الاثنين، 2 يونيو 2025

قيد الخاطر- (الوصف السياسي للرئيس)

قيد الخاطر- (الوصف السياسي للرئيس)

فرق بين رئيس ورئيس من حيث الوصف السياسي، فمثلا: صدام والقذافي الأول رئيس العراق والثاني رئيس ليبيا ولجمال عبدالناصر رئيس مصر دور كبير في وصولهما لكرسي الرئاسة والحكم، في قصة طويلة ملؤها الخسة والغدر، والخيانة والمكر، وكل هؤلاء الثلاثة أعتبر وصف الرئاسة أليق بهم من وصف السياسة، لأن السياسة تتطلب أمورا عدة، منها: قوة الصبر والتحمل، والبصيرة في الحكم، والعدل في الأمر، والتريث والسكينة والهدوء، وتقدير المصالح والمفاسد، ومعرفة كيف تضع الآخرين في منازلهم اللائقة بهم، وهذا ما أراه ناقصا للغاية في هؤلاء الثلاثة، فالأول بعثي جلد، سليط اللسان مع الموافق والمخالف، مع البعثي وغير البعثي، مع كبار ضباط الجيش، مع الوزراء، ووصف في التلفاز أثناء "حرب الكويت" في التسعينات الميلادية، عام ١٤١١ تقريبا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأعقب له في ذريته خيرا كثيرا - ب "خائن الحرمين" وقال في خطابه البئيس ذاك "وخسئ فهد خائن الحرمين الشريفين..."، إلى آخر هذيان هذا البعثي المشؤوم، ومعروف بخطاباته الرناتة، وخطبه البعثية العبثية الصدامية، التي تعكس صورته الانتهازية الإجرامية المتسلطة،منذ صغره، حيث استفاد من خاله "خير الله طلفاح" بل غذاه بالأفكار البعثية، ودربه بل وجهه إلى قتل فلان، واغتيال فلان، حتى نما في نفسه المتوحشة المضطربة ما ينمو عادة في نفوس المجرمين المضطربين المعتلين بأدواء النفوس وعللها مما يؤدي بهم إلى حالة عظيمة من حب التسلط والاستكبار والإجرام، وهذا ما حدث مع رجل "تكريت"، هذا المجرم الضالع في صور شتى المتفنن في أمثلة عديدة من صور التسلط والاستعباد، والاستعباد غالبا ما يصدر إلا من شخصية إنسان هو في قرارة نفسه حتما يشعر بالنقص، فالاستعباد البشري، نتيجة النقص النفسي، وهذا ما يتمثل في شخصية "صدام"...الحديث يطول وفصلته في مقال آخر...
أما الثاني - وهو القذافي -، فالجميع رأى كم هو أشر من الأول من ناحية خطاباته أيضا، ومظهره الرسمي، فلقد نكس رؤوس الليبيين بمظهره الغير لائق حين يظهر في التلفاز في خطاباته وفي القمة العربية مثلا، ونعلم كيف تجرأ على الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأعقب له في ذريته خيرا كثيرا -، في إحدى القمم العربية، وذلك حين هاجم المملكة العربية السعودية لماذا تستعين بأميركا للدفاع عن الكويت الجارة العزيزة والكريمة، وأنها وأنها...ويتدخل ليتحدث في أمور دقيقة في الإسلام والشريعة...
أما الثالث: جمال عبدالناصر، فصدام والقذافي تلميذان نجيبان في مدرسته في السب والشتم، فقد سب آل سعود - أعزهم الله بالإسلام والسنة والتوحيد - حكام المملكة العربية السعودية على شاشات الرائي، وسب "بريطانيا"، ويهدد "إسرائيل، والصواب دولة الاحتلال الصهيوني" علنا وأنه سيرميها في البحر، وووو، إلى آخر خزعبلاته، ولما بدأت حرب ٦٧- ٨٧ هجري تقريبا، أي: ١٣٨٧ ضربت طائرات مصر في المطار، واحتلت "سيناء"، فأطلق عليها الجماعة - بتوع الناصرية والقومية العربية - "نكسة"، وهذا من خدع الألفاظ، والألفاظ لا تغير من الحقائق شيئا، بل هي هزيمة نكراء، وفضيحة سوداء، وعار لا تغسله البحار، ولا تطهره الأنهار...
الأول معروف باستخدام القوة والتهور لا الشجاعة، مقابر جماعية، رجال أطفال نساء، أحد أفراد العائلة يزوغ عن "نظام البعث" أو يعمل ضده، قل ما شئت، ثم يهرب، لماذا تهان أو تغتصب زوجته؟ لماذا تهان عائلته؟ أين قيم العروبة؟ أين كرامة "أبو جهل"؟!
إيران أكبر من العراق ثلاثة أضعاف مساحة وسكانا، أول استلامه للحكم في أول شهر تقريبا غزاها مع نصح الملك فهد له بألا يفعل! لكن أين هو السياسي في "شخص صدام" ليسمع نصح الناصحين؟!
الملفت للنظر أن صدام وجمال كلاهما قروي، الأول من "تكريت"، وهي قرية سنية شمال بغداد تقريبا، يشتهر أهلها بالزراعة والفلاحة، والثاني قروي من قرى "صعيد مصر"، يعني كلاهما دمه ناشف - كما يقال -، فطبيعتهما القروية أثرت في تكوينهما النفسي والعقلي والعاطفي والإنساني بوصف عام، استخدام القوة المفرطة في غير مواضعها، لاحظ تأثير الطبيعة في إمدادهما بالقوة، لكن ظهرت بوصف غير متزن على شحصيتهما، بوصف غير متزن يعني "غير سياسي"...والأول حربه مع إيران ثم الكويت وتصريحاته ضد "أميركا" تندرج تحت مسمى "ضعف تقدير المصالح والمفاسد"، وكذلك حرب الثاني مع "الصهيونية"، وفتح المعتقلات للزج بمن شاء ممن يتنفس ضده مجرد نفس!
في النهاية أقول: أنا كثير المتابعة لبرامج د. حميد عبدالله العراقي، خاصة برنامج "وتلك الأيام"، كله عن الشأن العراقي، فرج الله عن العراق وعن كل بلد مسه الظلم، أو عضه الفقر، أو غشيته نوبات الدهر.
وأخيرا أقول:
هذا رأيي، والسلام.

وكتب/
أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
بين المدينة وحائل- الاثنين- ١٤٤٦/١٢/٦.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق