الاثنين، 30 يونيو 2025

قيد الخاطر- (زيادة الوعي، زيادة القلق)

قيد الخاطر- (زيادة الوعي زيادة القلق)

نشر أستاذي د. محمد بن نافع المطرفي على حالته في الواتس أب - الوثاب كما عربه العشماوي - التالي:
"كلما زاد ذكاء الإنسان، زادت معاناته"، القائل: شوبنهاور، ثم طرح السؤال الآتي: هل تتفق معه؟
فأجبت:
نعم، وهذا أحسه مني، كلما زاد الوعي، زادت نسبة القلق والاكتئاب.
كنت - للحقيقة - في سفر، وهذه إجابة مختصرة، وحتى تكتمل أضيف:
لكن هذا ليس غالبا أو مطلقا أو شرطا حتى، بل هو في حق كثير يصدق عليهم، كلما تعمقوا في العلم والوعي، كلما اطلعوا على أشياء مقلقة مزعجة، فيما يخص التحليل النفسي والوجداني والاجتماعي والعقلي والتاريخي والإنساني، هذا سوى ما يشعر به الواعي المثقف من انفصام نكد بين موقعه في العلم والوعي والثقافة وبين واقعه أو الناس من حوله، فيقع فيما يمكن أن نطلق عليه "غربة ثقافية"، أو "عزلة علمية"، وهذا من أقسى ما يواجه المتعلم أو المثقف أو الواعي، ولكن وجب التوازن في كل شيء، فما عليه إلا أن يوازن، حتى لا يقع في ورطات، أو يقع في الفخ أو الشراك الذي ينصب له دون قصد في أحايين كثيرة، فالمعاملات مع الناس معقدة للغاية، ولذا أمرنا باطراح التكلف "قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين".
والمتنبي يقول:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله * وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ!.
والحل كما قلنا آنفا: التوازن، واعتقاد أننا في عبادة ما حسنا نياتنا فيما نأتي ونذر، ومخالطة الناس أقرب للشر في أفهام كثير من المتعمقين، وذلك لما يشعرون به من "غربة علمية"، أو "عزلة ثقافية"، كما بينا قبل قليل، ولكن "لا يصح إلا الصحيح"، خالط بقدر، واعتزل بقدر، والسلام.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الاثنين- ١٤٤٧/١/٥.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق