الأحد، 31 مايو 2020

العودة للمساجد بعد إغلاقها بسبب جائحة كرونا

(العودة للمساجد بعد إغلاقها بسبب جائحة كرونا)

الحمدلله، وأصلي وأسلم على عبده ومصطفاه، ونبيه ومجتباه، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد

فإنه قد حل بالعالم داء فتاك، وبسببه شلت الحركة الاقتصادية، وتوقفت وسائل الشحن إلا ما ندر، وارتبك الساسة والسوقة، وكان الناس في هول مستطير، ومرض من مرض، وتوفي من توفي.

وفي الثامن من شوال من العام ١٤٤١؛ عاد الناس إلى مساجدهم، وفتحت أبواب المسجد النبوي الشريف

 عادوا بحذر وترقب، مستخدمين ما أرشدت إليه الجهات المختصة من الاحترازات الوقائية، من لبس الكمامة والقفازين، وأن يحضر معه سجادة خاصة به، وأن تكون المسافة بين المصلين مترين، وبين الصفين صف شاغر...

أقول: الأهم من ذلك هو أن تؤوب القلوب إلى ما يرضي علام الغيوب...

أن يعود الناس إلى الفطرة التي فطروا عليها...

أن يسعوا جاهدين في إرضاء باريهم - جل وتقدس -، وألا يلتفتوا إلى إرضاء الناس إذا كان على حساب سخط الجبار - جل جلاله -...

المهم: أن يعتبروا ويدكروا وينزجروا، وأن يحذروا أن يتعظ بهم غيرهم، وأن يكونوا عبرة للآخرين، فهذه إنذارات ربانية؛ يخوف الله بها عباده، ويريهم قدرته، كما يريهم رحمته... 

الأهم: أن يعودوا إلى صلة أرحامهم، والرحمة بمساكينهم، والإحسان إلى الجار... أن يعودوا إلى القول اللين، والخلق الهين... أن يصافحوا الملكوت العلوي بصفاء روحي، وطهر نفسي... أن يربؤوا بأنفسهم عن سفاسف الأمور وأراذلها، وأن يتحاشوا مجادلة السفهاء، والإقبال على من يخوضون في آيات الله مستهزئين كافرين بها...

الأهم: أن يتصلوا بالله على وجه الدوام، وألا تغرهم بهارج الدنيا، التي هي أنتن من جيفة حمار!

الأهم: أن تقوى رابطة الدين؛ فلا قومية ولا عصبية ولا جاهلية ولا قبلية ولا أحزاب ولا فرق ولا جماعات، إنما جماعة واحدة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بفهم سلف الأمة الصالح من الصحابة وتابعيهم من أصحاب القرون الثلاثة المفضلة؛ التي عناهم صلوات ربي وسلامه عليه بالخيرية، وأنهم خير الناس كما في الحديث الصحيح.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
طيبة المطيبة - الاثنين ١٤٤١/١٠/٩

الثلاثاء، 12 مايو 2020

لله أنت أبا غنى

(لله أنت أبا غنى) 

 (حسن)... يكاد الحسن منه يغارُ * والمجد والكرم الأصيل دثار
شهم تربى في رعاية جهبذ * فعليه من حلل الفخار وقار!
بر كريم محسن متعفف * سمح الخليقة.. عزمه بتار
بشراكم يا قومنا برجوعه * يزجي الفضائل... سيرة معطار
عشق التفوق مذ وعى من عمره *   حتى دنت بالفضل منه ثمار
لله در الشهم أضحى باسما * ثغر المهابة منه والإكبار
لله أنت (أبا غنى) من حازم * وأمين قوم... والكريمُ الجار
واليوم نسعد باللقا وتزاور * في طيبة... وهناك يحلو مزار
دار الحبيب المصطفى وصحابه * تلك النفوس الطاهرات كبار
دار الأحبة جئتها متفائلا * بالنقل بعد العشر... نعم الدار!
وأبوك ربي في الجنان يحله * منه الرضا... فيطيب منه قرار
والأهل أجمع والقرابة كلهم *
 فالقرب يسعد... والزمان يدار! 

شعر/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
الثلاثاء - طيبة الطيبة- ١٤٤١/٩/١٩


بمناسبة:
نقل الرائد/ حسن بن عطا الله بن عامر الصاعدي من الرياض بعد اثني عشرة سنة تقريبا من العمل إلى مسقط رأسه المدينة النبوية.
سمعت ذلك الخبر في يوم الثلاثاء في السحر، وكتبت هذه الأبيات.
وهو جار لنا، ولنعم الجار.

وإن تعجب فعجب ١٠

(وإن تعجب فعجب ١٠)

ومن العجائب في زماننا المتأخر هذا: ما يسعى له البعض - أو لعله الكثير - من محاولات تلو محاولات؛ لإذابة الفروق بين الطوائف والفرق والملل، فلا إنكار ولا تشنيع، وتأسف - أسفا بالغا - عندما يتقدم الصفوف أولئك ممن يدعون "المشيخة" أو تدعى لهم!

ظهر قبل يومين تقريبا صوت من هذه الأصوات، التي تنادي بأخوة السنة والشيعة، ما دام أنهم يستقبلون قبلة واحدة، ويحجون ويعتمرون، ويشهدون الشهادتين، ويأكلون ذبائحنا، واستدل بحديث في ذلك!

والرد على هذا الصوت المنادي بإذابة الولاء والبراء في نفوس المسلمين، يتلخص في الآتي:

أولا: الإسلام له شروط ونواقض، ومن نواقضه: الشرك.

وهذه نواقض الإسلام للإمام المجدد المصلح الكبير، الشيخ/ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، ذكر فيها عشرة نواقض، وهي في المستوى الأول من مستويات طالب العلم، بجمع وترتيب وتحقيق الشيخ، إمام المسجد النبوي الشريف، د/ عبدالمحسن القاسم، ويعلمها ويحفظها كل طالب علم مبتدئ!

ثانيا: لا بد من جمع الأدلة للنظر في قضية ما، أو مسألة ما، وهذا الشيخ - هداه الله - أخذ بدليل متشابه، وترك أدلة محكمة؛ فتأصيله للحكم على تلك المسألة؛ تأصيل ناقص غير محكم!

والواجب عليه أن ينطق بالحق، وأن يقول بأن الشيعة الذين يشركون بالله بأنواع من الشركيات؛ هم مشركون، وفيهم الشرك الأكبر والأصغر، وكتبهم طافحة بالعداوة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتحرض على قتل كل سني... الخ... وما نراه في العراق وسوريا ولبنان واليمن؛ لهو خير شاهد!

وأخيرا:
فمن يشهد الشهادتين، ويحج ويعتمر، وهو مع ذلك يكفر الصحابة، ويلعن الشيخين، ويتهم أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق الأكبر عائشة رضي الله عنها وعن أبيها، وسائر الآل والصحب، ويقول بتحريف القرآن، وأن الأئمة يعلمون الغيب... من يعتقد تلك المعتقدات؛ فهو كافر مشرك نجس بلا أدنى ريب... وإن لم يكن ذلك كفرا وشركا؛ فلا والله ما في الدنيا كفر ولا شرك!


وكتبه/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
المدينة- الثلاثاء ١٤٤١/٩/١٩

ألا رباه لطفا بالعباد

(ألا رباه لطفا بالعباد)

ألا رباه لطفا بالعباد * فهذا الغرب ألحد في عناد
يبارز بالجحود إله حق * بهزء القول أسرف في فساد
ينادي للضلالة كل يوم * ويبرز لابسا ثوب الوداد!
فيردي في حبائله ألوفا * ويغوي بالجهالة كل غادي!
وهذا الشرق يتبعه بسخف * يقلد خطوه ذل انقياد!
يصافح بالمهانة ألف رجس * ويوغل في القذارة باجتهاد!
ولا يصحو إذا الأقوام جدت * خفيف العقل ند للرشاد
يعادي بالرذيلة كل طهر * ويرقص خانعا رغم التناد!
إله الغرب أبهره غرورا * فنكس رأسه في كل وادي!
يغني بالبطولة ويح قومي * وما نهضت بنوه إلى سداد!
يمني نفسه نيلا لمجد * برغم من أساه ومن رقاد!
ألا ويح العروبة ويح قومي *  وويح النفس من عز المعادي
ألا فارحم عبادك يا إلهي * ولطفا سابغا كل البلادي
وعجل بالمسرة قبل عيد * بلم الشمل يشدو كل حادي!

شعر/ أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
حارة المكيسر- المدينة- السبت ١٤٤١/٩/١٦