتَـنْقِيبُ الـتَّـجَارِبِ فِــي الـسَّـجَايَا
يَـمِـيْـزُ الـتِـبْـرَ مِـــنْ قَـــذَرِ الــتُّـرَابِ
تَــضِـيـقُ الأَرْضُ بِـالـشَـنَـآنِ فِــيـنَـا
وَيَــرْحُــبُ بِـالـمَـحَبَّةِ ضِــيْـقُ بَـــابِ
وَيُــزْهِــرُ بِـالـتَّـصَـافِي كُــــلُّ قَــفْـرٍ
وبِــالــعُـدْوَانِ تَــنْـصَـهِـرُ الـــرَّوَابِــي
في موقعه "صاعديات شعرية" تجد ما ذكر وأكثر، وهو مصنف إلى: إسلاميات، سياسية، اجتماعية، المراثي، غزليات، وجدانيات، إخوانيات.
دمت متألقا شاعرنا الغالي وملهمنا بندر. 

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
الدوداء- حارة المكيسر- الجمعة- ١٤٤٧/١/٣٠.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

من أكثر الأبيات التي أعجبتني- (رضيت بقلة الأشياء)

من أكثر الأبيات التي أعجبتني- (رضيت بقلة الأشياء)

من أكثر الأبيات التي أعجبتني للشاعر الذي يعجبني شعره للحقيقة، وشعره في النجوى والإيمانيات قريب من شعر الشيخ د. سعود الشريم - حفظه الله ورعاه -، خاصة في قصيدته "رضيت بقلة الأشياء"، إنه الشاعر الأستاذ/ بندر بن نفاع الصاعدي. 
مما جاء في قصيدته "رضيت بقلة الأشياء":
رَضِــيـتُ بِـقِـلَّـةِ الأَشْــيَـاءِ حَــتَّـى
وَجَـدْتُ رِضَـايَ فِـي الـدُّنْيَا مَتَاعِي
أَسِـيـرُ مُـبَـرِّحًا مَــا فِــي طَـرِيـقِي
وَزَادِي مَــــا يُـبَـلِّـغُـنِي انْـتِـفَـاعِي
فَـرَحْـلِي الـصَّـبْرُ وَالـتَّـقْوَى دَلِـيلِي
وَثَـوْبِي الزُّهْدُ وَالحُسْنَى شُعَاعِي
إلى أن يقول؛
وَأَسْـكُـبُ لِـلْإِسَـاءَةِ مَــاءَ حِـلْـمِي
سُـكُوبَ الـغَيْمِ فِـي جَـدْبِ الـبِقَاعِ
وَلَــيْـسَ عَــلَـيَّ أَنْ تَـحْـيَـى ثِـمَـارٌ
فـــــــإِنَّ الأَرْضَ ذَاتُ ذَرًا وَقَـــــــاعِ
وَأُطْــــرَى طَـيِّـبًـا مَـــا ذَاكَ مِــنِّـي
وَلَـكِـنْ مِــنْ شَــذَا الأَدَبِ الـمُـذَاعِ
وَلَـــولا فَــضْـلُ رَبِّـــيَ إِذْ هَــدَانِـي
لَـسُـؤتُ وَسَــاءَ عَـيْشِي غَـيْرَ وَاعِ
سَــأدْرَأُ مَــا حَـيِـيتُ الـسُوءَ عَـنِّي
وَعَــنْ أَهــلِ الإِخَــاءِ بِـمُسْتَطَاعِي
لَــعَـلِّـي قَــبْـلَ تُـوْدِيـعِـي خَـلَـوْقًـا
وَأَهْـــلَ دُعَــاءِ خَـيْـرٍ فِــي الــوَدَاعِ

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
الدوداء- حارة المكيسر- الجمعة- ١٤٤٧/١/٣٠.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

(مع ملهمي في الشعر/ فيصل بن بشير الصاعدي)

(مع ملهمي في الشعر/ فيصل بن بشير الصاعدي)

لا أزال أحتفظ بود خالص لأستاذي الفاضل، معلمي في اللغة العربية في "ثانوية أبي سلمة المخزومي رضي الله عنه" ب "وادي ريم"، وهو أكثر من أفادني في وزن القوافي، وأستفيد منه في النحو كثيرا، إنه الأستاذ القدير أبو تركي، فيصل بن بشير الصاعدي - وفقه الرب العلي -.
للحقيقة أقول:
شاعرنا وملهمنا له قصائد كثيرة - ولا يحب التصدر والظهور -، سواء في الفصيح أو العامي، وأنا يعجبني أكثر شعره الفصيح.
سأنقل هنا بعض ما أعجبني:
له قصيدة بعنوان: "أغاريد الوادي" مما قال فيها:
والدهر بالمرء ينحو * نحو الردى والتدني 
لو طال حزني وجرحي * يا نفس لا لا تئني
قصيدة أخرى بعنوان "غناء وبكاء"، مما جاء فيها:
هذي هي الدنيا وطول شقائها * فشقاؤها للعاشقين لزامُ
فلقد صبرت على الشقاوة مدة * واليومُ في سَنن الهوى أعوام!
ومن العامي:
في قصيدة بعنوان "سوريا حرة أبية"، مما جاء فيها:
ذي دمشق الشام بالخير اورقت * شجرةٍ مال الثمر بغصونها 
وسوريا بالحب شمسٍ أشرقت * وشعبها المخلص فدا لعيونها 
وقال في بيت يتيم:
إلى كل خارج على الوطن، القبيلة، العائلة:
الشجرة اللي طاح يابس ورقها * ودك يطيح وترتوي خضر الاوراق 
وأخيرا:
أدعو شاعري وملهمي وأستاذي العزيز إلى إخراج ديوان شعري، فصيح، وعامي، فهو متمكن للحقيقة من هذا الفن، والذي أعجبني أكثر شعره الفصيح.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
الدوداء- حارة المكيسر- الجمعة- ١٤٤٧/١/٣٠.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الجمعة، 25 يوليو 2025

(أبشر بنصرك يا مسلم)

البحر: المتقارب.

(أبشر بنصرك يا مسلم)

أبشر بنصرك يا مسلمُ * ف "جيش محمدَ" لا يهزم
كسرنا البغاة بعزم وحزم * وذقنا المرير ولا نسلم
أباة أسود كرام حماة * نلبي النداء ولا نحجم 
سحقنا الرؤوس كسرنا الصليب * طردنا اليهود ولا نظلم
حكمنا البلاد بعدل قويم * وشرع الإله لنا محكم
وظلم "يهود" يزول قريبا * ورب العباد هو الأحكم
يزيل طغاة ويفني رجالا * وعدل إلهي هو الأسلم
فبشراك بشراك يا غزة * فنصر إلهي هو الأكرم

شعر/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
حارة المكيسر- الدوداء- الخميس- ١٤٤٧/١/٢٩.
بمناسبة:
ما رأيت في غزة العزة من تجبر يهود، وفرض حصار غاشم على المسالمين، بل قتل كثير منهم عند مطاردة قوافل المساعدات!
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

حدثني جدي- (٣)

حدثني جدي- (٣)

ومما حدثني به جدي - حفظه الرب العلي - أن الحجاج كان بعضهم يأتي على حمير - أكرمكم الله - من طريق وادي ريم، وكان فيها أجراس، حتى تنفر الوحوش عنها، سألته: هل وعيت عليها؟ قال: لا، بل حدثت عنها.
ومما حدثني به قال:
كان حول المسجد النبوي الشريف أسواق، عد منها ما يلي: 
* سوق السدارات. 
* السوق المعترض.
* سوق العياشة. 
* سوق البرسيم.
* سوق التمارة.
* شارع الشروق.
* سوق الذهب.
سوق الذهب: قريب من المسجد، شارعه ضيق، الرجلان يتزاحمان عليه، والمحلات مبنية من حجر، وبعدها كان البنيان من الطين، والطريق مرصوف بالحجر، وكان شارعا طينيا.
والقطع - أي القصاص - عند باب المصري -، عند شارع السدارات، وقد رأى فيه إحدى حالات القصاص.
وسألته في أي عام رأيت ذلك؟ عام ١٣٧٠؟ قال: لا، بل عام ١٣٦٠، كان عمر جدي حينها أربع سنوات تقريبا كما صرح بذلك.
ومما سمعته من جدي قوله: "الله يرزق من حيث لا يحتسب"، ويقول: "قرش من حلال خير من مليون من حرام"، ويقول: "صلة الأرحام ما فيه زيها"، وذكرت له حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقلت له: قاطع الرحم والعاق في الدنيا لا يوفق، فقطع الرحم والعقوق عقوبتهما معجلة في الدنيا.
ومما سمعته من جدي: في آخر حياته كان يوصي عماله: لا تقطعوا أي شجر أخضر، ففيه قطع النسل، وقلت له أنا: قطع الشجر الأخضر إفساد في الأرض.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
حارة المكيسر- الدوداء- الخميس- ١٤٤٧/١/٢٩.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

فوائد حديثية- (العوارض النفسية كالحر والبرد)

فوائد حديثية- (العوارض النفسية كالحر والبرد)

الآن وعندما أردت الإخلاد للنوم - بعد يوم مضن وشاق - خطرت علي خاطرة، فأردت صيدها - فصيد العلم اقتناصه وتقييده كتابة -، وهي: تذكرت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عرض عليه ضب - كما في صحيح البخاري رحمه الله -، فرفع يده عنه، فقال خالد - رضي الله عنه -: أحرام هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنه لا يكون بأرض قومي، فأجدني أعافه...
قال أبو عبدالملك:
وفي هذا دليل مطمئن لكل من ضاقت به نفسه: لا تيأس، لا تتضجر، لا تحمل نفسك فوق طاقتها، لا تهلك روحك، ولا تزهق نفسك، ولا ترهق تفكيرك بما يطرأ عليك من عوارض نفسية - ذكريات أليمة، صدمات الطفولة، حوادث انفصال أو فراق أو نكران جميل -، تريث، اطمئن، أد ما عليك لوجه الله، لا تنتظر مقابلا إلا من الله، فالعوض كله من الله، لا من البشر، ولا من دون الله أبدا، فإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك أكل الضب لأن نفسه تعافه، ففي هذا دليل على ما هو أولى من ذلك: وهو أن المسلم لا يكره نفسه على شيء لم يطلبه الله منه شرعا، ولا أراده، لا أعني أن تنزع الرحمة من قلبك، أو أن تكون جافا غليظا، سبابا شتاما، كلا، ليس الأمر كذلك، وإنما أنبهك إلى ما في الحديث من التنبيه على أحقية الإنسان بأن يسعى مع نفسه ومع الآخرين في الإسعاد والإنجاد حسب الوسع والطاقة، ولا يحجر واسعا، ولا يضيق على نفسه، ولا يحملها فوق ما لا تحتمل، وليأخذ نفسه بالرفق واللين، شيئا فشيئا، المهم لا يحوم حول الحرام ولا موجباته أو مسبباته، ولكن ليعلم أن لنفسه عليه حقا، فلا يتعبد الله بالحزن، فليس الحزن - يا أخي - من مدارج السالكين، ولا من مقامات العارفين، ولا أحوال الصادقين، فاطمئنانا يا عبد الله، هون على نفسك، فالرضا من الرحمن، والسخط من الشيطان، والعوارض النفسية كالحر والبرد، لا بد منها، ولكن الحل هو في التعايش معها، تحايل معها، واجه، لا تصادم، وأيضا لا تطأطئ رأسك لها، فتقتل نفسك ألما وحسرة، وتظل - كثور الرحى - يدور في تصور خاطئ، وخطة فاشلة، إن اصطدمت بصخرة، فلا تظل طول عمرك واقفا أمامها تكرر نفس المحاولات، والنتيجة نفس الأخطاء، والحل هو في حرف البوصلة يمينا أو شمالا.
الغريب القضية في مثل هذا سهلة للغاية، التنظير سهل للغاية، المتحدثون كثر، الذين يحسنون الكلام كثير، لكن أين من يقود المسيرة، ويصحح السيرة، ويجدد الدماء، وينشط الدماغ، ويعمل التفكير، لأن المرء ما دام يكرر ذات الأخطاء، فلا ينتظر إلا ذات النتائج، فغير طريقة تفكيرك ونظرتك للأشياء، تتغير تلقائيا أفعالك، وعلى ذلك تلقائيا تتغير النتائج، ولكن أين من يفهم؟ وهل رأيت - يا رعاك الله - من يفهم؟!
كثير ممن رأيت يكرر ذات الأخطاء من عشرين سنة وتزيد ويريد - مع ذلك - نتائج مختلفة، وهذا ما لا يكون إلا مع ثور، سوى أنه في حاجة إلى قرنين وذنب طويل وشحم كثير، ثور، ثور، لكن في مسلاخ إنسان، وما أكثر المسخ في البشر: قرود، خنازير، حمير، ثعالب، أسود، إلى آخر القائمة "وكل يميل إلى جنسه"، ومنهم كالنعامة، ومنهم كالبغل، ومن الرجال من هو في وصفه ورسمه كالأسد قوة ومواجهة وشراسة، لكن أين من يعتبر، أين من يتدبر، أين من يقرأ ويتفكر؟!
وأخيرا أقول:
العوارض النفسية كالحر والبرد، قدر كوني، فوطن نفسك على تقبلها، لكن لا تفعل ما تمليه عليك، وتخلص منها بالأهون فالأهون، لا تغل ولا تفرط، كن وسطا في تقبل انفعالاتك النفسية، أعط مبدأ الأخلاق والدين ما يستحقه أو بالأحرى ما تقدر عليه، ولا تكلف نفسك فوق طاقتك، وأبشر وأمل من ربك خيرا، والسلام.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
الدوداء- الأربعاء- ١٤٤٧/١/٢٨.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

قيد الخاطر- (الحقيقة لا تموت)

قيد الخاطر- (الحقيقة لا تموت)

الأشخاص يموتون، الحقيقة لا تموت.
أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه مات جسده، لكن حيي ذكره وبقي وصفه، فلا يزال وصفه بالصديقية قائما إلى قيام الساعة. 
على الضفة الأخرى مسيلمة، اشترك مع أبي بكر رضي الله عنه بموت جسده، لكن بقيت حقيقته، ولم يزل قائما وصفه إلى قيام الساعة، وهو "الكذاب"، فلا يذكر اسمه إلا ويضاف إليه صفة الكذب.
كلاهما مات جسده، لكن بقيت حقيقة كل منهما، ذاك صديق، وهذا كذاب.
فما أجملها من حياة حين يسعى فيها الفرد إلى تجميل حياته بتطلب الحقائق - لا الأشخاص - في المقام الأول، فيطلب الحقيقة، ويتقبلها من أي جهة صدرت.
 وإذا تأمل في سيرة صديق الأمة الأكبر - أبو بكر رضي الله عنه -؛ علم أن الكلمة التي تختصر وصف حياته، وتكشف سيرته ومسيرته، ولم تبوأ هذه المنزلة العلية، والرتبة السنية، هي كلمة واحدة لا مزيد عليها، نعم إنه الصدق، الصدق الذي جعله خليفة رسول الله محمد - صلى الله وسلم على نبينا محمد -، بل جعله خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين، فيسعى على كل حال أن ينال وصف "الصديقية"؛ ليكتب عند الله صديقا، فإن الرجل في سيره إلى الله لا يرتفع إلا بالصدق، ولا يرتفع في العلم إلا بالصدق، وما بلغ من بلغ - في قديم الدهر وحديثه من الزهاد والعباد وفطاحلة العلماء وجهابذة الحفظة - إلا بالصدق، وانظر سيرهم في كتاب الذهبي - رحمه الله - مثلا: "سير أعلام النبلاء"؛ تجد صدق ما حققته لك، وهو لي قبل أن يكون لك، وما كتبت ذلك تزيدا أو تكثرا، ما كتبته إلا لخاطر عن، وهاجس غشيني فكتبت "الأشخاص يموتون، الحقائق لا تموت"، ثم توالت الخواطر، فأطلقت للفكر عنانه، وللذهن سيلانه، فجاد بما جاد، والله الموفق للعباد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
الدوداء- الثلاثاء- ١٤٤٧/١/٢٧.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

قيد الخاطر- (معرفة عظمة الآمر والناهي)

 

قيد الخاطر- (معرفة عظمة الآمر والناهي)

كتب الشيخ د. مرضي بن مشوح العنزي - وفقه الرب العلي - ما يلي:
مما يعين على الإبداع في واجب من الواجبات التي عليك أن تحبه. إلى آخر ما قال - وفقه الله -.
قلت تعقيبا على ما تفضل به:
هنا معنى دقيق:
نعم المجاهدة في حب أمر من الأمور - الدينية أو الدنيوية -، مما يعين على مكابدة العيش معه، لكن أعلى من ذلك اعتقادك بيقين عظمة الآمر، وجزمك بيقين ما رتب الله عليه من الجزاء الديني والدنيوي. وأعمال القلوب عليها المعول والاعتماد، وللأسف نحن أهل السنة والجماعة كثير من علمائنا ودعاتنا مقصرون في الإرشاد إليها، والتنبيه عليها، ومن ذلك: عقد مجالس لقراءة الكتب التي تتحدث عن تلك الأعمال القلبية، ومنها: كتب ابن قيم الجوزية - عليه رحمات رب البرية -، ومنها: الداء والدواء، الوابل الصيب، مدارج السالكين، طريق الهجرتين، مفتاح دار السعادة.
وقبل ذلك الآيات والأحاديث التي تدور في فلك تلك القضية المهمة.
والخلاصة:
 أعظم وقود لامتثال الأوامر والنواهي: معرفة عظمة الآمر والناهي - جل جلاله -، فهي الترياق الأعظم، والإكسير الأفخم.
 فدونك فاغنم، وما غنم من غرم، وما في المعاملة مع الله من غرم - لو عقل العاقل، وتفكر المتبصر -، لأنها تجارة رابحة لا كساد فيها بوجه من الوجوه، فقط اغسل قلبك، ووحد ربك، واصدق المعاملة، تصل إلى الحقيقة الحقة، وما ودنها إلا السراب والضياع في أودية من الضلال المردي، والهوى المهلك "وما ربك بظلام للعبيد".
والله الموفق.

وكتب/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
مكة المكرمة- الاثنين- ١٤٤٧/١/٢٦.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الجمعة، 18 يوليو 2025

(ماذا أقول بحضرة الجلاس)

(ماذا أقول بحضرة الجلاس)

ماذا أقول بحضرة الجلاس * من (آل عامر) شامخي الراس؟
ماذا أقول؟ مشاعري فياضة * تهدى إليك أيا كريم الساس
أعنى (محمد) من زكت أخلاقه * وعلا الشوامخ والقوي الباس
ابن لشيخ تفتديه عصابة * من (آل عامر) طيب النبراس
أعني (سليمان) الجليل بقدره * نعم الفتوة زكيت بأساس 
خلق كريم والتقى عنوانه * ربى الرجال فأثمرت بغراس 
وله الدعاء من القلوب نبثه * بالصدق والإيقان والإحساس
واليوم تهنأ بالتقاعد آمنا * بعد الإدارة حالما بنعاس
قدت المدارس أثبتتك أصالة * تزن الأمور على اختلاف مقاس
 ما تهت يوما بالفخار وإنما * كنت الجدير بمنصب وكراسي 
كنت الوكيل وكنت بعد مديرنا * نعم الإدارة ثبتت برواسي
كالنخلة الشماء أثبت أصلها * فزكى النمو وجاد من إفلاس
كالنحلة الميمون أصل جنابها * في همة يغدو بلا إتعاس
ويقوم المعوج في إصراره * حتى يلين وما به من باس
والعذر إن طال المديح فإنها * شيم العروبة دونما وسواس 
والحر أهل للثناء وحق لي * مدح الكريم الحر خير مواسي 
أهل المروءة والشهامة والندى * من (آل عامر) صادحا بأماسي
والختم صلى الله ما بدر بدا * بعد الغياب على اختلاف الناس
والآل طرا والصحابة كلهم * ذي الفضل والإجلال والإحساس
والتابعين سبيلهم من بعدهم * ك(أبي الروائد) حضرة الجلاس
وأقول ملء النفس دون تلكإ * اشمخ فديتك يا صليب الراس

شعر/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
بين طبرجل وحائل- السبت- ١٤٤٧/١/١٧.
بمناسبة:
تلبية دعوتي لحضور حفل تكريم أ/ محمد بن سليمان بن عامر الجماني البركاني الصاعدي العوفي الحربي، لتقاعده بعد خدمته وكيلا فمديرا لأكثر من ثلاثين عاما، وكنا في مجمع الراغية بوادي ريم جنوب غرب المدينة أربعون كلم تقريبا طلابا وهو الوكيل، ثم أصبح مديرا.

الأربعاء، 16 يوليو 2025

(كفر الدروز والنصيرية)

(كفر الدروز والنصيرية)

في هذه الأيام أشعلت الدروز في السويداء في سوريا الكريمة فتنا وشغبا، وتدخل أحبابهم من دولة الاحتلال الصهيوني وفجروا مبنى الأركان، فأحببت أن نقل كلاما لابن تيمية - رحمه الله - عن كفر الدروز والنصيرية.
قال - عليه رحمة الله -:
"هَؤُلَاءِ " الدُّرْزِيَّةُ " و " الْنُصَيْرِيَّة " كُفَّارٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ لَا يَحِلُّ أَكْلُ ذَبَائِحِهِمْ وَلَا نِكَاحُ نِسَائِهِمْ؛ بَلْ وَلَا يُقِرُّونَ بِالْجِزْيَةِ؛ فَإِنَّهُمْ مُرْتَدُّونَ عَنْ دِينِ الْإِسْلَامِ لَيْسُوا مُسْلِمِينَ؛ وَلَا يَهُودَ وَلَا نَصَارَى.
 لَا يُقِرُّونَ بِوُجُوبِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَلَا وُجُوبِ صَوْمِ رَمَضَانَ وَلَا وُجُوبِ الْحَجِّ؛ وَلَا تَحْرِيمِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ الْمَيْتَةِ وَالْخَمْرِ وَغَيْرِهِمَا. وَإِنْ أَظْهَرُوا الشَّهَادَتَيْنِ مَعَ هَذِهِ الْعَقَائِدِ فَهُمْ كُفَّارٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ".
مجموع الفتاوى، ١٦١/٣٥.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
الدوداء- الأربعاء- ١٤٤٧/١/٢١.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

(حدثني جدي)- (٢)

(حدثني جدي)- (٢)

حدثني جدي قال:
في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأعقب له في ذريته خيرا كثيرا - كان الضمان الاجتماعي للرجل خمسين ريالا شهريا، وللمرأة ثلاثين، ومن الشروط: بلوغ الستين، حدثني بذلك جدي نافع بن تركي المطرفي الصاعدي العوفي الحربي - حفظه الرب العلي -.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
الدوداء- الأربعاء- ١٤٤٧/١/٢١.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الثلاثاء، 15 يوليو 2025

(على هامش قصيدتي: ماذا أقول بحضرة الجلاس)

(على هامش قصيدتي: ماذا أقول بحضرة الجلاس)

بدأت قصيدتي في الثناء على الأستاذ القدير القائد التربوي/ محمد بن سليمان بن عامر الصاعدي بمناسبة حضور حفل تقاعده، باستفتاحية فيها تفخيم لأصل المحتفى به وهم "آل عامر"، قلت:
ماذا أقول بحضرة الجلاس * من (آل عامر) شامخي الراس؟!
وفي آخر بيت عرجت على الفرع وهو المحتفى به، فقلت:
وأقول ملء النفس دون تلكإ * اشمخ فديتك يا صليب الراس 
فشمل ثنائي الأصل والفرع.
وعلى غير مثال سابق في قصائدي قلت:
والتابعين سبيلهم من بعدهم * ك (أبي الروائد) حضرة الجلاس 
فكنيته "أبو رائد"، لكن خرجت بصيغة الجمع احتفاء بالمكرم في الأمسية.
تلقيت شكرا وثناء عاطرا على مشاركتي المحتفى به ومحبيه، وعلى قصيدتي التي لاقت استحسان الكثيرين.
المحتفى به قال لي:
أنتم من زاده بريقاً ولمعانا.
 وأرسل لي أ/ عبدالعزيز الجماني أبو الحارث:
الشيخ عبدالرحمن، ماشاء الله تبارك الرحمن عليكم.
الكل يثني على مشاركتكم. محتوى. لغة. أسلوب. حضور. كاريزما 
الله يقويكم ويحفظكم.
وأضاف:
الشيخ نايف عودة صاحب مجمع القارات ذكرها لي ويثني عليكم وعلى القصيدة.
 وقال أبو ثامر، عبدالله بن مبارك الجماني:
صح لسانك، وبيض الله وجهك، أشهد بالله أنها الفقرة الأفضل، الكل يثني عليك على مستوى الشباب، جمعت المجد من جميع أطرافه، وأثنيت على الكل، وبدأت بشيء مرتب، طرح علمي، واثق، ما شاء الله عليك، وألف شكر. صراحة ودنا الحفل كله عندك. بتصرف.
وأضاف أبو ريان، ضيف الله بن براك الجماني - وفق الله الجميع -:
حضورك إضافة قوية للحفل صراحة، سعدنا جدا جدا بحضورك، وافي أنت والوالد، ما عليكم زود، وإشادات أسمعها من الجميع حولي. بتصرف.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
المدينة- حمراء الأسد- الثلاثاء- ١٤٤٧/١/٢٠.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

السبت، 12 يوليو 2025

قيد الخاطر- (سيدي والدي)

قيد الخاطر- (سيدي والدي)

سيدي والدي مشعل بن حضيض العوفي الحربي من أقرب ما أجده صفة متحققة فيه "أسهل ما يكون، أصعب ما يكون"، رجل صلب قوي شديد، متمرس، إذا رأيته هبته، وإذا اقتربت منه أجببته، هذي صفة نبينا محمد - صلوات ربي وسلامه عليه -، وأجد أبي قد يكون قريبا من هذا الوصف، أو هي السمة البارزة فيه.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الجمعة- ١٤٤٧/١/١٦.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الجمعة، 11 يوليو 2025

تعقيب على مقالي- (إنسان كالزهرة)



تعقيب على مقالي- (إنسان كالزهرة).

عقب عدنان السقاف بقوله:
يا أبا عبدالملك،
قرأتُ مقالك كما تُقرأ المرايا، لا لمجرد التأمل، بل لاكتشاف ما خفي من ملامح الإنسان حين يكتب عن الإنسان.
نصك ليس قصة قصيرة فحسب، بل هو تأملٌ طويل في جوهر الكائن الذي نحمله ونجهله في آنٍ معًا.
استعارتك للزهرة كانت موفقة، بل بليغة، إذ اختزلت بها دورة الحياة النفسية والروحية للإنسان: نموٌّ، ذبول، ثم عودةٌ للنمو، وكأنك تكتب عن نبضٍ لا يموت، بل يتخفّى حينًا ليعود أنقى.
أعجبتني في نصك تلك الإيقاعات المتكررة:
“شيئًا، فشيئًا، فشيئًا…”
“هو إنسان، نعم…”
فهي ليست مجرد تكرارات، بل نُبضات، تُحاكي ترددات الشعور، وتُعطي للنص نغمةً خاصة، كأنك تلقيه لا تكتبه.
لكن، يا صديقي،
في بعض المواضع، شعرتُ أن العاطفة طغت على الفكرة، وأن الألم الشخصي -وهو مشروع– قد غلّف الرسالة العامة، فبدت بعض الفقرات وكأنها مناجاة أكثر منها تأملًا.
وهذا لا يُنقص من قيمة النص؛ بل يدعونا إلى إعادة التوازن بين حرارة الشعور وهدوء التأمل؛ حتى لا يضيع القارئ في زحمة الانفعال.
أحببتُ دعوتك لفهم الإنسان بكل تناقضاته، وأتفق معك أن كثيرًا من خيباتنا تبدأ من “الحكم المسبق”، ومن “النظر إلى طرف الإصبع بدلًا من القمر”.
لكنني تمنيتُ لو خُتم النص بجملة تأملية تُعيدنا إلى الزهرة الأولى، إلى رمز البداية، بدلًا من الهبوط المفاجئ إلى الدعاء –رغم جماله– الذي جاء بعد ذروة شعورية عالية.
ومع ذلك،
فما كتبته ليس مجرد مقال؛ بل هو مرآة، وصرخة، واعتراف، وتأمل، وحنين…
هو نصٌّ يُقرأ بالقلب قبل العين، ويُشكر عليه صاحبه؛ لأنه تجرأ أن يكتب عن الإنسان، لا كما يُراد له أن يكون؛ بل كما هو: متناقض، متألم، متأمل، طامح، خائب، لكنه حيّ.
دمتَ صادقًا في حرفك،
وفيضًا من شعورٍ لا يُزيفه التصنع، ولا تُطفئه خيبات الآخرين.
وأضاف:
أهلًا بك يا أبا عبدالملك،
وسعدتُ كثيرًا بتفاعلك الكريم، وسأجيبك بكل امتنان:
أولًا: عن نفسي.
أنا عدنان، مهتم بالأدب والفكر، أجد في الكلمة ملاذًا، وفي التأمل متّسعًا لفهم الإنسان والحياة. أكتب بين النثر والشعر، وأميل إلى تحويل التجربة الإنسانية إلى نصٍّ يحمل شيئًا من الصدق، وشيئًا من الحلم.
أؤمن أن الأدب ليس ترفًا، بل وسيلة لفهم الذات والآخر، وأن الكلمة حين تُكتب بصدق، فإنها تطرق أبواب القلوب دون استئذان.
ثانيًا: هل تُعدّ قصتك قصة قصيرة؟
سؤالك وجيه، والإجابة تتوقف على زاوية النظر:
• من حيث النية التعبيرية، فهي أقرب إلى تأمل سردي أو نص وجداني يتخذ من القصة غلافًا رمزيًا.
• ومن حيث البنية الفنية، فهي لا تتبع الشكل التقليدي للقصة القصيرة (حدث، حبكة، ذروة، نهاية)، بل تميل إلى النص المفتوح الذي يدمج بين السرد والتأمل والخطاب الذاتي 
لذا، يمكن القول إنها نص سردي تأملي ذو طابع قصصي، لا يُقيد نفسه بقوالب السرد الكلاسيكية، بل ينساب كما تنساب المشاعر في لحظة صدق.
وختامًا،
جمال النص لا يُقاس فقط بجنسه الأدبي، بل بصدقه، وأنت قد صدقت، فأصبت.
دمتَ بخير.
وعقب الأستاذ/ خلف بن سرحان القرشي- وفقه الرب العلي - بقوله:
صديقي العزيز...
القصة القصيرة تتحدث عن حدث واحد بلغة مكثفة في زمن محدود.
والأستاذ عدنان السقاف لما سألته أن يعرفني بنفسه قال:
إلى العزيز الفاضل: الأستاذ أبو عبدالملك عبدالرحمن،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسعد الله أوقاتكم بكل خير، وبارك في ودّكم الذي غمرني، وفي كلماتكم التي حملت من الطيب أكثر مما أستحق.
أما عني، فمحدثكم عبدٌ فقير إلى الله، أكرمني المولى ببلوغ الثالثة والثمانين من العمر، وأنا اليوم متقاعد، أقضي أيامي بين التأمل في بديع صنع الله، والسعي –ما استطعت– إلى أداء ما أمر، واجتناب ما نهى؛ مستغفرًا عن تقصيري، ومقرًّا أن الكمال لله وحده.
أما عن سيرة عملي، فإني أبعثها إلى شخصكم الكريم؛ مختصرة، وإن كانت في تفاصيلها ما يُملّ القارئ ويُتعب القلم:
1. حصلت على دبلوم في الاتصالات من معهد التدريب للملاحة الجوية، حيث تلقيت خلال ثلاث سنوات دورات مكثفة في اللغة الإنجليزية، الأرصاد الجوية، والمراقبة الجوية، تحت إشراف خبراء من منظمة الطيران المدني الدولية (ICAO).
2. بدأت مسيرتي العملية في مطار جدة الدولي عام 1385هـ (1965م)، ثم انتقلت إلى المديرية العامة للطيران المدني، حيث عملت في الشؤون الإدارية والمالية، لا سيما ما يتعلق برسوم الاتصالات المستخدمة من قبل الطائرات الأجنبية.
3. في عام 1395هـ (1976م)، التحقت بمكتب الاتصالات الخارجية، وتلقيت فيه دورات مكثفة في الحاسب الآلي ولغات البرمجة.
4. كما أتيحت لي فرصة التدرّب على تحليل المعلومات السياسية، على يد خبراء من بريطانيا والولايات المتحدة.

5. وكان آخر منصب تقلدته هو رئاسة إدارة الترجمة لمدة عشر سنوات، حيث وفّقني الله لإتقان اللغة الإنجليزية قراءةً وكتابةً وتحدثًا.
6. الترجمة، كما تعلم، ليست مجرد نقل كلمات، بل هي جسر ثقافي يتطلب فهمًا عميقًا للمعنى، وسعة أفق، واحترامًا لاختلاف السياقات. وقد دفعتني هذه المهنة إلى أن أرتشف من كل بحر قطرة، وأن أوسّع مداركي في شتى المعارف.
7. أما عن عشقي الأول، فكان للقراءة منذ نعومة أظفاري، إذ لم يكن في زماننا من وسائل الترفيه سوى الكتب. قرأت حكايات عنترة والزير وسيف بن ذي يزن، وألف ليلة وليلة، ثم انتقلت إلى مجلات مثل “دار الهلال”، و”آخر ساعة”، و”المصور”، و”روز اليوسف”، وغيرها كثير، حتى ضاقت بها الرفوف، وامتدت إلى أدراج السطح!
هذا غيض من فيض، ولو أطلقت العنان لذاكرتي، لطال الحديث حتى يملّ القارئ ويشكو الورق.
أما عن سكناي، فأنا في مدينة جدة، حي الأمير فواز الجنوبي، فيلا رقم ٤٣.
وختامًا، أستأذن من شهرزاد، فقد أدركها الصباح، وسكتُّ عن الكلام المباح!
مع خالص المودة والتقدير.
وعقب أحمد القاري بقوله:
 القصة القصيرة هي نوع أدبي سردي نثري يتميز بقصره مقارنةً بالرواية، ويهدف إلى تقديم حدث واحد، غالباً ضمن مدة زمنية ومكان محدودين، للتعبير عن موقف أو جانب من جوانب الحياة. تتميز القصة القصيرة بتكثيف الأحداث والشخصيات، والتركيز على فكرة واحدة، وتقديم تأثير واحد للقارئ. 
مكونات القصة القصيرة:
السرد:
هو جوهر القصة القصيرة، ويعتمد على ترتيب الأحداث بطريقة مشوقة ومترابطة.
الشخصيات:
عادةً ما تكون محدودة العدد، وقد تكون رئيسية أو ثانوية.
الزمان والمكان:
يحددان الإطار العام للقصة ويؤثران في الأحداث والشخصيات.
الحبكة:
هي تسلسل الأحداث التي تتطور من خلالها القصة، وتصل إلى ذروة ثم نهاية.
الصراع:
هو التوتر أو المشكلة التي تواجه الشخصيات في القصة.
خصائص القصة القصيرة:
الإيجاز:
القصة القصيرة موجزة ومختصرة، وتتجنب التفاصيل غير الضرورية.
التركيز:
تركز على فكرة رئيسية واحدة، وتسعى إلى تقديمها بطريقة واضحة ومؤثرة.
التأثير:
تهدف إلى ترك انطباع قوي لدى القارئ وإثارة مشاعره.
النهاية:
قد تكون مفاجئة أو متوقعة، ولكنها غالبًا ما تكون مؤثرة ومرتبطة بالفكرة الرئيسية.
أنواع القصة القصيرة:
القصة الاجتماعية: تتناول قضايا اجتماعية وإنسانية.
القصة الخيالية: تعتمد على الخيال والأحداث الخارقة للطبيعة.
القصة البوليسية: تدور حول جريمة ومحاولة كشفها.
القصة الأسطورية: تستوحي أحداثها من الأساطير والخرافات.
القصة التاريخية: تتناول أحداثًا وشخصيات من الماضي.
القصة الواقعية: تحاكي الأحداث والظواهر في الواقع.
أمثلة على القصة القصيرة:
الأقصوصة:
نوع من القصص القصيرة جدًا، غالبًا ما تكون قصيرة ومكثفة.
القصة القصيرة جداً:
نوع حديث يهدف إلى تقديم قصة قصيرة جدًا في بضعة أسطر أو حتى جملة واحدة.
 من أمثلة القصة قصيرة جداً (ق.ق.ج) :
سألتني : أتعشقني وأنا سمراء؟
فقلت : وهل للأرواح ألوان؟.


بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الخميس- ١٤٤٧/١/١٥.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الخميس، 10 يوليو 2025

قيد الخاطر- (بركة بعض الإخوان)



قيد الخاطر- (بركة بعض الإخوان)

روى لي أحدهم بعض قصصه الحياتية، هو أبر إخوانه بوالديه، مع كونه أصغرهم، هو الذي قرب بعض إخوانه لأبيه، هو الذي جمعهم في العيد، هو الذي يشتري في العيد الغنم ويذبحها ويطبخها على جمعة إخوانه، شاب متحرك نشيط، بار، مبارك، وهذه البركة هي سر المسألة في صاحبنا...
أعرف بعض تصرفاته الغير مرضية، لكنني - للحقيقة - نظرت للجانب المشرق لديه، فإذا سره البركة وبره بوالديه.
هنا وقفة:
رأيت كثيرا من الناس - وخاصة من الإخوان - متشتتين، لا يكاد يجتمعون، أين دور الأب؟ أين دور الابن البكر؟ أين ربان السفينة؟ أين من يأخذ زمام المبادرة للجمعة والألفة والتواد؟
للأسف غلب على الناس التقاطع والتهاجر، أو لنقل الصدود حتى بين الإخوان وفي محيط الأسرة الضيق، وهذا من أكبر أسباب قلة البركة...
صاحبنا في كل مناسبة لإخوانه يفزع معهم بمبلغ طيب، ويؤكد على إخوانه "مفهوم الفزعة والمشاركة"، صاحبنا يواجه، يخاطب، يعرف كيف يتكلم، ومع من يتكلم، يعني يعلم مقامات الناس وفنون الخطاب، هذا بشكل عام وما لاحظته منه، وهذا سر نجاحه كذلك "الشخصية المواجهة" و "الرجل المتحرك"، و "الفتى المبارك"، مواجهة، تحرك، بركة، هذا سر نجاح صاحبنا...فهو رجل قيادي إذن، لأن من أبرز صفات "القيادية" هي الحركة والمبادرة والمواجهة، وهي متحققة في صاحبنا رأيتها فيه رأي العين...
أكبرته لما فضفض لي في هذا الصدد، وشجعني لأستلم زمام المبادرة في أسرتي الخاصة، والله هو الموفق والمعين، ولا حول ولا قوة إلا به...
فعلا الإنسان بدون إخوانه وقراباته وشبكة علاقاته لا شيء، هذا من حيث الغالب، ومن أراد أن يصل، فلازم عليه تفعيل العلاقات الاجتماعية، وأن يحدد مساره المهني والوظيفي، ماذا يريد، وأين هو الآن، وكيف يحقق ما يصبو إليه، والله هو المسدد في كل الأحوال...

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الخميس- ١٤٤٧/١/١٥.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

تعقيب على مقالي- (إنسان كالزهرة)

تعقيب على مقالي- (إنسان كالزهرة).

عقب عدنان السقاف بقوله:
يا أبا عبدالملك،
قرأتُ مقالك كما تُقرأ المرايا، لا لمجرد التأمل، بل لاكتشاف ما خفي من ملامح الإنسان حين يكتب عن الإنسان.
نصك ليس قصة قصيرة فحسب، بل هو تأملٌ طويل في جوهر الكائن الذي نحمله ونجهله في آنٍ معًا.
استعارتك للزهرة كانت موفقة، بل بليغة، إذ اختزلت بها دورة الحياة النفسية والروحية للإنسان: نموٌّ، ذبول، ثم عودةٌ للنمو، وكأنك تكتب عن نبضٍ لا يموت، بل يتخفّى حينًا ليعود أنقى.
أعجبتني في نصك تلك الإيقاعات المتكررة:
“شيئًا، فشيئًا، فشيئًا…”
“هو إنسان، نعم…”
فهي ليست مجرد تكرارات، بل نُبضات، تُحاكي ترددات الشعور، وتُعطي للنص نغمةً خاصة، كأنك تلقيه لا تكتبه.
لكن، يا صديقي،
في بعض المواضع، شعرتُ أن العاطفة طغت على الفكرة، وأن الألم الشخصي -وهو مشروع– قد غلّف الرسالة العامة، فبدت بعض الفقرات وكأنها مناجاة أكثر منها تأملًا.
وهذا لا يُنقص من قيمة النص؛ بل يدعونا إلى إعادة التوازن بين حرارة الشعور وهدوء التأمل؛ حتى لا يضيع القارئ في زحمة الانفعال.
أحببتُ دعوتك لفهم الإنسان بكل تناقضاته، وأتفق معك أن كثيرًا من خيباتنا تبدأ من “الحكم المسبق”، ومن “النظر إلى طرف الإصبع بدلًا من القمر”.
لكنني تمنيتُ لو خُتم النص بجملة تأملية تُعيدنا إلى الزهرة الأولى، إلى رمز البداية، بدلًا من الهبوط المفاجئ إلى الدعاء –رغم جماله– الذي جاء بعد ذروة شعورية عالية.
ومع ذلك،
فما كتبته ليس مجرد مقال؛ بل هو مرآة، وصرخة، واعتراف، وتأمل، وحنين…
هو نصٌّ يُقرأ بالقلب قبل العين، ويُشكر عليه صاحبه؛ لأنه تجرأ أن يكتب عن الإنسان، لا كما يُراد له أن يكون؛ بل كما هو: متناقض، متألم، متأمل، طامح، خائب، لكنه حيّ.
دمتَ صادقًا في حرفك،
وفيضًا من شعورٍ لا يُزيفه التصنع، ولا تُطفئه خيبات الآخرين.
وأضاف:
أهلًا بك يا أبا عبدالملك،
وسعدتُ كثيرًا بتفاعلك الكريم، وسأجيبك بكل امتنان:
أولًا: عن نفسي.
أنا عدنان، مهتم بالأدب والفكر، أجد في الكلمة ملاذًا، وفي التأمل متّسعًا لفهم الإنسان والحياة. أكتب بين النثر والشعر، وأميل إلى تحويل التجربة الإنسانية إلى نصٍّ يحمل شيئًا من الصدق، وشيئًا من الحلم.
أؤمن أن الأدب ليس ترفًا، بل وسيلة لفهم الذات والآخر، وأن الكلمة حين تُكتب بصدق، فإنها تطرق أبواب القلوب دون استئذان.
ثانيًا: هل تُعدّ قصتك قصة قصيرة؟
سؤالك وجيه، والإجابة تتوقف على زاوية النظر:
• من حيث النية التعبيرية، فهي أقرب إلى تأمل سردي أو نص وجداني يتخذ من القصة غلافًا رمزيًا.
• ومن حيث البنية الفنية، فهي لا تتبع الشكل التقليدي للقصة القصيرة (حدث، حبكة، ذروة، نهاية)، بل تميل إلى النص المفتوح الذي يدمج بين السرد والتأمل والخطاب الذاتي 
لذا، يمكن القول إنها نص سردي تأملي ذو طابع قصصي، لا يُقيد نفسه بقوالب السرد الكلاسيكية، بل ينساب كما تنساب المشاعر في لحظة صدق.

وختامًا،
جمال النص لا يُقاس فقط بجنسه الأدبي، بل بصدقه، وأنت قد صدقت، فأصبت.

دمتَ بخير،
عدنان السقاف🌷
وعقب الأستاذ/ خلف بن سرحان القرشي- وفقه الرب العلي - بقوله:
صديقي العزيز...
القصة القصيرة تتحدث عن حدث واحد بلغة مكثفة في زمن محدود.
والأستاذ عدنان السقاف لما سألته أن يعرفني بنفسه قال:
إلى العزيز الفاضل: الأستاذ أبو عبدالملك عبدالرحمن،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسعد الله أوقاتكم بكل خير، وبارك في ودّكم الذي غمرني، وفي كلماتكم التي حملت من الطيب أكثر مما أستحق.

أما عني، فمحدثكم عبدٌ فقير إلى الله، أكرمني المولى ببلوغ الثالثة والثمانين من العمر، وأنا اليوم متقاعد، أقضي أيامي بين التأمل في بديع صنع الله، والسعي –ما استطعت– إلى أداء ما أمر، واجتناب ما نهى؛ مستغفرًا عن تقصيري، ومقرًّا أن الكمال لله وحده.

أما عن سيرة عملي، فإني أبعثها إلى شخصكم الكريم؛ مختصرة، وإن كانت في تفاصيلها ما يُملّ القارئ ويُتعب القلم:

1. حصلت على دبلوم في الاتصالات من معهد التدريب للملاحة الجوية، حيث تلقيت خلال ثلاث سنوات دورات مكثفة في اللغة الإنجليزية، الأرصاد الجوية، والمراقبة الجوية، تحت إشراف خبراء من منظمة الطيران المدني الدولية (ICAO).
2. بدأت مسيرتي العملية في مطار جدة الدولي عام 1385هـ (1965م)، ثم انتقلت إلى المديرية العامة للطيران المدني، حيث عملت في الشؤون الإدارية والمالية، لا سيما ما يتعلق برسوم الاتصالات المستخدمة من قبل الطائرات الأجنبية.
3. في عام 1395هـ (1976م)، التحقت بمكتب الاتصالات الخارجية، وتلقيت فيه دورات مكثفة في الحاسب الآلي ولغات البرمجة.
4. كما أتيحت لي فرصة التدرّب على تحليل المعلومات السياسية، على يد خبراء من بريطانيا والولايات المتحدة.
5. وكان آخر منصب تقلدته هو رئاسة إدارة الترجمة لمدة عشر سنوات، حيث وفّقني الله لإتقان اللغة الإنجليزية قراءةً وكتابةً وتحدثًا.
6. الترجمة، كما تعلم، ليست مجرد نقل كلمات، بل هي جسر ثقافي يتطلب فهمًا عميقًا للمعنى، وسعة أفق، واحترامًا لاختلاف السياقات. وقد دفعتني هذه المهنة إلى أن أرتشف من كل بحر قطرة، وأن أوسّع مداركي في شتى المعارف.
7. أما عن عشقي الأول، فكان للقراءة منذ نعومة أظفاري، إذ لم يكن في زماننا من وسائل الترفيه سوى الكتب. قرأت حكايات عنترة والزير وسيف بن ذي يزن، وألف ليلة وليلة، ثم انتقلت إلى مجلات مثل “دار الهلال”، و”آخر ساعة”، و”المصور”، و”روز اليوسف”، وغيرها كثير، حتى ضاقت بها الرفوف، وامتدت إلى أدراج السطح!


هذا غيض من فيض، ولو أطلقت العنان لذاكرتي، لطال الحديث حتى يملّ القارئ ويشكو الورق.

أما عن سكناي، فأنا في مدينة جدة، حي الأمير فواز الجنوبي، فيلا رقم ٤٣.

وختامًا، أستأذن من شهرزاد، فقد أدركها الصباح، وسكتُّ عن الكلام المباح!

مع خالص المودة والتقدير،
عدنان السقاف🌷

تعقيب عدنان السقاف على مقالي- (إنسان كالزهرة)

تعقيب عدنان السقاف على مقالي- (إنسان كالزهرة).

يا أبا عبدالملك،
قرأتُ مقالك كما تُقرأ المرايا، لا لمجرد التأمل، بل لاكتشاف ما خفي من ملامح الإنسان حين يكتب عن الإنسان.

نصك ليس قصة قصيرة فحسب، بل هو تأملٌ طويل في جوهر الكائن الذي نحمله ونجهله في آنٍ معًا.
استعارتك للزهرة كانت موفقة، بل بليغة، إذ اختزلت بها دورة الحياة النفسية والروحية للإنسان: نموٌّ، ذبول، ثم عودةٌ للنمو، وكأنك تكتب عن نبضٍ لا يموت، بل يتخفّى حينًا ليعود أنقى.

أعجبتني في نصك تلك الإيقاعات المتكررة:
“شيئًا، فشيئًا، فشيئًا…”
“هو إنسان، نعم…”
فهي ليست مجرد تكرارات، بل نُبضات، تُحاكي ترددات الشعور، وتُعطي للنص نغمةً خاصة، كأنك تلقيه لا تكتبه.

لكن، يا صديقي،
في بعض المواضع، شعرتُ أن العاطفة طغت على الفكرة، وأن الألم الشخصي -وهو مشروع– قد غلّف الرسالة العامة، فبدت بعض الفقرات وكأنها مناجاة أكثر منها تأملًا.
وهذا لا يُنقص من قيمة النص؛ بل يدعونا إلى إعادة التوازن بين حرارة الشعور وهدوء التأمل؛ حتى لا يضيع القارئ في زحمة الانفعال.

أحببتُ دعوتك لفهم الإنسان بكل تناقضاته، وأتفق معك أن كثيرًا من خيباتنا تبدأ من “الحكم المسبق”، ومن “النظر إلى طرف الإصبع بدلًا من القمر”.
لكنني تمنيتُ لو خُتم النص بجملة تأملية تُعيدنا إلى الزهرة الأولى، إلى رمز البداية، بدلًا من الهبوط المفاجئ إلى الدعاء –رغم جماله– الذي جاء بعد ذروة شعورية عالية.

ومع ذلك،
فما كتبته ليس مجرد مقال؛ بل هو مرآة، وصرخة، واعتراف، وتأمل، وحنين…
هو نصٌّ يُقرأ بالقلب قبل العين، ويُشكر عليه صاحبه؛ لأنه تجرأ أن يكتب عن الإنسان، لا كما يُراد له أن يكون؛ بل كما هو: متناقض، متألم، متأمل، طامح، خائب، لكنه حيّ.

دمتَ صادقًا في حرفك،
وفيضًا من شعورٍ لا يُزيفه التصنع، ولا تُطفئه خيبات الآخرين.

مع خالص التقدير،
عدنان السقاف🌷

قصة قصيرة- (إنسان كالزهرة)

قصة قصيرة- (إنسان كالزهرة)

كان زهرة تنمو، وتنمو، وتنمو...لكنها لم تلبث أن ذبلت شيئا، فشيئا، فشيئا...ثم دبت في ثناياها روح جديدة، فأخذت تنمو شيئا، فشيئا، فشيئا، ثم ذبلت، شيئا، فشيئا، فشيئا، ثم أخذت تنمو، شيئا، فشيئا، فشيئا...
هو إنسان، نعم، يخطئ، نعم، يذنب، نعم، يتنكر، نعم، يتلون، نعم، لكنه يصيب، يبدع، يبتكر، يتعلم، يعلم، يرشد، يمنح، ينصح، يغفر، يشكر...
هو إنسان، نعم، من طين، نعم...إنسان بما يحمل من تناقضات الإنسان، وإبداع الإنسان، واتزان الإنسان...
هو إنسان، نعم، من أسرة، نعم، من أسرة تمتد فروعها، فهي الأصل، وهو فرع منها، والأسرة فرع عن المجتمع، والمجتمع يكون البشرية أو الإنسانية، فهو إذن إنسان رغم تعدد إيقاعات الخير والشر، والصدق والكذب، والفرح والحزن، والجميل والنكران...
إنسان يتكفأ الريح بيديه، ويطفئ النار، ويتقي الحر والبرد، لكنه برغم كل ذلك إنسان، إنسان تكتنفه كل تلك التعقيدات المركبة في جوهر وروح ذاك الكائن الخطير "الإنسان"...
عجبا له ذلك الإنسان، ألم يفهم نفسه بعد؟ أم الآخرون لم يحسنوا فهم أفكاره وطموحاته ومشاريعه؟!
أعتقد جازما أن كثيرا من مشاكلنا -  نحن بنو البشر - أننا نضع الحواجز المسبقة لعدم فهم الآخر، أو نتستر تحت خدع خداعة، ومظاهر براقة لكي لا نفهم الآخر، يعني: عن قصد أو بدون عمد، ومن ذلك مثلا: الحكم على الآخر أو فكرته أو مشروعه أو طموحه قبل السؤال أو الاستفصال، وهذا يحدث مع ذاك الإنسان المسكين الطموح - الذي جوبه بنكران جميل، وحكم مسبق من كثيرين لم يفهموه، أو هم يتعاملون معه من وراء ستار أو تحت قناع، أو عن حسد وحقد وشنآن، أو هما معا...! -...
هذا الإنسان له شعر، له نثر، له خطب، له كلمات، مؤلف مبدع، خطيب مرتجل، حافظ للقرآن، حافظ للسنة، لكن للأسف كثيرا ما يؤذيه وقع الذباب عليه، يود أن يشتم رائحة الكادي والريحان  والنفَل، وأن يسمع طيبا، ويرى طيبا، ويلمس طيبا...
يروم لمجد، ويطمح لتاريخ، ويروق لإبداع، ولكن، ولكن هو إنسان، نعم إنسان، يود أن يفهم بعض الأناسي كونه "إنسان"، إنسان يحس ويشعر، يتوق ويتألم، يضحك ويبكي، تخيل إنسان يود أن يشعر به الآخر الذي هو في دائرة حياته شبح لا روح، جسد لا نفس، مجرد شعور، تخيل شعور ذاك الإنسان المتأجج بالمشاعر، المفعم بالمواهب، ما ألمه، ما انزعاجه، ما خيباته، ما أحزانه وهو يتسول مشاعر أحدهم لكي يشعر أنه "مجرد إنسان"؟!
ما أبأسها من حياة، ما أشقاها من نفس، ما أحطه من زمن عندما تعيش في محيط أو دائرة تشير عندهم بأصبعك إلى القمر، فينظرون إلى طرف أصبعك، ذاك حمق، نعم، لكنه في قاموس الإنسانية "شعور لا إنساني"...
متى يفهم الآخر أخاه الإنسان بكل تعقيداته وتناقضاته؟ متى؟ متى؟ متى يا إنسانية؟
أتعرف معنى أن تعيش إنسانا في "جو لا إنساني" أو "محيط لا إنساني" أو "مجتمع لا إنساني"؟!
يعني أن تموت ألف مرة في كل ثانية تفكير، تأمل، استرخاء...!
لا أتصور إنسانا صحيح الفكر، أصيل النفس، جميل الإرادة، منطلق الشعور لا يشعر بأخيه الإنسان برغم كل تعقيداته وتناقضاته!
الإنسان عندي هو الإنسان بكل تعقيداته وتناقضاته، بكل آلامه وآماله...
 ومنهجيتي في الحياة: أحاول أن أكون إنسانا صحيح الفكر، قوي الإرادة، جميل الشعور، وافر العقل، متزن النفس، وثيق الصلة بالمعروف، مجانب "اللا إنسانية" بكافة صورها وجميع أشكالها، بكل ما أوتيت من قوة وعقل، وعزم وحزم وعلم، وعاطفة وشعور...
منهجيتي كإنسان: إسعاد أخي الإنسان...
للحديث بقية...
وختاما:
أسأل ربي المنان الحنان بديع السماوات والأرض أن يحببني إلى خلقه، ويحبب خلقه إلي، كأبي هريرة رضي الله عنه...

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الخميس- ١٤٤٧/١/١٥.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

فوائد تفسيرية- (وجعل منهم القردة)

فوائد تفسيرية- (وجعل منهم القردة)

قال تعالى: ﴿قُلۡ هَلۡ أُنَبِّئُكُم بِشَرࣲّ مِّن ذَ ٰ⁠لِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِۚ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَیۡهِ وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ وَٱلۡخَنَازِیرَ وَعَبَدَ ٱلطَّـٰغُوتَۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ شَرࣱّ مَّكَانࣰا وَأَضَلُّ عَن سَوَاۤءِ ٱلسَّبِیلِ﴾ [المائدة ٦٠].
قال ابن عثيمين - عليه رحمات رب العالمين -:
"فلما كانت هذه الفعلة المحرمة شبيهة بالحلال مسخهم الله عز وجل قردة؛ لأنه شبيه بالإنسان، شوف الجزاء من جنس العمل، صاروا قردة، القردة هنا هل هم صاروا قردة معنًى أو حسًّا؟ حسًّا، صاروا قردة حسًّا، هذا الذي عليه جمهور المفسرين، وهو ظاهر القرآن، وإن كان بعض المعاصرين ذهب إلى أنهم كانوا قردة معنًى، أي صاروا مثل القرود، ليس عندهم أفكار بني آدم ولا عقول بني آدم، لكن يقال: الأصل هو أيش؟ الحقيقة، الأصل هو الحقيقة، والله على كل شيء قدير، الذي خلق الإنسان على هذا الوصف قادر على أن يقلبه على وصف آخر، ولهذا قال: ﴿كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾ [البقرة ٦٥] فصاروا قردة، لكن هل بقوا؟
الجواب: لا؛ لأن المقصود من كونهم قردة أن يكونوا عبرة ونكالًا، ولا يلزم من هذا أن تتسلسل الذرية، ولذلك قال أهل العلم: إنه لا نسل لمن مسخوا حيوانًا من أجل العقوبة، لا نسل لهم، من مات خلاص".
وقال ابن عاشور - عليه رحمة الرب الغفور -:
"وَتَكْوِينُهُمْ قِرَدَةً يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ بِتَصْيِيرِ أَجْسَامِهِمْ أَجْسَامَ قِرَدَةٍ مَعَ بَقَاءِ الْإِدْرَاكِ الْإِنْسَانِيِّ وَهَذَا قَوْلُ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ وَالْمُفَسِّرِينَ...
ثُمَّ إِنَّ الْقَائِلِينَ بِوُقُوعِ الْمَسْخِ فِي الْأَجْسَامِ اتَّفَقُوا أَوْ كَادُوا عَلَى أَنَّ الْمَمْسُوخَ لَا يَعِيشُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَأَنَّهُ لَا يَتَنَاسَلُ.
وَرَوَى ذَلِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيءِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» أَنَّهُ قَالَ: «لَمْ يُهْلِكِ اللَّهُ قَوْمًا أَوْ يُعَذِّبْ قَوْمًا فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا»
وَهُوَ صَرِيحٌ فِي الْبَابِ".
التحرير والتنوير، التونسية، ٥٤٤/١.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الأربعاء- ١٤٤٧/١/١٤.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الأربعاء، 9 يوليو 2025

شذرات من كتاب (أدب الدنيا والدين)

شذرات من كتاب (أدب الدنيا والدين)

قال الماوردي الشافعي - رحمه الله -:
"وَقَالَ بَعْضُ الْمُتَصَوِّفَةِ: الدُّنْيَا سَاعَةٌ، فَاجْعَلْهَا طَاعَةً.
...وَقَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ: الْمَرْءُ أَسِيرُ عُمُرٍ يَسِيرٍ.
...وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى أَلْسِنَةٍ تَصِفُ، وَقُلُوبٍ تَعْرِفُ، وَأَعْمَالٍ تُخَالِفُ. وَقَالَ آخَرُ: اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ يَعْمَلَانِ فِيك فَاعْمَلْ فِيهِمَا.
...وَقَالَ آخَرُ: اعْمَلُوا لِآخِرَتِكُمْ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الَّتِي تَسِيرُ، كَأَنَّهَا تَطِيرُ. وَقَالَ آخَرُ: الْمَوْتُ قُصَارَاك، فَخُذْ مِنْ دُنْيَاك لِأُخْرَاك. 
وَقَالَ آخَرُ: عِبَادَ اللَّهِ، الْحَذَرَ الْحَذَرَ، فَوَاَللَّهِ لَقَدْ سَتَرَ، حَتَّى كَأَنَّهُ قَدْ غَفَرَ، وَلَقَدْ أَمْهَلَ، حَتَّى كَأَنَّهُ قَدْ أَهْمَلَ. وَقَالَ آخَرُ: الْأَيَّامُ صَحَائِفُ أَعْمَالِكُمْ، فَخَلِّدُوهَا أَجْمَلَ أَفْعَالِكُمْ.
...وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
نَسِيرُ إلَى الْآجَالِ فِي كُلِّ سَاعَةٍ ... وَأَيَّامُنَا تُطْوَى وَهُنَّ رَوَاحِلُ
وَلَمْ نَرَ مِثْلَ الْمَوْتِ حَقًّا كَأَنَّهُ ... إذَا مَا تَخَطَّتْهُ الْأَمَانِي بَاطِلُ
وَمَا أَقْبَحَ التَّفْرِيطَ فِي زَمَنِ الصِّبَا ... فَكَيْفَ بِهِ وَالشَّيْبُ فِي الرَّأْسِ نَازِلُ
تَرَحَّلْ عَنْ الدُّنْيَا بِزَادٍ مِنْ التُّقَى ... فَعُمْرُك أَيَّامٌ تُعَدُّ قَلَائِلُ".
أدب الدنيا والدين، مكتبة الحياة، النشر ١٩٨٦، ص ١٢١، بتصرف.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الأربعاء- ١٤٤٧/١/١٤.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الجمعة، 4 يوليو 2025

فوائد فقهية- (صوم عاشوراء)

فوائد فقهية- (صوم عاشوراء)

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تَرَكَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ.».
صحيح البخاري، السلطانية، رقم (٢٠٠٢).
قال الكاساني الحنفي:
"وَكَرِهَ بَعْضُهُمْ صَوْمَ يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَحْدَهُ لِمَكَانِ التَّشَبُّهِ بِالْيَهُودِ، وَلَمْ يَكْرَهْهُ عَامَّتُهُمْ، لِأَنَّهُ مِنْ الْأَيَّامِ الْفَاضِلَةِ، فَيُسْتَحَبُّ اسْتِدْرَاكُ فَضِيلَتِهَا بِالصَّوْمِ".
بدائع الصنائع، الكاساني، ط١، ٧٩/٢.
وقال ابن حجر - رحمه الله -:
"وَقَالَ الزَّيْنُ بْنُ الْمُنِيرِ: الْأَكْثَرُ عَلَى أَنَّ عَاشُورَاءَ هُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنْ شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ، وَهُوَ مُقْتَضَى الِاشْتِقَاقِ وَالتَّسْمِيَةِ، وَقِيلَ: هُوَ الْيَوْمُ التَّاسِعُ...
...وَعَلَى هَذَا فَصِيَامُ عَاشُورَاءَ عَلَى ثَلَاثِ مَرَاتِبَ: 
أَدْنَاهَا أَنْ يُصَامَ وَحْدَهُ.
وَفَوْقَهُ أَنْ يُصَامَ التَّاسِعُ مَعَهُ.
 وَفَوْقَهُ أَنْ يُصَامَ التَّاسِعُ وَالْحَادِي عَشَرَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ".
فتح الباري، ٢٤٤/٤.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الجمعة- ١٤٤٧/١/٩.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الأربعاء، 2 يوليو 2025

فوائد تفسيرية- (عرفها لهم)

فوائد تفسيرية- (عرفها لهم)

من تفسير الماوردي الشافعي - عليه رحمة الرب العلي -:
قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ﴾ فِيهِ أرْبَعَةُ تَأْوِيلاتٍ:
أحَدُها: عَرَّفَها بِوَصْفِها عَلى ما يُشَوِّقُ إلَيْها، حَكاهُ ابْنُ عِيسى.
الثّانِي: عَرَّفَهم ما لَهم فِيها مِنَ الكَرامَةِ، قالَهُ مُقاتِلٌ.
الثّالِثُ: مَعْنى عَرَّفَها أيْ طَيَّبَها بِأنْواعِ المَلاذِّ، مَأْخُوذٌ مِنَ العَرْفِ وهي الرّائِحَةُ الطَّيِّبَّةُ، قالَهُ بَعْضُ أهْلِ اللُّغَةِ.
الرّابِعُ: عَرَّفَهم مَساكِنَهم فِيها حَتّى لا يَسْألُونَ عَنْها، قالَهُ مُجاهِدٌ.
قالَ الحَسَنُ: وَصَفَ الجَنَّةَ لَهم في الدُّنْيا فَلَمّا دَخَلُوها عَرِفُوها بِصِفَتِها.
وَيَحْتَمِلُ خامِسًا: أنَّهُ عَرَّفَ أهْلَ السَّماءِ أنَّها لَهم إظْهارًا لِكَرامَتِهِمْ فِيها.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الأربعاء- ١٤٤٧/١/٧.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الثلاثاء، 1 يوليو 2025

قبل أن ينفد الراتب

(قبل أن ينفد الراتب)

خطوات ميسرة للحفاظ على راتبك أو مصروفك، سمعتها من أحد الفضلاء، فأحببت نشرها، مع الإضافة والتعديل، وهي كالتالي:

١- الدعاء بالبركة.
 ٢- لا تتسوق وأنت جائع.
 ٣- حدد مبلغا للتسوق.
 ٤- لا تتسوق في أول الشهر.
 ٥- غض بصرك عن الكماليات ما استطعت، وابدأ بالضروريات.
٦- لا تكثر من الطلعات المكلفة.
٧- لا تكثر من العزايم أو الدعوات.
 ٨- لا تتكلف في المناسبات.
 ٩- ادخر في حساب بنكي للادخار، بنك التنمية الاجتماعي لديهم مكافآت على الحساب الادخاري.
 ١٠- الصدقة.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الثلاثاء- ١٤٤٧/١/٦.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com