السبت، 31 ديسمبر 2022

قيد الخاطر - (شذرات)

قيد الخاطر - (شذرات). 

١- من إفرازات الحضارة الغربية المادية العفنة: العمل على إذابة الفوارق بين الجنسين، وهذا غير ممكن عقلا ولا شرعا، فلكل خصائصه وقدراته، والعمل على أن يكون الزوجان ندين متنافرين، لا شريكين متكاملين؛ بل تعسير الزواج الشرعي، وتيسير الرذيلة والعبث الخلقي.
٢- السيلان المعرفي الهائل، والتدفق المعلوماتي الشامل؛ أتاح الفرص ل (ظهور التحوت)، وهذا من علامات الساعة الصغرى (هلاك الوعول، وظهور التحوت)، والوعول: أصحاب الشرف والعلم، والتحوت: السفلة والأراذل، وهذا قد رأينا كثيرا منه، يحسبون أنهم على شيء، ولا يعلمون أنهم مستدرجون بالنعم للنقم.
٣- النظرة السوداوية للحياة والآخرين؛ قاتلة لبهجة الروح، وأنس النفس، كمن يدع لبس الشماغ الأحمر المخطط بدعوى كونه يشبه لون الدم، ولا يقول يشبه الورد، فيقبله؛ بل لأن نفسه لا تقبله، فيلبس عدم تقبله عذرا غير مقبول، وهذا من علل النفس وآفاتها.
٤- من حقائق القرآن المجيد:
التناسق البديع في نظمه. 
في سورة الأنعام (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون) ثم (لقوم يفقهون) ثم (لقوم يؤمنون)، فانظر كيف رتبها، العلم، ثم الفقه، ثم الإيمان، فالعلم أدناها، والفقه يشمل العلم وهو أوسطها، ثم يجمع ذلك كله الإيمان، فهو أعلاها.
وهذا من فتح الله علي، فلقد استخرجت أكثر من ألف حقيقة قرآنية، ثم رأيت إضافة كلام المفسرين وأهل العلم الراسخين تحت كثير من الحقائق، وكنت أود معرفة طريقة لضبط هذه الآيات، ولماذا هي بهذا الترتيب، فألهمت فيها ما كتبت، والله وحده المستعان، وعليه وحده التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وفي ذات السورة: ﴿۞ قُلۡ تَعَالَوۡا۟ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَیۡكُمۡۖ  وَبِٱلۡوَ ٰ⁠لِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنࣰاۖ وَلَا تَقۡتُلُوۤا۟ أَوۡلَـٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَـٰقࣲ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكُمۡ وَإِیَّاهُمۡۖ وَلَا تَقۡرَبُوا۟ ٱلۡفَوَ ٰ⁠حِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ وَلَا تَقۡتُلُوا۟ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِی حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ﴾ [الأنعام ١٥١]، ثم بعدها (لعلكم تذكرون) ثم (لعلكم تتقون)، فالعقل يدل على التذكير، وهو يحمل على التقوى، وراجع نظم الدرر في تناسب الآيات والسور؛ للبقاعي.

بقلم/
أبي عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
طبرجل - السبت- ١٤٤٤/٦/٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق