شذرات من كتاب (فصول في الدعوة والإصلاح؛ لعلي الطنطاوي).
بسم الله، الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى الآل والأصحاب، والطاهرات أمهات المؤمنين، وجميع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد كتبت مقالا فيما مضى بعنوان: (شذرات من "ذكريات علي الطنطاوي")، ومقالا آخر بعنوان: (شذرات من كتاب "رجال من التاريخ)، له كذلك - رحمه الله -، والآن بين أيديكم هذا المقال، وهو (شذرات من كتاب "فصول في الدعوة والإصلاح؛ لعلي الطنطاوي) رحمه الله وإيانا وإياكم والمسلمين أجمعين.
الكتاب من جمع وترتيب حفيد المؤلف/ مجاهد مأمون ديرانية. ط دار المنارة- السابعة عشرة- 2021
وقد بدأت قراءته في يوم الاثنين، بتاريخ 1444/3/21، في طبرجل، وختمته في تمام الساعة الواحدة والنصف في طبرجل، يوم الأربعاء، بتاريخ 1444/3/23.
وهذه شذرات منتقاة من هذا الكتاب الفريد:
1- ولقد كانت الموضة السائرة ونحن صغار كلمة «عصري»، وكانوا يتّهمون كل متمسك بالدين بأنه متعصب وغير عصري. 9.
2- العقل أقدم من الدين، فإذا تركتم الدين لقِدَمِه فاتركوا العقل لأنه أقدم منه، وعودوا مجانين هاربين من مستشفى المجاذيب!. 11.
3- إننا نعلم أن الاستغراقَ في الماضي وحدَه نومٌ أو جمود، والاستغراقَ في المستقبل وحده هوسٌ وجنون، والاستغراقَ في الحاضر وحده عجزٌ وقعود. ونحن نريد أن نستمدّ من الماضي دافعاً وحافزاً، ومن المستقبل موجّهاً ومرشداً، ومن الحاضر عماداً وسناداً. 12.
4- نريد العودة إلى مثل ما كان عليه أجدادنا من العلم والمجد والقوة والسلطان. 13.
5- فلنأخذ من الماضي بقَدْر، نأخذ منه ما يدفع ويرفع وينفع، وندع منه ما يثبط ويُقعد ويُنيم. 13.
6- فكما أن الذهب والألماس لا يضرّه القِدَم ولا يصدأ كما يصدأ الحديد، فإن في المعاني ما هو كالألماس والذهب في المعادن. 14.
7- العقل لا يستطيع أن يحكم على ما وراء المادة، والعلم لا دخل له في مسائل الغيبيات. 19.
8- كان العرب أمة بدوية جاهلة لا شأن لها في الدنيا ولا خطر، فرفعها الإسلام، الإسلام وحده. 19.
9- الإسلام صالح لكل زمان ومكان، ولكن الإسلام ليس محصوراً في كتب الفقه وإنما هو في القرآن وفي السنة الصحيحة. 20.
10- نحتاج إلى شيوخ يؤلفون لنا كتباً جديدة بأسلوب علمي مفهوم، في الفقه والتوحيد والأصول والمصطلح وسائر العلوم الإسلامية، ونحتاج إلى شبان يقرؤون هذه الكتب ويتفهمونها. 22.
11- والإسلام ابن حضارة وعلم، ابن حياة ومدنية، فلا يجوز أن يكون متّبعوه عالة على الأمم في العلم والعمران. 23.
12- إن علينا واجباً ضخماً هو إبلاغ رسالة الإسلام لأهل القرن العشرين، ولا يتم ذلك إلا إذا فهم علماؤنا عقلية أهل القرن العشرين، ودرسوا أساليب التفكير فيه، واطلعوا على دخائل الحياة وأوضاع المجتمع. 23.
13- وإنما بُعث الرسل لإرشاد الناس إلى عبادة هذا الإله وحده وتنزيهه عن الشريك وعن الشفيع، فمَن عرف أن للكون إلهاً قادراً قديماً باقياً سميعاً بصيراً، ولكنه عبد معه غيره واتخذ إليه شفعاء بغير إذنه، لا يكون مؤمناً ولا موحِّداً. 27.
14- وقد زود النبي صلى الله عليه وسلم العرب بهذه العقيدة، ثم قذف بهم في أرجاء الأرض فكانوا سادتها وملوكها وعلماءها وأساتذة الحاضرة فيها. 27.
15-ويجب أن يكون المدرّس مخاطباً قلوبَ الطلاب لا عقولهم، ولَرُبّ قصة من قصص الرقائق يسمعها المرء من واعظ أو قاصّ تبلغ من نفسه ما لا تبلغ أقوى الأدلة العقلية والبراهين المنطقية. 28.
16- فيجب إذن أن نجعل التوحيد أساس الدعوة إلى الله، وأن نخاطب فيه القلب، وأن نتكلم بلسان الشرع ونستعمل حجج القرآن. 29.
17- أما أمثالنا فلا يصلحون! فيجب أن يُدّرس الدينَ رجلٌ يكون في سَمْته وأخلاقه وسيرته تقياً ورعاً، مجتنباً للمحرمات بعيداً عن الشبهات، فإذا كان كذلك نفعهم بسيرته وأخلاقه أكثر مما ينفعهم بعلمه. 29.
18- ولا ينفع الأسلوب ولا المدرّس إلا إذا كان درس الدين داخلاً في الفحص المدرسي، يطالَب به الطلاب ويسقطون ويرسبون في صفوفهم إذا قصّروا فيه. 29.
19- يا سادة، نحن نقول ونعيد ونكرر أن الإسلام دين ودنيا، الإسلام عقيدة وشريعة، الإسلام علم وسلوك. 32.
20- إن الطابع العام لحياتنا هو طابع الإفرنج وغير المسلمين، لا طابع السلف الصالح. 33.
21- الإسلام يجعل الحكمة ضالّة المؤمن، ويأمرنا أن نأخذ النافع المفيد، وأن نكون أعلم الأمم وأقوى الأمم. 33.
22- يا سادة، إن أخطر ما يتعرض له الإسلام أن يصير دين مسجد فقط...وقد بدأ بعض المسلمين يفهمون الإسلام بهذا المعنى الخطير. 34، بتصرف.
23- أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ومواعظ السلف بدّلت الدنيا وغيّرت الأرض، وهدمت وبَنَت وصنعت دنيا جديدة، دنيا خير وبِرّ، فلماذا لا تفيد أحاديثنا ومواعظنا؟ لماذا لا يكون لها تأثير في حياتنا العملية؟ لماذا لم تبدل سلوكنا في الحياة؟. 35.
24- أما البيوت، وهي الحجارة في صرح الوطن، لا يصلح إن فسدت ولا ينهض إن تهافتت. 38.
25- وصار المعلمون، أعني أكثر المعلمين، أصحاب شهادات لا علوم، ودعاة مذاهب سياسية أو اجتماعية لا دعاة إلى الله ولا إلى الخلق. 39.
26- إن العلماء...هم عدّة الإصلاح ولُسُن الحق ودعاة الله. 41، بتصرف.
27- فيقرأ الناشئ الشيء وضده، فلا يؤمن من بعدُ بشيء. 42.
28- فالإخوان في المنزل، والرفاق في المدرسة، والزملاء في الديوان، يختلفون أبداً ويتقاتلون.
فعمَّ تنجلي هذه الغَمْرة؟ (1) الله وحده العالم. هذا في الشام. 44.
29- لم يكن في بلدنا كله امرأة واحدة سافرة ولا فجور مُعلَن، وكانت المساجد عامرة، وكانت الملاهي مقفرة، بل لقد كانت معدومة، ما كان في دمشق كله إلا ملهى واحد صغير حقير.
فماذا صار فيها اليوم، وفي أكثر بلاد المسلمين؟. 46.
30- كان العلماء...هم مرجع البلد وموئل الناس، وكانوا الأدلة في مسالك الحياة. فما حال العلماء اليوم؟. 46، بتصرف.
31- الحقيقة: إننا نقول وخصومنا (أعني خصوم الإسلام) يعملون، ونحن ننام وهم يسهرون...وعدوّنا ماض في طريقه لا يبالي بنا، لأنه خَبِرنا وعرفنا وعلم أنه ليس عندنا إلا الكلام وليس في خططنا إلا الارتجال. 47، بتصرف.
32- الإسلام اليوم يواجه قوى ضخمة. إنها دول غنية بالمال وبالسلاح، وعقول كبيرة شريرة تخطط لهذه الدول وتضع لها المناهج المدروسة؛ أموال تُعَدّ بآلاف الملايين، وبشر يُعَدّون بالملايين لتطبيق هذه المناهج. 48.
33- أفسدوا العقول بالمذاهب والشبهات وباسم حرية الفكر. أفسدوا الأخلاق باسم الانطلاق والتحرر والروح الرياضية والحياة الفنية والحرية الجامعية، وبغير ذلك من الأسماء التي تتعدد ألفاظها ومعناها واحد، هو إذهاب العفاف وإضاعة الأعراض. 48.
34- فلنعرف أولاً خطط أعدائنا لنرد عليها بخطط مثلها، لننتبه إلى مداخلهم علينا لنَسُدّ هذه المداخل. لنقلل من الكلام ولنكثر من العمل، لنترك الجعجعة والصراخ ولنتعلم العمل في صمت. 49.
35- لا تعرفون من الاشتراكية إلا أنكم تشتركون جميعاً في التقليد القردي لأهل أوربا، وأنكم لا تعرفون الحق من الباطل إلا بدمغتها عليه. 52.
36- رياضتكم جسد مكشوف بلا روح، والرياضة رياضة النفس قبل رياضة الجسم، وروحها التعاون بإخلاص، والإقرار بالحق، وأن لا يزدهيك النصر ولا تحطمك الهزيمة ولا يداخلك اليأس، وأن يكون عليك من نفسك رقيب يحاسبها قبل أن تحاسَب، وأن يكون لك من إرادتك قيد لشهواتك. 52.
37- يا أيها الشباب المسلمون- في السماء، ستركبون إليها الرياح وتسيرون على هام السحب، ولقد أُعِدّت طيارتكم وهدرت محركاتها، وستمشون على درب من شعاع الشمس لا على محجّة من تراب الأرض، فهل تعوق الأشواك من يشق طريقه في كبد السماء؟
إنهم لا يملكون إلا أن يقولوا، فدعوهم وما يقولون. 53.
38- قال معلقا على كلمة حسن البنا - رحمه الله -: (نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه):
وهو يقصد طبعاً الاختلاف في الأمور الاجتهادية التي يسوغ الشرع الاختلاف في مثلها توسعة على الناس، أما الأمور التي تمسّ أصل العقيدة، أو يكون فيها تحليل حرام متفَق على حرمته، أو تخالف ما أجمع عليه المسلمون وعُلِم من الدين بالضرورة، فهذه لا يمكن التساهل فيها. 64.
39- إن أمامنا معركة هي معركة كفر وإيمان، فلنوفر قوانا كلها لها، ولا نجعل بأسنا بيننا، ولا نشتغل عن المعركة الأصلية بمسائل فرعية لا يضرّ الاختلاف فيها.
والغريب أن هذا الكلام -على وضوحه وصحّته- يحتاج كما يظهر إلى زمن طويل وجهد كبير حتى يقتنع به الدعاة ويجعلوه واقعاً. 64.
40- إن الله خلق النفس أمّارة بالسوء مَيّالة إلى الانطلاق من كل قيد والوصول إلى كل لذة، فيأتي الدين فيقيّدها ويمنعها من كثير من اللذائذ، فيَثقل عليها. 66.
41- إن الدين قَيْد، وكل قيد ثقيل على النفس. 66.
42- وأثقل التكاليف أن تترك اللذة الحاضرة المطلوبة أملاً بلذّة غائبة مجهولة، وهذا هو الإيمان بالغيب. 67.
43- المؤمن بالغيب هو الذي يمتنع عن الحرام مهما كان لذيذاً ومهما كان مفيداً في الدنيا، لينال الثواب في الآخرة. وهذا شيء ثقيل على النفس. 68.
44- الصلاح والتقوى صعود، والفساد والفسوق هبوط، والصعود صعب أما الهبوط فهيّن. 69.
45- إن الدين قَيْد، والعقل قيد، والقانون قيد، والخُلُق قيد … وكلما تقدم الإنسان في طريق الحضارة كثرت قيوده. 69.
46- أما الذي يستقيم اتّباعاً للدين وخوفاً من الله فإنه يبقى أبداً مستقيماً، لأنه يعلم أن الله مطّلع عليه دائماً. 70.
47- ولو ترك الإنسان كل ما يثقل عليه وفعل كل ما تميل نفسه إليه لذهبت الصحة، وذهبت الأخلاق، وذهب القانون، ولم يعد الإنسان إنساناً ولكن وحشاً من وحوش الغاب. 70.
48- ولماذا نقيم القيامة على من يسرق عشر ليرات ونسوقه إلى المحكمة ونلقي به في السجن، ونغضّ عمّن يسرق أعراض الناس ويتمتع بحرمات بناتهم ونسائهم؟
هل المال أعزّ علينا من العِرض؟. 71.
49- نعم، إن الدين ثقيل، ولكن ليس كل ثقيل يُترَك. 71.
50- والعاقل مَن إذا عَرَض له ألم مؤقت يجرّ وراءه لذة دائمة احتمله راضياً، كما يتحمل ألم قلع الضرس ليجد اللذة بالراحة من وجعه، وكما يتحمل العملية الجراحية للصحة المَرجوّة بعدها. 71.
51- وتستمتع بالحرام ثم تموت فلا تستريح، بل تُحاسَب أشد الحساب ثم يُصار بك إلى جهنم!
فاحتمل ثِقَل الدّين، فإنه أهون من احتمال ثقل العذاب يوم القيامة. 72.
52- إني أُحذِّر أبناء هذا البلد الطاهر مصيراً كمصير مصر والشام والعراق في السفور والحسور والفسوق، وضعف الدين وأهله وقوة الكفر وسيطرته.
ولا أملك إلاّ القول، وقد قلت، والله المستعان. 75.
53- استقرى يستقري وليست استقرأ كما يظن أكثر الكاتبين. 78.
54- إن سر الإسلام بدأ في هذه الأمة البادية الجاهلة المتفرقة، فجعل منها أمة لم يكن ولن يكون لها نظير. 88.
55- إن مجتمع الصحابة كان المجتمع المثالي حقاً، تحقق فيه ما تخيله أفلاطون والفارابي، والاشتراكيون الخياليون من قبل أن ينشأ الدجال الأكبر، كارل ماركس! ولكنهم ما جاوزوا حدود البشرية ولا صاروا مجتمعاً ملائكياً. 88.
56- تعقب ما ذهب إليه سيد قطب وأخوه محمد قطب - رحم الله الجميع -، من القول بجاهلية المجتمعات الإسلامية، فقال:
(والرأي فيها أنها «مجتمعات إسلامية عاصية»). 91.
57- وما دامت جذوة الإيمان لم تنطفئ في القلوب، فعلينا أن نستعين بالله وأن نبذل الجهد لنعيد أصحابها إلى الدين. 91.
58- العين الأصلية والنبع الصافي هو القرآن الكريم، والسنة الثابتة الصحيحة، وسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام التي كانت تصديقاً عملياً للقرآن الكريم، وسِيَر أصحابه التي كانت في جملتها استمداداً من سيرته واستمراراً لطريقته. 93.
59- فلا يجوز إذن أن نحكم على الإسلام بحال المسلمين. 93.
60- إن «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» طريق خطير، لأن الشرط فيه أن لا تسكت عن ضياع حق من حقوق الله تقدر على رده، وأن لا تعتدي على حرية مسلم في حياته. 95.
61- يا أيها القراء، ثقوا أنه ليس بين المثقفين من أهل أوربا وبين دخولهم في الإسلام إلا أن يجدوا من يعرّفهم به بالأسلوب الذي يفهمونه. 95.
62- قال لي قائل: ما أكثر الأحاديث الدينية في الإذاعة!
قلت: بل ما أقلها!
إنّي لأفتح عيني ثم أغلقها … على كثيرٍ ولكنْ لا أرى أحدا
إنها كثير إذا عُدَّت، قليل إذا قُوِّمت. 97.
63- إننا في حاجة لعرض حقائق الإسلام في ثوب جديد. 98.
64- نحن أمام قوى هائلة منظَّمة، تخطط لها عقول كبيرة شريرة وتملك أسلحة خطيرة كثيرة، تعمل كلها على إخراج الجيل الجديد منا من الدين أو إدخال الشك عليهم في عقائدهم. 98.
65- نحن لا ننكر المنكر ونمشي، بل نقف حتى نُحِلّ محلَّه المعروف. 102.
66- إننا نريد أن ننشئ أمة جديدة، أمة مسلمة تمشي على سنن السلف، لتعيد مجد السلف وعز السلف. 102.
67-وحجارة بناء الأمة أفرادها، ولا تنشأ أمة صالحة من أفراد فاسدين. فلنبدأ بإصلاح الأفراد. 102.
68- إن فاقد الشيء لا يعطيه، والنبع الجاف لا يمد السواقي بالماء، والقلب الذي يملؤه الظلام لا يضيء للسالكين الطريق، والفؤاد الذي فيه الثلج لا يبعث في السامعين حرارة الإيمان، والعالم والمحدّث الذي يطمع في أموال الناس وفي دنيا الحكّام لا يستطيع أن يعظ الناس ولا أن ينصح الحكام.
والكلام الذي يخرج من القلب هو الذي يقع في القلب والذي لا يخرج إلا من اللسان لا يجاوز الآذان. 102.
69- ورب كلمة تسمعها من عامي جاهل تهزك هزاً وتبعث في قلبك الخشوع وتسيل من عينيك الدموع، وخطبة طويلة حوت جواهر البلاغة ودرر البيان تسمعها فلا تحرك منك شعرة واحدة. 102.
70- فإن الأمة مجموعة من الأسر، فإذا صلحت الأسر صلحت الأمة، والله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. 103.
71- إنها قد قست القلوب، وغلب عليها حب الدنيا وملأتها مشاغل الحياة وهمومها ولذاتها، فلا بد من أن نحتال عليها حتى نذكّرها بربها وبآخرتها، وأن ندور من حولها لنجد الباب الموصل إليها. 105.
72- إن الله لم ينزّل القرآن جملة واحدة كما أنزل الكتب من قبله، بل أنزله آية بعد آية، أو آيات بعد آيات، نزل مرتبطاً بالحياة، مقوِّماً عوجها، مصحِّحاً خطأها، سامياً بها. 106.
73- أنزل الله القرآن ليكون دستوراً نتبعه وقانوناً نطبقه، فاكتفى أناس منا بتلاوة ألفاظه والتطريب في قراءته، وافتتاح الحفلات واختتامها به، وبين تلاوة الافتتاح وتلاوة الاختتام ما لا يرضي الله ولا يوافق الإسلام. 106.
74- إن الإسلام في حقيقته واحد، ولكن أفهام الداعين إليه اليوم والناطقين باسمه تباينت في فهمه. 110.
75- إن مَرَدّ أخطائنا في الدعوة إلى أمرين؛ الأول: أننا نبدأ بالفرع قبل الأصل، والمهم قبل الأهم. الثاني: أننا نختلف على هذه الفروع، فنهمل الدعوة إلى الأصول. 111.
76- كيف دعا رسول الله إلى الإسلام؟ إنه بدأ أولاً بتصحيح العقيدة وتثبيت التوحيد في النفوس، ثم ثنّى بالنهي عن المحرمات، ثم أمر بإتيان الفرائض، ثم عمد إلى السنن والآداب. 112.
77- إننا نحتاج إلى دعوة جديدة إلى الإسلام في بلاد المسلمين وبين شبان المسلمين قبل أن ندعو إليه في أوربا وأميركا، لأن أكثر هؤلاء الشبان يجهلون الإسلام، ولأنهم أصبحوا كأنهم غرباء عنه، وهذه حقيقة نقررها مع أشد الأسف. 112.
78- أنا أرجو من العلماء أن يتعاونوا على ما اتفقوا عليه، ويتركوا الخلاف فيما يختلفون فيه إن كان من الأمور الاجتهادية التي اختلفت فيها أفهام الفقهاء ومداركهم. 114.
79- وكانت عادتي في بناتي أن أدخلهن المدرسة الإعدادية، يبقين فيها سنتين أو ثلاثاً، ثم يجيء الخاطب الصالح فأزوجهن. 115.
80- وهل كان في الجاهلية بنت تكشف عورتها بعلم الأب وعين الأم ونظر الناس، فلا تسمع مُنكِراً ولا ترى معترضاً؟
إنه وباء في القلوب والعقائد والأخلاق. 118.
81- لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاد الدين غريباً، فلنكن من أهله ولو تغرّبنا في بلادنا، فأولو الفضل في أوطانهم غرباء. 119.
82- قال عن المستشرقين:
"فعمدوا إلى إضعاف الدين في نفوس أولادنا، وشقّوا لذلك الطرق وأعدّوا له الخطط، فمن تقليل ساعات الدروس الدينية في المدارس، ومن بَثّ الشر في النفوس، ومن إفساد الأخلاق بالصور والأفلام … فنالوا بذلك ما لم ينالوا عُشرَ مِعْشاره بالقلاع والمدافع والدبابات!".121.
83- فيا شباب المسلمين، لا تبلغ منكم الغفلة أن يتلاعب بكم العدوّ ويسخّركم لمآربه. إنه يريد أن يصرفكم عن دينكم ليتمكن منكم ويستحوذ على خيرات بلادكم وثمرات أرضكم. 122.
84- فإننا في وقت حرج، والإسلام مُهاجَم في عقر داره، والإيمان نفسه مهدَّد. نحن الآن أمام خطر حقيقي وكفر صريح. 124.
85- إن أعداء الإسلام ينصبون الشِّباك لاصطياد المسلمين... يستعينون على اجتذابهم بالنساء وبالصور وبالملاهي، يخاطبونهم باللغة التي يفهمونها، يأخذونهم باسم حرية الفكر وحرية الاختلاط والتحرر من القيود. 125، بتصرف.
86- إن سموم أعداء الإسلام دخلت إلى مجتمع المصلّين الصائمين، إلى بيوتهم، إلى أفكار رجالهم، إلى أزياء نسائهم، إلى مناهج مدارسهم، إلى قوانين محاكمهم. 126.
87- إن جذع الشجرة قد اشتعلت من حوله النار، فاشتغلوا بالجذع ودعوا الآن الفروع والأوراق. 127.
88- الإسلام في ذاته قوة لا يقوم لها شيء في الدنيا، ولذلك سار في الأرض وانتشر، وما زال ينتشر إلى اليوم بلا تبشير به ولا دعوة منظَّمة إليه. وما أُتِي المسلمون إلا من جهلهم بالإسلام. 130.
89- والحقيقة فيها أن أوربا أدركت من زمن بعيد قوة الإسلام فعملت على تجريد المسلمين من هذه القوة، فهوّنت عليهم أمر دينهم. 131.
90- وأنا أكتب وأخطب من سنة 1345هـ وأنا دون العشرين، وقد دخلت الآن عشر التسعين، وبلغ ما كتبته ونشرته أكثر من خمسة عشر ألف صفحة، ولم آخذ جائزة ولم أجد من أحد تكريماً. ولعل ذلك كان خيراً لي لأنني أنتظر الثواب من الله وحده. 133.
91- حصل الشيخ علي الطنطاوي - عليه رحمة الله - على جائزة الملك فيصل - رحمه الله - لخدمة الإسلام. عام 1990. 133.
92- الآلام يأتي عليها حينٌ تصير ذكرى في النفس وحديثاً على اللسان، ولا يبقى للإنسان إلا ما يحمله معه إلى الدار الآخرة. 135.
93- وهل يحتاج الإسلام إلى من يخدمه ويدعمه؟ إن خدمته شرفٌ للخادم لا سدُّ حاجة في المخدوم. 135.
94- الإسلام قوي بذاته مؤيَّد بتأييد الله له. انظروا كم حاقت به من شدائد، وكم اجتمع عليه من خصوم، وكم وضعوا لحربه من خطط، فكان النصر أخيراً للإسلام. 137.
95- راية القرآن إذا رُفعت لا تُخذَل أبداً، وسيف محمد إذا ضربنا به لا ينبو أبداً. 138.
96- وما ذهبت قوة الإسلام ولا فقد أهله عزتهم. 138.
97- الإنسان يحبّ أن يكون مخدوماً لا خادماً وأن يكون حراً لا عبداً، إلا إذا كانت العبودية لله وكانت الخدمة لدين الله. 139.
98- الناس لا ينقصهم العلم بل العمل، لا أعني العلم بتفاصيل العلوم ودقائق الأحكام، فهذا مما يحتاج أكثر الناس إلى تعلمه، ولكن أعني الحقائق الخُلُقية الكبرى: الصدق والكذب مثلاً. 141.
99- وربما صارت المعصية مرضاً. فأنت حين تقول لمدمن المخدرات: "اتركها وانصرف عنها" كمَن يقول للمريض: "دع المرض وارجع إلى صحتك ثم حافظ عليها"! إن الأمر قد خرج من يده، وهو اليوم أحوج إلى العلاج. 143.
100- والله أمرنا أن ندعو بالحكمة والموعظة الحسنة؛ ذلك لأن الموعظة قد تكون سيئة، سيئة في أسلوبها لا في أصلها. والموعظة الحسنة هي التي يكون معها الدليل، فلا نأمر بما لم يأمر به الله ولا رسوله، ولا نزيد عليه ما ليس منه. والتي تكون خالصة لله. 146.
101- والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصول الإسلام. 146.
102- ومَن أراد أن يحفظ أولاده من الانحراف وأن يبقيهم معه في البيت، فليجعل البيت مستوفياً وسائلَ التسلية الجائزة شرعاً...وينبغي أن ينزل أحياناً إلى مستوى أولاده فيشاركهم أفكارهم وألعابهم ولهوهم. 148، بتصرف.
103- تبديل لون الحياة لا بد منه، والتزام لون واحد يبعث على الملل. 148.
104- وإن من أكبر العوامل في فتور العواطف الزوجية وركود أذهان الأولاد وضعف أجسامهم هذه الحياة الرتيبة المتشابهة. 149.
105- إن هذا الحب يجعل الغرفتين المهدَّمتين قصراً عظيماً، وفَقد الحب والتفاهم بين الزوجين والشِّقاق الدائم بينهما يجعل القصر العظيم جحيماً مُستَعِراً وسجناً مطبقاً. 149.
106- وإن في المباحات لَمَنجى من الوقوع في الحرام، والله ما حرّمَ شيئاً إلا أحلَّ شيئاً يقوم مقامه ويسد مسده ويغني عنه. 150.
107- أحمد تيمور باشا رحمه الله... كان أمة وحده في دينه وعلمه وخلقه وتحقيقه وحيائه وتواضعه. ومن هو أقرب الناس شبهاً به في سَمته وصمته وأدبه وعلمه، أستاذنا السيد الخضر حسين مدّ الله في عمره. وخالي وأستاذي محب الدين الخطيب، الذي كان أول عامل على تنظيم الدعوة الإسلامية في مصر، كما كان أول عامل على إحياء الفكرة العربية في الشام من قبل.152، بتصرف.
108- أصبح من المفهوم أن الإسلام دين وعلم وقانون وفن، وأنه صالح لكل زمان ومكان، فلا يستقيم في الفكر أن تكون عقول علمائه الذين يعيشون اليوم مخالفة لعقول الناس وفي معزل عن حقائق الكون التي توصّل العقل البشري إلى معرفتها. 162.
109- وعلم النحو مثلاً يُفهَم من غير أن نحفّظ التلاميذ المبتدئين هذه المنظومة العجيبة التي تُعرَف بـ «الألفية»، ونكسر بها أدمغتهم ونبغّض بها النحوَ إليهم أشد التبغيض. 163.
110- تربية عزة النفس والكرامة أول واجب على من ينشئ مدرسة دينية تخرّج علماء شرعيين، وحسبنا ما نجد اليوم من ضعف علمائنا (أعني بعضهم) وهوان نفوسهم عليهم!. 165.
111- وغدونا أيام الاستعمار والانتداب وما للدين في مدارسنا إلا ساعة واحدة في الأسبوع، وكان لا يدخل في الامتحانات العامة، ولا يرسب الطالب في فصله إن لم يعرف الدين، فسعينا وجاهدنا حتى صارت له ساعتان، ساعتان فقط في الأسبوع!. 170.
112- هذه المملكة تقوم بحمد الله على الإسلام، وقد خصصت المبالغ الطائلة في موازنات المعارف والإعلام والأوقاف للإسلام وأولته أكبر العناية والاهتمام. 176.
113- منّا أناس لطول ما أحبوا الأجنبي وعظّموه وكبر في نفوسهم يتمنّون لو أن جلداً أوربياً يُفصَّل على أجسادهم ليلبسوه، وأن رأساً أوربياً يُركَّب بين أكتافهم ليتخذوه، هؤلاء الذين ولّيناهم أمور أبنائنا وبناتنا، وقلنا لهم: اصنعوا بهم ما شئتم!. 177.
114- هذه هي الحقيقة؛ إنهم لا يريدون إلا الاستمتاع ببناتنا مجاناً، ولو كانت في أول الأمر متعة النظر والكلام. يريدون أن يأكلوا الطعام ولا يدفعوا الثمن.
إنهم «لصوص». 181.
115- إن أمل كل امرأة في الدنيا (حتى ملكة إنكلترا، وممثلات السينما اللواتي يبلغ دخلهن الملايين)، أملها في الزواج، ولا تتزوج إلا النظيفة الطاهرة زواجاً ناجحاً من رجل شريف طاهر. 184.
116- نرى قلة الزواج والكسادَ في البنات ملازماً للفساد. 185.
117- ولا تغترّي بحب الرجل، فإن أكثر الرجال يحبون ليستمتعوا ثم يتملصوا ويتخلصوا، والمرأة تحب لتستمر وتُخلص. وهذا من نتائج الوضع الحيوي (البيولوجي) لكل من الذكر والأنثى، الإنسان في ذلك والحيوان سواء، عمله مؤقت وعملها دائم. 185.
118- فالإسلام ليس فيه رهبانية، ولكن ليس فيه أيضاً إباحية. 186.
119- أعرف أن الرأي العام لا يكون الحق دائماً معه؛ فالرأي العام في مكة إبّان البعثة كان يقرر أن اللات والعُزّى آلهة تُعبَد، والرأي العام كان يقول يوماً إن الأرض مسطَّحة كالصفحة. 187.
120- فلا تتخذوا الرأي العام حجة ولا الأكثرية دليلاً قاطعاً، فكثيراً ما يكون الحق مع القلّة. 188.
121- ليس الرأي العام مقياس الحق، ولا حكم الأكثرية، بل حكم الشرع وحكم العقل. والعقل والشرع صنوان لا يفترقان، ما في الشرع قضية قطعية تنافي قضية عقلية قطعية. 188.
122- يا بنتي، أعود فأقول لك: إن المؤامرة والله عليك، وهؤلاء يحفّون بك يتسابقون إليك ويتزاحمون عليك ما دمت شابة جميلة، فإذا كبرت سنك وذوى جمالك نبذوك كما ينبذون قشر برتقالة امتصوا ماءها. 188.
123- إن السوق هو الزواج، والحرامية هم دعاة الاختلاط، فلا تمنحي أحداً ذرة من جمالك إلا بعد أن تربطيه من رقبته برباط الزواج. 189.
124- أنا أديب أولاً وآخراً، وأنا أُجِلّ الأدب وأقدّره، وعشت أطول فترة من حياتي به وله. 191.
125- لعنة الله على الشعر الجميل والوصف العبقري إن كان لا يجيء إلا بذهاب الدين والفضيلة والعفاف، وعلى كل أديب يُفسد عليّ ديني ويَذهب بعرضي ويحقّر مقدساتي ليقول كلاماً حلواً. 192.
126- مما استشهد به من الأبيات قوله:
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه * ولا خير في وجه إذا قل ماؤه. 195.
127- مما استشهد به شطر بيت:
ثهلان ذو الهضبات هل يتحلحلُ؟!. 196.
128- ونحن أمة منها انبثق نور العلم والتشريع. 199.
129- كان الناس كلهم، مذ جاء الله بالإسلام إلى يوم الناس هذا، مجتمعين على أن القرآن جديد في أسلوبه لا يشبه أساليب العرب في مخاطباتهم وآدابهم. 200.
130- الإجماع لا ينعقد على بدعة، وما انعقد عليه الإجماع فليس ببدعة!. 204.
131- ولقد عرفت الأيام من أعداء الإسلام كل وقح وأحمق وسخيف ومزوِّر، فذهب ما جاؤوا به وبقي الإسلام لم يضرّوه شيئاً، لأن الله تعهد بحفظه وجعل العاقبة لأهله. 205.
132- ونحن اليوم (في أكثر بلدان الشرق الإسلامي) في مطلع حياة جديدة، نصفي الماضي وننخل الحاضر، ثم لا يبقى إلا المنخول المصفّى من أخلاقنا وأوضاعنا وعاداتنا. 205.
133- نزع الدروس الدينية من مناهج التدريس ومن مواد الامتحانات العمومية قد حقق أغراض المستعمرين وأذناب المستعمرين، وأخرج جيلاً جديداً جاهلاً بأصول الإسلام وعلومه وتاريخه، مجرَّداً من الغيرة الإسلامية. 206.
134- ونحن في أشد الحاجة اليوم إلى العمل الإيجابي، إلى بناء النافع أيضاً لا إلى هدم الضارّ فقط، إلى إنشاء الحصون الدائمة لحماية عقائد الناشئة، وعرض الإسلام بشكل واضح صحيح، ولا يقوم بهذا إلا العلماء الذين جمعوا بين ثقافة العصر والثقافة الإسلامية والتديّن الحقيقي، وهذه هي «الحلقة المفقودة». 208.
135- والدينُ أعزّ من الوطنية...والحقيقةُ أثمن من المادة...والعقائدُ فوق كل شيء. 211، بتصرف.
136- وانتبهوا إلى أبنائكم، وراقبوا المدارس، فإنه يوشك أن تُخرج المدارسُ من الولد عدوّاً لأبيه، كافراً بدينه، خصماً لقرآنه!. 213.
137- الله قد يبتلي هذا الدين بالفاجر المُبطل فيقول ما يوقظ المسلمين وينبّههم إلى دفعه، فيتأيّد بذلك الدينُ. 215.
138- فالقومية...بطلت موضتها في أوربا وأُهملت فصُدِّرت إلينا، ومثلها الدارونيّة التي انهارت علمياً وتهدّمت أسسها الموهومة على أيدي أكابر علماء العصر وكذلك الفرويدية التي سقطت وظهر عُوارها. 218، بتصرف.
139- إن نظرية دارون في بقاء الأصلح قد جَرَّت إلى اتخاذ وسائل القوة والسيطرة على الضعيف وإهمال مبدأ العدل، وكانت من العوامل الخفية في حربين عالميتين. 219.
140- نظرية فرويد في أن الغريزة الجنسية هي أصل الغرائز جَرَّت إلى هذه الإباحية التي نراها أو نسمع بها، والتي بدأ الناس ينتبهون إلى خطرها. 219.
141- إن دارون، وفرويد، وماركس، ونيتشه، ودوركايم … كل هؤلاء من ثمرات المخططات اليهودية، خرجوا من مصنعها، لا بأجسادهم وأرواحهم فالأجساد والأرواح من خلق الله وحده، لكن بأفكارهم الضالّة ومبادئهم المدمِّرة. 219.
142- ومن أقر بالزنا كان له الحق بأن يرجع عن إقراره، ولو كان الإقرار أمام القاضي؛ كل ذلك لأن الحدود تُدرَأ بالشبهات. 224.
143- وهذا ما رأيناه بأعيننا في هذه المملكة أيام الملك عبد العزيز رحمه الله، لمّا جئناها من نحو ثلاثين سنة؛ كنت تترك مالك في الصحراء على الطريق العام، وتغيب عنه شهراً ثم تعود إليه فتجده على حاله ما مسّته يد. لقد كتبت يومئذ أقول إن الصحراء صارت على عهد عبد العزيز آمَنَ من ميدان النجم في باريس، وكانت كلمة حق. 225.
144- لا يكفي في القانون المدني أن تكون أحكامه موافقة للشرع، بل أن يكون مستنبَطاً من الفقه الإسلامي.
والفقه الإسلامي -في الواقع- غنيٌّ غِنىً لا يحتاج معه إلى الأخذ من غيره. 226.
145- واعلموا أن القانون المدني الفرنسي (الذي هو أصل القوانين المدنية الحديثة) وضعته لجنة بأمر نابليون بعد عودته من مصر. وقد ثبت الآن -من محاضر جلسات اللجنة وأوراقها- أنهم اعتمدوا فيه على كتب في فقه الإمام مالك. فإذا كانوا هم أخذوه منا، أفنرجع فنقبسه منهم؟
أيكون عندنا كنز من الذهب، ثم نمدّ أيدينا لنشحد قرشاً؟!. 227.
146- الصحابة...خلاصة الإنسانية، ولباب البشر. 234، بتصرف.
147- وجوب انفصال الجنسين، في الجامعة والسوق والمخزن وكل مكان، فلا يلتقيان إلا على نسب أو زواج. 241.
148- لمن يكون غَدٌ ويكون المستقبل: للجِدّ أم للهزل؟ للعفاف أم للفسوق؟...أما أنا فلست خائفاً من الفساد ولو كَثُرَ أهله وقَوِيَ أنصاره، ولا يائساً من الإصلاح ولو طالت سُبُله وقلّت وسائله. 242، بتصرف.
149- الطفل يولد ضعيفاً ثم يحبو ثم يدرج، ثم يبلغ أشده وينازع -مِن جهله- اللهَ في ملكه، ثم يعود طفلاً بلحية بيضاء. 245.
150- وقد عوّدني الله أن لا أقول إلا الحق، وأن أجهر به إن خرس عنه ضِعاف الإيمان أو صرّح علماء السوء بغيره. 250.
151- لقد ربحنا باقتباسنا من هذه الحضارة وخسرنا، وكل شيء في الدنيا فيه ربح وفيه خسارة. 255.
152- لقد فصلنا في الواقع الدينَ عن الحياة، فبقينا نحافظ على مظاهر الإسلام في العبادة، ولكن إذا انتهت العبادة لم نَسِرْ في حياتنا على هَدي الإسلام. 259.
153- الإسلام جاء للحياة كلها، للبيت والسوق والمدرسة والمحكمة والديوان، فهل يسيطر الإسلام اليوم على حياتنا؟. 259.
154- وقد انفردنا نحن دون الأمم كلها بأن كان عندنا علم خاص بمعرفة الرجال. 268.
155- المرجع الأول لتاريخنا ما رُوي على طريقة المحدثين. وهذا أيضاً له درجات ومراتب، من المتواتر الذي لا يرتقي الشك إليه، والمشهور والعزيز والصحيح والحسن والضعيف. والصحيح درجات، لاختلاف المصححين واختلاف شرائطهم في التصحيح. 268.
156- لن تنفع العدّةُ ولا يُجدي العَددُ أمةً أضاعت هدفها، فهي تهيم على غير هدى. 283.
157- وليس على من يدعو إلى مبدأ صحيح أن يقوم على تنفيذه، فإن تنفيذه (ما لم يكن مستحيلاً في العقل) ممكن وحاصل بالقوة. 284.
158- كل مسلم نصف عربيّ...وكل عربي نصف مسلم...وكل عظيم في العرب تلميذ لمحمد صلى الله عليه وسلم. 285، بتصرف.
159- وما دعوة الجاهلية إلا هذه العصبية القومية التي تُؤْثِر رابطة الدم على جامعة الإيمان. 287.
160- هذه الفكرة العربية إنما هي من صنع الإنكليز لمصلحة لهم فيها ظاهرة، وهي فصل الهند عن أقطار الشرق الأدنى. 287.
161- والإسلام لا يجتمع مع عصبية الجاهلية في قلب واحد. 288.
162- والمسلم -حيث كان- مَعني بتاريخ العرب لأنه تاريخ الإسلام، مشغوف بلغة العرب لأنها لغة قرآنه ولسان نبيّه، واللغة التي بها يخاطب ربه في صلاته ويدعوه في مناجاته. 289.
163- ولم تُعرَف هذه الدعوة القومية على الوجه الذي بيّنا إلا في آخر الزمان، حين عجزت دول أوربا عن قتل «الرجل المريض» بزعمهم، فدسّت له سكين القوميات تحزّ في مفاصله وتقطع أوصاله. 291.
164- الإسلام لم يكن في يوم من الأيام دين ضعف وتخاذل، وإنما هو دين قوة وأَيْد، وجزاءُ سيئة فيه سيئة مثلها، والعمل على كل ما يقوّي الدولة ويشد أزرها مما يطلبه الدين وتدعو إليه الشريعة. 292.
165- فقل لدعاة القومية: موتوا بغيظكم؛ إن المستقبل لنا، لقد شِدْتُم صرحاً ولكنه صرح من الثلج، متى أشرقت عليه شمس الإسلام رجع وحلاً تطؤه الأقدام. 294.
166- ذكر "أن للقومية دعائم ثلاثاً: اللغة، والتاريخ، والعادات". 295.
167- تبدلت قواعد الإنكليزية والفرنسية في هذه القرون الخمسة وبقيت قواعد اللغة العربية كما كانت منذ أنزل الله القرآن، والسبب في بقائها هو القرآن. 296.
168- الإسلام لم يكن بالعرب، بل العرب كانوا بالإسلام. 298.
169- لقد وُلد العرب في التاريخ يوم ولد محمد صلى الله عليه وسلم، فمن لم يصدّق فليتصور كيف يكون تاريخ العرب لولا محمد صلى الله عليه وسلم؟. 298.
170- إن العرب مَدينون بوجودهم الحضاري وبمنزلتهم في التاريخ للإسلام. 299.
171- فالعربية والإسلام أخَوان لا ضدان ولا نقيضان. 299.
172- فنحن عرب ونحن مسلمون، ونحن نعتز بقرآننا العربي ونعتز بعربيتنا المسلمة. 299.
173- العربية كانت لهجات ولغات مختلفات، ما وحّدها وجعلها لغة واحدة وقَعَّد لها القواعد ووضع لها النحو والصرف وجمع مفرداتها في المعاجم إلا الإسلام. 301.
174- ولا يزال الإسلام يمتد على رغم قلة الدعاة وتخلف الزمان، وكلما بلغ في امتداده قطراً جديداً حمل معه إليه العربية، يتعلمها كل مسلم ليناجي بها ربه ويقرأ بها في صلاته. 303.
175- العربية لم تنتشر في الماضي، ولن تنتشر في المستقبل، إلا بدعوة الإسلام. 303.
176- الله أخذ على مَنْ عَلِمَ الحق أن يبيّنه للناس وأن لا يكتمه، وإن كتمه كان شيطاناً أخرس. وأنا لا أحب أن أكون شيطاناً مُبيناً ناطقاً بأفصح لسان، فهل أكون شيطاناً وأكون أخرس؟. 306.
177- إن الدين عقيدة ومنهاج، والعروبة جنسية. 308.
178- وما الخميني وجماعته من أمة القرآن!)، هذا القرآن قرّر فيه الله أن هذا الرباط هو الإيمان، هو العقيدة، لا رباط الدم ولا اللسان ولا الإرادة المشتركة. 309.
179- إن بذل الدنيا وما فيها من مال ومتاع يُعَدّ كرماً، ولكن بذل الدين حماقة وجنون، ونحن لا نريد أن نكون حمقى ولا مغفلين. 312.
180- ولمّا نَزلْنا منزلاً طَلَّهُ النَّدَى … أَنيقاً وبُستاناً من النَّوْرِ حالِيَا
أَجَدَّ لنا طِيبُ المكانِ وحُسْنُهُ … مُنَىً، فتمنّينا فكنتَ الأَمانِيَا
والأمانيّ لا تلد وحدها واقعاً: {لَيسَ بِأمَانِيِّكُمْ وَلا أمَانِيِّ أهْلِ الكِتابِ، مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِه}. 313.
181- أليس من الحرب ما هو أشد من حرب الحديد والنار، ما هو حرب العقائد وحرب المبادئ. 314.
تمت بعون الله وتوفيقه وتسديده في يوم الأربعاء، بتاريخ 1444/3/23، في طبرجل الغناء، في تمام الساعة الرابعة وثلث.
جمعها وانتقاها/
أ/ أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق