الثلاثاء، 12 مايو 2020

وإن تعجب فعجب ١٠

(وإن تعجب فعجب ١٠)

ومن العجائب في زماننا المتأخر هذا: ما يسعى له البعض - أو لعله الكثير - من محاولات تلو محاولات؛ لإذابة الفروق بين الطوائف والفرق والملل، فلا إنكار ولا تشنيع، وتأسف - أسفا بالغا - عندما يتقدم الصفوف أولئك ممن يدعون "المشيخة" أو تدعى لهم!

ظهر قبل يومين تقريبا صوت من هذه الأصوات، التي تنادي بأخوة السنة والشيعة، ما دام أنهم يستقبلون قبلة واحدة، ويحجون ويعتمرون، ويشهدون الشهادتين، ويأكلون ذبائحنا، واستدل بحديث في ذلك!

والرد على هذا الصوت المنادي بإذابة الولاء والبراء في نفوس المسلمين، يتلخص في الآتي:

أولا: الإسلام له شروط ونواقض، ومن نواقضه: الشرك.

وهذه نواقض الإسلام للإمام المجدد المصلح الكبير، الشيخ/ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، ذكر فيها عشرة نواقض، وهي في المستوى الأول من مستويات طالب العلم، بجمع وترتيب وتحقيق الشيخ، إمام المسجد النبوي الشريف، د/ عبدالمحسن القاسم، ويعلمها ويحفظها كل طالب علم مبتدئ!

ثانيا: لا بد من جمع الأدلة للنظر في قضية ما، أو مسألة ما، وهذا الشيخ - هداه الله - أخذ بدليل متشابه، وترك أدلة محكمة؛ فتأصيله للحكم على تلك المسألة؛ تأصيل ناقص غير محكم!

والواجب عليه أن ينطق بالحق، وأن يقول بأن الشيعة الذين يشركون بالله بأنواع من الشركيات؛ هم مشركون، وفيهم الشرك الأكبر والأصغر، وكتبهم طافحة بالعداوة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتحرض على قتل كل سني... الخ... وما نراه في العراق وسوريا ولبنان واليمن؛ لهو خير شاهد!

وأخيرا:
فمن يشهد الشهادتين، ويحج ويعتمر، وهو مع ذلك يكفر الصحابة، ويلعن الشيخين، ويتهم أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق الأكبر عائشة رضي الله عنها وعن أبيها، وسائر الآل والصحب، ويقول بتحريف القرآن، وأن الأئمة يعلمون الغيب... من يعتقد تلك المعتقدات؛ فهو كافر مشرك نجس بلا أدنى ريب... وإن لم يكن ذلك كفرا وشركا؛ فلا والله ما في الدنيا كفر ولا شرك!


وكتبه/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
المدينة- الثلاثاء ١٤٤١/٩/١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق